عليا احتسب ( كذا ) بنفسه على نبيه فرد عليه شرقها )). قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، فقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس، وذلك في الصبهاء في غزوة خيبر.
حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن كعب الدقاق بالموصل، حدثنا علي بن جابر الأودي، حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير، قال: دخلت على فاطمة ابنة علي الأكبر فقالت: حدثتني أسماء ابنة عميس (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوحي إليه فستره علي بثوبه حتى غابت الشمس، فلما سري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا علي صليت العصر ؟ قال: لا. [ قال ]: اللهم اردد الشمس على علي )). قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحجر، أو قالت: نصف حجرتي.
حدثنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله القصار بمصر، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن أسماء ابنة عميس (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه في حجر علي فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال: اللهم إن عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيه فرد عليه شرقها )). قالت أسماء: طلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض فقام علي فتوضأ فصلى العصر ثم غابت الشمس، وذلك بالصهباء في غزوة خيبر.
حدثنا أبو محمد الصابوني، عن عبيد الله بن الحسين القاضي بأنطاكية، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا أحمد بن فديك نحوه.

قال أحمد بن صالح: هذه دعوة النبي فلا تستكثر. أخرجه الطبراني في الكبير.
حدثنا إسماعيل بن الحسين الحقاف ( كذا )، حدثنا أحمد بن صالح به.
حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الأشناني، حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدثنا يحيى بن سالم، عن صباح المروزي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن أسماء ابنة عميس قالت: (( اشتغل علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي صليت العصر ؟ قال: لا يا رسول الله، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلس في المسجد فتكلم بكلمتين أو ثلاثة ( كذا ) كأنها من كلام الجيش ( كذا ) فارتجعت الشمس كهيئتها فقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ما تكلم به قبل ذلك فرجعت الشمس إلى مغربها، فسمعت لها صريرا كالمنشار في الخشبة، وطلعت الكواكب )).
حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى الجرادي بالموصل، حدثنا علي بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوما ورأسه في حجر علي حتى غابت الشمس، فرفع رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه فقال: صليت العصر يا علي ؟ قال: لا يا رسول الله. فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر )). قالت: فرأيت الشمس بعد ما غابت حين ردت حتى صلى العصر. أخرجه الطبراني.
حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا علي بن المنذر به.

أخبرني أبو طالب محمد بن صبيح بدمشق، حدثني علي بن العباس، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى، عن عبد الله بن الحسين بن جعفر، عن حسين المقتول، عن فاطمة بنت علي، عن أم الحسن بنت علي، عن أسماء بنت عميس قالت: (( لما كان يوم خيبر شغل علي بما كان من قسمه الغنائم حتى غابت الشمس فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا: هل صليت العصر ؟ قال: لا. فدعا الله تعالى فارتفعت حتى توسطت المسجد فصلى علي فلما صلى غابت الشمس قال: ( كذا ) فسمعت لها صريرا كصرير المنشار في الخشبة )).
وحدثنا عباد، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح، عن أبي سلمة مولى آل عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي، عن أمه أم جعفر بنت محمد، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المكان ومعه علي إذ أغمي عليه فوضع رأسه في حجر علي، فلم يزل كذلك حتى غابت الشمس، ثم أفاق فقعد فقال: يا علي هل صليت ؟ قال: لا. قال: اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فخرجت من تحت هذا الجبل كأنما خرجت من تحت سحابة، فقام علي فصلى فلما فرغ آبت مكانها )).
حدثنا عبيد الله بن الفضل التهياني الطائي، حدثنا عبد الله بن كثير بن عفير، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن رشيد الهاشمي الخراساني، حدثنا يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب قال: (( لما كنا بخيبر شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر، جئته ولم أصل صلاة

العصر، فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس، فقلت: يا رسول الله ما صليت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك، فرفع يده ثم قال: اللهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك فأردد عليه شرقها. قال: فرأيتها على الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت، ثم توضأت ثم صليت ثم غابت )).
حدثنا أبو الحسن بن صفوة، حدثنا الحسن بن علي بن محمد العلوي الطبري، حدثنا أحمد بن العلاء الرازي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم التيمي، حدثنا محل ( كذا ) الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن أبي ذر، قال علي يوم الشورى: (( أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس فانتبه فقال: يا علي صليت العصر ؟ قلت: اللهم لا. فقال: اللهم ارددها عليه فإنه كان في طاعتك وطاعة رسولك )).
حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، حدثنا عثمان بن خرزان، حدثنا محفوظ بن بحر، حدثنا الوليد بن عبد الله بن عبد الواحد، حدثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الشمس أن تتأخر ساعة من النهار فتأخرت ساعة من النهار )). انتهى ما في الجزء من الطرق. انتهى.
قلت: يعني الجزء الذي هو تخريج أبي الحسن شاذان الفضلي الذي ذكره السيوطي فيما مر مما نقلناه من هذه الأساند.
ثم قال السيوطي: وحديث جابر، أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق الوليد بن عبد الواحد. وقال: لم يروه عن أبي الزبير إلا معقل، ولا عنه إلا الوليد.

وروى عن ابن أبي شيبة في مسنده طرقا ( كذا ) من حديث أسماء، وهو قولها: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي )) لم يزد على ذلك.
وقد أخرج حديث: (( رد الشمس لعلي عليه السلام )) ابن كثير في البداية والنهاية، ولكنه استبعد ذلك وقد رددنا على سبب الاستبعاد بما يأتي، فجَدَّ واجتهد في تضعيف الروايات وسلك طريقة كطريقة ابن الجوزي، ولكنا ننقل ما أورده من الأسانيد ليعرف أن الطرق كثيرة يقوي بعضها بعضا، ونحذف كلامه في الأحاديث بتضعيف الروايات، لأنا نريد تقوية الروايات بكثرة الطرق، وكثرتها تدل على أن للحديث أصلا، ولأن كلامه على الأسانيد دعاوى يعرف مما أوردناه في هذا الكتاب أنه لا يعمل بها، ولأنه يطول الكلام بذكرها، والجواب عنها وبعض الرجال مذكور في هذا الكتاب بما يرد على ابن كثير، وبعض كلامه جملي كأن يقول هذا السند ضعيف، ولا يبين سبب ضعفه، فرجحنا ترك ذلك لأن بعض الأسانيد وإن كان وحده ضعيفا، فهو يقوى باقترانه بالأسانيد الكثيرة الموافقة له في المعنى، فإليك ما أورده في الحديث مع اختصاره.
قال في البداية والنهاية ( ج 6 ص 77 ) وما بعدها من الصفحات عدة صفحات: فأما حديث: رد الشمس بعد مغيبها، فقد أنباني شيخنا المسند الرحلة بهاء الدين القاسم بن المظفر بن تاج الأمناء بن عساكر [ أذنا و ] قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عساكر المشهور بالنسابة، قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم المستملي، قالا: ثنا أبو عثمان المحبر، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الدبا - يعني بها [ كذا يظهر أنه نسبه إلى بلده وقال بها

أي: حدثه بها ] - أنبأنا محمد بن أحمد بن محبوب وفي حديث ابن القشيري، ثنا أبو العباس المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود (ح).
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: و، أنبأنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد الله بن مندة، أنا عثمان بن أحمد الننسي، أنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن زاد أبو أمية: ابن الحسن ( أي قال أبو أمية: إبراهيم بن الحسن بن الحسن )، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صليت العصر )). وقال أبو أمية: (( صليت يا علي ؟ قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال أبو أمية: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة نبيك )). وقال أبو أمية: (( رسولك فاردد عليه الشمس )). قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
وقد رواه أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي عبد الله بن مندة كما تقدم، ومن طريق أبي جعفر العقيلي.
ثنا أحمد بن داود، ثنا عمار بن مطر، ثنا فضيل بن مرزوق، فذكره.
وبه قال الحافظ بن عساكر قال (كذا): وأخبرنا أبو محمد، عن ( كذا) طاووس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، عن عروة بن عبد الله بن قشير قال: (( دخلت على فاطمة بنت علي فرأيت في عنقها خرزة، ورأيت في يديها مسكتين غليظتين وهي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا ؟ فقالت:

إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجال، ثم حدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب دفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أُوحي إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس، يقول: غابت أو كادت أن تغيب، ثم إن نبي الله سري عنه، فقال: أصليت يا علي ؟ قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم رد على علي الشمس فرجعت حتى بلغت نصف المسجد )).
قال عبد الرحمن: وقال أبي: حدثني موسى الجهني نحوه. انتهى.
قلت: السند الأول من هذه الأسانيد ابتداؤه في ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر (ج2/ص283) في الطبعة الثانية، ولفظه: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم المستملي...إلخ باختلاف يسير، فهناك البجيري مكان المجبر، وخرّج الحديث المحقق، فقال في (ص285): وينبغي لنا أن نذكر هاهنا ما وصل إلينا من روايات إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء، ثم ما رواه غيره فاطمة عن أسماء تحفظا على سياق المؤلف، ثم نذكر ما رواه غير أسماء... إلخ، راجعه فإنه مفيد جدا.
وأما السند الثاني من سندي ابن عساكر فهو في (ج2/ص292) من ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر، ولفظه: أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة... إلخ، ففي هذا أبو محمد بن طاووس، ولعله الصواب، وهناك أبو محمد، عن طاووس ولم يتكلم في السند الأول، وإن كانت نسخة البداية والنهاية توهم أنه تكلم فيه، فهو خطأ في المطبعة، حيث حكى أن بعضهم تكلم في الحديث.
ثم قال وبه قال الحافظ ابن عساكر، فجعلوها لاحقة بالكلام الأول، وإنما هي أول السند الثاني، نعم تكلم ابن عساكر في السند الثاني والحديث، فقال عقيب

السند الثاني: هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجاهيل، وقد أجاب عنه المحقق في حاشيته بما يكفي ويشفي، فحقق أن متن الحديث غير منكر، لأنه يدل على آية من آيات الله، ودليل من دلائل قدرته، وهو أيضاً من أعلام النبوة، وحقق أن رجال السند غير مجاهيل، فقال: وأما سند الحديث فجميع سلسلته إما من الحفاظ الأجلاء، وإما من رجال الصحاح، أما شيخ المصنف وشيخ شيخه، فهما من ثقات مشائخ المصنف - يعني ابن عساكر - فلو لم يكونا عنده بموثوقين لم يكثر عنهما بل لم ينقل عنهما من غير غمز فيهما، وسيجيء قريباً أن المصنف يرويه عن جماعة أخر من كبار الحفاظ وشيوخه، وأما أبو عمر بن مهدي وأبو العباس بن عقدة، فهما من أكابر الحفاظ، وكتب التراجم مفعمة بالثناء عليهم، وشرح حالهم كتوضيح البديهيات، ومن أراد فعليه بتاريخ بغداد، وتذكرة الحفاظ، وغيرهما من كتب التراجم.
وأما أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي الأودي أبو جعفر الكوفي العابد المتوفي (264) فهو من رجال الصحاح، ومترجم في تهذيب التهذيب (ج7/ص186) وقد وثقه أبو حاتم، والنسائي، وابن حبان.
وأما عبد الرحمن بن شريك القاضي وأبوه، فهما أيضا من رجال الصحاح، ومترجمان في تهذيب التهذيب (ج4/ص333، وج6/ص194).
وأما عروة بن عبد الله بن قشير أبو مهل الجعفي الكوفي، فهو أيضا من رجال الصحاح، ومترجم في تهذيب التهذيب (ج7/ص186)، وقد وثقه أبو زرعة ولم يجرحه أحد.
وأما موسى بن عبد الله أو عبد الرحمن الجهني في السند الثاني، فهو أيضا من رجال الصحاح، وهم متفقون على مدحه وعظيم مكانته، راجع ترجمته من كتاب

تهذيب التهذيب (ج10/ص354)، هذا سند الحديث وهذا متنه، فأين المنكر والمجاهيل فيهما ؟! وهذا غير خفي على المصنف الحافظ، ولكن خاف المسكين لو سكت من أن يثبوا عليه، ويوطئوه بأرجلهم كما أوطأوا الحافظ النسائي، أو يخرقوا كتبه ويهجروه كما هجروا الحافظ الواسطي، لما روى حديث الطير. انتهى. وقد ذكر شواهد للسند فراجعه.
ولنرجع إلى تخريج الحديث في البداية والنهاية، لابن كثير قال في (ص78) من (ج6): وقال الحافظ أبو بشر الدولابي في كتابه الذرية الطاهرة: ثنا إسحاق بن يونس، ثنا سويد بن سعيد، ثنا المطلب بن زياد، عن إبراهيم بن حبان (كذا)، عن عبد الله بن حسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن الحسين، قال: (( كان رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي وهو يوحى إليه ))، فذكر الحديث بنحو ما تقدم. ثم قال ابن كثير في (ص80) فصل في إيراد طرق هذا الحديث من أماكن متفرقة: وقد جمع فيه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني جزأً وسماه: مسألة في تصحيح حديث الشمس، وترغيم النواصب الشُّمس، وقال: قد روي ذلك من طريق أسماء بنت عمي،س وعلي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ثم رواه من طريق أحمد بن صالح المصري، وأحمد بن الوليد الأنطاكي، والحسن بن داود، ثلاثتهم، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وهو ثقة. أخبرني محمد بن موسى الفطري المدني وهو ثقة أيضاً، عن عون بن محمد قال: وهو ابن محمد بن الحنفية، عن أُمه أُم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس، (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر بالصهباء من أرض خيبر، ثم أرسل عليا في حاجة فجاء وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر فوضع رأسه في حجر علي، ولم

يحركه حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيه، فرد عليه شرقها ))، قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى رفعت على الجبال فقام علي فتوضأ، وصلى العصر ثم غابت الشمس. قال ابن كثير: ثم أورده هذا المصنف - يعني الحسكاني - من طريق الحسين بن الحسن الأشقر، وهو شيعي جلد، وضعفه غير واحد، عن الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسين (كذا) بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين الشهيد، عن أسماء بنت عميس، فذكر الحديث. قال: وقد رواه، عن فضيل بن مرزوق جماعة، منهم عبيد الله بن موسى، ثم أورده من طريق أبي جعفر الطحاوي، من طريق عبد الله (كذا)، وقد قدمنا روايتنا له من حديث سعيد بن مسعود، وأبي أمية الطرسوسي، عن عبيد الله بن موسى العبسي، وهو من الشيعة، ثم أورده هذا المصنف من طريق أبي جعفر العقيلي، عن أحمد بن داود، عن عمار بن مطر، عن فضيل بن مرزوق، والأغر الرقاشي، ويقال: الرواسي أبو عبد الرحمن الكوفي، مولى بني عنزة، وثقه الثوري، وابن عيينة، وقال: لا أعلم إلا خيرا، وقال ابن معين: ثقة، وقال مرة: صالح ولكنه شديد التشيع، وقال مرة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، يهم كثيرا، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال عثمان بن سعيد الدارمي: يقال إنه ضعيف، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به، وقال ابن شعبان: منكر الحديث جداً، كان يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات، وقد روى له مسلم وأهل السنن الأربعة. انتهى.
وقوله في السند: عن إبراهيم بن الحسين غلط مطبعي، فقد ذكره المؤلف ابن كثير مرة أخرى بلفظ: عن إبراهيم بن الحسن وهو الصواب، قال ابن كثير على أن شيخه - أي شيخ الأغر في متابعته لابن فضيل - هذا إبراهيم بن الحسن بن علي

21 / 63
ع
En
A+
A-