وقفت على الجبال وعلى الأرض، ثم قام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت، وذلك في الصهباء )).
قال أبو جعفر: فاحتجنا أن نعلم مَن محمد بن موسى المذكور في إسناد هذا الحديث، فإذا هو محمد بن موسى المعروف بالفطري وهو محمود في روايته. واحتجنا أن نعلم مَن عون بن محمد المذكور فيه، فإذا هو عون بن محمد بن علي بن أبي طالب. واحتجنا أن نعلم مَن أمه التي روى عنها في هذا الحديث، فإذا هي أم جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب، فقال قائل: كيف تقبلون هذا وأنتم تروون عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يدفعه ؟! فذكر ما حدثنا به علي بن الحسين أبو عبيد، وساق سنده، عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع )).
وما حدثنا يحيى بن زكريا بن يحيى النيسابوري، وساق سنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لم ترد الشمس منذ ردت على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس ))، فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله تعالى وعونه أن هذا الحديث قد اختلف علينا راوياه لنافيه، على ما قد ذكرنا من كل واحد منهما مما قد رواه. فأما ما رواه لنا علي بن الحسين، فهو أن الشمس لم تحبس على أحد إلا على يوشع، فإن كان حقيقة الحديث كذلك فليس فيه خلاف لما في الحديثين الأولين، لأن الذي فيه هو حبس الشمس عن الغيبوبة، والذي في الحديثين الأولين هو ردها بعد الغيبوبة.
وأما ما رواه لنا يحيى بن زكريا فهو على أنها لم ترد منذ ردت على يوشع بن نون إلى الوقت الذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول، فذلك غير دافع أن يكون لم ترد إلى يومئذ، ثم ردت بعد هذا غير مستنكر من
أفعال الله عز وجل، وقد روي في حبسها عن الغروب لمعنى احتاج إليه بعض أنبياء الله عز وجل أن يبقى عليه من أجله، كما حدثنا محمد بن إسماعيل، وساق السند عن أبي هريرة أن نبياً من الأنبياء غزا بأصحابه ... إلى قوله: فلقي العدو عند غيبوبة الشمس فقال لهم: إنها مأمورة وإني مأمور، حتى يقضى بيني وبينهم، قال: فحبسها الله عليه ففتح عليه. الحديث. أتمه أبو جعفر الطحاوي، ثم قال: وكل هذه الأحاديث من علامات النبوة، وقد حكى علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، عن أحمد بن صالح أنه كان يقول: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه ( كذا )، لأنه من أجلَّ علامات النبوة، قال أبو جعفر وهذا كما قال. وفيه لمن كان دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله عز وجل له بما دعا به له حتى يكون ذلك المقدار الجليل والرتبة الرفيعة، لأن ذلك كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي صلاته تلك التي احتبس نفسه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى غربت الشمس في وقتها على غير فوت منها إياه، وفي ذلك ما قد دلّ على التغليظ في فوات العصر، ومن ذلك ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من فاتته صلاة العصر فكأنهما وتر أهله وماله )).
قال أبو جعفر: فوقى الله عز وجل عليا، ذلك لطاعته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى المراد.
وفي اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 336 ) وما بعدها: أنبأنا محمد بن ناصر، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن مندة، أنبأنا أبي، حدثنا عثمان بن أحمد التنيس،
حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى (1)، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين (2)، عن أسماء بنت عميس، قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: صليت ؟ قال: لا. قال: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت )).
قال الجوزجاني: هذا حديث منكر مضطرب. وقال المؤلف - أي ابن الجوزي -: موضوع اضطرب فيه الرواة، فرواه سعيد بن مسعود، عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن علي بن الحسن (كذا)، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء.
وفضيل ضعفه يحيى. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات.
ورواه ابن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، عن عروة بن عبد الله بن قشير، عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب، عن أسماء به.
وعبد الرحمن قال أبو حاتم واهي الحديث، وشيخ ابن شاهين هو ابن عقدة رافضي، رمي بالكذب وهو المتهم به.
ورواه ابن مردويه من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، قال: (( نام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأسه في حجر علي، ولم يكن صلى العصر
__________
(1) في نسخة اللآلي: أبو عبيد الله وهو غلط، وهي كثيرة الغلط.
(2) في نسخة اللآلي: بنت الحسن، وهو غلط. (مؤلف).
حتى غربت الشمس، فلما قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى ثم غابت ثانية )).
داود، ضعفه شعبة، قال السيوطي في اللآلى (ج 1/ ص 337) عقيب ما أورده من كلام ابن الجوزي: قلت: فضيل الذي أعل به ( في نسخة اللآلى أعلى وهو غلط ) الطريق الأول ثقة صدوق، احتج به مسلم في صحيحه، وأخرج له الأربعة. انتهى.
قلت: ترجم ابن أبي حاتم لفضيل، فقال: فضيل بن مرزوق الأغر الرءاسي كوفي، روى عن أبي إسحاق الهمداني، وعدي بن ثابت، وشقيق بن عقبة، وعطية العوفي.
روى عنه سفيان الثوري، وأبو نعيم، أي الفضل بن دكين، وقبيصة، وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، والحسن بن عطية، وعلي بن الجعد سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن، نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: نا المثنى بن معاذ، قال: نا أبي، قال: سألت سفيان - يعني الثوري - عن فضيل بن مرزوق ؟ فقال: ثقة.
حدثنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي، حدثنا أبو بكر الأشر، قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فضيل بن مرزوق ؟ قال: لا أعلم إلا خيرا.
نا عبد الرحمن، نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: فضيل بن مرزوق ثقة. نا عبد الرحمن، قال: سألت أبي عن فضيل بن مرزوق ؟ فقال: هو صدوق، صالح الحديث يهم كثيرا يكتب حديثه. قلت: يحتج به ؟ قال: لا. انتهى.
فرواية ابن الجوزي عن يحيى بن معين أنه ضعفه لا نسلم صحتها، بل الراجع أنه وثقه. والتضعيف رواه ابن حبان في ترجمة فضيل من كتاب المجروحين، فقال: سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن فضيل بن مرزوق ؟ فقال: ضعيف. انتهى.
وابن حبان لا يوثق به في مثل هذا لما قدمنا في الرد على رياض مقبل، والحنبلي محمد بن صالح لم أجد له ترجمة، وأحمد بن زهير هو أبو بكر بن أبي خيثمة، ترجم له الخطيب في تاريخه فأطراه، وذكره الذهبي، وابن حجر في لسان الميزان، لأجل مذهبه في القدر على حد تعبيرهم، وأما تضعيف أبي حاتم فإنما معناه أنه لا يحتج به عنده إذا انفرد، وهو معارض بتوثيق سفيان فهو أعرف به، لأنه روى عنه كما هو مذكور في ترجمته، وأبو حاتم متأخر عن زمانه.
وقد يكون أبو حاتم اعتمد رواية غير صحيحة عن فضيل واعتبرها دليلاً على ضعفه.
وأما ابن حبان فهو مجازف يغلبه التعصب ضد من يخالف مذهبه، مع أن الرواية عنه التي رواها ابن الجوزي ينظر في صحتها عنه، لأنه ترجم لفضيل في كتابه المجروحين، ولم يذكر الكلمة التي رواها ابن الجوزي يروي الموضوعات، بل قال في ترجمته: والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها. انتهى المراد.
ولعل ابن الجوزي روى بعض كلامه بالمعنى، وحذف هذا الكلام الذي نقلناه عن ابن حبان، ليوهم أن ابن حبان رماه بالوضع، فقد دلس وذلك من
تحريف الكلام عن مواضعه، ولم يذكر ذلك ابن حجر في ترجمة فضيل في تهذيب التهذيب، بل ذكر توثيقا ومدحا عن سفيان والشافعي، وابن معين وغيرهم، وذكر تضعيفا خفيفا عن بعض أهل الحديث، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب.
قال السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 337 ) ردا على ابن الجوزي لما قال: وعبد الرحمن - أي: أحد - رجال السند الثاني. قال أبو حاتم: واهي الحديث.
قال السيوطي: وعبد الرحمن بن شريك وإن وهاه أبو حاتم فقد وثقه غيره، وروى عنه البخاري في الأدب. قلت: ظاهر ترجمته في تهذيب التهذيب إن البخاري روى عنه بدون واسطة، فإنه قال فيها: (بخ) عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، روى، عن أبيه، وعنه البخاري في كتاب الأدب، وأبو كريب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشر بن شريك النخعي، وهو ابن أخيه، ومحمد بن أبي غالب العوفي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وغيرهم. انتهى المراد.
قال السيوطي في اللألئ ردا على ابن الجوزي على كلامه في السند الثاني: وابن عقدة من كبار الحفاظ، والناس مختلفون في مدحه وذمه.
قال الدارقطني: كذَب من اتهمه بالوضع.
وقال سلمة: ما يتهمه بوضع الأباطيل.
وقال أبو علي الحافظ: أبو العباس إمام حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم. انتهى.
قلت: أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، له ترجمة عظيمة في تاريخ الخطيب ( ج 5 ص 14 )، عد فيها كثيرا من المحدثين روى عنهم، ثم قال: وكان
حافظا علما مكثرا، جَمَع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، وروى عنه الحفاظ والأكابر مثل أبي بكر بن الجعابي، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي القاسم الطبراني، ومحمد بن المظفر، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأبي عبد الله المرزباني، ومن في طبقتهم وبعدهم، ثم قال الخطيب: وعقدة هو والد أبي العباس، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو، ثم ساق في ترجمة عقدة وساق قصة تدل على ورعه.
ثم قال ابن النجار: وكان عقدة زيديا، وكان ورعا ناسكا، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقا جيد الخط، وكان ابنه أبو العباس أحفظ مَن كان في عصرنا للحديث، ثم ساق الخطيب روايات في هذا المعنى، منها: قوله: أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد النيسابوري، قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة.
حدثني محمد بن علي الصوري بلفظه قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: سمعت أبا الفضل الوزير يقول: سمعت علي بن عمر وهو الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم يَرَ مِن زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه.
حدثنا علي بن أبي علي البصري، عن أبيه قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن الحسن بن هرثمة يقول: كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة الكوفي المحدث نكتب عنه، وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو
العباس: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل البيت هذا سوى غيرهم وضرب بيده على الهاشمي.
حدثنا الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عمر يقول: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة، قال أبو الحسن: وكان أبو عقدة أنحا الناس.
حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري لفظا، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ، قال: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد، يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاث مائة ألف حديث.
وساق الخطيب في هذا المعنى حتى قال: حدثني الصوري قال: قال لي عبد الغني بن سعيد: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: كان أبو العباس بن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده، وساق في هذا وذكر قصة له مع أبي صاعد بسبب غلطة من أبي صاعد، وذكر أن ابن عقدة كان يخاف من أصحاب أبي صاعد. ثم قال: أخبرني محمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري قال: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقولون في أبي العباس. قال: فيما ذا ؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. قال: لا تشتغل بمثل هذا أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم. ثم قال: وتكلم فيه مطين بآخرة لما حبس كتبه عنه. انتهى.
قال السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 337 ) في رده على ابن الجوزي في السند الثالث لحديث: (( رد الشمس )) وداود - أي: ابن فراهيج -
وثقه قوم وضعفه آخرون، ثم الحديث صرح جماعة من الأئمة والحفاظ بأنه صحيح.
قال القاضي عياض في الشفاء: أخرج الطحاوي في مشكل الحديث عن أسماء بنت عميس من طريقين، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي، فذكر هذا الحديث.
قال الطحاوي: وهذان الحديثان ثابتان، ورواتهما ثقات.
ثم قال السيوطي: والحديث الأول أخرجه الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ( ح )، وحدثنا عبيد بن سنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى به - يعني السند الماضي ذكره والحديث -.
ثم قال السيوطي: ( و ) أخرجه العقيلي، حدثنا أحمد بن داود، حدثنا عمار بن مطر، حدثنا فضيل بن مرزوق به. وقال عمار: الغالب على حديثه الوهم. انتهى.
قال السيوطي: ومن طرقه ما أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري، حدثنا عمرو بن حماد، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا المطلب بن زياد، عن إبراهيم بن حيان، عن عبد الله بن الحسين ( كذا )، عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين، عن الحسين بن علي قال: (( كان رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي وكان يوحى إليه، فلما سري عنه قال: يا علي صليت العصر ؟ قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس، فردها عليه فصلى علي وغابت الشمس )).
قال الخطيب: إبراهيم بن حيان كوفيَ في عداد المجهولين، وأخرجه أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة قال: حدثني إسحاق بن يونس، حدثنا سويد بن سعيد به.
قال السيوطي: ثم وقفت على جزء مستقل في جمع طرق هذا الحديث تخريج أبي الحسن شاذان الفضلي، وهاأنا أسوقه هنا ليستفاد، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمير، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، وعن عمارة بن فيروز، عن أبي هريرة، (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنزل عليه حين انصرف من العصر وعلي بن أبي طالب قريبا منا ( كذا )، ولم يكن عليا ( كذا ) أدرك الصلاة، فاقترب علي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسنده إلى صدره، فلم يسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى غابت الشمس، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من هذا ؟ فقال علي: يا رسول الله، أنا لم أصل العصر وقد غابت الشمس، فالتفت فقال: اللهم اردد الشمس على علي حتى يصلي، فرجعت الشمس لموضعها الذي كانت فيه حتى صلى علي )).
وقال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير، حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثنا محمد بن موسى القطري ( كذا والصواب بالفاء )، عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس، (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أنفذ عليا في حاجة، فرجع وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إن عبدك