4. ما يُروى من أن واصلاً قدم إلى المدينة فاستقبله إبراهيم بن أبي يحيى (ت184هـ) شيخ الإمام الشافعي (ت204هـ)، وأن الإمام زيداً وبعض أهل البيت تسارعوا للجلوس معه. ثم تحكي قدوم جعفر الصادق ونكيره على واصل،صحة الرواية تحتاج إلى تحقيق، فروايتها أتت منقطعة في كتاب أبي القاسم البلخي(319هـ). ثم إن صحت الرواية ففيها شقان. شق يتعلق بمبادرة أعلام أهل البيت إلى لقاء واصل. وشق يتعلق بموقف الإمام من جعفر الصادق. فالشق الأول يدل على عناية أعلام أهل البيت باللقاء بكل من عرف بالعلم والعمل. وواصل بن عطاء كان من العلم بمكان، وكان من الدعاة العاملين المعروفين. وأما ما يتعلق بالشق الثاني، فإن الكلام عن الحسد في ذلك الموقف لا معنى له، فإن الإمام جعفر الصادق لم يعرف منه أي نشاط سياسي دعوي بحيث يكون حاسداً أو محسوداً، وإنما كان جل اهتمامه بالعلم والتعليم. ولعل أصل الاختلاف حصل، ولعله يتعلق برأي للإمام جعفر في التعاون السياسي مع واصل، ثم حُرِّفِّت الرواية. وفي كل الأحوال فإن صحت الرواية فلا تدل على أكثر من لقاء طابعه الأساسي سياسي وليس علمياً.
5. الأمر الأخير الذي يذكر لدعم تلك المقولة كون المعتزلة قاتلت بين يدي إبراهيم بن عبدالله بن الحسن حتى قتل الكثير منها، وكونها هي التي نصرت الإمام إدريس بن عبدالله في المغرب، وعلى أكتافها أقام دولته هناك. وهذا الكلام صحيح لا شك فيه، ولكن لا يدل على علاقة علمية. في مقابل تلك الأمور نجد قضايا مشكلة في علاقتهم ببعض وهي:
1. إن كتب الطبقات التي وضعها المعتزلة خالية من ذكر الأئمة من أهل البيت بعد الإمام إبراهيم بن عبدالله. وهذا الأمر مشكل على من يقول بأنهم فرقة واحدة، وأظنه مفتاحاً للبحث في العلاقة بينهم، بل لعله مؤشر على رأي المعتزلة في الخروج.

2. فالذي يظهر أن المعتزلة بعد مقتلهم بين يدي الإمام إبراهيم بن عبدالله تغير منهجهم من الخروج والثورة. ربما لقناعتهم أن الدولة العباسية بلغت بعد القضاء على حركة النفس الزكية وأخيه إبراهيم من القوة مبلغاً لا يمكن معه الوقوف أمامهم. وبالتالي فإنه لا يجب الخروج عليهم، لأن الخروج لا يكون واجباً ما لم يظن الغلبة. أيضاً ربما لرأيهم أن العمل العلمي أجدى وأنفع. ولذلك فلو تتبعنا أعلام المعتزلة من القرن الثاني حتى أول الرابع، لما وجدنا واحداً منهم ممن خرج أو ثار. وقد كانوا على فريقين: فريق يُجَوِّز التعاون مع السلطان نحو: بشر بن المعتمر(210هـ) الذي كان مقرباً من المأمون، وثمامة بن أشرس(213هـ) وكان مستشاراً للمأمون،و هشام الفوطي(221هـ) الذي كان المأمون يجله، ويوسف الشحام(267هـ) كان صاحب وظيفة في الدولة. وفريق يتشدد في العمل مع السلطة نحو: عيسى المردار راهب المعتزلة، وكان يتشدد في الاختلاط مع السلطان (220هـ)، وجعفر بن مبشر الثقفي (234هـ) كان زاهداً، تتلمذ على عيسى المردار، وكان مبتعداً عن السلاطين، وجعفر بن حرب (236هـ) الذي كان له عمل كبير في الدولة قبل أن يصبح من علماء الكلام، ثم ترك الدولة، وابتعد عنها. ويلاحظ أن السمة العامة لمن كان يتجنب السلاطين هم المعتزلة المتشيعة، أي البغدادية منهم. ولعل من أجاز الاختلاط بهم كان من باب معاونتهم على الحق. وقد يكون عدم قيام أي من أعلامهم بأي عمل ثوري يعود إلى رأي لعمرو بن عبيد (144هـ)، فَيُنْقَلُ عنه ما يدلُّ على أن له رأياً خاصاً في الخروج على الولاة، بعضهم يقول: إنه لا يُجيز الخروج حتى يتوفر له عدة أهل بدر ممن هم مثله ديناً، ولذلك قال أبو جعفر الدوانيقي في شأن المعتزلة الذين قاتلوه: ما خرجت المعتزلة علينا حتى مات عمرو بن عبيد. وفي تصوري فإن المعتزلة الذين خرجوا كان لهم رأي مختلف في الخروج، ولعله رأي يعود إلى واصل بن عطاء (131هـ) الذي كان يرى

الخروج كما تدل عليه الروايات. كما أتصور أنهم كانوا خارجين حتى لو لم يمت عمرو بن عبيد. يدل عليه أن من خرج كان من العلم والشأن بمكان يمنع من أن تكون علاقتهم بعمرو علاقة طاعة. ومهما كان الأمر، فإن غياب ذكر أعلام أهل البيت بعد ثورة النفس الزكية يدل على أن المعتزلة في مرحلة ما ارتأت أن تقطع اتصالها السياسي بأهل البيت. وأما ذكرهم لمن كان قبل ذلك، فقد لا يكون أزيد من ذكرهم لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي في الطبقة الأولى من طبقات المعتزلة، وإنما ذكروا أولئك باعتبار أنهم يقولون بالتوحيد والعدل.
3. إضافة إلى ما سبق حول العلاقة بين المعتزلة والزيدية بعد ثورة النفس الزكية، فإن هناك ما يدل على أن واصلاً بن عطاء كان ذا توجه سياسي مستقل عن الإمام زيد بن علي. ذلك أن واصل كان يرسل رجالاً إلى مناطق كان للإمام زيد% فيها رجال.
4. وأما ما ينقل من أن الإمام الهادي يحيى بن الحسين أخذ أصول دينه عن أبي القاسم البلخي (319هـ)، فكان الأولى القول بأنه أخذها عن أبيه العالم المحدث، الذي أخذها عن أبيه القاسم بن إبراهيم نجم أهل بيته في زمانه، والذي تدل مؤلفاته الكلامية أنه بلغ غاية العلم. وإذا صحت التقديرات أن البلخي كان في الستينات من عمره حين توفي، فإن أخذ الهادي عنه أبعد.

استعمالات كلمة "زيدية" في المراجع والمصادر

استعملت كلمة "زيدية" بأكثر من معنى من قبل الباحثين قديماً وحديثاً. سبب هذا التباساً عند تناول الزيدية حيث وضعت استعمالات متعددة ذات اعتبارات مختلفة في خانة واحدة. وما يلي بعض الاستعمالات، ويلاحظ أنها قد تتداخل، ولكنها مع ذلك تتمايز، وبالتالي فما يقال عن الزيدية بمعنى من هذه المعاني، لا ينطبق على الزيدية بمعنى آخر بالكلية، وإن كان قد ينطبق جزئياً. هم الجماعة التي تدين لله تعالى بما سبق ذكره من الأصول الدينية، والمفاهيم المنهجية، وهو المستعمل في هذا البحث. كانت الكلمة في المراحل التاريخية الأولى بعد خروج الإمام زيد% تطلق على كل من خرج مع الإمام زيد، أو دعا إليه. ثم في مرحلة تالية أصبحت تطلق فقط على الشيعة ممن كان يرى الخروج مع الداعي من أهل البيت، أي تقلص نطاقها. ولكنها في المرحلتين لم تكن لتطلق لتشمل أحداً من أئمة أهل البيت آنذاك، فلم يقل عن الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، أو عن الإمام الحسين بن علي الفخي، أو عن الإمام القاسم بن إبراهيم، إلخ ... لم تطلق هذه الكلمة لتشملهم، وإنما لتشمل شيعتهم، ممن وافقهم في الخروج على أئمة الجور. ثم في مرحلة متأخرة ولعلها حول القرن السادس أو السابع بدأت تطلق لتشمل أئمة أهل البيت أيضاً. بناء على هذا فإنه يمكن أن نفهم معنى الكلام على الفرق الزيدية في القرن الثاني للهجرة، فهو كلام عن بعض الاختلافات التي نشأت بين الزيدية أي بين الشيعة القائلين بالخروج، وهي لا تشمل بأي حال الأئمة من أهل البيت آنذاك. وقد تطلق على مقلدي الإمام زيد بن علي×، كما يقال قاسمية لمقلدي الإمام القاسم وناصرية لمقلدي الإمام الناصر وهادوية لمقلدي الإمام الهادي، ومؤيدية لمقلدي الإمام المؤيد بالله عليهم جميعاً سلام الله. وهذا الاستعمال متأخر بعض الشيء، ولا يشير إلا إلى الاختلافات الفقهية ضمن الزيدية، ولا علاقة له بأصول الدين. كما قد يقال "الزيدية" ويراد بها مذهب أئمة أهل

البيت. أي يراد بها الفكرة لا الشخصيات. وهذا الاستعمال يبدو أنه معاصر بعض الشيء، ومقارب للأول.
فرق الزيدية
المشهور من هذه الفرق هي: الجارودية، والبترية الصالحية، والبترية الجريرية. وهذه الفرق الثلاث تنسب إلى أشخاص عاشوا في الفترة التي تلت استشهاد الإمام زيد بن علي. فالجارودية تنسب إلى أبي الجارود المتوفى سنة 150 او 160، والبترية الصالحية تنسب إلى الحسن بن صالح بن حي 168، والبترية الجريرية تنسب إلى سليمان بن جرير المتهم بسم الإمام إدريس بن عبدالله. وهناك أكثر من تَحَفُّظٍ على اعتبار وجود هذه الفرق، بل وغيرها من الفرق الإسلامية، حيث إنه كان يكفي وجود عدد قليل من الأشخاص ذوي رأي مميز في قضية ما لكي يصبحوا فرقة. ولقد كان كُتَّابَ الفرق مولعين بتكثير الفرق لكي يمكنهم الوصول إلى عدد 72 المشار إليه في الحديث، وتكون الفرقة الـ 73 هي فرقة المؤلف الناجية. كما إنه يوجد خلط في المصادر بين البترية والصالحية والجريرية مما يوقع المرء في حيرة من واقع حالهم. فالصالحية نسبة للحسن بن صالح بن حي، والبترية نسبة إلى سليمان بن جرير على رأي، ونسبة إلى كُثير النوا على رأي آخر. وأما السليمانية فنسبة لسليمان بن جرير. والصالحية والبترية يعدان فرقة واحدة، وتأتي مشكلة نسبتهما من هذه الجهة، فإذا كانت البترية نسبة إلى سليمان بن جرير، فهذا يجعلها والسليمانية نسبة لشخص واحد. ومهما كان الأمر، فإنها عدا الجارودية لم يظهر لها أثر بعد القرن الثاني؛ فلا نكاد نجد من ينسب إليها، كما لا نكاد نجد بين الزيدية بعد القرن الثاني من قال بما نسب إليهم من مقالات. أما الجارودية فلعلها أطلقت في أول الأمر على الشيعة الزيدية التي كان لها رأي مخصوص في طبيعة النص على الإمام علي، فقد كانت ترى أنه نصٌ جليٌ يظهر مدلوله بمجرد سماعه. ثم صارت فيما بعد علماً على كل من قال بمثل قولهم. ولعل هذا يبين قصد صاحب الحور العين، والإمام عبدالله

بن حمزة إلى أن زيدية اليمن جارودية. ومن الفرق الأخرى هي الحسينية والمطرفية والمخترعة. أما الحسينية فهي جماعة لم تقبل خبر مقتل إمامها الإمام الحسين بن القاسم العياني(ت 404هـ)، فقالت بغيبته، وهي جماعة محدودة لم تستمر. وأما المطرفية فجماعة من الزيدية كان لها تفسيرها الخاص لعلاقة الله تعالى بخلقه، وقد نشأت نسبة لمطرف بن شهاب ق5، ثم امتد وجودها حتى عصر الإمام عبدالله بن حمزة (ت614هـ)، حيث إنه في آخر أيامه، ولما بدءوا يظهرون التمرد على بيعته، قاتلهم. وهناك من يقول بأنه بالغ في قتلهم، ولكثرة ما دار حولهم رأيت أن أفرد بعض الملاحظات حولهم. وأما المخترعة فأطلقت على الرأي الذي يخالف رأي المطرفية، وبالتالي على من خالفهم، فالتسمية عارضة، وسببها نشوء الخلاف حول ذلك الموضوع. ولأهمية المطرفية حيث كان لوجودها تأثير على الساحة الفكرية والسياسية للزيدية، بخلاف غيرها من الفرق العقائدية، سأضع بعض النقاط حولهم فيما يلي:

تنسب المطرفية إلى مطرف بن شهاب المتوفى في منتصف القرن الخامس الهجري. وهناك خلاف حول بدايات ظهور فكرها، ولكن تاريخ الفرقة لا يعنينا في هذا السياق. ويمكن اعتبار أن موقفهم الأساسي يتلخص في قولهم: إن الله تعالى خلق أصول الأربعة التي هي: الماء، والهواء، والنار، والتراب، وأما خصائص تلك الأصول، وكل ما سواها في الكون، من مادة وخصائصها فإنما نتجت بتفاعل بين تلك الأصول، ولم يكن لله تعالى في ذلك أمر. وهي مقولة قال بها بعض فلاسفة الإغريق وغيرهم. وقد رأى أعلام الزيدية وأهل البيت آنذاك في هذا القول مخالفة للأدلة العقلية وللضرورات الدينية. وقد جادلهم مجموعة من أولئك عبر عقود من الزمن، منهم الإمام أبو هاشم الحسن بن عبدالرحمن(431هـ)، والإمام أبو الفتح الديلمي(444هـ)، والعلامة سعيد بن برية(476هـ)، والعلامة محمد بن حميد الزيدي(520هـ)، والقاضي جعفر بن عبد السلام(537هـ)، والإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (566هـ)، والإمام عبدالله بن حمزة(614هـ)، والقاضي عبدالله بن زيد العنسي (667هـ)، وغيرهم كثير. وفي عصر الإمام عبدالله بن حمزة(614هـ) تطور الأمر إلى قتال بينهم وبين الإمام، فكانت الغلبة للإمام عبدالله، وقد رأى أنهم كفار. والظاهر من نصوص المطرفية التي وصلتنا أنها اقتضت أمرين متلازمين:
* إنكار مبدأ التدبير الإلهي. وذلك باعتبار أن كل ما نراه اليوم ليس لله فيه تدبير أو شأن، وإنما هو بتفاعل المواد الأربعة.

* إنكار مبدأ الربوبية باعتبار أن ذلك القول عزل الله تعالى فعلياً عن خلقه وحكماً فإن عزل الله عن خلقه، يعني عزل الخلق عن الله تعالى، فلا يبقى أي معنى لكل أشكال اللجوء إلى الله تعالى. ولتوضيح الفكرة أكثر يمكن الإشارة إلى التعدد في الآراء حول علاقة الله تعالى بخلقه. يمكن القول بأن الكون فيه ثلاثة أمور أساسية: 1. المادة. 2. النظام. 3. الأفعال. هناك من يرى أن فعل الله تعالى محصور في إخراج أصل الكون من العدم إلى الوجود، أي ليس له إلا خلق المادة، وليس كل المادة، إنما المادة الأولى والتي منها نشأت بقية أشكال المواد. وقد اختلف أهل هذا الرأي حول الخلق الأول، وهو اختلاف ليس بذي أهمية، فأصل الفكرة لا علاقة لها بتحديد ذلك المخلوق الأول. وكلما بعد المخلوق الأول إنما نشأ من خلال ذلك الخلق الأول. يمكن اعتبار أن هذا الرأي يقول بأن الله تعالى اعتزل الكون بعد إنشائه، فهو "المحرك الأول". وأما النظام في الكون، أي القوانين التي تحكم التفاعلات الموجودة، وكذلك الأفعال التي تصدر عن المادة ضمن ذلك النظام، فهي كلها خارجة عن خلق الله تعالى. وبالتالي فكل مظاهر التدبير التي نشاهدها، وجميع ألوان الحكمة التي نراها، وجميع الخصائص المتنوعة للمادة، فليس الله تعالى مدبرها، ولا محكمها، ولا فاعلها. بخلاف هذه الرؤية، فهناك رؤية ترى أن الله تعالى خلق المادة، وخلق النظام، وأما الأفعال فمنها ما يصدر عن المادة ضمن النظام الذي وضعه الله، ومن الخصائص التي جعلها الله في المادة، أو عن الإرادة الحرة التي آتاها الله تعالى للأحياء العاقلة. ثم هناك رؤية ترى أن الله خلق الخلق والنظام، وكذلك الأفعال الصادرة عن النظام، وأيضاً الأفعال المتعلقة بالإرادة. فليس لكل من المادة أو الإرادة أي تأثير، وإنما الله يفعل كل شيء. وعليه فقيمة النظام والإرادة شكلية هنا. الرأي الأول هو رأي المطرفية، ومنه يتضح القصد بأنه رأي يعزل الله عن خلقه،

كما إنه ينفي التدبير. الرأي الثاني للزيدية، وهو يثبت النظام، ويثبت تأثيره، ولكنه يرى أن الله تعالى هو الذي خلق النظام، وهو الذي خلق القدرة التأثيرية الموجودة في المادة. والرأي الثالث للأشعرية وهو يرى أن لا تأثير مطلقاً إلا لله تعالى، فينفي القدرة التأثيرية في المادة كما ينفي القدرة التأثيرية للإرادة الإنسانية. مما سبق يظهر لنا موقع قولهم بين الأقوال. أما موقف الإمام عبدالله بن حمزة، فقبل تأييده أو تخطئته، لا بد أولاً من إدراك آثار قول المطرفية على علاقتنا بالله تعالى، وتصورنا لربوبيته عز وجل. هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا بد من تقييم حجم نحو ذلك القول في تلك الفترة من الإسلام، وفي تلك البيئة. ذلك أن نحو هذا القول قد لا يجده البعض مسوغاً للقتال وذلك إما لكثرة ما قد شاع اليوم من أنواع الكفر بالله والإلحاد به عز وجل. وإما لعدم تمييزنا بين القول بالسببية والذي قال به أئمة أهل البيت، وبين إنكار الربوبية والذي دعت إليه المطرفية، وإن لم تكن مدركة لذلك. وفي كل الأحوال، فالإمام مجهتد يخطئ ويصيب.

أهل البيت عليهم السلام
من أبرز ما تميّزت به الزيدية المكانة العالية التي جعلوها للأئمة من أهل البيت". فكانت لهم المرجعية السياسية، كما إن إجماعهم صار أحد الأدلة على الأمور الفرعية، إضافة إلى أن أبرز أعلامهم سياسياً وعلمياً كانوا من أهل البيت. ولذا فتجدر الإشارة إلى مرادهم من أهل البيت، وسبب منحهم هذه المكانة العالية باختصار شديد. أهل البيت ــ وفق فهم الزيدية والمنطلق من مجموعة من الأدلة المتظافرة ــ هم الإمام علي بن أبي طالب، والإمام الحسن بن علي، والإمام الحسين بن علي"؛ ومن نحا نحوهم وسار بسيرتهم واقتدى بأفعالهم من ذريتهم. أما من خرج عنهم فلم ينحُ منحاهم في العلم والعمل، ولم يعرف حرمتهم وقدرهم، ولم يراع منْزلتهم، فليس داخلاً في ما ورد من فضائلهم. وأعلامهم بعد الحسنين× كثيرون؛ وأهمهم إلى آخر القرن الثالث هم: الإمام الرضا الحسن بن الحسن(ت93هـ)، والإمام السجاد علي بن الحسين(ت94هـ)،والإمام باقر علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين(ت114هـ)،والإمام زيد بن علي(ت122هـ)، والإمام عبد الله ابن الحسن بن الحسن كامل أهل البيت في زمانه(ت145هـ)، والإمام علي ابن الحسن بن الحسن بن الحسن عابد أهل البيت (ت145هـ)، والإمام المهدي محمد بن عبد الله النفس الزكية (ت145هـ)، والإمام إبراهيم بن عبد الله (ت145هـ)، والإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي(ت148هـ)، والإمام عيسى بن زيد(ت166هـ)، والإمام الحسين بن علي بن الحسن الفخي(ت169هـ)، والإمام إدريس بن عبد الله(ت177هـ)، والإمام يحيى بن عبد الله(ت180هـ)، والإمام موسى بن عبد الله بن الحسن(ت180هـ)، والإمام الكاظم موسى بن جعفر(ت183هـ)، والإمام محمد بن إبراهيم(ت199هـ)، والإمام الرضا علي بن موسى(ت203هـ)، والإمام علي بن جعفر العريضي(ت210هـ)، والإمام أحمد بن عيسى(ت247هـ)، والإمام عبد الله بن موسى الجون(ت247هـ)، والإمام نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي(ت247هـ)، والإمام

10 / 15
ع
En
A+
A-