والسيد الإمام محمد بن عبد الرب يروي ذلك وغيره، عن عمه العلامة إسماعيل، عن أبيه العلامة محمد، عن أبيه العلامة زيد، عن أبيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل، عن أبيه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، عن السادة الأعلام: إبراهيم بن المهدي القاسمي، وأمير الدين بن عبدالله المطهري، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، ثلاثتهم، عن السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين، عن القاضي العلامة علي بن أحمد، عن القاضي العلامة علي بن زيد ـ رضي الله عنهم ـ عن الإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي، عن الفقيه نجم الدين يوسف بن أحمد، عن الفقيه شرف الدين الحسن بن محمد النحوي، عن الفقيه عماد الدين يحيى بن حسن البحيبح ـ رضي الله عنهم ـ عن الأمير الخطير المؤيد بن أحمد، عن الأمير الكبير الناصر للحق الحسين بن بدر الدين محمد، عن الشيخ محيي الدين عطية بن محمد، عن الأميرين الداعيين إلى الله شيبتي الحمد، شمس الدين وبدره، يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، عن القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد، عن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ـ عليهم السلام ـ في أصول الأحكام.
ويروي القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد، عن القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني، عن أبي الفوارس توران شاه، عن أبي علي بن آموج، عن القاضي زيد بن محمد، عن علي خليل، عن القاضي يوسف الخطيب ـ رضي الله عنهم ـ عن الإمام المؤيد بالله، والإمام أبي طالب، عن السيد أبي العباس، عن السيد الإمام علي بن العباس الحسني، عن الإمام الهادي إلى الحق جميع مؤلفاته.
ويروي الإمامان: المؤيد بالله، وأبو طالب، عن الشيخ العالم أبي الحسين علي بن إسماعيل الفقيه، عن الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش جميع مؤلفاته.

ويروي الإمام المؤيد بالله وأبو طالب وأبو العباس، عن السيد الإمام يحيى الهادي بن الإمام المرتضى محمد بن يحيى، عن عمه الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى، عن والده إمام اليمن، محيي الفرائض والسنن، أمير المؤمنين، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ـ عليهم الصلاة والتسليم ـ.
فنروي مؤلفات كل إمامٍ منهم ـ عليهم السلام ـ بالسند المتصل به، وكذا شرح القاضي زيد بن محمد ـ رضي الله عنه ـ بالسند المتصل به، وشرح علي بن بلال بالسند المتصل بالإمامين المؤيد بالله وأبي طالب - عليهم السلام - عنه - رضي الله عنه -.
[كتاب المحيط بالإمامة]
وأروي كتاب المحيط بالإمامة بالأسانيد السابقة إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عن الشيخ محيي الدين محمد بن أحمد القرشي، عن القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد، عن الشيخ عماد الدين أحمد بن أبي الحسن الكني، عن شيخ الإسلام زيد بن الحسن البيهقي، بقراءته على المؤلف الشيخ الإمام العالم أبي الحسن علي بن الحسين الزيدي ـ رضي الله عنهم ـ.
[كتاب الأحكام والمنتخب والفنون، وأصول الأحكام]
وأروي كتاب الأحكام والمنتخب والفنون وأصول الأحكام: بالطرق السابقة في المجموع، والسند الجملي، جميعها إلى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة - عليه السلام - التي منها:

عن والدي ـ رضي الله عنه ـ، عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم، عن الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، عن مشائخه السادة الأعلام: أحمد بن زيد الكبسي، وأحمد بن يوسف زبارة ، ويحيى بن عبدالله الوزير، ثلاثتهم، عن السيد الإمام الحسين، عن أبيه يوسف ، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة الحسني، عن السيد العلامة عامر بن عبدالله بن عامر، عن الإمام المؤيد بالله محمد، عن أبيه الإمام القاسم بن محمد، عن السادة الأعلام: أمير الدين بن عبدالله، وإبراهيم بن المهدي، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، عن السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام شرف الدين، عن الإمام محمد بن علي السراجي، عن الإمام عز الدين بن الحسن، عن الإمام المطهر بن محمد، عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى، عن أخيه الهادي بن يحيى، وشيخه محمد بن يحيى، عن القاسم بن أحمد بن حميد الشهيد ـ رضوان الله عليهم ـ، عن أبيه، عن جده ، عن الإمام الأجل، المنصور بالله عزّ وجل، عبدالله بن حمزة - عليه السلام -، عن محيي الدين محمد بن أحمد القرشي ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان عليه السلام في أصول الأحكام قراءة عليه إلى كتاب الوصايا، ومناولة لبقيته.
وبهذا السند إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ـ عليه السلام ـ، عن الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد، عن عبد الرزاق بن أحمد، عن الشريف علي بن الحارث، وأبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة ، عن الحسن بن أحمد الضَّهري (نسبة إلى وادي ضهر، وهو بالضاد المعجمة خاصة، هكذا مسموع) إمام مسجد الهادي، عن محمد بن الفتح ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ عن الإمام المرتضى لدين الله محمد، عن أبيه إمام الأئمة، وهادي الأمة، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، الهادي إلى الحق المبين، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ.

فسائل الشهب عنه في مطالعها .... والصبح حين بدا والبدر حين أضا
سَلْ سنة المصطفى عن نجل صاحِبها .... من عَلَّم الناسَ مسنوناً ومُفْترضا
فالله تعالى نسأل أن يمنّ لنا وللمؤمنين بمرافقتهم، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، آمين آمين.
نعم، وكل من تقدّم في هذه الأسانيد المباركة، من مشاهير علماء الزيدية، وأعلام الثقات الأثبات من العصابة المرضية، ولو نقلتُ فضائلهم وأقوالهم لضاق المقام هذا.
[من كتاب الأحكام]
فنروي بجميع الطرق السابقة إلى الإمام الهادي إلى الحق مؤلفاته، التي أشهرها كتاب جامع الأحكام؛ قال فيه ـ سلام الله عليه ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لا تراه العيون، ولا تحيط به الظنون...إلى آخره.
وقال فيه بعد ذكر التوحيد والعدل والنبوة: فإذا فهم ذلك، وكان في ضمير قلبه كذلك، وجب عليه أن يعرف ويفهم ويعتقد ويعلم أن ولاية أمير المؤمنين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب - عليه السلام - واجبةٌ على جميع المسلمين، فرض من الله رب العالمين، لا ينجو أحد من عذاب الرحمن، ولا يتم له اسم الإيمان، حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان؛ لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) }(1) [المائدة]، وكان ذلك أمير المؤمنين - عليه السلام - دون جميع المؤمنين.
__________
(1) - ممن أخرج الرواية في نزول الآية في علي - عليه السلام -: النسائي، ورزين العبدري صاحب الجمع بين الستة، والواحدي، والثعلبي، والخطيب كما حكاه السيوطي أنه أخرج ذلك عن ابن عباس، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن مردويه، وابن جرير، وأبو الشيخ، والطبراني، وأبو نعيم، وابن عساكر، وغيرهم. انظر صفحة 41/ج1/ط1، و 432/ط3 من شرح الزلف.

..إلى قوله: وما جاء له من الذكر الجميل، في واضح التنزيل، فكثير غير قليل، وفيه أنزل الله على رسوله بغدير خمّ: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}(1) [المائدة:67]، فوقف - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - ولم يستجز أن يتقدم خطوةً واحدة حتى يُنفّذ ما عزم الله عليه في علي - عليه السلام - فنزل تحت الدَّوحة مكانه، وجمع الناس، ثم قال: ((يا أيها الناس، ألستُ أولى بكم من أنفسكم)) قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: ((اللهم اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، ثم قال: فمن كُنتُ مولاه فعليٌ مولاهُ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداهُ واخذل من خذله وانصر من نصره(2))).
__________
(1) - ... أخرج الإمام الواحدي في أسباب النزول بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
وأخرجه الثعلبي في تفسيره، وأبو نعيم في كتابه نزول القرآن، عن أبي رافع وعن غيره. وثمة طرق لا يسعها المحل. انظر لوامع الأنوار.
(2) - خبر الغدير متواتر، أخرجه محمد بن جرير الطبري من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية، وذكره ابن عقدة من مائة وخمس طرق، ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري.
وقال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت به، ورواه ابن حجر العسقلاني عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال: غير الروايات المجملة، مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، ثلاثين رجلاً.
وقال ابن حجر في الصواعق: رواه ثلاثون من الصحابة، وفيه: ((اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله))..إلى آخره. وعده السيوطي في الأحاديث المتواترة.
وقال محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يُروى بمائة وثلاث وخمسين طريقاً، وقال المقبلي في الأبحاث: إن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم. وقال أيضاً في الإتحاف: ومن أشهر ما في الباب خبر غدير خمّ، وقد عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل، والحاكم، وابن أبي شيبة، والطبراني، وابن ماجة، وابن قانع، والترمذي، والنسائي، والمقدسي، وابن أبي عاصم، والشيرازي، وابن عقدة، وأبي نعيم، وابن حبان، والخطيب؛ ذلك من حديث ابن عباس، وبريدة، والبراء بن عازب، وعمر، وحبشي بن جنادة، وأبي الطفيل، وزيد بن أرقم، وجرير، وجندب الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد، وأبي أيوب، ومالك بن الحويرث، وحبيب بن بديل، وقيس بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وطلحة، وأنس، وعمرو بن مرّة،... إلى آخره.
والكلام مستوفى في لوامع الأنوار37/ج1/ط1، وشرح الزلف صفحة 432/ط3.

وفيه يقول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((علي مني بمنزلة هارونَ مِنْ موسى، إلا أنه لا نبي بعدي(1))).
حدثني أبي عن أبيه أن سُئل عن إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - أفرضٌ هي من الله؟
قال: كذلك نقول، وكذلك يقول العلماء من آل الرسول - عليه وعليهم السلام - قولاً واحداً لا يختلفون فيه.
وحدثني أبي عن أبيه عَمَّن حارب أمير المؤمنين، وعمن تخلف عنه في حربه، ولم يكن معه ولا عليه؟
فقال: من حاربه فهو حرب لله ولرسوله، ومن قعد عنه بغير إذنه فضالٌ هالك في دينه.
إلى قوله: فإذا فهم ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام -.
..إلى قوله: وجب عليه التفضيل والاعتقاد والقول بإمامة الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ الإمامين الطاهرين، سبطي الرسول المفضَّلين، اللذين أشار إليهما الرسول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - ودلّ عليهما، وافترض الله سبحانه حبَّهما، وحبَّ من كان مثلهما في فعلهما من ذريتهما، حين يقول لرسوله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(2) [الشورى:23].
__________
(1) - خبر المنزلة متواتر معلوم، أخرجه: أحمد، والبخاري، ومسلم، وجميع أهل السنن، وقد أوضحتُ الكلام فيه في شرح الزلف صفحة 435/ط3، وفي لوامع الأنوار96/ج1/ط1.
(2) - قد استوفيت الكلام على الآية الشريفة، وتخريج أخبارها، وكلام المفسرين فيها، في لوامع الأنوار 87/ج1/ط1، بما لا يسع المقام؛ فراجعه موفقاً إن شاء الله تعالى.

..إلى قوله: وفيهما ما يقول الرسول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم، إلا ابنَيْ فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما(1))).
..إلى قوله: ويقول الرسول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (2))).
__________
(1) - أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ: ((كل بني آدم ينتمون إلى عصبة، إلا بني فاطمة، فأنا وليهم وعصبتهم))، بسنده إلى فاطمة بنت الحسين، عن جدتها فاطمة الكبرى ـ عليهم السلام ـ قالت: قال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -..الحديث.
وأخرجه أبو يعلى من طريق الديلمي، عن سلمان، وابن أبي شيبة، بلفظ: ((لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه، إلا وَلَدَيْ فاطمة، فأنا وليهما وعصبتهما)).
وأخرجه الخطيب في تاريخه بلفظ: ((كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم، إلا ولد فاطمة فأنا أبوهم وعصبتهم)).
وأخرج الطبراني في الكبير، عن يحيى بن العلا الرازي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب)).
وعنه - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((إن ابني هذا سيد ))، يعني الحسن. أخرجه البخاري، وغير ذلك كثير.
وكفى بآية المباهلة برهاناً قاطعاً: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا..الآية} [آل عمران:61]، وأجمعت الأمة أنه دعا الحسنين وفاطمة وعلياً ـ عليهم الصلاة والسلام ـ دون غيرهم، وقد أخرج ذلك مسلم وغيره.
(2) - من الأخبار المتواترة، رواه من الصحابة: علي، وابن عباس، وابن مسعود، وعمر، وابن عمر، وأبو سعيد، وحذيفة، وجابر، ومالك بن الحويرث.
وأخرجه: الحاكم وصححه بزيادة: ((وأبوهما خير منهما))، وأورده الذهبي في النبلاء، وقال: صححه الترمذي.
وعن سلمان قال: سمعتُ رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - يقول: ((الحسن والحسين ابناي، من أحبّهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار))، أخرجه الحاكم، وقال: على شرط الشيخين.
وأورده الذهبي وقال: وفي الباب عن أسامة، وسلمان، وابن عباس، وزيد بن أرقم. انتهى باختصار، ولا يسع المحل أكثر من هذا.

ويقول: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً : كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)).
ويقول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((مثَلُ أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى(1))).
ويقول - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - : ((ما أحبّنا أحد أهل البيت فزلّت به قدم إلا ثبتته قدمٌ، حتى ينجيه الله يوم القيامة )).
وفيهم يقول: ((النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم مِنْ السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبَ أهلُ بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون(2))).
__________
(1) - هذا من أخبار السفينة، ومن ألفاظها: ((إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق))، أخرجه الطبراني في الأوسط بإسناده إلى أبي سعيد.
وأخرج خبر السفينة: أحمد عن عمار، وهو والترمذي عن أنس، والطبراني عن ابن عمر، والحاكم عن أبي ذر، وأبو نعيم عن أبي ذر وابن عباس، وابن الأثير والخطيب وأبو يعلى والأسيوطي والمُلا وابن أبي شيبة والمحب الطبري وغيرهم، وأكثرهم من طرق، وأخبار السفينة مشهورة.
انظر: الاعتصام، وتخريج الشافي، وشرح الغاية، ولوامع الأنوار95/ج1/ط1.
قال ابن حجر في صفحة (143) من الصواعق: ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم، وأخذ بهدي علمائهم، نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان.
قال: وبباب حطة: أن الله جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا، أو بيت المقدّس، مع التواضع والاستغفار، سبباً للمغفرة، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سبباً لها.

(2) - ... أخرج أخبار النجوم والأمان: أحمد بن حنبل في المناقب عن علي - عليه السلام - ومسدد، وابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والطبري، والحاكم في المستدرك.

وفي ذخائر العقبى عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان))، أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: هذا صحيح الإسناد.
وقد أخرجه وغيره أئمة العترة، ولكن ذكرنا رواية المحدثين لإقامة الحجة على المخالفين، وعدم اتساع المجال، ومن أراد الاستكمال فليرجع إلى البسائط التي سبقت الإشارة إليها، وقد جمعتُ في لوامع الأنوار 64/ج1/ط1، ما فيه الكفاية، وفي هذا بلاغ لقوم عابدين. انتهى.

..إلى قوله: مثل مَنْ قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي، إمام المتقين، القائم بحجة رب العالمين، ومثل يحيى ابنه، المحتذي بفعله، وفيه(1) قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: حدثني أبي، عن أبيه أنه قال: حدثني رجل من بني هاشم، وكان صوّاماً قواماً، عن أبيه، بسنده إلى النبي - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ((من زارني في حياتي، أو زار قبري بعد وفاتي، صَلّتْ عليه ملائكةُ الله اثنتي عشرة ألف سنة )).
قال: وبلغنا عن الحسين - عليه السلام - أنه قال للنبي - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: يا رسول الله ما لِمن زارنا؟
فقال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((من زارني حياً أو ميتاً ، أو زار أباك حياً أو ميتاً ، أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً، كان حقيقاً على الله أن يستنقذه يوم القيامة )).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: بلغنا عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم )).
__________
(1) - ... قوله: (قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ): ليس من كلام الإمام الهادي إلى الحق، وإنما هو من كلام المرتِّب للكتاب، والناسخ له، وكثيراً ما يوجد مثل هذا في المؤلفات، والله ولي التوفيق، تمت من المؤلِّف أيده الله تعالى.

وبلغنا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ قال: ((من قضى لمؤمن حاجة، قضى الله له حوائج كثيرة، إحداهنّ الجنة، ومن نفّس عن مؤمن كُربة نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوعٍ، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطش، سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً، كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سِلكٌ، والله لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهر واعتكافه)).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ عن رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - أنه قال: ((الرِّفق يُمن، والخُرق شؤمٌ )).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: وبلغنا عن رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم - أنه قال: ((تكردس الفتن من جراثيم العرب حتى لا يُقال الله، ثم يبعث الله قوماً يجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فهناك يحيي الله الحق ويميت الباطل )).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: قال رسول الله - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: ((يا علي، من أحبّ ولدك فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبّ الله، ومن أحب الله أدخله الجنة، ومن أبغضهم فقد أبغضك، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله كان حقيقاً على الله أن يدخله النار)).
وساق في ذكر آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ حتى قال في آخره: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: وإنما أخّرْنا ذكر ما ذكرنا من بعض فضل آل محمد ـ صلوات الله عليه وعليهم ـ لنختم بذكرهم كما بدأنا بهم؛ لأن الله سبحانه بهم ابتدأ إظهار الحق والهدى، وبهم يختم سبحانه الدنيا، انتهى.
قلت: أخرج الطبراني في الأوسط عن علي - عليه السلام - أنه قال للنبي - صَلّى الله علَيْه وآله وسلّم -: أمِنّا المهديُّ أم من غيرنا يا رسول الله؟

3 / 9
ع
En
A+
A-