باب الوعد والوعيد
فإن قيل: فما قولكم في الوعد والوعيد؟
قيل له: نقول إذا ثبت بما قدمنا من الدليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجب كونه صادقا في جميع ما أخبر به عن الله تعالى، فيجب أن يقطع على أن جميع ما أخبر به عن الله تعالى من الوعد والوعيد حق، وإذا ثبت ذلك، ثبت أن ما أخبر الله تعالى به من أنه ثابت يثيب غداً، ويعاقب غدا، فإنه كائن لا محالة، ولا يجوز أن يقع في شيء من خبر الله تعالى، ولا خبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم خُلف ولا تبديل، قال الله تعالى: { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } [ق:29].
[ تخليد أهل الكبائر في النار ]
فإن قيل: فما قولكم في فسق أهل الصلاة المرتكبين للكبائر؟
قيل له: نقول إنهم معذبون في الآخرة بالنار، خالدين فيها أبدا.
والدليل على ذلك قول الله عز وجل: { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } [النساء:14]. وقوله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } [الانفطار:13-16]. وقوله تعالى: { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } [الجن:23]. فهذه الآيات قد حكمت بأن كل من ارتكب الكبائر، ولزمه اسم الفسق معذب في النار أبداً، فأما من تاب فإنه مخصوص في هذه الآيات بقوله تعالى: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا } [مريم:60]. وبقوله تعالى: { فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [المائدة:39].
فأما أصحاب الصغائر فقد أخبر الله تعالى عنهم أنه يغفر لهم، قال تعالى: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } [النساء:31].
فإن قيل: ما أنكرتم أن تكون الآيات التي نفت الوعيد إنما هي في الكفار؟
قيل له: لو كان ذلك كذلك، لدل الله سبحانه على مراده، وإذ (1) لم يدل على ما ادعيتم فقد ثبت في تلك الآيات أنها عامة في الكفار وغيرهم.
فإن قيل: فما تنكرون على من قال لكم إن في القرآن ما يوجب تخصيص هذه الآيات وتبيين أن المراد بها هم الكفار،و هو قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء:48، 166] (2)؟
قيل له: أما قوله: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ }، فليس فيه ذكر ما دون الشرك، وهو قوله تعالى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }. ليس فيه دليل على أنه يغفر كل ما دون الشرك لمن يشاء، بل فيه دليل على أنه يغفر بعض ما دون الشرك.
ألا ترى أنه قال: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }. فعلقه بالمشيئة، ولم يقل ويغفر كل ما دون ذلك، ثم بيَّن الله بقوله: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } [النساء:31]. ما الذي يشاء أن يغفر مما دون الشرك، فبيَّن أنه هو الصغائر، تغفر لمجتنب الكبائر، فقد بان أن هذه الآية لم توجب كون تلك الآيات خاصة في الكفار على ما ظنته المرجئة .
[الشفاعة ]
إن سأل سائل فقال: ما تقولون في الشفاعة؟ وهل تجوزونها لأهل الكبائر؟
قيل له: إنا نقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشفع للمؤمنين التائبين، ولا يشفع لأهل الكبائر، لقوله تعالى: { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } [غافر:18]. وقوله تعالى: { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ
__________
(1) في المخطوطة: وإذا. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) سقطت الآية من المخطوطة: وأقحم الناسخ بعدها خطأ : قيل له: أما قوله: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } [النساء:48]، فليس فيه ذكر ما دون ذلك لمن يشاء.
خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } [الأنبياء:28]. وقوله تعالى: { أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ } [الزمر:19]. ثم سائر الآيات التي تلوناها في إثبات الوعيد دآلة على أن أهل الكبائر معذبون، نعوذ بالله من عذابه ونسأله العون على الإنابة والتوبة والعصمة. وإذا ثبت أنهم معذبون، ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يشفع لهم.
فإن قيل: فإذا لم تجوزوا الشفاعة إلا للمؤمنين فلا معنى لها، فلا فائدة فيها، لأن المؤمنين قد استحقوا الغفران والثواب وإن لم يشفع لهم شافع؟
قيل له: ليس الأمر على ما ظننت، لأن الشفاعة تكون عندنا للمؤمنين في المزيد، وما يتفضل به عليهم من أنواع النعيم التي لا يستحقونها بعد ما يُوفون أجورهم المستحقة، وهذا معقول في الشاهد، لأن الإنسان كما يشفع لغيره في إزالة العقاب عنه، قد يشفع ليتفضل عليه ويزاد على مستحقه من المنافع.
فإن قيل: فما تقولون فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ))(1)؟
قيل له: معنى هذا الحديث عندنا إن صح وثبت: هو فيمن تاب من أهل الكبائر، لأن من تاب منهم إذا لم تكثر طاعته بعد التوبة قلَّ ما يستحقه من الثواب، يشفع له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتضاعف ما يصل إليه من المنافع، هذا معنى الخبر وتأويله.
__________
(1) أخرج الحديث بلفظ: (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )). الترمذي 4/ 45، وابن ماجة 2/ 1441، وأبو داود 5/ 106، وابن خزيمة/ 270، وابن حبان كما في الموارد/ 645، والحاكم 1/ 69، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 56، والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 126، والآجري في الشريعة/ 338، وأبو داود الطيالسي 2/ 228، وأبو نعيم 3/ 201.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 378: رواه البزار، والطبراني في الصغير والأوسط.
وأخرج الخطيب في تاريخه:(( شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي )). قال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟!! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (( نعم وإن زنى وإن سرق على رغم أبي الدرداء )). التاريخ 1/ 416.
- - -
باب الإمامة
[ إمامة علي عليه السلام ]
إن سأل سائل فقال: مَن الإمام عندكم بعد رسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
قيل له: هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، نقول ثم الحسن ثم الحسين عليهما السلام.
ونستدل على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بقول النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم يوم الغدير مخاطبا للأمة: (( من أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله ـ ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ: من كنت مولاه فعلي مولاه )) (1)، فقدر
__________
(1) هذا الحديث يعرف بحديث الغدير،وهو من أكثر الأحاديث شهرة، فقد رواه مئات من المحدثين عن جمع من الصحابة منهم:
الإمام علي عليه السلام، أخرجه عنه: الإمام أبو طالب في الأمالي 33، والنسائي في الخصائص 156، وأحمد في المسند 1/152، وأبو يعلى 1/428(567)، والطبراني في الصغير 1/119، والطيالسي 23(154)، والطبري في ذخائر العقبى 68، والرياض النضرة 2/161.
وعن ابن عباس، أخرجه عنه: الحاكم 3/132، وأحمد 1/33، والنسائي في الخصائص 45 رقم (81 و 82)، والخطيب البغدادي 12/344، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وعن زيد بن أرقم، أخرجه عنه: أحمد 4/368 و 370، ومسلم 2/ 317، والحاكم 2/109، والنسائي في الكبرى 5/ 45(8148)، والطبراني في الأوسط 2/576(1987)، والطبري في ذخائر العقبى 155.
وعن البراء بن عازب، أخرجه عنه: الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في المناقب 2/ 368 (844)، وابن ماجة 1/43 برقم (116)، والنسائي في الخصائص 162، والخطيب البغدادي 14/236، والطبري في الذخائر 67، وأحمد في المسند 4/281.
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أخرجه عنه: أحمد 1/118، والنسائي في الخصائص 150، و ابن حبان 15/ 375 (6931)، والحاكم في المستدرك 3/109و110و533، وابن الأثير في أسد الغابة 3/925و 5/217، والهيثمي في المجمع 9/42.
عن سعد بن أبي وقاص، أخرجه عنه: ابن ماجة 1/42 برقم (115) وص 45برقم (121)، والنسائي في الخصائص 176برقم (94و95) وص 177برقم (96)، والحاكم في المستدرك 3/ 116، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/107.
عن جرير بن عبدالله، أخرجه عنه: الطبراني في الكبير 2/357(2505).
وعن حبشي بن جنادة، أخرجه عنه: الطبراني في الكبير 4/16(3514).
وللحديث طرق كثيرة يطول الكلام عليها، وفيما يلي سنذكر شيئا مما قيل عن الحديث:
قال ابن المغازلي الشافعي في (المناقب 27): قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد روي عن نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة.
قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في ( الشافعي 1/117): لا يوجد قط نقل بطرق بقدر هذه الطرق فيجب أن يكون أصلا متبعاً وطريقا مهيعاً.
قال الإمام الحسن بن بدر الدين في (أنوار اليقين/ مخطوط): أما خبر الغدير فقد روي بطرق مختلفة وأسانيد كثيرة وألفاظ مختلفة مترادفة على معنى واحد، وأجمع عليه أهل النقل، وبلغ حد التواتر لا إشكال في تواتره.
وقال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري7/61): وأما حديث: (( من كنت مولاه فعلي مولاه )). أخرجه الترمذي والنسائي، هو كثير الطرق جداً وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.
وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ 2/713): رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.
وقال كما في ( مفتاح كنز دراية المجوع 107): وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فله طرق جيدة وقد أفدت ذلك ـ يعني في كتاب ـ.
وقال الحافظ: محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً.
وقال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير في ( نهاية التنويه/ مخطوط): من أنكر خبر الغدير فقد أنكر ما عُلم من الدين ضرورة، لأن العلم به كالعلم بمكة وشبهها، فالمنكر سوفسطائي.
وقال ابن الجزري في ( أسنى المطالب 3-4): هو حديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم.
وقال المقبلي في ( الأبحاث المسددة 244): فإن كان مثل هذا ـ يعني حديث الغدير ـ معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم.
وقال ابن حجر الهيثمي في ( الصواعق المحرقة 42): حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات إلى من قدح في صحته.
وقال علي القاري في ( المرقاة شرح المشكاة 5/568): هذا الحديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواتراً إذا في رواية أحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما نوع أيام خلافته.
وقال ابن الأمير الصنعاني في ( الروضة الندية 67): حديث الغدير تواتر عند أكثر أئمة الحديث.
أورده السيوطي في ( الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة /1): عن ثمانية عشر صحابياً.
وأورده الكتاني في ( نظم المتناثر في الحديث المتواتر ).
وذكره الحناوي في كتاب( الصفوة) وصرح بتواتره.
وذكره الزبيدي في ( لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة 205) من اثنتين وعشرين طريقاً.
وأورده الأميني في كتاب ( الغدير 1/14- 151) عن مائة وعشرة من الصحابة. وأفرد قسماً لطبقات رواته الذين بلغ عددهم عنده ثلاث مائة وستين عالماً. من تخريج الأستاذ محمد يحيى عزان.
( ) أخرجه الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) في المجموع 407ـ 408، والإمام الهادي (ع) في الأحكام 1/38، والإمام أبو طالب في أماليه 32،35، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب رقم (419)، والمؤيد بالله في الأمالي الصغرى 104(20)، والبخاري 5/99 و 6/18، ومسلم 4/1870(2404)، والترمذي 5 رقم(3731)، وابن ماجة 1/42 رقم (175) و1/45 رقم(121)، والحاكم في المستدرك 3/109، والبزار 3/276 رقم(1065)، والحميدي في مسنده 1/38 رقم(71)، وأحمد بن حنبل 1/177 و1/179، وأبو يعلى في مسنده 2/86 رقم(739)، و66 رقم (709) و(698)، أبو نعيم في حلية الأولياء7/196، والخطيب البغدادي 1/325، والطبراني في الكبير 1/148رقم (337)، وفي الصغير 2/22، وابن الأثير 4/26-27، وابن عساكر في تاريخ دمشق 1/216رقم(349)(ترجمة الإمام علي عليه السلام)، عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه الإمام المرشد بالله في الخميسية 1/134، والطبراني 2/247 (2035) عن جابر بن عبد الله.
وأورده السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة عن عشرين من الصحابة، وتتبع ابن عساكر طرقه فبلغ عدد الصحابة نيفاً وعشرين، وقد استوعب طرقه ابن عساكر في نحو عشرين ورقة، وأورده في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة 31. من تخريج الأستاذ محمد يحيى عزان.
لنفسه وجوب الطاعة على الأمة، ثم أثبت لعلي عليه السلام منه ما كان ثابتا له، فوجب أن تكون طاعة أمير المؤمنين عليه السلام واجبة على الأمة، وإذا ثبت وجوب الطاعة ثبتت الإمامة، ويدل عليه قوله عليه السلام لعلي: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي )) (1)، فأثبت لأمير المؤمنين جميع منازل
__________
(1) أخرجه الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) في المجموع 407ـ 408، والإمام الهادي (ع) في الأحكام 1/38، والإمام أبو طالب في أماليه 32،35، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب رقم (419)، والمؤيد بالله في الأمالي الصغرى 104(20)، والبخاري 5/99 و 6/18، ومسلم 4/1870(2404)، والترمذي 5 رقم(3731)، وابن ماجة 1/42 رقم (175) و1/45 رقم(121)، والحاكم في المستدرك 3/109، والبزار 3/276 رقم(1065)، والحميدي في مسنده 1/38 رقم(71)، وأحمد بن حنبل 1/177 و1/179، وأبو يعلى في مسنده 2/86 رقم(739)، و66 رقم (709) و(698)، أبو نعيم في حلية الأولياء7/196، والخطيب البغدادي 1/325، والطبراني في الكبير 1/148رقم (337)، وفي الصغير 2/22، وابن الأثير 4/26-27، وابن عساكر في تاريخ دمشق 1/216رقم(349)(ترجمة الإمام علي عليه السلام)، عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه الإمام المرشد بالله في الخميسية 1/134، والطبراني 2/247 (2035) عن جابر بن عبد الله.
وأورده السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة عن عشرين من الصحابة، وتتبع ابن عساكر طرقه فبلغ عدد الصحابة نيفاً وعشرين، وقد استوعب طرقه ابن عساكر في نحو عشرين ورقة، وأورده في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة 31. من تخريج الأستاذ محمد يحيى عزان. والطبري في ذخائر العقبى / 63، وفي صفة الصفوة 1/ 120، وفي الإصابة 2/ 315، وابن عدي 6/ 6088، و 2222.
هارون إلا النبوة، ومن منازل هارون الإمامة من [بعد] موسى، فثبتت الإمامة لعلي عليه السلام. وقد دل الله تعالى على ذلك في محكم كتابه فقال: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة:55]. ولم يُروَ في أحد أنه زكى وهو راكع غيره، فنزلت هذه الآية فيه، إلا في علي عليه السلام (1)، فثبتت الولاية له.
__________
(1) روى نزول الآية في علي عليه السلام جمع كثير من الصحابة والتابعين منهم:
_ علي. في البداية والنهارية لابن كثير ( 7/ 357 )، ومناقب الخوارزمي/ 187،و في معرفة علوم الحديث للحاكم/ 102، ومناقب بين المغازلي ( ص 312 رقم ( 355 ) )، والعمدة لابن البطريق/ 60، والمرشد بالله في الأمالي 1/ 137، 138، وفرات الكوفي في تفسيره/ 39، 40، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 293 عن أبي الشيخ وابن مردويه، والمتقي الهندي في الكنز 6/ 405.
_ الحسن السبط. ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 207 - 208.
_ أنس بن مالك. الكنجي في كفاية الطالب / 228 - 229، ونحوه في شواهد التنزيل رقم ( 222 )، ( 223 )، ونقله في الغدير ( 2/ 159 ) عن فضائل الصحابة لأبي سعد السمعاني الشافعي.
_ أبو ذر الغفاري. الثعلبي في تفسيره، وعنه في مجمع البيان للطبرسي 2/ 210، والحسكاني في الشواهد رقم ( 235 )، وعنه الغدير 2/ 52، والعمدة ( الفصل 15 ص 59 ).
_ أبو رافع. المرشد بالله في أماليه 1/ 138، والطوسي في أماليه 1/ 58، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم كما في الدر المنثور 2/ 294، والهندي في الكنز 7/ 305.
_ جابر بن عبد الله. الحسكاني في الشواهد رقم ( 232 )، والأميني في الغدير ( 3/ 159 ) عن الإبانة لأبي الفتح النطنزي.
ـ عبد الله بن عباس. المرشد بالله في أماليه 1/ 138، والكوفي في المناقب 1/ 150 ( 58 )، 1/ 169 ( 100 )، والبلاذري في أنساب الأشراف 2/ 150، وابن المغازلي في المناقب/ 313 رقم ( 357 )، والطبري في الذخائر/ 88، والواحدي في أسباب النزول/ 148 - 149، والخوارزمي في المناقب/ 186، والحسكاني في الشواهد برقم ( 236 - 237 )، والطبرسي في مجمع البيان 2/ 210 - 211، والكنجي في الكفاية/ 249 - 250، وابن كثير في تفسيره 2/ 71، والخطيب، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وأبو الشيخ، وابن مردويه، كما في الدر المنثور 2/ 293، وفتح القدير 2/ 50، والطبري في تفسيره 6/ 186، والهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 17 عن الطبراني.
_ عبد الله بن سلام. الطبري في الذخائر/ 102 عن الواقدي وابن الجوزي، وفي الرياض 2/ 302 عن الفضائلي. وهو في الجمع بين الصحيحين للعبدري نقلا عن صحيح النسائي ذكر ذلك في جامع الأصول لابن الأثير 9/ 478. والرازي في مفاتيح الغيب 3/ 618، والنيسابوري في تفسيره 6/ 167، والطبرسي في المجمع 2/ 210.
_ عمار بن ياسر. الطبراني، وابن مردويه، كما في الدر المنثور 3/ 105. والحسكاني في الشواهد برقم ( 331 )، وابن كثير في التفسير 2/ 71، والهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 17 عن الطبراني في الأوسط.
_ المقداد بن الأسود الكندي. الحسكاني في الشواهد رقم ( 234 ).
_ محمد بن علي الباقر. ابن المغازلي في المناقب/ 313، وفرات في تفسيره/ 36 - 37، وأبو نعيم في الحلية، كما في الدر المنثور 3/ 106، والكوفي في المناقب 2/ 414 ( 896 ).
_ محمد بن الحنفية. الكوفي في المناقب 1/ 189 ( 110 )، والحسكاني في الشواهد برقم ( 224 )، ( 225 )، وفرات الكوفي في تفسيره / 27، 39، 41.
_ مجاهد بن جبر. الطبري في تفسيره كما في الدر المنثور 3/ 105، وابن كثير في تفسيره 2/ 71.
_ السدي. الطبري في تفسيره كما في الدر المنثور 3/ 105.
_ زيد بن علي. المرشد بالله في أماليه 1/ 137.
_ عبد الملك بن جريح. الحسكاني في الشواهد برقم ( 227 ).
_ عتبة بن أبي حكيم. الطبري في تفسيره 6/ 186.
_ عطاء بن السائب. الحسكاني في الشواهد برقم ( 226 ).
_ سلمة بن كهيل. ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 357، والتفسير 2/ 71، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن عساكر، كما في الدر المنثور 3/ 105.
وهو في تفسير الزمخشري الكشاف، وتفسير أبي البركات 1/ 496، وتفسير النيسابوري 3/ 461، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي/ 123، ومطالب السئول لابن طلحة الشافعي / 31، وتذكرة الخواص لابن الجوزي/ 9، وفرائد السمطين للحمويي في الباب الرابع عشر، والمواقف للقاضي عضد الدين الإيجي 3/ 276، ونور الأبصار للشبلنجي / 77، وروح المعاني للألوسي 2/ 329، وغيرهم كثير كثير.
فإن قيل: ما أنكرتم أن تكون الآية عامة في جميع المؤمنين؟
قيل له: لا يجوز ذلك، لأنه تعالى أثبت الولي والمولى عليه، لأنه قال: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ }. فوجب أن يكون الولي غير المولى من هو ولي عليه، فثبت أن الآية خاصة، وإذا ثبت ذلك ثبت أنها في علي عليه السلام إذ (1) لم يدع أحد أنها خاصة في غيره.
فإن قال: فما تنكرون على من قال لكم إن جميع ما ذكرتم من الآية والخبر لا يوجب له إلا الفضائل والمراتب والمنازل والمناقب دون الإمامة، لأن الصحابة قد أجمعت على إمامة غيره؟
قيل له: لم تجمع الصحابة على إمامة غيره، وذلك أن من يدعي الإجماع على إمامة غيره، لا يدعي البيعة عن كل أحد من الصحابة، وإنما نقول وجدناهم في آخر أمر أبي بكر بين مبائع ومظهر للرضى، وساكت، والسكوت لا يدل على الرضى، إلا إذا سلمت الأحوال، وقد ثبت أنه جرى حينئذ (2) هناك أمور من القهر والحمل والإلجاء، والسكوت مع هذه الأحوال لا يدل على الرضى.
فإن قيل: وما تلك الأمور التي ادعيتم فيها القهر والحمل والإلجاء؟
__________
(1) في المخطوطة: إذا. والصواب ما أثبتنا.
(2) في المخطوطة: وحينئذ.
قيل له: هي ما نطقت به الأخبار، واتصلت بصحتها الآثار، أن الزبير لما امتنع من البيعة حُمِل عليه، وانتهى الأمر إلى أن كسر سيفه (1)، وأن عمار بن ياسر ضرب (2) وأن سلمان أستخف به (3)، وأن فاطمة عليها السلام هجموا على دارها لما
__________
(1) قال اليعقوبي : وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار، ومالوا إلى علي بن أبي طالب، منهم: العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، والزبير بن العوام...
تاريخ اليعقوبي 2/ 124 - 125، والسقيفة للجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2/ 13، والإمامة السياسة 1/ 10.
وقال عمر بن الخطاب: وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه أن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة. مسند أحمد 1/55، والطبري 2/ 466، وابن الأثير 2/ 124، وابن كثير 5م 246، وصفوة الصفوة 1/ 97، وابن أبي الحديد 1/ 123، والسيوطي في تاريخه/ 45. وابن هشام 4/ 338، وتيسير الوصول 2/ 41.
قال الطبري: أتى عمر بن الخطاب منزل علي، وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. تاريخ الطبري 2/ 443، 444، 446، وذكر كسر السيف المحب الطبري في الرياض النضرة 1/ 167، والخميس 1/ 188، وابن أبي الحديد 1/ 122، 132، 134، 158، و ( 2/ 2 - 5، وكنز العمال 3/ 128، والإمامة والسياسة 1/ 11، وأنوار اليقين للأمير الحسين/ 133، ومصابيح الحسني.
(2) لم أقف على ضرب عمار بعد بيعة أبي بكر، ولكن في عهد عثمان وربما اشتبه الأمر على الإمام.
أما ما كن من أمر عمار فإنه اجتمع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنة صاحبيه وعددوا أموراً كثيرة... ثم تعاهدوا ليدفعن الكتاب في يد عثمان، وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر، والمقداد بن الأسود، وكانوا عشرة فلما خرجوا به إلى عثمان تسللوا عن عمار والكتاب في يده حتى بقي وحده ثم مضى حتى دخل على عثمان وعنده مروان بن الحكم، وأهله من بني أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه، فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم. قال: ومن كان معك؟ قال: كان معي نفر تفرقوا فرقا منك. قال: من هم؟ قال: لا أخبرك بهم قال: فَلِمَ اجترأت علي من بينهم؟ فقال: مروان: يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود ـ يعني عمارا ـ قد جرأ عليك الناس، وإنك إن قتلته نكلت به من ورآءه. قال عثمان: أضربوه، فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه!!!! فغشي عليه، فجرُّوه حتى طرحوه على باب الدار، فأمرت به أم سلمة زوج النبي عليه الصلاة والسلام، فأدخل منزلها، وغضب فيه بنو المغيرة وكان حليفهم، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر، عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة، فقال: أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية، فقال عثمان: لست هناك. الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1/ 32 - 33. وأنوار اليقين/ 11 للأمير الحسين، ومروج الذهب 2/ 347. وتاريخ الخميس2/271،والسيرة الحلبية 2/78، وشرح نهج البلاغة 1/238، وأنساب الأشراف 5/48.
(3) ذكر في أنوار اليقين: أنهم وجأوا عنقه حتى خفض إلى الأرض. / 11.
تأخر علي عليه السلام عن البيعة (1)، وأن سعد بن عبادة لما أظهر الكراهة اضطر إلى مفارقة المدينة، ثم رشق بسهم في أيام عمر ومات (2)، وإذا صح هذا الذي
__________
(1) غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم: علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة ومعهما السلاح. الرياض النضر 1/ 218، والجوهري برواية ابن أبي الحديد 1/ 132، و6/ 293، وتاريخ الخميس 2/ 169.
فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبو فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيتهم فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة. ابن عبد ربه 3/ 64، وأبو الفداء 1/ 156، وانظر انساب الأشراف 1/ 586، وكنز العمال 3/ 140، والرياض النضرة 1م 167، وشرح ابن أبي الحديد 1/ 132، والخميس 1/ 178، وأنوار اليقين لأمير الحسين/ 13، ومصابيح الحسني، وأعلام النساء 3/125.
وقال اليعقوبي: فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار ـ إلى قوله ـ وكسر سيفه ـ أي سيف علي ـ ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله، فخرجوا وخرج من كان في الدار. تاريخ اليعقوبي 2/ 126.
قال أبو بكر في مرض موته: أما إني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني تركتهن... إلى قوله: فأما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب. تاريخ الطبري 2/ 619، ومروج الذهب 1/ 414، وابن عبد ربه 3/ 69، وكنز العمال 3/ 135، والإمامة والسياسة 1/ 18، وتاريخ الذهبي 1/ 0388، وغيرهم.
وفي رواية اليعقوبي: وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب. تاريخ اليعقوبي 2/ 137.
(2) ذكر أن سعدا ترك اياما بعد بيعة أبي بكر ثم بعث إليه أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال: أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل، واخضب رمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلا أفعل. وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم حسابي. تارخي الطبري 3/ 459، وابن الأثير 2/ 126، وكنز العمال 3/ 134ن والإمامة والسياسة 1/ 10، والسيرة الحلبية 4/ 397.
قيل فلما أتي أبو بكر بذلك قال عمر: لا تدعه حتى يبايع.
فقال له بشير بن سعد: إنه قد لج وأبى، وليس بمبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فاتركوه فليس تركه بضآركم، إنما هو رجل واحد. فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد، واستنصحوه لما بدا لهم منه، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجتمع معهم ولا يحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم... إلخ. فلم يزل كذلك حتى توفي أبو بكر وولي عمر. الرياض النضرة إضاقة إلى سائر المصادر السابقة إلا الطبري فأورد الرواية إلى: فاتركوه.
ولما ولي عمر الخلافة لقيه في بعض طرق المدينة.
فقال له: إيه يا سعد!؟
فقال له: إيه يا عمر!؟
فقال له عمر: أنت صاحب المقالة؟
قال سعد: نعم، أنا ذلك وقد أفضى إليه هذا الأمر، كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك.
فقال عمر: من كره جوار جار تحول عنه.
فقال سعد: ما أنا غير مستسر بذلك، وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك.
فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج إلى الشام في أول خلافة عمر .... إلخ. طبقات ابن سعد 3/ 145، وابن عساكر 4/ 90 بترجمة سعد من تهذيبه، وكنز العمال 3/ 134 ( 2296 9، والسيرة الحلبية 3/ 397.
وفي رواية البلاذري: أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وخرج إلى الشام، فبعث عمر رجلا وقال: أدعه إلى البيعة واحتل له، فإن أبى فاستعن الله عليه. فقدم الرجل الشام فوجد سعدا في حائط بجوارين ـ من قرى حلب ـ فدعاه إلى البيعة. فقال: لا أبايع قرشيا أبدا. قال: فإني أقاتلك. قال: وإن قاتلتني. قال: أفخارج أنت مما دخلت فيه الأمة. قال: أما من البيعة فإني خارج. فرماه بسهم فقتله. أنساب الأشراف 1/ 589، والعقد الفريد 3/ 64 - 65 باختلاف يسير، وأنوار اليقين/ 11.