المطبوعين من المتأخرين ، وإنما استكثر ذلك من المتأخرين من كان يتكلف الصنعة .
سمعت بعض أهل الأدب يقول: إن القليل من التجنيس يحسِّن الكلام ، والاكثار يسلب الكلام بهجته . قال: ومثله مثل الخال في الحسناء في أنه يزيدها حسنا ، وإن كثرت الخيلان حتى تستوفي (1) على عامة جسدها أكسبتها الوحشة ، وسلبتها البهجة . وصدق فيما قال ، لأن الاستكثار والجمع بين الحروف المتجانسة يوجب للكلام ضربا من التنافر . ألا ترى إلى قول الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول (2)

كيف يظهر عليه التنافر ؟
وكذلك قول الشاعر:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر

فأما إذا وقع ذلك في الكلام لُمعاً ، فإنه يزيده حسنا وبهجة ، فلذلك - والله أعلم - وجد في القرءان قليلا ولم يكثر .
ومن أقسام الفصاحة ما يسميه أكثر أهل الصنعة: المطابق ، وهو إيراد لفظتين يفيد كل واحدة منهما ضد ما تفيده الأخرى ، نحو قوله عز وجل: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود: 114] ونحو قوله: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [آل عمران: 106] ، وقوله
__________
(1) في المخطوط: يستوفى . ولعل الصواب ما أثبت .
(2) البيت من معلقة الأعشى .

عز وجل: { يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء } [النحل: 93] ، وقوله: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) } [الإنفطار] ، وقوله: { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ } [فاطر] ، وقوله: { هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } [الفرقان: 53] ، وقوله: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } [الحاقة: 19] ، وقوله: { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } [الحاقة: 25] ، وهذا النوع في القرءان كثير ، بحيث يكاد يتعذر إحصاؤه .
ولكنا قد نبهنا على الجميع بالجملة التي أوردناها ، وإنما كثر هذا في القرءان لأن كثرته لا توجب للكلام نبواً عن السمع ولا تنافرا ، كما يوجبه التجنيس .
ومن أقسام الفصاحة: الفواصل ، وهي الأسجاع . ومن الناس من كره تسميتها بالأسجاع إذا كانت في القرءان ، والكلام فيه خارج عن غرضنا ، لأن بيان المراد يغني عن الاشتغال بالتسمية ، وهذه العوامل تكثر في القرءان ، وتتجاوز حد الاحصاء والعد .
وأول ذلك في فاتحة الكلام ، كقوله: { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) } [الفاتحة] ، ثم في سائر السور إلى آخر القرآن .
وهذه الفواصل تكون بحروف متفقة تسمى: أسجاعا ، وتكون بحروف مختلفة وتسمى: موازنة ، فما يسمى من ذلك موازنة ، نحو

قوله: { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) } [الفاتحة] ، لأن آخر الآية الأولى هو النون ، وآخر الآية الثانية هو الميم .
ومثل قوله: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) } [الكهف] ، ألا ترى أن آخر الآية الأولى هو اللام ، وآخر الثانية هي الزاي ، وآخر الثالثة هو الباء ، وآخر الرابعة هو الدال ، ومثله: { حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) } [المسد] ، ونظائرها كثيرة .
وما يسمى من هذه الفواصل: أسجاعا (1) . فمثل قوله عز وجل: { ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) } [البقرة] ، إلى تمام أربع آيات وآخرها كلها نون .
ومثله: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) } [الإخلاص] ، وقوله: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) } [الفلق] ، ولا وجه لتعداد أمثاله في القرءان لكثرته ، وتجاوز حد الاحصاء ، ولأن شيئا من السور لا يخلو من ذلك .
وهذا باب كبير من أبواب الفصاحة ، إذ ورد مع الحلاوة ، ورونق الطلاوة ، وجاء به متسمحا ، ولم يقهر عليه تكلفاً وتعسفاً ،
__________
(1) في المخطوط: أسجاع . والصواب ما أثبت .

ولم يكن مما تنبو عنه الأسماع ، وتمجه الأفهام ، وهو مشهور عند العرب لا يخلو منه كلام فصيح ، في أحوال الاسترسال والاحتفال .
وللفصاحة أقسام كثيرة سوى ما بيناه ، وليس منها قسم إلا وهو موجود في القرءان ، وقد نبهنا بما ذكرناه منها على ما لم نذكره .
ومن أقسام الفصاحة: التلاؤم ، وهو نقيض التنافر ، وهذا الباب هو من أكثر أبواب الفصاحة ، وكنا نبهنا عليه في أول هذا الباب عند ذكرنا جزالة الألفاظ ، لكن أعدنا ذكره في آخر الباب لنوضحه فضل إيضاح ، لأنه هو العمدة . وذلك أن عامة ما ذكرنا من أقسام الفصاحة بل كلها غير هذا القسم ، للتكلف والتعمل فيها مجال ومسرح . ويمكن التوصل إليها باحتذاء آثار من تقدم فيها ، بأن يُتعلم طرائقها ، ويستفاد مناهجها ، وهذا القسم الذي هو التلاؤم يتعذر ، إلا أن يسمح به طبع مخصوص ، يعرف ذلك كل من ل‍ه أدنى حظ من الأدب والمعرفة بنقد الكلام .
وذلك أن التلاؤم به تكون العذوبة والحلاوة ، وعنه تكون حسن ديباجة الكلام ، ولهذا تجد الكلام المنظوم المنثور جيد السبك ، رصين النظم ، صحيح الوضع ، متسق المعنى . ومع ذلك تجده نابيا عن السمع ، نافرا عن الطبع ، إذا لم تحصل ل‍ه العذوبة التي يكون سببها التلاؤم .
واعلم أن التلاؤم يكون بتلاؤم الحروف ، وتلاؤم الحركات والسكنات ، وتلاؤم المعنى ، فإذا اجتمعت هذه الوجوه ، خرج الكلام غاية في العذوبة ، وفي حصول بعضها انحطاط درجة العذوبة عن الغاية

، وسائر أقسام الفصاحة مع عدم التلاؤم يُعد تكلفاً ، وكلما ظهرت الصنعة أكثر ، كان الكلام أقرب إلى أن يكون تعسفاً ، وإذا حسن التلاؤم ، وحسن معه يسير الصنعة أشرق تأليف الكلام ووضعه .
ألا ترى إلى قول الشاعر:
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد ... وريَّا روضه بعد القطار
شهور ينقضين وما شعرنا ... بأنصاف لهن ولا سرار (1)

لما حصل التلاؤم حصل في النفس القبول التام مع قلة الصنعة فيه .
ومن ذلك قول القائل:
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسَّح ركن البيت من هو ماسح
نزعنا بأطراف الأحاديث بيننا ... ومالت بأعناق المطي الأباطح (2)

ألا ترى إلى ديباجته كيف حسنت ؟ وإلى عذوبته كيف ظهرت ؟ وإلى سلامته كيف استمرت ؟ مع خلوه من الصنعة ، ووقوعه بالبعد عن التعمل .
وهذا باب تأملته في الأشعار والخطب ، والرسائل والمحاورات ، في الجد والهزل . وصح لك بيانه ، وقام عندك برهانه . وهذا القسم من
__________
(1) الأبيات من قصيدة لمجنون ليلى ، ورد البيت الثاني في الديوان هكذا: وريا روضه غب القطار .
(2) البيتان لكعب بن زهير ، ورد البيت الأول في المخطوط هكذا: ومسح بالأركان . . . والثاني هكذا: أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت . . .

الفصاحة موجود في القرءان من أوله إلى آخره ، وأهل هذا الشأن يختلفون في أجناس ذلك والتبين ل‍ه .
ومن كان منهم أعرف بنقد الكلام ، كان إلى تبيين ما ذكرناه أقرب ، فإن ساعده على ذلك الطبعُ الجيد ، كان في طريق تصوره أذهب ، وقد يكون في أهل كل صناعة من الشعر والخطب والرسائل مَن إذا سمع كلام غيره عرف صاحبه ، وميَّز بين طبعه وطبع غيره ، كما حكي أن جريرا رأى ذا الرمة ، وهو ينشد قصيدة أولها:
نبت عيناك عن طلل بحدوى ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (1)

فقال ل‍ه: ألا آمرك بأبيات تلحقها بشعرك ؟ فقال: بلى .
فقال:
يعد الناسبون إلى تميم ... بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب لهم وعمرا ... وسعدا ثم حنظلة الخيارا
يعد الناسبون بني تميم ... كما ألغيت في الدية الحوارا (2)
ويهلك بيتها المرئي لغوا
__________
(1) البيت لذي الرمة ، وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . ... ... ... عفته الريح وامتنح القطارا
انظر ديوانه .
(2) الأبيات في قصيدة جرير ، وردت في المخطوط هكذا:
1@بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل تيم ... وسعدا ثم حنظلة الخيارا
ويذهب بيتها المرعي لغوا ... كما ألفيت في الدية الحوارا

ثم أنشد ذو الرمة هذه القصيدة الفرزدق مع هذه الأبيات ، فلما انتهى إليها قال ل‍ه: مه ، فإن هذه الأبيات لأكلها أشد لحيين منك .
فميَّزَ بطبعه بين شعره وشعر جرير ، وهذا ظاهر بين أهله ، وإنما أردت أن أبين بهذا أن غباوة من يغضي عن هذه الحالة [التي] وصفناها في القرءان لا يؤثر فيها ، لشهرتها وظهورها عند أهله .
والذي أحوجنا إلى هذا التنبيه على هذا القسم ، أنه لا يظهر لكل من يفهم العربية ، ولا يمكن كما أمكن سائر أقسام الفصاحة ، لأن استدراكه يفتقر إلى العلوم الضرورية المعبَّر عنها بالطبع ، كما أن الاتيان به مفتقر إليه ، ولأن القرءان كله من هذا النمط .
والأَوجَهُ ذكر آيات منه ، لأنا نريد تنبيه المبتدئ والشادي (1) عليه .
فمن ذلك قول الله عز وجل: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) } [النجم] وما بعدها .
وقوله عز وجل: { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى
__________
(1) كذا في المخطوط .

يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) } [القصص] . . . إلى آخر القصة .
فتأمل هذه الألفاظ ووقوعها مواقعها ، لتعلم شرف هذا الكلام ، وهل تجد لفظة لسوء أبدل مكانها غيرها ، فنابت منابها حسنا وعذوبة ورونقا ؟! ألا ترى أنه عز وجل لو قال: (( والكوكب إذا سقط )) ، أو (( إذا غرب )) ، أو قال: (( إذا أفل )) ، لم يَنُب في الحسن مناب قوله تعالى: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) } .
ورأيت في كلام الجهال أنه لو قال: (( والنجم إذا علا )) ، كان أولى . ولن يكون ذلك ، فمن ل‍ه حاسة في هذا الباب . فبين اللفظتين في هذا الموضوع في باب الحلاوة والعذوبة ما لا يخفى على بصير .
ولو قال: (( ما زاغ نبيكم عن الهدى )) ، أو (( ما أخطأ رسولكم )) ، أو قال: (( ما حاد عن الرشد والهدى )) ، وما أشبه ذلك ، لم يغن غناء قوله عز وجل: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) } .
ولو قال: (( فهرب منها مذعورا )) ، أو قال: (( مرعوبا )) ، أو غير ذلك من الألفاظ التي تؤدي معناها ، لم يسد مسد قوله عز وجل: { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } [القصص: 21] ، حلاوة وعذوبة .
ولو قيل: (( ولما أخذ على سمت مدين )) ، أو (( مضى حذاء مدين )) ، أو (( جهة مدين )) ، لم يقع موقع قوله عز وجل: { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ } [القصص: 22] . وكذلك عامة ألفاظ هذه الآيات ، فتأملها تجدها على ما أقول .

واعلم أن كثيراً من الألفاظ تكون ل‍ه حلاوة وعذوبة ، إذا وقع في بعض المواقع دون بعض ، وإنما حصلت لهذه الآيات العذوبة التامة ، لما حصل لحروفها من التلاؤم ، ولحركاتها وسكناتها من الاعتدال ، ولمعانيها من حسن الاطراد والمقاصد ، لأن الحروف لو لم تتلاءم لكان يحصل للكلام بعض التنافر .
والحركات والسكنات لو لم تعتدل لم يتم حسن النظم ، لأن كثرة الحركات توجب للكلام بعض الثقل .
ألا ترى إلى ما روى أهل العروض في جنس البسيط ، وزعموا: أنهم لقيهم رجل فأخذوا ماله وضربوا عنقه ، كيف حصل الثقل لما كثرت حركاته ؟!
وكثرة السكنات توجب لنسج الكلام بعض الضعف والسخافة . ولهذا صار الكلام موزونا باعتدال الحركات والسكنات ، ويتكسر البيت بخروج الحركات أو السكنات عن الاعتدال .
وأما حسن أطوار المعاني والمقاصد فلا بد منه ، لأن موضوع العبارة إنما هو للمعنى ، فإذا لم يحسن المعنى ، كان بمنزلة تعليق الحلي على المرأة الشوهاء .
ومن ذلك قوله عز وجل: { أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) } [النمل] ، وقوله عز وجل في أول السورة: { إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ

(4) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) } [النمل] . . . إلى آخر القصة .
وعلى نحو من هذا عامة هذه السورة ، وكذلك عامة السورة التي يذكر فيها القصص بعد هذا .
ومن ذلك قوله عز وجل: { حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) . . . إلى قوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) . . . إلى قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) } [غافر] (1) .
وقوله عز وجل بعد هذه الآيات: { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ
__________
(1) كمال الآيات: { . . . مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) . . . رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) . . . } .

22 / 32
ع
En
A+
A-