وقال في حديث يزيد بن عبدالملك النوفلي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، لم يسمع يزيد من سعيد، إنما رواه عبد الله بن نافع عن يزيد عن أبي موسى الخياط عن سعيد عن أبي هريرة، وأبو موسى هذا مجهول.
وقال يحيى بن معين في التاريخ: لا يصح في الوضوء من مس الذكر حديث، وكان لا يرى إيجاب الوضوء منه.
قال أبو الحسن: فاحد ما رووه في مس الذكر يذكرونه عن عمرو بن شريح عن ابن شهاب عن عروة.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ))، وعمرو بن شريح هذا ضعيف جداً عندهم، وليس ممن يقبل قوله ولا روايته.
وحديث يروى عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عروة.
عن زيد بن خالد أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من مس فرجه فليتوضأ))، وأهل النقل لا يشكون في أن هذا الحديث مما أخطأ فيه عبدالأعلى بالبصرة في أحاديث عادة ما يذكرونها.
وحديث آخر يروونه عن هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أروى بنت أُنيس عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وهشام ساقط.
وحديث الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة عن النبي ً، وهذا أصله عن شرطي عن بسرة، لأن مروان رواه لعروة، فلم يرفع عروة لحديثه رأساً، فبعثوا شرطياً إلى بسرة، فأخبر عنها الشرطي بذلك.
وحديث مكحول عن عنبسة، قال يحيى بن معين: (لم ير مكحول عنبسة).
وحديث العلى بن سليمان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، والعلى بن سليمان هذا، شيخ من أهل الرقة ضعيف.
ويروونه عن صدقة بن عبد الله عن هشام بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وصدقة عندهم غير مقبول الرواية.
ويروونه عن حفص بن عمر الصنعاني المعروف بالفرح عن مالك بن أنس عن ابن عمر.
عن بسرة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وحفص هذا عندهم ضعيف.
ويروونه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الزهري عن عبد الله ابن عبدالقاري عن أبي أيوب عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وإسحاق بن عبد الله هذا، ضعيف لا يشك في ضعفه.
وحكى محمد بن شجاع عن علي بن المديني قال: حديث بن طلق عن أبيه، أحب إلي في الإسناد من أحاديث الوضوء من مس الذكر.
قال أبو الحسن: ثم الأخبار التي رويت في مس الذكر، وإيجاب الوضوء منه مختلفة الألفاظ، ونأتي بما روي فيها:
روى أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه.
عن بسرة بنت صفوان أن الرسول ً قال: ((إذا مس أحدكم فرجه، فليعد الوضوء)).
ويرويه عبد الله بن الوليد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا هشام بن عروة عن عروة عن مروان.
عن بسرة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من مس ذكره، فليتوضأ وضوء للصلاة)).
وكذلك أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان.
عن بسرة أنها سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره، فليتوضأ)).
وروى علي بن الحسن الهسجاني قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن سعيد عن هذا فقال: سمعت شعبة يقول: (لم يسمع هشام حديثاً بتة في مس الذكر).
وسئل البخاري عن أصح ما فيه فقال: حديث بسرة، والصحيح عن عروة عن مروان عن بسرة، فقيل له: فحديث محمد بن إسحاق، قال: غير محفوظ .
وحديثه ما رواه القلعي قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير.
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من مس فرجه، فليتوضأ)).
قال البخاري: (وحديث الزهري عن عروة عن عائشة لا يشتغل به).
وقال: (حديث عروة عن أروى أيضاً لا يشتغل به).
وسئل البخاري عن حديث مكحول، وهو ما رواه عبد الله بن يوسف العبسي قال: حدثنا الهيثم بن حميد الدمشقي قال: حدثنا العلا بن الحارث عن مكحول عن عنبسة.
عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)).
فقال: (لم يسمع مكحول من عنبسة).
وروى مكحول عن رجل عن عنبسة عن أم حبيبة: (من صلى يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة).
فأما ما حدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطلقي قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن يزيد بن عبدالملك النوفلي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من مس ذكره، فليتوضأ)).
فإنه سئل ابن حنبل، والبخاري عنه: فقالا: (لم يسمع يزيد من سعيد المقبري).
قال البخاري: رواه عبد الله بن نافع عن يزيد عن أبي موسى الحنّاط عن سعيد عن أبي هريرة.
وأما حديث رحم بن كاسب قال: حدثنا عبد الله بن نافع الصانع حدثني ابن أبي ذيب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
عن جابر أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من مس ذكره، فليتوضأ)).
فإن السيد أبا العباس رحمه الله أخبرنا قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي عن هذا، فقال: خطأ، الناس يروونه عن ثوبان عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بلا جابر.
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبو نحسة الحجازي قال: حدثنا بقية عن الزبيدي عن عمرو بن شعيب عن أبيه.
عن جده قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أيما امرأة مست فرجها، فلتتوضأ)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو نعيم الجرجاني قال: حدثنا الزيادي قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة.
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من مس ذكره وانثييه، فليتوضأ)).
وحديث يونس بن عبدالأعلى قال: حدثنا معن بن عيسى حدثني يزيد بن عبد الملك النوفلي عن سعيد المقبري.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أفضى بيده إلى ذكره ليس بينهما ستر ولا حجاب، فليتوضأ)).
فإن الرمادي روى قال: حدثنا يزيد بن عبدالملك حدثني أبي عن سعيد المقبري.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أفضى بيده إلى ذكره ليس دونه ستر، فقد وجب عليه الوضوء)).
فمرة بهذا اللفظ، ومرة بذلك اللفظ، ومرة يزيد عن سعيد، وأخرى عن أبيه عن سعيد، ثم قد تكلم ابن حنبل والبخاري.
في الترتيب بين الأعضاء
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
فإن قيل فقد روي عن علي عليه السلام أنه قال: (ما أبالي إذا أتممت وضوئي، بأي أعضائي بدأت).
قيل له: قد علم أنه عليه السلام كان محببا إليه تجديد الوضوء، وكان مولعاً بالتطوع به، وإعادته عند كل قيام إلى الصلاة، فأمكن أن يكون يشتبه على واحد علم وجوب الترتيب في الوضوء الفرض أنه في التطوع مثله، وأنه لو نكس فيه لم يثبت عليه، فميز أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الأخبار بين الفرض والنفل.
وقد روينا عن علي عليه السلام، وعثمان أنهما حين علما وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر في جميعها: أنه غسل وجهه، ثم يديه، ثم مسح برأسه، ففصلوا بثم، ثم قال: (هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ).
وفي حديث عمر، أن رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الوضوء: فغسل وجهه، ثم يديه ثم مسح برأسه، ثم رجليه.
وقد روى أنه قال: لا تقبل صلاة امرءٍ حتى يسبغ الوضوء، فيغسل وجهه، ثم يديه، ثم يمسح برأسه، ثم يغسل رجليه.
وروي عنه ً مما قدمنا ذكره أنه توضأ، فقال: ((هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم خُلَيج الصواف، قال: حدثنا أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن نفيل الحراني، قال: حدثنا زهير عن الأعمش عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا لبستم أو توضأتم، فابدأوا بميامنكم)).
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الفضل المعروف بابن أبي اليسر، قال: حدثنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الهروي، قال: حدثنا عبدالجبار بن العلا، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه.
عن جابر بن عبد الله أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لما دنى من الصفا: ((أبدأ ُبما بدأ الله به)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا الصنعاني عن عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم عن الخارفي: أن علياً عليه السلام بالكوفة، قال لخادمه: يا قنبرأ بلغني وضوءاً، فجاء به، ثم مضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفقين ثلاثاً، ثم اليسرى كذلك، ثم قام، قأبما فشرب من فضل وضوءه، ثم قال: (من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهكذا فليتوضأ).
حديث: ((تأتي أمتي يوم القيامة غراً محجلين))
وحديث: ((ويل للأعقاب من النار))
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((تأتي أمتي يوم القيامة غراً محجلين، غراً من آثار السجود، محجلين من آثار الوضوء)).
حدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا علي بن يزيد بن مخلد، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سعيد بن أبي كرب.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ويل للعراقيب من النار))، وقال أيضاً: ((ويل لبطون الأقدام من النار)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله، قال: حدثنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة عليه، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم.
عن عبد الله بن الحارث الزبيدي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ويل للأعقاب، وبطون الأقدام من النار)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا جرير بن حازم أنه سمع قتادة يحدث.
عن أنس بن مالك: أن رجلاً توضأ، وترك على ظهر قدمه مثل موضع الظفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ارجع فأَحْسِن وضوءك)).
مايجوز التطهر بسؤره من الدواب وما لا يجوز
حكم سؤر الكلب
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل عن أبان.
عن قتادة أن ابن سيرين حدثه أن أبا هريرة حدثه أن نبي الله ً، قال: ((إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات، السابعة بالتراب)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: حدثنا أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة، قال: حدثنا أبو التياح عن مطرف.
عن ابن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا ولغ كلب أحدكم في الإناء، فاغسلوه سبع مرات، وعفروه الثامنة بالتراب)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن ابن سيرين.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات أولهن بالتراب)).
سؤر المشرك
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن شنبذين، قال: حدثنا عمرو بن ثور، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة.
عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قلت يا رسول الله أنا بأرض أهل الكتاب، أو نأتي أرض أهل الكتاب فنسأل آنيتهم، قال: ((أغسلوها ثم اطبخوا فيها)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن مسلم الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن هارون بن العباس المقري، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن مروان عن أحمد بن عامر الواسطي عن أبيه عن جده.
عن النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن عليهم السلام، قال: ((لا تأكلوا من طعام أهل الشرك، ولا من ذبائح أهل الكتاب، ولا تطبخوا في قدورهم حتى تنظفوها بالنار وبالماء، ولا تشربوا من بيوتهم لبناً ولا ماءً، ولا سمناً، ولا عسلاً، ولا تقربوا لهم طعاماً ما كان في بيوتهم، ولا يحل لكم ثيابهم حتى تغسل، ولا آنيتهم حتى تنظف بالنار والماء)).
سؤر الهر
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق عن مالك بن أنس عن ابن عبد الله بن أبي طلحة عن بنت عبيد بن رفاعة.
عن كبشة بنت كعب بن مالك -وكانت تحت أبي قتادة- أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى إليها الإناء حتى شربت، فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ قالت: قلت: نعم، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات)).