القسامة وصفتها
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وأخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا عثمان بن مطر عن أبي جرير عن الشعبي.
عن الحارث الوادعي قال: أصابوا قتيلا بين قريتين، فكتبوا في ذلك إلى عمر بن الخطاب، وكتب عمر أن قيسوا بين القريتين، فأيهما كان إليه أدنى فخذوا خمسين قسامة يحلفون بالله ثم غرموهم الدية.
وأخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يونس قال: حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسليمان بن يسار.
عن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن القسامة كانت في الجاهلية، فأقرها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على ما كانت عليه وقضى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أناس في قتيل ادعوه على اليهود.
وأخبرنا أبو بكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا أبو بشر الرقى قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن ابن أبي ذوئيب.
عن الزهري: أن رسول الله ً قضى بالقسامة على المدعى عليهم.
أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا أحمد بن سعيد الثقفي قال: أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا بشر بن عمر قال: سمعت مالك بن أنس قال: حدثني أبو ليلى.
عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره عند رجال من كبراء قومه: أن عبد الله بن سهل، ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر من شدة وضيق أصابهما فتفرقا في حوايجهما، فأتى محيصة فذكر له أن عبد الله قد قتل وطرح في فقير أو عين، فأتى يهود خيبر، فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: والله ما قتلناه، فأقبل محيصة بن مسعود حتى قدم أخوه عبد الرحمن بن سهل فذكر لهم ذلك، فقام محيصة وحويحصة أخوه، وعبد الرحمن بن سهل أخو عبد الله بن سهل القتيل إلى رسول الله صلى اللع عليه وآله وسلم، فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيبر وقد قيل أن الذي ذهب يتكلم عبد الرحمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الكبر، الكبر)) فتكلم حويصة، ثم تكلم محيصة، فذكرا شأن عبد الله بن سهل، فكتب إلى اليهود، أما أن تدّوا صاحبكم وأما تؤذنوا بحرب من الله، فكتبوا إليه: إنا والله ما قتلنا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن: ((أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم؟)) قالوا: يا رسول الله لم نشهد ولم نحضر، قال: ((فيبريكم اليهود بخمسين يمينا))، قالوا: يا رسول الله كيف تقبل أيمان قوم كفار؟ فوداه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عنده، فبعث إليهم بمائة ناقة حتى دخلت عليهم في الدار.
كتاب الوصايا
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين الصواف وإسحاق بن إبراهيم الحديدي قالا: حدثنا عمار بن رجا قال: إسحاق وحدثنا محمد بن إدريس الحنظلي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن مطر بن ميمون الوراق.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، ويقضي ديني، وينجز موعدي علي بن أبي طالب)).
فيما يجوز من الوصية وما لا يجوز
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثنا) إبراهيم بن الزبرقان قال: حدثني أبو خالد قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليهم السلام قال: (لا وصية ولا ميراث حتى تقضى الديون، ولئن من أوصى بالخمس أحب إلي من أن يوصي بالربع، ولئن يوصى بالربع أحب إلي من أن يوصى بالثلث، ومن أوصى بالثلث فلم يترك مقالة)، وفي غير هذه الرواية كان أمير المؤمنين عليه السلام كان يحب الوصية بالخمس، وقال: (إن الله اختار الخمس لنفسه)، لقوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ }[الأنفال:41].
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن علي الصواف قال: أخبرنا عمار بن رجا قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن الحارث.
عن علي عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : أنه قضى بالدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤنها {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ }[النساء:11].
أخبرنا أبو بكر قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص.
عن أبيه قال: مرضت عام الفتح مرضاً أشفيت منه على الموت، فأتاني رسول الله ً يعودني، فقلت: يا رسول الله إن لي مالاً كثيراً، وليس يرثني إلا ابنتي، أفأتصدق بمالي كله؟ قال: ((لا)) قال: أفأتصدق بثلثي مالي، قال: لا، قال: فالشطر قال: لا، قال: فالثلث، قال: ((نعم والثلث كثير)).
وأخبرنا أبو بكر، قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد.
عن أبيه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له: أوصي بمالي كله، قال: ((لا))، قلت: فالثلث، قال: ((نعم والثلث كثير)).
وأخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا حماد.
عن هشام بن عروة قال: كان ابن عباس يقول: استقصروا عن قول رسول الله ً إنه كثير.
العلل المانعة من الإرث
هل يرث القاتل؟
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا عبد الوارث عن إسحاق بن عبد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه.
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يرث الرجل من عقل امرأته، مالم يقتل أحدهما صاحبه خطأ، فإن قتله خطأ ورث من ماله ولم يرث من عقله، فإن قتل عمداً لم يرث من ماله ولا من عقله)).……
كتاب السير
في أن أمير المؤمنين علي عليه السلام أول من آمن
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن صالح البلخي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير عن علي بن فاطمة.
عن الأصبغ بن نباتة قالت: سمعت عليا عليه السلام يقول: (أنا عبد الله وأخو رسول الله وصديقه الأول، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر، ولقد صليت ست سنين ودخلت السابعة، وما قد دخل أبو بكر في الإسلام).
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد العطاردي الفقيه قال: حدثنا المهاجر بن علي قال: حدثنا أحمد بن علي القطان قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ظريس قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن عبد الغفار بن القسم عن سلمة بن كهيل.
عن حبة العرني قال: سمعت علياً يقول: أنا كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نرعى غنماً ببطن نخلة، فأتانا أبو طالب ونحن نصلي، فقال: يا ابن أخي ما تصنعان؟ قال: فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام ثلاثا، فقال: ((أي عم))، فقال: ليس مما تقولان به بأس ولكن لا تعلوني أستي، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحك، قال علي عليه السلام: لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يصلي معه بشر سبع سنين.
في أن أمير المؤمنين علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين
وقائد الغر المحجلين
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن الربيع قالا: حدثنا علي بن هر مزدار قال: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال: حدثنا أبي عن جعفر بن زياد عن هلال بن مقلاص.
عن عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري.
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((قال لي ربي ليلة أسرى بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤة فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي أو فأمرني في علي عليه السلام ثلاث خصال: بأنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)).
وهذا حين فرغ شوط القلم مما وجد في (تتمة الاعتصام) من شرح الأحكام للعلامة علي بن بلال رحمه الله أضفناه إلى ما سبق نقله من المجلد الأول من شرح الأحكام، والحمد لله رب العالمين ونسأل الله أن يظفرنا ببقية أجزاء شرح الأحكام كاملة فلم نعثر منه إلا على المجلد الأول فقط، وإلا ما تتبعناه من تتمة الاعتصام مما نقله عن شرح الأحكام،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين،بتاريخه ليلة الثلاثاء الموافق 28شهر جمادى الآخرة 1415ه وذلك بمحروس هجرة ضحيان حرسها الله بالصالحين آمين.
وكتبه جامعه المفتقر إلى الله: محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى العجري المؤيدي اليحيوي الحسني غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات آمين.