في الجماعة يشتركون في القتل أنهم يقتلون به
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا أبو أحمد قال: حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن ابن جريح.
عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن امرأة كانت باليمن لها ستة اخلاء، وكان لها زوج، فقالت لهم: ألا تستطيعون أن تقتلوه؟ فقالوا: لا يستطيعون ذلك، فقالت لهم: لا تستطيعون ذلك فيها حتى تقتلوا بعلها، فقالوا: امسكيه لنا عندك، فامسكته، فقتلوه عندها وألقوه في بئر، فدل عليه الذباب، فاستخرجوه فاعترفوا بقتله، فكتب يعلي بن أمية بشأنهم هكذا إلى عمر بن الخطاب، قال: ابن جريح: فاخبرني عبد الكريم، أن عمر كان يشك فيها، حتى قال له علي عليه السلام: ارأيت لو أن نفراً اشتركوا في سرقة جزور، فاخذ هذا عضواً وهذا عضواً، أكنت قاطعهم؟ قال: نعم، وقال فذلك حين استصرح له الرأي،. قال ابن مليكة في حديثه: فكتب عمر إليه أن اقتلهم، والمرأة وأباهم، فلو قتله أهل صنعاء أجمعون، قتلتهم به.

قلت الذي يظهر أن بعض ألفاظ هذه الرواية ساقط، وقد عثرت على شبه هذه الرواية في (نصب الراية للزيلعي) ج4/353 ولكن بإسناد أخر ولفظه، ورواه مطولاً عبد الرزاق في مصنفه فقال: أخبرنا ابن جريح، أخبرني عمرو بن دينار أن حي بن يعلي أخبرنا: أنه سمع يعلي يخبر بهذا الخبر وأن اسم المقتول أصيل، قال: كانت امرأة بصنعاء لها ربيب، فغاب زوجها وكان لها أخلاء، فقالوا: إن هذا الغلام هو يفضحنا فانظروا كيف تصنعون، فتمالؤا عليه وهم سبعة نفر مع المرأة، فقتلوه وألقوه في بئر غمدان، فلما فقد الغلام، خرجت امرأة أبيه وهي التي قتلته وهي تقول: اللهم لا تخف علي من قتل أصيلا، قال: وخطب يعلي الناس في أمره، قال: فمر رجل بعد أيام ببئر غمدان، فإذا هو بذباب عظيم أخضر يطلع من البئر مرة، ويهبط أخرى، قال: فأشرف على البئر فوجد ريحاً منكرة، فأتى إلى يعلي، فقال: ما أظن إلا قد قدرت لكم على صاحبكم وقص عليه القصة، فأتى يعلي حتى وقف على البئر والناس معه، فقال: أحد أصدقاء المرأة ممن قتله، دلوني بحبل فدلوه فأخذ الغلام فغيبه في سرب من البئر، ثم رفعوه، فقال لم أقدر على شيء، فقال رجل أخر: دلوني، فدلوه، فاستخرجه فاعترفت المرأة واعترفوا كلهم، فكتب يعلي إلى عمر فكتب إليه أن اقتلهم، فلو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به) أه‍( ).

في أنه لا يقتص ولد من والده ولا عبد من سيده ولا يقام حد في مسجد
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يقتص ولد من والده، ولا عبد من سيده، ولا يقام حد في مسجد)).
وقوله ً: ((أنت ومالك لأبيك)).
وقوله ً: ((فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها)) فلو قطع بضعة من نفسه لم يجب فيه قود.
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا جعفر بن عون عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاوس.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يقام الحد في المساجد، ولا يقاد بالولد الوالد)).

فيمن عض يد رجل فنزعها المعضوض فسقطت أسنان العاض
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا محمد بن علي بن سروشان قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا ابن أبي أياس قال: حدثنا شعبة قال: سمعت ابن دارة بن أبي أوفى يحدث.
عن عمران بن حصين: أن رجلاً عض يد رجل، فنزع الرجل يده من فيه، فوقعت ثنيتاه، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل، لا دية لك)).

في سبب نزول قوله تعالى{وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ ...}[النساء:94] الآية
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا جعفر بن عبد الله عن عياش بن عباس القطان عن أبي الجارود.
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ ..}[النساء:94] الآية.
هذا كان في رجل من بني مرة يقال له مرداس بن نهيك كان مسلماً لم يسلم من قومه غيره، فسمعوا أن سرية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تريدهم فهربوا، وأقام الرجل لأنه كان على دين المسلمين، فلما رأى الخيل خاف أن يكون العدو، فألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل، وتلاحقت الخيل يكبرون، فلما سمع تكبيرهم نزل إليهم وهو يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله، السلام عليكم، فقتلوه واستاقوا غنمه، ثم رجعوا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه الخبر، فوجِد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجداً شديداً وقال: ((أقَتَلَوه إرادة لما معه، فعند الله مغانم كثيرة، فنهاهم الله أن يخيفوا أحداً بأمر كانوا يؤمنون منه)).
قلت: قوله عن عياش بن عباس القطان، الصواب: كثير بن عياش القطان وهو الذي قد مَرَّ بهذا الإسناد كثيرا، وكثير بن عياش هذا أحد رجال الزيدية الإثبات خرج مع أبي السرايا لجهاد الظلمة وقد ترجم له الحلي الإمامي في الخلاصة والأردبيلي في جامع الرواة والمامقاني في تنقيح المقال فراجع.

القصاص في جناية المماليك
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: (تجرى جراحات العبد على نحو من جراحات الأحرار، في عينه نصف ثمنه، وفي يده نصف ثمنه، وفي أنفه جميع ثمنه، وفي موضحته نصف عشر ثمنه).

سبب نزول قوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً ...}[النساء:92]الآية
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود زياد بن المنذر.
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
قال أبو الحسن: – يعني علي بن بلال – وبهذا قال ابن العباس: وذلك أن عياشا أسلم بمكة وهاجر إلى المدينة، فجزعت أمه جزعاً شديداً حين بلغها إسلامه وخروجه من مكة إلى المدينة.فقالت لابنيها أبي جهل والحارث ابني هشام: وهما أخوا عياش لأمه: والله لا يظلني سقف بيت، ولا أذوق طعاماً ولا شرابا حتى تأتوني به، فخرجا في طلبه، وخرج معهما الحارث بن زيد بن أبي أنيسة حتى أتوا المدينة، فأتوا عياشا وهو في الجبل، فقالا له: انزل إن أمك لم يؤها سقف بيت بعدك، وقد حلفت أن لا تأكل طعاماً ولا شراباً حتى ترجع إليها، ولك علينا أن لا نكرهك على شيء ولا نحول بينك وبين دينك، فلما ذكروا له أمه، جزع واغتر بقولهما، فأخرجوه من المدينة، ثم أوثقوه فجلده كل منهم مائة جلدة، ثم قدموا به على أمه، فلما أتاها قالت له: والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به، ثم تركوه مطروحا موثقا في الشمس ما شاء الله، ثم أعطاهم الذي أرادوا، فأتاه الحارث بن زيد فقال: يا عياش هذا الذي كنت عليه فوالله لئن كان هدى لقد تركت الهدى، وإن كان ضلالة لقد كنت عليها، فغضب عياش من

مقالته، ثم قال: والله لا ألقاك خالياً إلا قتلتك، ثم إن عياشا أسلم بعد ذلك وهاجر إلى رسول الله ً بالمدينة، ثم أن الحارث بن زيد أسلم بعد ذلك وهاجر إلى رسول الله ً بالمدينة، وعياش لم يكن يومئذ حاضراً، ولم يشعر بإسلامه، فينما عياش يسير بظهر قبا إذ لقي الحارث بن زيد، فلما رآه حمل عليه فقتله، فقال له الناس: ويحك أي شيء صنعت إنه قد أسلم، فرجع عياش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله كان من أمري وأمر الحارث ما قد علمت، وأني لم أشعر بإسلامه حتى قتلته، فنزل جبريل عليه السلام بالآية: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً }[النساء:92].

في أن العجما جبار والمعدن جبار
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا فهد قال: حدثنا الخضر بن محمد الحراني قال: حدثنا عباد بن عباد قال: حدثنا مجالد عن الشعبي.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((السايمة عقلها جبار، والمعدن جباراً)).
وأخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يونس قال: أنبأنا ابن وهب قال: أخبرني مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((العجما جبار، والمعدن جبار)).

في أن من حفر حفيراً في غير أرضه فهو ضامن
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أنبأنا محمد بن بلال قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرحمن عن قيس عن جابر عن القسم بن عبد الرحمن.
عن علي عليه السلام: (من حفر حفيراً في غير أرضه فهو ضامن).

53 / 55
ع
En
A+
A-