في غسل الميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان.
عن أبي خالد قال: سألت زيد بن علي عليه السلام في غسل الميت، فقال: تجعله على مغتسلة، وتوجهه نحو القبلة وتستر عورته، ثم توضئه وضوءه للصلاة، ثم تغسل رأسه ولحيته وسائر جسده بماءٍ وسدر، ثم تغسل رأسه ولحيته وسائر جسده بماءٍ وكافور، ثم تغسل رأسه ولحيته بماءٍ مفرد لا يخالطه شيء فذلك ثلاث غسلات، ثم تنشفه بمنديل، ثم توضع الحنوط في رأسه ولحيته، وتتبع بالكافور أثار سجوده، قوله: ثم تغسل رأسه ولحيته وسائر جسده بماءٍ وسدر سقطت هذه الجملة من شرح الأحكام فأثبتناها من مجموع الإمام زيد بن علي عليهما السلام.
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن الحسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أيما امرءٍ مسلم غسل أخاً له مسلماً فلم يقذره ولم ينظر إلى عورته، ولم يذكر منه سوءً، ثم شيعه وصلى عليه، ثم جلس حتى يدلى في حفرته خرج عطلاً من ذنوبه)).
حدثنا علي بن إسماعيل الفقيه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هارون قال: حدثنا محمد بن بشار قال:حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري.
عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو الذي ولي غسل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فالتمس منه ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئاً فقال: (بأبي وأمي طبت حياً وطبت ميتاً).
في الميت يغسل ثم يحدث به حدث إلى كم يغسل؟
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
والأصل فيه حديث أم عطية من رواية محمد بن سيرين: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين توفيت ابنته، قال: ((اغسلوها ثلاثا، أو خمساً، أو أكثر من ذلك)).
في أنه يُصَلى على الميت في أي وقت شاء إلا في الأوقات المنهي عنها
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا علي بن إسماعيل الفقيه قال: حدثنا أبو بكر بن هارون قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقومي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب.
والدليل على صحة ذلك ما روى لنا عن الطحاوي قال: حدثنا أبو بكرة قال: حدثنا أبو أحمد قال: (حدثنا) محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار.
عن جابر قال: رؤي في المقبرة ليلا نار فإذا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في قبر وهو يقول: ((ناولوني صاحبكم)).
قال الطحاوي: حدثنا علي بن شيبة قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا هشيم عن عثمان بن حكيم الأنصاري عن خارجة بن زيد.
عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا اعرفن أحداً من المؤمنين مات إلا آذنتموني للصلاة عليه، فإن صلاتي عليهم رحمة)).
في الصلاة على الجنازة في المسجد
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله قال السيد أبو العباس رحمه الله: وتكره الصلاة على الجنائز في المساجد.
قال أبو الحسن: والأصل فيه مَا حدثنا علي بن إسماعيل قال: حدثنا أبو بكر بن هارون قال: حدثنا محمد بن بشار وعمرو بن علي قالا: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة.
عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له)).
واحتج من حوز ذلك في المساجد بما روي لنا عن الطحاوي قال: حدثنا أحمد بن داود قال:حدثنا يعقوب بن حميد قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن الضحاك بن عثمان.
عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. أن عائشه حين توفى سعد بن أبي وقاص قالت: أدخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر الناس ذلك، فقالت: لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سهيل بن البيضاء في المسجد.
قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا سليمان بن شعيب قال: حدثنا أسد بن موسى قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة.
عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له)).
أين يقف الإمام من الرجل والمرأة؟
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاري قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان عن أبي خالد قال: حدثني زيد بن علي عن آبائه.
عن علي صلوات الله عليه: إنه كان إذا صلى على جنازة رجل قام عند سرته، وإذا كانت امرأة قام حيال ثدييها.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن محمد الروياني والحسين بن أحمد المصري قالا: حدثنا الحسين بن علي بن الحسن قال: حدثنا زيد بن الحسين عن ابن أبي أويس عن الحسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام أنه كان يقول: (يقوم الذي يصلي على الجنازة حذو صدرها).
في تربيع القبر
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
والأصل فيه ما روينا عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لما دُفن رُفع قبره قدر شبر ورُش عليه الماء وجعل عليه حصباء.
من أولى بالصلاة على الميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وروينا عن أنس بن مالك عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن القبر مملؤة ظلمة حتى يصلى عليها)).
قال السيد أبو العباس الحسني رحمه الله: وأولى الناس بالصلاة على الميت عند القسم عليه السلام إمام المسلمين، فإن لم يكن إمام فأولاهم الأقرب فالأقرب من العصبات.. كما روى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام.
كتاب البيع
يقول المفتقر إلى رحمة الله محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى العجري المؤيدي اليحيوي الحسني وفقه الله من هنا إلى أخر الكتاب منقول من تتمة الاعتصام للسيد العلامة أحمد بن يوسف زبارة رحمه الله، وذلك وفاءً بالوعد، لأنا لم نعثر من شرح الأحكام إلا على الجزء الأول إلى الجنائز، وقد تضمن الطهارة، والحج، والنكاح، والطلاق والجنائز) لأن العلامة الحافظ علي بن بلال رحمه الله شرح الأحكام قبل ترتيب ابن أبي حريصة رحمه الله لها.
أما بقية الأجزاء من شرح الأحكام فلم نعثر عليها، ووجدنا السيد العلامة الحافظ أحمد بن يوسف زبارة رحمه الله في تتمة الاعتصام المسمى بـ(أنوار التمام) ينقل من الأجزاء الأُخَرِ إلى آخر الكتاب وهو الوحيد في نقله منها، فالظاهر أنه كان لديه نسخة كاملة، فترجح نقل ما ذكره في التتمة، ونسبه إلى شرح الأحكام لتتمم الفائدة، فنقول وبالله نستعين.
في أفضل الكسب والبيع المبرور
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق الكوفي قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أي الكسب أفضل؟ قال: ((عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور)).