عن محمد بن عبد الله النفس الزكية عليه السلام قال: إنما يحكم الحاكم بمجهود ما عنده إذا لم يجد أثراً ولا سنة، فانظر في ذلك نظراً بليغاً، ثم تصفح الأحكام، وناظر فيها أهل بيتي، فإنهم أحكم الناس صغاراً، وأعلمهم كباراً، وهم صفوة الله من خلقه، ومعدن العلم، فإن وجدت فيما اختلفوا فيه من تلك الأحكام أثراً ماضياً أو سنة اتبعته، وإلا نظرت بمجهود علمك ونظرك بأحسن ما ترى.

مبتدأ شرح أبواب الطهارة
باب القول فيما يستحب لمن أراد الغائط
وما ينبغي له أن ينتهي في التستر عند الغائط والبول
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وكذلك ما روي عن رسول الله ً أنه: (كان إذا أراد الحاجة أبعد الممشا في الأرض).
وقال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وفرض عليه سترها إذا لم يكن خالياً: لأنه قيل: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال: ((احفظ عورتك إلا من زوجتك، أوما ملكت يمينك)) فقيل: أرأيت إذا كان أحدنا خالياً؟ قال: ((فالله أحق أن يستحيا منه)).
وحدثنا أبو الحسن علي بن زيرك الآملي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: حدثنا خلف بن هشام البزار قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد.
عن عبد الملك بن الربيع عن أبيه.
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((استتروا ولو بسهم)) .
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا علي بن داود بن نصر قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن الأعمش.
عن أنس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض).
في النهي عن البول قائماً
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وذكر عن قوم منهم أبو هريرة وابن سيرين والشعبي أنهم رخصوا في البول قائماً، ورووا حديث الأعمش عن شقيق.

عن حذيفة قال: كنت مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأتى سباطة قوم فبال قائماً، وهذا عند يحيى بن الحسين صلوات الله عليه غير صحيح، وإن صح فلضرورة أو علة، كما قد روي عنه ً: (أنه بال قائماً لوجع كان بمأبضه)، ولعل البول من قيام كان أوقى له من الإنتشار عليه.
وروى الثوري عن المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه.
عن عائشة قالت: (من حدّثك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بال قائماً فلا تصدقه، ما بال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً منذ أنزل عليه الفرقان).
وعن عمر بن الخطاب فيما حدّثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبدالكريم بن أبي المخارق عن نافع عن ابن عمر.
عن عمر قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبول قائماً، فقال: ((يا عمر لا تبل قائماً، فما بلت بعد قائماً)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن موسى عن شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه.
عن عائشة قالت: (من حدّثكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يبول قائماً فلا تصدقوه، فإنه إنما كان يبول قاعداً).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن داود الديبلي قال: حدثنا الفضل بن عمر أبو نصر عن إبراهيم بن يحيى عن سهل بن سفيان عن عبيد الله بن عصمة النصيبي عن عباد بن كثير عن عثمان الأعرج عن الحسن.

عن رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم علي بن أبي طالب عليه السلام وأبو الدرداء وغيرهما يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (أنه نهى أن يبول الرجل قائماً).
التعوذ عند دخول الخلا
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا به السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال معمر وأخبرني عبد العزيز مولى أنس.
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخلها أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث))، وفي بعض الأخبار: ((إن حشوشكم محتضرة تحضرها الشياطين، فإذا دخلتموها فتعوذوا بالله)).
ووصف يحيى بن الحسين صلوات الله عليه في المنتخب ما يقول في التعوذ وهو: ما حدثنا به السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام: إنه كان إذا دخل المخرج قال: (بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم).
النهي عن استقبال القبلة، واستدبارها بالبول أو الغائط
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:

وقد روينا عنه ً فيما أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد.
عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: قال المشركون إنا لنرى صاحبكم يعلمكم حتى أنه يعلمكم الخراءة، فقال لهم: (إنه لينهانا أن نستقبل القبلة، وأن يستنجي أحدنا بيمينه، ونهانا عن الروث والعظام).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا محمد بن جعفر ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق، قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي.
عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها، ولكن ليشرق أو ليغرب)).
في قراءة القرآن مع الحدث الأصغر
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو بكر الصواف قال: أخبرنا عمار بن رجاء قال: أخبرنا أبو داود الطيالسي قال أنبأنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة.
عن علي عليه السلام قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرئنا القرآن على كل حال إلا أن يكون جنباً).
ما يقول إذا خرج من المخرج
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: ثم إنا نستحب له أن يذكر الله.

بما رويناه عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو ما حدثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن الحسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام: أنه كان إذا خرج من المخرج قال: (الحمد لله الذي هناني ما أطعمني، الحمدلله الذي عافاني في جسدي، الحمدلله الذي أماط عني الأذى).
قلت: قوله: الحمدلله الذي هناني ما أطعمني، هذه الجملة زيادة ليست في أمالي أحمد بن عيسى، ولا المجموع، ولا الأحكام للهادي عليه السلام، وإنما رووا.
عن علي عليه السلام: أنه كان إذا خرج من المخرج، وقال الهادي: (من المتبرز)، قال: (الحمدلله الذي عافاني في جسدي، الحمدلله الذي أماط عني الأذى)، فالزيادة تفرد بها أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله، وهي لا تضر، فالزيادة من العدل مقبولة.
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق.
عن ابن جريج قال حدثت عن بعض أهل المدينة أن نوحاً صلى الله عليه كان، إذا ذهب إلى الغائط قال: (الحمدلله الذي رزقني لذته، وأبقى في جسدي قوته، وأذهب عني أذاه).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن أبي علي.
عن أبي ذر رحمة الله عليه أنه كان إذا خرج من الخلاء قال: (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني).

النهي عن الإستنجاء باليمين
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: ثم ما يدل على أن المستحب الإستنجاء باليسار:
ما حدثنا به السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا محمد بن جعفر ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيدي.
عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: قال المشركون إنا لنرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة، قال: (إنه لينهانا أن نستقبل القبلة، وأن يستنجي أحدنا بيمينه، ونهانا عن الروث والعظام).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة.
عن أبيه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يستنجي الرجل بيمينه، وأن يمس ذكره بيمينه).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد.
عن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يميني لوجهي، وشمالي لفرجي)).
وروي أن الحسن بن علي عليه السلام قال: أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يميني لوجهي وشمالي لفرجي)).
في السواك مع الطهور

قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: فأما الحديث الذي ذكره يحيى بن الحسين صلوات الله عليه وسلم فهو ما حدثنا به السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثني أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :((لولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضت السواك مع الطهور، ومن أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه)).
وأخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا أبو أحمد الفرايضي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عثمان بن ساج عن سعيد بن جبير.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن أفواهكم طرق القرآن، فطهروها بالسواك)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((مامن امرء مسلم قام في جوف الليل إلى سواكه فاستن به، ثم تطهر فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى بيت من بيوت الله عزّ وجلّ، إلا أتاه ملك فوضع فاه على فيه، فلا يخرج من جوفه شيء إلا دخل في جوف الملك حتى يجيء به يوم القيامة شهيداً مشفعاً)).

وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا عبدالواهب بن علي قال: حدثنا عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد.
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب)).
وبإسناده عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أني أجفا إذا ورد)).
وأخبرنا أبو علي حَمْد بن محمد بن علي بن هاشم بمدينة ما مطير قال: حدثنا محمد بن هارون الروياني أبو بكر قال: حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال: حدثنا بن وهب قال: أخبرني مسلمة عن معاوية بن يحيى الصدفي عن ابن شهاب، عن عروة.
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((صلاة على اثر سواك، أفضل من سبعين صلاة بغير السواك)).
صفة التطهر غسل اليدين قبل الوضوء
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن سرْوشان قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا محمد بن نوح قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن عبدالملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا قام أحدكم من النوم فأراد أن يتوضأ، فلا يدخل يده في وضوءه حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده وعلى ما وضعها)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد الله بن محمد التميمي قال: حدثنا محمد بن علي بن سهل الأنصاري قال: حدثنا موسى بن بحر المروزي قال: حدثنا زياد بن عبد الله عن أبي الزبير.

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء، حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده)).
حدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا زايده عن خالد بن علقمة عن عبد خير.
عن علي عليه السلام قال: جلس علي ثم قال لغلامه: (ائتني بطهور، فأتاه بإناء فيه ماءٌ وطست، فأخذ بيمينه الإناء، فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء، فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، فعله ثلاث مرات، كل ذلك لا يدخل يده في الإناء، حتى يغسلها ثلاث مرات، ثم أدخل يده في الإناء، فتمضمض واستنشق)، وذكر الحديث ثم قال: (هذا طهور نبي الله، من أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله، فهذا طهوره).
الاستنجاء
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا استنجى أحدكم، فلا يستجمر بدون ثلاثة أحجار ليس فيها عظم ولا رجيع))، وقال: ((ثلاثة أحجار ينقين المؤمن)).
حدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو بكر الصواف قال: أخبرنا عمار بن رجاء قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زايدة عن ليث عن عبد الرحمن بن الأسود.
عن عبد الله بن مسعود قال: انطلق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لحاجته فقال: ((ائتني بشيء أستنجي به ولا تقربني حائلاً ولا رجيعاً)).

4 / 55
ع
En
A+
A-