في توجيه المحتضر القبلة وتلقينه كلمة التوحيد
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن الحسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل من ولد عبد المطلب وهو في السوق، وقد وجه لغير القبلة، فقال: ((وجهوه للقبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة واقبل الله عليه فلم يزل كذلك حتى يقبض)) قال أبو الحسن، وإقبال الله عليه، هو إقباله برحمته، وفي غير هذه الرواية: ثم أقبل رسول الله ً يلقنه لا إله إلا الله، وقال: ((لقنوها موتاكم فإنها من كانت أخر كلامه دخل الجنة)).
وروينا عنه ً أنه كان يأمر بتلقين لا إله إلا الله، وقال: ((لقنوهم فإن الكرب عظيم،والهول شديد، وأقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة)) ولقن ً في حديث علي عليه السلام بعض بني عبد المطلب لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا الله.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن محمد الروياني قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا زيد بن الحسين عن ابن أبي أويس عن ابن ضميرة عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام أنه كان يقول: يستقبل بالميت القبلة عند موته.
في إغماض العينين للميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عقبة بن خالد عن سفيان عن خالد الخذاء عن أبي قلابة عن قبيصة قال: لما حضر أبا سلمه الوفاة ولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إغماضه.
في النهي عن الصراخ وخمش الوجه وشق الجيب على الميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس العلوي رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا حمزة بن أحمد قال: حدثني عمي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: لما مات إبراهيم أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغسلته، وكفنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحنطه، ثم قال: ((انزل يا علي في قبره)) فنزلت ودلاه عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأه منصباً بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكى المسلمون لبكاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد النهي وقال: ((تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود، ويومٍ موعود، لاشتد حزننا عليك)) ثم سوى قبره ووضع يده عند رأسه وغمزها حتى بلغت الكوع، وقال: ((بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك)).
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن علي الصواف قال: أخبرنا عمار قال: حدثنا جعفر بن عون العمري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق.
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ليس منا من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية)).
وروى الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سلمة بن الخطاب عن الحسين بن أسد عن علي بن إسماعيل.
عن عمرو أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله ً قال لفاطمة: ((إذا أنا مت فلا تخمشي عليّ وجهاً، ولا ترخي عليّ شعراً، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي عليّ نايحة)) ثم قال أبو جعفر: هذا المعروف الذي قال الله في كتابه: {وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ }[الممتحنة:12].
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق الكوفي قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي خالد قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ليس منا من حلق، ولا من سلق، ولا من خرق، ولا من دعا بالويل والثبور)).
قال زيد بن علي عليه السلام السلق: الصياح، والخرق: خرق الجيب، والحلق حلق الشعر.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا حمزة بن أحمد قال: حدثتني عمتي عن أمها.
عن أم حسين أنها حضرت جعفر بن محمد عند وفاته، فقال: لا تلطمن عليّ خداً، ولا تشقن عليّ جيباً، فما من امرأة تشق جيبها إلا صدع لها في جهنم صدعاً كلما زادت زيدت.
وروي أن رقية لما ماتت بكت النساء، فقال لها ً: ((الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون))، وقال لهن: ((ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكون من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، ومهما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان)) ، فبكت فاطمة عليها السلام وهي على شفير القبر، فجعل ً يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه.
في ثواب الغاسل للميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى عن الحسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أيما امرءٍ مسلم غسل أخاً له مسلما فلم يقذره ولم ينظر إلى عورته ولم يذكر منه سوء، ثم شيعه وصلى عليه، ثم جلس حتى يدلى في حفرته خرج عطلاً من ذنوبه)).
وروينا عن أبي ذر رحمة الله عليه أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يا أبا ذر اغسل الموتى، فإن في معالجة جسد خاوية عظة بليغة)).
في أن من إكرام الميت تعجيل دفنه
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
والأصل فيه ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن من إكرام الميت تعجيل دفنه)) وأنه كان يأمر بذلك وقال: ((إن كان خيراً قدمتموا به عليه وإن كان شراً وضعتموه عن رقابكم)).
صفة غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأمر لعلي أنه يغسله
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله .
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: بلغنا عن أمير المؤمنين صلى الله عليه أنه قال: لما أخذنا في غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعت مناديا ينادي من جانب البيت وهو يقول: لا تخلعوا القميص، قال: فغسلنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه القميص، قال: وقد روي هذا الخبر من طرق شتى.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن خالد قال: حدثنا الحضرمي قال: حدثنا ضرار بن صرد، قال: حدثنا علي بن هاشم عن علي بن الحسين عن أبيه.
عن جده قال: أوصى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام أن يغسله، فقال علي: (يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك)، فقال: ((إنك ستعان عليّ)) ، قال علي عليه السلام: (فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عضواً إلا قلب لي).
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه، فيما أخبرنا به السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن العباس الأصبهاني قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن مكرم قال: حدثنا زكريا بن يحيى الهروي قال: حدثنا نصر بن الأصبغ عن الحسن بن يزيد عن مندل عن جعفر بن أبي المغيرة عن مصدع.
عن ابن عباس في حديث طويل، أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حين دعا علياً عند مرضه فقال: ((يا علي إذا أنا مت فإغسلني أنت؛ فإنه لا ينظر إلى جسد محمد غيرك إلا ذهب بصره، وليكن من ينقل لك الماء من أهل بيتي مشدود العين، فإذا فرغت من غسلي فكفني بثوبين أبيضين وبحبرة يمانية)) قال ابن عباس رضي الله عنه فحدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (والله لقد قبض النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لفي حجري فلما إن وضعته على المغتسل إذا هاتف يهتف بي من زاوية البيت، ياعلي بن أبي طالب، لا تغسلوا محمداً فإنه طاهر مطهر)، قال: فألقى في نفسي بعض الشيء، فقلت:ويلك من أنت؟ وبهذا أمرني وهذه سنة، فإذا بهاتف آخر قد هتف بي يا علي اغسلوا محمداً، فإذا الهاتف الذي هتف ألا تغسلوا محمداً كان إبليس الملعون حَسِدَ محمداً أن يدخل قبره مغسولاً، قال علي عليه السلام: جزاك الله خيراً كما أخبرتني إن ذلك إبليس، فمن أنت؟ قال: أنا الخضر بن أقدم، كنت في بيت الله الحرام فناداني جبريل، فقال: يا خضر اهبط إلى مدينة يثرب حتى تحضر جنازة محمد رسول رب العالمين … قال فجعل علي عليه السلام يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه قميصه ولم ينزع عنه القميص، والفضل بن العباس مشدود العينين ينقل عليه الماء، وعلي عليه السلام يقول: أرحني، أرحني قطعت وتيني إني أجد شيئاً يتنزل عليَّ، قال علي: فوالذي بعثه بالحق ما هممت أن أقلبه إلا قُلب لي فعلمت أن الملائكة تعينني على غسله، فلما أَن غسله كفنه بثوبين أبيضين.
وفي حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا علي أنت مُغَمّضِي، وأنت غاسلي، وأنت تصلي عليّ، وأنت زوج ابنتي)).
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يلي سفلته، والفضل بن العباس محتضنه، والعباس يصب عليه الماء، قال علي عليه السلام: فغسلناه وعليه القميص فلقد رأيتني أغسله وأن يد غيري لتردد عليه وإني لأعان على تقليبه، ولقد أردت أن كبه فنوديت لا تكبه.
الغسل من غسل الميت
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: ويستحب لغاسل الميت أن يغتسل، وكذلك بلغنا عن علي عليه السلام ... وروى عليه السلام عن أبيه عن جده أنه سئل عن غاسل الميت. هل يغتسل؟ فقال: نعم. يغتسل غاسل الميت وهو قول علي عليه السلام وعدة من الصحابة والتابعين.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن بلال. قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال:حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن ابن القاسم الكندي عن ابن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: من غسل ميتاً فليغتسل اغتساله من الجنابة.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم الزبرقان عن أبي خالد قال:حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: الغسل من غسل الميت وإن توضأت أجزاك.