في أن أمير المؤمنين أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا أبو الحسن علي بن محمد العطاردي الفقيه، قال: حدثنا مهاجر بن علي قال: حدثنا أحمد بن علي القطان قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن عبدالغفار بن القاسم عن سلمة بن كهيل.
عن حبة العرني قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: كنت أنا ورسول الله ً نرعى غنماً ببطن نخلة، فأتانا أبو طالب ونحن نصلي فقال: يا ابن أخي ما تصنعان، قال: فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام ثلاثاً، فقال: أي عم، فقال: ما أرى بما تقولان بأساً، ولكن لا تعلوني استي قال: فرأيت رسول الله ً يضحك، وقال علي عليه السلام: (لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يصلي معه بشر سبع سنين).
حدثنا السيد أبو العباس الحسني قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن صالح البجلي قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير عن علي بن فاطمة.
عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: (أنا عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول، لا يقولها بعدي إلا كذّاب مفتري، ولقد صليت ست سنين، ودخلت السابعة وما دخل أبو بكر في الإسلام).
بعض ما روي من الأخبار على وجوب إمامة علي عليه السلام
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين الصواف وإسحاق بن إبراهيم الحديدي قالا: حدثنا عمار بن رجاء، قال إسحاق وحدثنا محمد بن إدريس الخنطلي، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى عن مطر بن ميمون الوراق.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن أخي ووزيري، وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، ويقضي ديني، وينجز موعدي، ابن عمي علي بن أبي طالب)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني قال: حدثنا علي بن داود بن نصر قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن الوليد قال: حدثنا يوسف بن كليب المسعودي قال: حدثنا عامر بن كثير السراج عن فضيل بن الزبير عن أبي داود.
عن عمران بن حصين قال: كنا عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل أبو بكر، فقال: ((يا أبا بكر سلم على علي أمير المؤمنين))، قال: ومن أمير المؤمنين يا رسول الله؟ قال: ((علي بن أبي طالب))، قال: عن أمر الله وأمر رسوله، قال: عن أمر الله وأمر رسوله، قال: ثم دخل عمر، فقال له مثل ما قال لأبي بكر، واشترط عليه كما اشترط على أبي بكر، قال: فبايعه، قال: ثم دخل سلمان ولم يشترط، ثم دخل فلان وفلان وسلموا ولم يشترطوا، ثم قال رسول الله ً لأبي بكر وعمر: ((إني أمرتكما بالسلام عليه بإمرة المؤمنين فاشترطتما علي فقلتما: عن أمر الله وعن أمر رسوله، فقلت: نعم، وقد أخذ الله ميثاقكما عليه كما أخذ ميثاق بني آدم إذ أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، أما لئن بغضتموه لتكفرن))، فلما خرجوا ضرب رجل من القوم على يد صاحبه، ثم قال: وربِّ الكعبة لا يكون هذا أبداً).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن جعفر وابن أبي الربيع قالا: حدثنا علي بن هرمز ديار قال: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال: حدثنا أبي عن جعفر ابن زياد عن هلال بن مقلاص عن عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري.
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنه لما أسري بي إلى السماء، انتهي بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه ذهب يتلألأ، فأوحي إلي أو فأمرني في علي عليه السلام بثلاث خصال: بأنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي قال: حدثنا موسى بن عمران النوفلي قال: حدثني عمي الحسين بن يزيد عن الحسين بن أبي العلى عن محمد بن النعمان قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: من أنكر حق علي وجحده فهو كافر؟ قال: نعم، إن الله افترض حق علي عليه السلام على خلقه كما افترض حق نبيئه ً عليهم، فحق رسول الله ً واجب مفترض على جميع الخلق، وكذلك حق علي بن أبي طالب عليه السلام، لأنه وصيه، وهو يجري كما يجري لمحمد من بعده، فإن كان القوم حسدوه يا محمد، فقد حسد قابيل هابيل حين قتله، وكذلك جرت السنة في أمير المؤمنين عليه السلام، وفي الأئمة من بعد أمير المؤمنين عليه السلام.
حدثنا السيد أبو العباس الحسني قال: أخبرنا أحمد بن علي بن عافية قال: حدثنا الحسن بن علي السمان الطبري، قال: حدثنا الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي، قال حدثنا: الحسن بن الحسين العرني عن يحيى مساور عن محمد بن يحيى عن أبي قتادة عن أبيه.
عن الحارث بن الخزرج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: ((ما يتقدمك بعدي إلا كافر، ولا يتأخر عنك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات ليسمونك أمير المؤمنين)).
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن بلال الروياني قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الكلاري قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن عامر بن كثير والحسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي قال: حدثني أبي عن أبيه.
عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أنت الهادي من بعدي، من خالف طريقك ضل إلى يوم القيامة)).
سبب نزول قوله تعالى:
{قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }[الشورى:23]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وروينا أن الحسين بن علي بن أبي طالب كان إذا سئل عن قوله:{قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }[الشورى:23]، قال: سلوا الأنصار، ففي دارهم نزلت،فأتوهم، فقالوا: قلنا فيما بيننا من كل حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قضينا إلا خلة فأتيناه، فقلنا: يا رسول الله نفرض لك في أموالنا شيئاً ينعشك ويعينك فيما أنت من سبيله من تبليغنا وتعليمنا، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه: { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى:23]، إلا أن تودوني في أهل بيتي ونحوه، وروي في تأويلها عن زيد بن أرقم وابن عباس وغيرهما.
في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وروينا عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن الجهاد بالقلب واليد واللسان، وذلك معظمه، ثم باللسان والقلب، ثم بالقلب وذلك أضعفه، فمن لم يعرف قلبه معروفاً، ولم ينكر منكراً، فقد نكس.
ورورينا عن أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين أنه قال: سمعت رسول الله ً يقول: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فليغيره بقلبه، فإذا فعل فقد غيره، وذلك لو أن رجلاً قتل رجلاً بالمشرق، فبلغ ذلك من بالمغرب فرضوا بعمله كانوا له شركاء، وإذا غيره بقلبه ولم يستطع أن يغيره بلسانه، فقد غيره)).
في وجوب تعلم العلم وطلبه
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وما حدثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني قال: حدثنا أبو العباس بن محمد الدوري والحسن بن علي بن عفان العامري قالا: حدثنا الحسن بن عطية عن أبي عاتكة.
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مسلم المقري قال: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني قال: حدثنا أبو خالد الواسطي عن زيد بن علي عن آبائه.
عن علي عليه السلام قال: (تعلموا العلم قبل أن يرفع، أما أني لا أقول لكم أنه يجمع هكذا، -ثم أهوى بيده- فيرفع إلى السماء ولكن يكون العالم في القبيلة فيموت فيذهب بعلمه، ويتخذ الناس رؤساء جهالاً، فيُسئلوا فيفتوا فيضلوا ويُضلوا ويقولون بالرأي ويتركون الآثار، فعند ذلك هلاك هذه الأمة).
حديث: ((النجوم أمان لأهل السماء، وحديث السفينة))
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين الصواف قال: أخبرنا عمار بن رجاء قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة الرّبذي عن إياس بن سلمة بن الأكوع.
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي قال حدثنا: محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي قال: حدثنا مفضل بن صالح الأسدي عن أبي إسحاق.
عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيها الناس من عرفني فأنا من قد عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله ً يقول: ((إن مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك)).
حديث معاذ في أن للقاضي أن يجتهد إن لم يجد الحكم في الكتاب والسنة
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن شنبذين قال: حدثنا أبو قلابة البصري عبدالملك بن محمد قال: حدثنا بشر بن عمر عن شعبة عن أبي عون الثقفي قال: سمعت الحارث بن عمرو الثقفي يحدث عن ناس من أهل حمص من أصحاب معاذ.
عن معاذ بن جبل قال: لمابعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كيف تقضي إذا عرض لك قضاءٌ))؟ قلت: أقضي بكتاب الله، قال: ((فإن لم تجد في كتاب الله))، قلت: بسنة رسول الله ً، قال: ((فإن لم يكن في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله ً))، قلت: أَجتهدُ ولا آلو، فقال رسول الله ً: ((الحمدلله الذي وفّق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن علي بن القاسم الكندي عن محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جده.
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (أول القضاء كتاب الله، فما وجدتم في كتاب الله فاقضوا به، وما لم تجدوه في كتاب الله فاتبعوا فيه قضاء رسول الله ً، وما لم يبن لكم فيه قضاء الرسول فقضاءُ ذوي العدل من المؤمنين).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا الحسن بن محمد بن مسلم قال: حدثنا أحمد بن هارون بن العباس المقري قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن مروان عن أحمد بن عامر الواسطي عن أبيه عن جده.