فيمن اعتل عليه ظهره فإن له أن يركب بدنته بالمعروف
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق الكوفي قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان قال: حدثني أبو خالد قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (من اعتل عليه ظهره فليركب بدنته بالمعروف).
قال: (ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجالاً يمشون فأمرهم فركبوا هديه، ولستم بتراكي سنة أهدى من سنة نبيكم ً.
(روينا) عن الطحاوي قال: حدثنا يونس قال: حدثنا ابن وهب أن مالكاً حدثه عن أبي الزناد عن الأعرج.
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة قال: ((اركبها))، قال: يا رسول الله إنها بدنة قال: ((اركبها، ويلك)).
ويزيد وضوحاً وهو ما رويناه أيضاً عن الطحاوي قال:
حدثنا نصر بن مرزوق قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد.
عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة وقد جهد، قال: ((اركبها))، قال يا رسول الله إنها بدنة، قال: ((اركبها)).
قال حدثنا الطحاوي: قال: حدثنا أبو غسان، والنفيلي قالا: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا حميد الطويل عن ثابت البناني.
عن أنس: أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة، فكأنه رأى به جهداً، فقال: ((اركبها))، فقال: إنها بدنة، فقال: ((اركبها وإن كانت بدنة)).
قال حدثنا الطحاوي: قال: حدثنا فهد قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا هشيم عن الحجاج عن نافع.
عن ابن عمر أنه كان يقول: في الرجل إذا ساق بدنته فأعيا ركبها، وما أنتم بمستنين سنة هي أهدى من سنة محمد ً.
قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا فهد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن جريج عن أبي الزبير.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اركبوا الهدي بالمعروف حتى تجدوا ظهراً)).
قال حدثنا الطحاوي: قال: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال الطحاوي: وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا عبد الله بن صالح قالا: حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير.
عن جابر في ركوب الهدي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((اركبها بالمعروف إذا الجيت إليها حتى تجد ظهراً)).
في الإحصار
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
روينا عن الطحاوي: قال: حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا الحجاج الصواف قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة.
عن الحجاج بن عمرو الأنصاري قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى)).
في أن المحصر لا يحلق أو يقصر حتى ينحر
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
(قال حدثنا) الطحاوي قال: حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عبد الله بن الرومي قال: حدثنا محمد بن ثور أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة.
عن المُسَوَّر بن مخرمة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحر يوم الحديبية قبل أن يحلق وأمر أصحابه بذلك.
قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا محمد بن عمرو بن تمام قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني ميمون بن يحيى عن مخرمة بن بكير.
عن أبيه قال: سمعت نافعاً مولى ابن عمر يقول: قال بن عمر: إذا عرض للمحرم عدو فإنه يحل حينئذ، قد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حبسته كفار قريش في عمرته عن البيت، فنحر هديه وحلق وحل هو وأصحابه، ثم رجعوا حتى اعتمروا من العام القابل.
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة.
عن ابن عباس رضي الله عنه: (فإن أحصرتم) يقول: من أحرم بحج أو بعمرة ثم حبس عن البيت بمرض يجهده أو عدو يحبسه فعليه ذبح ما استيسر من الهدي شاة فما فوقها يذبحه عنه.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن الفضل قال: حدثنا جعفر بن محمد النيروسي.
عن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام في قوله عزّ وجلّ: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }[البقرة:196]، قال: ما تيسر وحضر، فإن تيسرت بدنة فهي أفضل، وإن حضرت بقرة فهي أفضل، وحضورها وتيسرها، فهو امكانها بالغناء والجدة، وإلاَّ فَشَاة، فهو الذي عليه العامة.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن بلال قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن ابن القاسم عن ابن (أبي رافع) عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: (ما استيسر من الهدي شاة أو أكثر منها، وقال: (يمكث المحصر في أهله يحرم عليه ما يحرم على الحاج إذا قلد هديه حتى ينحر).
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع.
عن دلهم بن صالح الكندي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عما استيسر من الهدي، قال: أليس الشاة من الأزواج الثمانية، قلت: بلى، قال: فما استيسر من الهدي شاة.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي إسحاق عن أبي جعفر.
عن علي عليه السلام في قوله تعالى:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }[البقرة:196] قال: (من الأزواج الثمانية).
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة.
عن ابن عباس رضي الله عنه: ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله، قال: إن كان أحرم بالحج فمحله يوم النحر، وإن كان أحرم بالعمرة فمحل هديه إذا أتى البيت.
(روينا) عن الطحاوي: قال: حدثنا الربيع قال: حدثنا أسد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن زكريا قال: حدثني ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد.
عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصّر آخرون، فقال رسول الله ً: ((يرحم الله المحلقين))، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: ((والمقصرين))، قال: ((يرحم الله المحلقين))، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: ((يرحم الله المحلقين))، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: ((والمقصرين))، قالوا: فما بال المحلقين ظاهرت عليهم بالترحم، قال: ((إنهم لم يشكوا)).
(قال حدثنا) الطحاوي قال: حدثنا ابن مرزوق قال: حدثنا هارون بن إسماعيل قال: حدثنا علي بن المبارك قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا إبراهيم الأنصاري حدثه.
عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية استغفر للمحلقين مرة واحدة وللمقصرين مرة، وحلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رؤوسهم غير رجلين من الأنصار ورجل من قريش.
ما يجوز للمحرم فعله عند الضرورة
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان قال: حدثني أبو خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: (لا ينزع المحرم ضرسه ولا ظفره إلا أن يؤذيه وإذا اشتكى عينه اكتحل بالصبر الذي ليس فيه زعفران)، وقال عليه السلام بهذا الإسناد: (وإن لم يجد المحرم نعلين لبس خفين مقطوعين أسفل من الكعب، وإذا لم يجد رداءً ووجد قميصاً ارتدى به ولم يتدرعه، فإن لبس القميص أو لبس السراويل فعليه الفدية).
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وقد بين عبد الله بن عمر فيما روينا عن الطحاوي.
قال: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن عمر بن نافع عن أبيه.
عن ابن عمر أن رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما يلبس من الثياب إذا أحرم، قال: ((لا تلبسوا السراويلات، ولا العمائم، ولا البرانس، ولا الخفاف؛ إلا أن يكون أحدكم ليست له نعلان فليلبس خفين أسفل من الكعبين)).
في المحرم يموت قبل إحلاله
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا سعيد عن أبي بشر عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رجلاً وقصته راحلته فمات، فقال رسول الله ً: ((اغسلوه بماءٍ وسدرٍ وكفنوه في ثوبين خارجاً رأسه، ولا تقربوه طيباً فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً)).
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبي بكر الكليبي عن جعفر بن محمد.
عن أبيه أن ابناً للحسن بن علي عليهما السلام مات بالأبواء وهو محرم فكان فيمن حضره الحسين بن علي وعبد الله بن عباس عليهم السلام، فأجمعوا أن لا يقربوه طيباً ولا يغطى رأسه.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا جعفر بن أحمد الخصاف قال: حدثنا الحسن بن علي بن المتوكل قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس رضي الله عنه: أن نفراً خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرمين وأن رجلاً وقصه بعيره فمات، فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((اغسلوه بماءٍ وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيباً ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً)).
في أن مكة لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
(قال حدثنا) الطحاوي قال: حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا أبو يوسف عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الله.
عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض والشمس والقمر، ووضعها بين هذين الأخشبين لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، ولا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا ترفع لقطتها إلا لمنشديها))، فقال العباس رضي الله عنه: إلا الإذخر فإنه لا غنا لأهل مكة منه لبيوتهم وقبورهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إلا الأذخر)).
(قال حدثنا) الطحاوي قال: حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن زكريا قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعيد المقبري قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسفكن فيها دماً، ولا يعضد فيها شجراً، فإن رخص من رخص، فقال: قد أحلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن الله عزّ وجلّ أحلها لي ولم يحلها للناس، وإنما أحلها لي ساعة)).
(قال حدثنا) الطحاوي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني
أبو هريرة قال: لما فتح الله عزّ وجلّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة قتلت هذيل رجلاً من بني ليث بقتيل كان لهم في الجاهلية، فقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((إن الله عزّ وجلّ حبس عن أهل مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، وإنها لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وإنها ساعتي هذه حرام لا يعضد شجرها ولا يختلا شوكها، ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد)).