امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان صنعه له آية، وبتركيب الخلق عليه دلالة، وبحدوث ما فطر على قِدَمه له شهادة، وبإحكام التدبير منه عليه عبرة، فليس له حد منسوب، ولا مثل مضروب، ولا شيء عنه محجوب، فتعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً).
خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وأما قوله أي الإمام الهادي عليه السلام: الذي دنا فنأى، فإنه مروي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته بغدير خم، وهو ما حدثنا به أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد المقري قال: حدثنا موسى بن علي المحاربي قال: قرأ عليّ الحسن بن علي الأفطس العلوي قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخطبة بغدير خم: ((الحمدلله الذي على بتوحيده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في شأنه، وأحاط بكل شيء، قهر جميع الخلق بقدسه وبرهانه، ذاك الله الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر)) والخطبة بطولها اه.
قلت: هكذا في شرح الأحكام لم يتم الخطبة .
مناظرة الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام لأبي حنيفة
قال أبو الحسن بن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا موسى بن عمران بن يزيد الكوفي قال: حدثنا الحسين بن يزيد.
عن يحيى بن القاسم قال: دخل أبو حنيفة مدينة الرسول ً ومعه عبد الله بن مسلم فقال له: يا أبا حنيفة إن هناك أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، وهو عالم من علماء آل محمد، فسر بنا إليه فنسمع ما عنده، فأبى، فقال: لا بد، فصارا إلى الباب، فجلسا مع جماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، إذ خرج غلام له ذؤابة، فقام الناس هيبة له، فقال أبو حنيفة: من هذا؟ فقالوا: موسى ابنه، قال: لا بد لي أن أهجنه بين شيعته، فقلت: أخاف أن يُهجن بك، فقال أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب خلاه في بلدكم هذا؟ فقال: يا شيخ يتوارى خلف الجدار، ويتوقا أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويضعه حيث شاء، ثم قال: يا غلام ممن المعصية؟ قال: لا تخلو من ثلاث.إما من الله وليس من العبد شيء، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بذنبه، وإما أن تكون من العبد فهما شريكان، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد والله منه بريء، إن شاء عفا وإن شاء أخذه وعاقبه، فسكت أبو حنيفة كأنه القم حجراً.
تفسير الإمام جعفر الصادق عليه السلام لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ }[النحل:90]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم أبو سمينة الكوفي قال: حدثني: محمد بن سنان عن المفضل بن عمر الجعفي قال:
قال أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد عليه السلام: (إن الله عدل يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه)، فكل ما كان من رأفة أو رحمة أو رضوان، فهو من الله وإلى الله، وكلما كان من الفحشاء والمنكر فإنما هو من إبليس.
سؤال الشامي لأمير المؤمنين عليه السلام عن مسيرهم إلى صفين هل بقضاء وقدر؟
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله المقري إملاء، قال: حدثنا الحسين بن علي بن حماد المنقري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد السعدي قال: حدثنا عمرو بن وهب الطائي عن عمر بن سعيد عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق يعني السبيعي قال: غزا رجل من أهل الشام غزوة صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلما انصرف قال له:يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أبقضاء من الله وقدر؟ قال له: نعم يا أخا أهل الشام، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما وطئنا موطئاً ولا هبطنا وادياً، ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدر، فقال الشامي: عند الله احتسب عنائي، ما لي إذاً من أجر، فقال له علي عليه السلام: ويحك يا أخا أهل الشام لعلك ظننت قضاء لا زماً وقدراً حتماً، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد من الله والأمر والنهي، وما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المسيء، ولا المسيء أولى بعقوبة الذنب من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وحزب الشيطان، وخصماء الرحمان، وقدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله تبارك وتعالى أمر تخييراً، ونهى تحذيراً، وكلف يسيراً، لم يُطَعْ مُكرِهاً، ولم يُعصَ مغلوباً، ولم يرسل الأنبياء عبثاً، ولم ينزل الكتاب لعباً، وما خلق السماوات والأض ولا أرى عجايب الآيات باطلاً{ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوافَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ }[ص:27]، فقام
الشامي مسروراً لما سمع مقالة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقبّل رأسه، وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته .... يوم النشور من الرحمن رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً .... جزاك ربك عنا فيه إحسانا
متى يُشكِّكنا بالريب ذو سفه .... نلقى لديك له شرحاً وتبيانا
ولم نضل إن تمسكنا بحبلكم .... بذاك أحمد عن ذي العرش أوصانا
نفسي الفداء لخير الخلق كلهم .... بعد النبي علي الخير مولانا
أخو النبي ومولى المؤمنين معاً .... وأول الناس تصديقاً وإيمانا
وبعل بنت رسول الله سيدنا .... أكرم به وبها سراً وإعلاناً
حديث من استلقى على المأثور ولبس المشهور.. إلخ
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
عَلَىَ أنا روينا عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما حدثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف البكري قال: حدثنا الفتح بن سعيد العتكي أبو نصر قال: حدثنا محمد بن عبد المؤمن الوراق قال: حدثنا عبدالمؤمن بن عبد العزيز القطان قال: حدثنا سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز ابن وبرة.
عن الربيع بن خثيم أن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: قال رسول الله ً: ((من استلقى على المأثور، ولبس المشهور، وركب المنظور، وأكل الشهوات، لم يشم رائحة الجنة أبداً)).
حديث إن في الزنا ست خصال
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو بكر القطان محمد بن عثمان بن سعيد قال: حدثنا سهل بن إسماعيل بن الحارث المرادي قال: حدثنا علي بن حفص العبسي قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن زيد بن علي عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((في الزنا ست خصال، ثلاثة في الدنيا، وثلاثة في الآخرة، فأما التي في الدنيا: فإنها تذهب بالبهاء، وتعجّل الفناء، وتقطع الرجاء، وأما التي في الآخرة، سوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار)).
تفسير جعفر الصادق عليه السلام
لقوله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ }[مريم:39].
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط.
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ }[مريم:39]، ((قال: يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت فيها أبداً، ويا أهل النار خلود لا موت فيها أبداً، قال: وذلك قوله:{إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ}[مريم:39]، قال: قضي على أهل الجنة بالخلود فيها، وقضي على أهل النار بالخلود فيها)).
في سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ }[المائد:55]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا أبو الحسن علي بن زيرك الآملي قال: حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس الفيدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده.
عن علي صلوات الله عليه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55]، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل المسجد والناس يصلون بين راكعٍ وقائم فإذا سائل، فقال: ((يا سائل: هل أعطاك أحد شيئاً))، فقال: لا .. إلا هذا الراكع -يعني علياً عليه السلام- أعطاني خاتمه اه.