كتاب الحج
تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ ...}
[آل عمران:97]،الآية
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن الآيوازي قال: حدثنا جعفر بن محمد النيروسي عن القاسم بن إبراهيم عليه السلام في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}[آل عمران:97]، قال: فرض الحج اللازم لمن استطاعه من المؤمنين، والإستطاعة فيه هي القوة عليه وأمن الطريق إليه، والكفر به فهو الترك بعد الإستطاعة لفروضه، ومن ذلك أيضاً إنكاره والجحد به.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى عن الحسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عليه السلام في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}[آل عمران:97]، قال: زاد وحمل.
تفسير قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }
[البقرة:196]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله: وفي ذلك
ما أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عل بن الفضل قال: حدثنا جعفر بن محمد النيروسي وعبد الله بن الحسن بن مرداس عن القاسم بن إبراهيم عليه السلام في قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }[البقرة:196]، قال: يقول الله سبحانه أتموا أيهما دخلتم فيه، وانتهوا به من الحدود إلى ما جعل الله منتهاه إليه، ولا تقطعوا بعد دخولكم إن كانت العمرة فأتموها إلى السعي بين الصفا والمروة، وإن كان الحج فأتموه إلى آخر مناسكه .
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال: حدثنا حمد بن يحيى الذهلي قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة.
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }[البقرة:196]، قال: يقول من أحرم بحج أو بعمرة فليس له أن يحل حتى يتمها، تمام الحج يوم النحر، إذا رمى جمرة العقبة وزار البيت فقد حل من إحرامه، وتمام العمرة إذا طاف بالبيت وبالصفاء والمروة فقد حل.
في أن العمرة غير واجبة
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن معاوية بن إسحاق.
عن أبي صالح الحنفي قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الحج جهاد والعمرة تطوع)).
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن علي الصواف قال: أخبرنا عمار بن رجاء قا حدثنا مُسَدِّد قال: حدثنا عبدالواحد قال: حدثنا حجاج عن محمد بن المنكدر.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رجل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتكفي حجة واحدة؟ قال: ((نعم، وإن زدت فهو خير لك))، قال: وقال شاب: يا رسول الله العمرة واجبة؟ قال: ((لا ولتعتمر خير لك)).
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن الفضل بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر الذهبي قال: حدثنا محمد بن علي بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو حمزة عن جابر الجعفي عن أبي يحيى عن أم إسحاق بنت طلحة.
عن الحسن والحسين صلوات الله عليهما قالا: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال له: هل لك من جهاد لا شرك فيه؟ قال: ((نعم: قال: الحج والعمرة)).
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثني نصر بن مزاحم عن إبراهيم بن الزبرقان قال: حدثني أبو خالد قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.
عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في قوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ }[آل عمران:97]، قال: لما نزلت هذه الآية قام رجل فقال: يا رسول الله الحج واجب علينا في كل سنة أو مرة واحدة في الدهر؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ((بل مرة واحدة، ولو قلت في كل سنة لوجبت))، قال: يا رسول الله فالعمرة واجبة مثل الحج؟ قال: ((لا، ولكن أن تعتمر خير لك)).
في أول عمل عمله آدم حين أهبط إلى الأرض
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد المنكدر قال: إن أول عمله آدم عليه السلام حين أهبط إلى الأرض طاف بالبيت، فقالت الملائكة: قد طفنا قبلك بألفي عام.
العمرة في رمضان
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن بيان عن عامر.
عن وهب بن خنبش عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)).
وخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: كان يقال العمرة في رمضان هي الحجة الصغرى، وأسنده ثوبان في رواية إلى النبي ً.
مواقيت الإحرام
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن الحسين بن شيبة قال: حدثنا موسى بن عمر الجرجاني قال: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن الضحاك.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل نجد قرن، ولأهل العراق ذات عرق.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا ابن شيبة قال: حدثنا موسى بن عمر قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر مثله، وقال: هن لأهلهن ولمن ورد عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن أبي الزبير.
عن جابر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ومهل أهل الشام من الجحفة، ومهل أهل اليمن من يلملم، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل المشرق من ذات عرق))، ثم استقبل الأقوام بوجهه فقال: ((اللهم اقبل بقلوبهم)).
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال:أخبرنا علي بن محمد السعدي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن نمير عن حجاج عن عطاء.
عن جابر قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل نجد قرن، ولأهل العراق ذات عرق.
قال وأخبرنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن دكين عن إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى.
عن سويد بن غفلة صاحب علي عليه السلام قال: خرجت معه فأحرم من ذات عرق.
وأخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا السعدي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن نمير عن عمار بن زاذان.
عن ثابت عن أنس: أنه كان يحرم من ذات عرق ولا يكلم أحداً من الناس حتى يطوف بالبيت إلا ما لا بد منه.
قال أبو العباس الحسني رحمه الله: فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الأخبار الصحاح من التوقيت لأهل العراق كما ثبت لمن سواهم اه.
قلت: وحكم أبي العباس بصحة هذه الأخبار توثيق لرجالها .
وقال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
روينا عن الطحاوي قال: حدثنا ابن مرزوق قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان بن عبد الله بن دينار.
عن ابن عمر قال: وقّت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرناً، ولأهل اليمن يلملم، قيل له: فالعراق، قال: لم يكن يومئذ عراق.
قال حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يونس وربيع المؤذن قالا حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا وهيب بن خالد قال: حدثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن طاوس عن أبيه.
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرناً، ولأهل اليمن يلملم، ثم هن مواقيت لأهلهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، فمن كان أهله دون الميقات فمن حيث يشاء حتى يأتي ذلك على أهل مكة.
قال الطحاوي حدثنا أحمد بن داود قال: حدثنا يعقوب بن حميد قال: حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران.
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم ولأهل الطايف قرنا، وقال ابن عمر: قال الناس: لأهل المشرق ذات عرق.
أخباره ً بأن العراق سيكون دار إسلام، فلذلك جعل له ميقاتاً
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وفي ذلك ما روى الطحاوي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز البغدادي قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح)، وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا الوحاظي (ح)، وحدثنا فهد قال: حدثنا أبو غسان، قالوا: حدثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((منعت العراق قفيزها ودرهما، ومنعت الشام مُدْيها ودينارها، ومنعت مصر اردبها ودينارها، وعدتم كما بدأتم، وعدتم كما بدأتم، وعدتم كما بدأتم))، ثم يشهد على ذلك (لحم) أبي هريرة (ودمه) يزيد بعضهم على بعض في قصة الحديث.
قلت: وتفسير ما ورد في الحديث ما ذكره محقق شرح معاني الآثار للطحاوي وهو محمد زهري النجار من علماء الأزهر الشريف من النسخة المطبوعة سنة1399ه/ج2ـ ص120، فقال في الهامش: قفيز كمكيال بالعراق، وهو ثمانية مكاكيك، والمُدْى بضم ميم وسكون دال، مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكاً، والإِرْدَب بكسر همزة وسكون راء وفتح دال مهملة وتشديد باء موحدة، مكيال لأهل مصر يسع أربعاً وعشرين صاعاًز
وقال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان قال: حدثني أبو خالد قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.