أثر تنكيل الوهابية بحملته هنالك، وقعت حادثة حجاج اليمن الذين اعتقد الوهابيون أنهم نجدة منهم، فأطلقوا عليهم الرصاص، وبعد أن عرف الأمر اعتذر السلطان عبد العزيز للإمام يحيى عن هذا الخطأ، واتفقا على حفظ المودة بينهما بتعويض مقبول معقول.
هجوم الوهابيين على الحجاز وفظائعهم في الطائف سنة 1342هـ - 1924م
في أوائل هذه السنة هجم الوهابيون على الحجاز وحاصروا الطائف ومعهم الشريف خالد بن لؤي من أشراف مكة المعادين للملك حسين، وأحد عمال السلطان ابن سعود، ثم دخلوها عنوة وأعملوا في أهلها السيف، فقتلوا الرجال والنساء والأطفال، حتى قتلوا منها ما يقرب من ألفين بينهم العلماء والصلحاء، وأعملوا فيها النهب، وعملوا فيها من الفظائع ما تقشعر ل‍ه الأبدان، وتتفطر القلوب، نظير ما عملوه في المرة الأولى كما سبق، وممن قتلوا من المعروفين الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بصورة فظيعة، وقتلوا جملة من بني شيبة سدنة الكعبة المكرمة كانوا مصطافين في الطائف، وجاءت الأخبار بارتكابهم فظائع لا يليق ذكرها، وأن السلطان ابن سعود لما سئل عنها لم ينكر وقوعها لكنه اعتذر بما وقع من خالد بن الوليد يوم فتح مكة، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ))، ثم أخذوا ما وراء الطائف من المعاقل الحصينة، وأهمها الهدى وكرى.

هدم الوهابيين القباب والمزارات بالحجاز عام 1342هـ
لما دخل الوهابيون إلى الطائف هدموا قبة ابن عباس، كما فعلوا في المرة الأولى، ولما دخلوا مكة المكرمة هدموا قباب عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأبي طالب عمه، وخديجة أم المؤمنين، وخربوا مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ولما دخلوا جدة هدموا قبة حواء، وخربوا قبرها، كما خربوا قبور من ذكر أيضا، وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها، والطائف ونواحيها، وجدة ونواحيها، من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها.
ولما حاصروا المدينة المنورة هدموا مسجد حمزة ومزاره، لأنهما خارج المدينة، وشاع أنهم ضربوا بالرصاص على قبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنهم أنكروا ذلك، ولما بلغ ذلك مسامع الدولة الإيرانية اهتمت ل‍ه غاية الاهتمام، واجتمع العلماء وأكبروا ذلك، وجاءتنا إلى دمشق برقية من خراسان من أحد أعاظم علماء المشهد المقدس بالاستعلام عن حقيقة الحال، ثم قررت الدولة الإيرانية بموافقة العلماء إرسال وفد رسمي إلى الحجاز لاستطلاع حقيقة الحال، فرفع الوفد إلى دولته تقريراً بما شاهده في الحجاز من أعمال الوهابيين.
ولما استولوا على المدينة المنورة خرج قاضي قضاتهم الشيخ عبد الله بن بليهد من مكة إلى المدينة في شهر رمضان سنة (1344هـ)، ووجه إلى أهل المدينة سؤالا يسألهم فيه عن هدم القباب والمزارات، فسكت كثير منهم خوفا، وأجابه بعضهم بلزوم الهدم، وسيأتي ذكر السؤال والجواب إن شاء الله في فصل البناء على القبور.
وإنما أراد بها السؤال تسكين النفوس لا الاستفتاء الحقيقي، فإن الوهابيين لا يتوقفون في وجوب هدم جميع القباب والأضرحة حتى قبة النبي صلى الله عليه وآله

وسلم، بل هو قاعدة مذهبهم وأساسه، وبعد صدور هذا السؤال والجواب هدموا جميع ما بالمدينة ونواحيها من القباب والأضرحة والمزارات، فهدمة قبة أئمة أهل البيت بالبقيع، ومعهم العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجدرانها وأزالوا الصندوق والقفص الموضوعين على قبورهم، وصرفوا على ذلك ألف ريال مجيدي، ولم يتركوا غير أحجار موضوعة على تلك القبور كالعلامة، وهدموا قباب عبد الله وآمنة أبوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأزواجه، وعثمان بن عفان، وإسماعيل بن جعفر الصادق، ومالك إمام دار الهجرة، وغير ذلك مما يطول باستيفائه الكلام (1).
- - -
__________
(1) كشف الإرتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب /28 - 60.

الكتاب
أصله قصيدة بعثها البدر الأمير إلى محمد بن عبد الوهاب، عندما بلغه عنه بعض الأخبار الطيبة عنه، فلما تحقق ل‍ه فساد عقيدته وتكفيره وقتله للمسلمين، وغير ذلك من الجرائم، وكانت قصيدته قد طارت كل مطار، تراجع عنها، وأعلن فساد عقيدة ابن عبد الوهاب وأعلن إنكاره لأفعاله.
وشرحها بشرح لطيف سماه التوبة لمحو الحوبة، ويسمى أيضا: النشر النّدّي بتحقيق أقوال محمد بن عبد الوهاب النجدي، ويسمى أيضا: إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال محمد بن عبد الوهاب.
وقد حصلت على أربع نسخ من الكتاب:
الأولى: بخطه وهي المسوّدة.
الثانية: عنوانها بقلمه وعليها تصحيحاته وتوقيعه. من مكتبة حفيده الأستاذ الفاضل محمد عبد الخالق الأمير.
والقصيدتان المبتدأة: سلام على نجد ... والرجوع عنهما كلاهما في ديوانه.
فالكتاب من تألفيه لا شك في ذلك ولا ريب.
وما أكدتُّ نسبة الكتاب إليه إلا لأني سمعت بعض المهووسين يشككون في صحة نسبة الكتاب إليه. بحجة أن ل‍ه كتبا يوافق فيها محمد بن عبد الوهاب، فكيف يرد عليهم وينقض قوله؟!
وهذا غاية الجهل فإنه يؤكد في القصيدة أنه لم يرجع عما نهى عنه مما اعتبره من البدع، وإنما رجع عن الإشادة بمحمد بن عبد الوهاب.

... ... صور للمخطوطات
الصفحة الأولى من الكتاب النسخة ( أ )

الصفحة الثانية من الكتاب النسخة ( أ )

الصفحة الأخيرة من الكتاب النسخة ( أ )

الصفحة الأولى من الكتاب النسخة ( ب )

الصفحة الثانية من الكتاب النسخة ( ب )

الصفحة الأخيرة من الكتاب النسخة ( ب )

9 / 17
ع
En
A+
A-