وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أتى امرأة في دبرها، فقد كفر بما أنزل على محمد )).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما )).
قال: وهذا الكفر لا يخرجه عن الدائرة الإسلامية، والملة بالكلية، كما لم يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة، وإن زال عنه اسم الايمان )) (1) ، وهذا التفصيل هو الذي أشرنا إليه بقولنا:

وهذا به جمع الأحاديث والذي
أتى في كتاب الله ذي العز والمجدِ

فإنه إشارة إلى أنها تعارضت الأحاديث، فحديث: (( حتى يقولوا لا إله إلا الله )) ، وحديث: (( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق ))(2)، مع أن الجنة محرمة على الكافرين، وغيرها(3) مما في معناها، وعارضتها هذه الأحاديث التي سمعت من وصف من أتى هذه المعاصي، فإنه كافر مع أنه مقر بالشهادتين معتقد لها، وكذلك آيات القرآن الثلاث، عارضت تلك الأحاديث، فجمع العلماء المحققون بما تراه من تقسيم الكفر.
قال ابن القيم:(( وهذا الجمع بهذا التفصيل هو قول الصحابة، الذين هم أعلم بكتاب الله، وبالإيمان والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم، فإن
__________
(1) الصلاة حكم تاركها 1/72.
(2) أخرجه البخاري 5/2193(5489)، ومسلم 1/95(94)، وأحمد 5/166(21504).
(3) يعني: غير الأحاديث السالفة الذكر.

المتأخرين لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين، فريقا أخرجوا(1) من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار. وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان، فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا، وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط.
ثم أخرج عن(2) ابن عباس بسنده ما قدمنا، وأخرج عن طاوس قال: (( سئل ابن عباس عن قوله تعالى: : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [المائدة:44].قال: هو لهم كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله )).
وقال عنه في رواية أخرى: (( كفر لا ينقل عن الملة )).
وقال عطاء: (( كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ))(3).
قلت: ومن هذا كفر من يدعو الأولياء، ويهتف بهم عند الشدائد، ويطوف بقبورهم ويقبل جدارتها،(4) وينذر لها بشيء من ماله، فإنه كفر عملي لا اعتقادي، فإنه مؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، ولكن زين له الشيطان أن هؤلاء عباد الله الصالحين (5)، ينفعون ويشفعون ويضرون، فاعتقدوا ذلك جهلا، كما اعتقده أهل الجاهلية في الأصنام، لكن هؤلاء مثبتون التوحيد لله، لا يجعلون الأولياء آلهة كما قاله الكفار، إنكارا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دعاهم إلى كلمة
__________
(1) في (ب): خرجوا. مصحفة.
(2) سقط من (أ): عن.
(3) حكم تارك الصلاة 1/ 74- 75.
(4) في (أ): جدرانها.
(5) كذا في المخطوطات: والأولى: الصالحون، إلا أن لها وجها في العربية وهو النصب على القطع، بتقدير أعني أو أخص.

التوحيد:?: { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا } [ص:5]، فهؤلاء جعلوا شركاء لله حقيقة، وقالوا في التلبية: (( لبيك لا شريك لك،(1) إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك )) (2)، فأثبتوا للأصنام شركة مع رب الأنام، وإن كانت عبادتهم الضالة قد أفادت أنه لا شريك له، لأنه إذا كان يملكه وما ملك، فليس بشريك(3) له بل هو مملوك، فعباد الأصنام جعلوا لله أندادا، واتخذوا من دونه شركاء وتارة يقولون: شفعاء يقربونهم إلى الله زلفى، بخلاف جهلة المسلمين الذين اعتقدوا في أوليائهم النفع والضر، فإنهم مقرون لله بالوحدانية، وإفراده بالإلهية، وصدقوا رسله، فالذي(4) أتوه من تعظيم الأولياء كفر عملي لا اعتقادي.
فالواجب هو وعظهم، وتعريفهم جهلهم، وزجرهم ولو بالتعزير، كما أُمرنا بحد الزاني والشارب والسارق من أهل الكفر العملي، كما صرحنا به في الأبيات الأصلية حيث قلنا:

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... .............................

وكما قلنا:
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ... .............................

وكما قلنا:
وكم طائف حول القبور ... ...........................

... إلخ.
__________
(1) سقط من (أ): لك.
(2) أخرجه مسلم 2/843(1185).
(3) في (ب): شريكا.
(4) في المخطوطات: فالذين. وما أثبت اجتهاد.

فهذه كلها قبائح محرمة من أعمال الجاهلية، فهي من الكفر العملي، وقد ثبت أن هذه الأمة تفعل أمورا من أمور الجاهلية، الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم والنياحة، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن مالك الأشعري،(1) فهذه من الكفر العملي لا تخرج بها الأمة عن الملة، بل هم مع إتيانهم(2) لهذه(3) الخصلة الجاهلية أضافهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى نفسه، فقال: (( من أمتي )).
فإن قلت: الجاهلية يقولون(4) في أصنامهم إنهم(5) يقربونهم إلى الله زلفى، كما يقوله القبوريون، ويقولون { هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:18]. كما يقوله القبوريون أيضا؟
قلت: لا سواء، إن القبوريين مثبتون لتوحيد الله بالإلهية، قائلون: إنه لا إله إلا الله، ولو ضربت عنقه على أنه يقول: الولي إله مع الله لما قالها، بل عنده اعتقاد جهل أن الولي لما أطاع الله حق طاعته كان له عنده تعالى(6) جاه، به تُقبل شفاعته
__________
(1) أخرجه مسلم 2/644(934)، بلفظ: (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والإستسقاء بالنجوم، والنياحة ... ))، وأحمد 5/344(22963)، وابن حبان 7/412(3143)، والبيهقي 4/63(6902)، وأبو يعلى 3/148(1577)، والطبراني في الكبير 3/285(3425)، وابن ماجة 1/503(1581).
(2) في (أ): إثباتهم. مصحفة.
(3) في (ب): بهذه.
(4) في (ب): تقربهم.
(5) سقط من (أ): إنهم.
(6) في(أ): عند الله جاه.

فيُرجا(1) نفعه، لا أنه إله مع الله، بخلاف الوثني، فإنه امتنع من قول لا إله إلا الله حتى ضربت عنقه، زاعما أن وثنه إله مع الله، ويسميه ربا وإلها.
قال يوسف عليه السلام:{ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }[يوسف:39 ، سماهم:ا أربابا لأنهم كانوا يسمونهم بذلك، كما قال الخليل { هَذَا رَبِّي} [الأنعام:76، 77، 78]، في الثلاث الآيات، مستفهما لهم مبكتا(2) متكلما على خطأهم،(3) حيث يسمون الكواكب: أربابا !! فقالوا(4): { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا } [ص:5].وقال قوم إبراهيم عليه السلام(5): { مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} [الأنبياء:59]، { أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ }[الأنبياء:62].
وقال إبراهيم مستفهما : { أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ } [الصافات:86]. ومن هنا تعلم أن الكفار غير مقرين بتوحيد الإلهية، ولا الربوبية، كما توهمه من توهم من قوله:{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } [الزخرف:9]، قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ...} إلى قوله: {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس:31] (6). فهذا إقرار بتوحيد الخالقية والرازقية
__________
(1) في (ب): ويرجى.
(2) في (أ): منكرا.
(3) في (أ): خطابهم. مصحفة.
(4) الضمير في قالوا ليس عائداً على قوم إبراهيم كما يفهم من كلام المؤلف، بل هو عائد على قريش قوم محمد، صلى الله عليه وعلى إبراهيم وعلى آلهما كلٍ.
(5) سقط من (ب): عليه السلام.
(6) في (أ): { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن، خلقهن العزيز العليم قل من يرزقكم من السماوات والأرض ...إلى قوله: ليقولن الله }.
وفي (ب): { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله من خلق السماوات والأرض ليقولن... }. والآيتان المذكورتان لا توجدان في القرآن بالشكل الوارد، وإنما الصحيح ما أثبت. ولعله سهو من البدر الأمير، ومن النساخ. والآية { قل من يرزقكم من السماء والأرض السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر؟ فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون }.

ونحوهما لله، لا أنه إقرار بتوحيد الإلهية، لأنهم يجعلون أوثانهم آلهة أربابا، كما عرفت، فهذا الكفر الجاهلي كفر اعتقاد، ومن لازمه كفر العمل، بخلاف من اعتقد في الأولياء النفع والضر، مع توحيد الله، والايمان به، وبرسله، وباليوم الآخر، فإنه كفر عمل، فهذا تحقيق بالغ، وإيضاح لما هو الحق، من غير إفراط ولا تفريط.
نعم قد أشرنا لك إلى أن بعض الكفر العملي [ الذي ] يضآد الايمان، ويُصيِّر فاعله في حكم الكفر الإعتقادي، قد أشرنا إليه بقولنا:

بلى بعض هذا الكفر يخرج فاعلا
له أن يكن (1) للشرع والدين كالضدِّ
كمن هو للأصنام يصبح ساجدا
وسابٌ رسول الله فهو أخو الجحدِ

فالسجود للصنم، وسب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقتله، والاستهانة بالمصحف من الكفر العملي في صورته (2)، لكنه يضآد الإيمان فله حكم الكفر الاعتقادي، فالكفر العملي قسمان: قسم لا يضاد الإيمان كما ذكرنا سابقا، وكفر يضاده كما ذكرناه الآن.
__________
(1) حذف الواو من: يكون، للضرورة.
(2) سقط من (أ): في صورته.

والذي يقوى عندي أن السجود للصنم، وإهانة المصحف، وقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسبه، من الكفر الاعتقادي العملي، فإنه لا يسجد للصنم وهو يؤمن بالله، ولا يقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مصدق أنه نبي.
ألا ترى أن قريشا في صلح الحديبية لم يرضوا أن يكتب صلى الله عليه وآله وسلم(1) هذا ما صالح عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا: (( قل محمد، فلو نعلم أنك رسول الله لما صددناك عن البيت ... )) (2) الحديث.

وهذا الذي فصلته الحق فاتبع
طريق الهدى إن كنت للحق تسجدي(3)

قد(4) تبين لك وجه أنه الحق وأنه رأي سلف الأمة.
واعلم أن هذا التفصيل ليس خاصا بالكفر بل ثبت انقسام النفاق إلى قسمين، وكذلك الفسق والظلم والشرك، وقد أشرنا إليه بقولنا:

وجا مثل هذا في النفاق وغيره ... من الفسق والشرك الذي كله مُردِي

قال وكيع: عن سفيان عن ابن جريح، عن عطاء: (( كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ))، وهذا الذي قاله عطاء بيِّنٌ في القرآن لمن فهمه، فإن الله سما مَن حكم بغير ما أنزل الله كافرا، وسما جاحد ما أنزل على رسوله كافرا، وليس الكفران على حد سواء، وسما الكافر ظالما في قوله { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
__________
(1) سقط من (أ): صلى الله عليه وآله وسلم.
(2) أخرجه البخاري 2/974(2581)، وأحمد 4/328(18948)، وابن حبان 11/216(4872)، والبيهقي 9/218(18587)، والطبراني في الكبير 20/9 (13).
(3) في (أ): تهتدي.
(4) في (أ): وقد.

} [البقرة:254]، وسما متعدي حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالما، فقال: { وَمَنْ يَتَعَدَّ (1) حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } [الطلاق:1].
وقال يونس رسوله ونبيه: { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87].
وقال صفيه آدم (2): { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } [الأعراف:23].
وقال كليمه موسى: { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي } [القصص:16]. ومعلوم يقينا أن هذا الظلم ليس كمثل ذلك الظلم.
وسما الله الكافر فاسقا في قوله: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ، الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ... } [البقرة:26 - 27] الآية (3)، وفي قوله: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ } [البقرة:99].
وسما العاصي المؤمن فاسقا في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... } [الحجرات:6] الآية (4). وهي نزلت في الوليد(5) بن عقبة على
__________
(1) سقط من (أ): ومن يتعد.
(2) القائل آدم وحواء، لأن الآية هكذا: { قالا ربنا...}.
(3) كمال الآية: { وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }.
(4) كمال الآية: { أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }.
(5) في (أ)، و(ج): مسلم بن عقبة. وهو سهو.
الوليد بن عقبة بن أبي معيط، أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وكيعة، وكانت بينهم شحناء في الجاهلية، فلما بلغ بني وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه، فخشي القوم، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن بني وكيعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة، فلما بلغ بني وكيعة الذي قال الوليد أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله لقد كذب الوليد. قال: وأنزل الله في الوليد: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ... } الآية.
وأخرج نحوه أحمد، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مندة، وابن مردويه، وابن جرير، وإسحاق بن راهويه، والبيهقي في السنن، وابن عساكر، وعبد بن حميد. ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور 7/555 - 557، عند تفسير الآية.

الأكثر. وفي قوله فيمن رمى المحصنات: { وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور:4]. والآيات كثيرة في الأمرين.
والشرك أيضا شركان، شرك: ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر، وشرك: لا ينقل عنها وهو الأصغر، وهو(1) شرك العمل كالرياء، قال تعالى في الشرك الأكبر: { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج:31].
وفي الأصغر: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف:110].
ومن الأصغر حديث: (( من حلف بغير الله فقد أشرك ))، رواه أبو داود وغيره (2).
__________
(1) سقط من (أ): الأصغر وهو.
(2) أخرجه أبو داود 3/223(3251)، والترمذي 4/110(1535، وأحمد 1/47(329)، وابن حبان 10/199(4358)، والحاكم في المستدرك 1/117(167).

ومنه في آدم عليه السلام وحواء، الآية: { فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا } [الأعراف:190].. فإنهما سميا ولدهما عبد الحارث،(1) وهو اسم الشيطان فكانت التسمية بعبد الحارث(2) شركا عمليا، والقصة مبسوطة في كتب التفسير ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملة، ولا يوجب له حكم الكفار.
ومنه: حديث: (( الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل )) (3).
وكذلك النفاق نفاقان: نفاق اعتقاد، ونفاق عمل.
فنفاق الاعتقاد: هو (4) الذي ذكر أن أهله في الدرك الأسفل من النار، وهو كثير في القرآن.
ونفاق العمل بالحديث الصحيح: (( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا أوعد أخلف، وإذا أؤتمن خان )) (5). وفي معناه أحاديث في بعضها: (( أربع - زاد - وإذا خاصم فجر )) (6)، فهذا نفاق عمل، قد يجتمع مع أصل الإيمان.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن3/233(3251).
(2) سقط من (أ): بعبد الحارث.
(3) أخرجه أحمد 4/403(19622)، والحاكم في المستدرك 2/319(3148)، وأبو يعلى 1/60(58)، والبخاري في الأدب /250(716).
(4) في (ب): وهو.
(5) أخرجه البخاري 1/21(33)، ومسلم 1/78(59)، والنسائي في المجتبى 8/116(5021)، وأحمد 2/357(8670)، وابن حبان 1/490(257)، والنسائي في الكبرى 6/535(11752)، والبيهقي 10/196(20608)، وأبو يعلى 7/136(4098)، والطبراني في الكبير 6/270(6186)، وإسحاق بن راهويه في المسند 1/371(383)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق /46(118).
(6) أخرجه البخاري 1/21(34)، ومسلم 1/78(58)، وأبو داود 4/221(4688)، والترمذي 5/19(2632)، والنسائي في المجتبى 8/116(5020)، وأحمد 2/189(6768)، وابن حبان 1/488(254)، والنسائي في الكبرى 5/224(8734)، والبيهقي 9/230(18625)، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند /132(322).

15 / 17
ع
En
A+
A-