الكتاب : إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبدالوهاب
المؤلف : السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
المحقق : عبدالكريم جدبان .
www.al-majalis.com
ترقيم الصفحات موافقة للكتاب المطبوع .

l
مقدمة التحقيق
إن البحث عن الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وثروته العلمية التي خلفها لأمته الإسلامية ، وفي مؤلفاته القيمة العديدة ، ليعطي صورة واضحة المعالم لشخصيته الفذة ، وما خلفته من تراث علمي نافع ، أغنى المكتبة الإسلامية بأروع الكتب وأجلها في مختلف المجالات الشرعية والفكرية ، المتحررة من كل معاني التقليد والجمود ، والانقياد القسري للأفكار المتحجرة التي طبعت على التقليد الأعمى في كل أمورها الدينية والدنيوية ، وما ذاك إلا لأن الإمام الأمير متفرد في أسلوبه ، ونهجه العلمي ، وبحثه في كل مسألة تعرض لها في كل مؤلفاته ورسائله وفتاواه ، وفي نضاله المتواصل من أجل الحق ، والحقيقة العلمية الناصعة التي تمسك بها قولا وعملاً ، والجهر بها علانية وإن جرَّت عليه الكثير من المتاعب النفسية والفكرية في مجتمعه المنغلق الذي قاده التقليد إلى مهاوي الجهل ، ومزالق الجمود ، وأصبح كل خارج عن نطاق تقليده المألوف مارقا ، يرمي صاحبه بالنصب والخروج عن جادة الصواب ، وعن الحق والحقيقة العلمية.
ولكن الإمام الأمير كان بالرغم من ذلك المجتمع المنغلق ، المقلد في كل أموره الدينية والدنيوية ، متحرر الفكر والمعتقد ، قوي الشكيمة ، لا يمكن أن يلين لباطل ، أو يضعف أمام جبروت المتجبرين وطغيان جهلهم العارم ، ولا يرضخ لأي فعل مخالف لكتاب الله وسنة رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم ، شأن العالم العامل بعلمه ، المطبق لأحكام التشريع ومراميه العظيمة. لذلك كان الأمير عرضة لتهجم

العوام المقلدين ، وتهديداتهم العنيفة التي كانت تنذره في كتب من الأحيان بالموت ، وذلك إما بدافع التقليد والجهل والجمود الفكري والنفسي معا ، وإما بدافع المصلحة والتقرب من أصحاب تلك العقليات المريضة ، والنفوس الضعيفة التي ترى في الحق والجهر به خطرا يهدد مصالحها ، ويزلزل قاعدتها في مركز السلطة والحكم والنفوذ.
ولقد كان للإمام الأمير مواقف عظيمة تكشف عن صدق إخلاصه وتفانيه في سبيل الحق والجهر به ، وإرشاد الناس إليه للأخذ به دون غيره. وعالم مناضل كالأمير جدير بالبحث المستفيض ، والتنقيب عن كل آثاره العلمية الجليلة تعد مفخرة اليمن.
ولذلك أطلق عليه رجال العلم وغيرهم من عامة الناس ، وبعد أن عرفوا من مؤلفاته وكتبه القيمة مكانته العلمية وصدق إخلاصه في كل أعماله وأقواله بالإمام البدر ، لإشراق نفسه ونفاذ فكره في سماء المعرفة ، وبُعدُه عن كل معاني التقليد الذي أنفه وأباه في كل مناهج حياته وسلوكه في البحث والتحقيق ، وفي مجال التدوين والتأليف.
وما العالم إن لم يكن متحرر الفكر في بحثه وتحقيقه ، مخلصا لوجه الحق ، صادقاً في القول بما علمه والجهر به علانية ، وإلا كان وسيلة للضلال والتضليل معاً.
والأمير الصنعاني من أجلّ العلماء المتحررين فكراً ومعتقداً ، المناضلين في سبيل تبليغ ما علموه. وعَلَمٌ من أعلام ذلك الفكر النافذ الذي أخذ بأيدي الكثير إلى الحق وقادهم في طريق الصواب ، فكان في كل ذلك مثالاً للفضيلة والتقوى ، وعَلَما للهداية والرشد ، وبكل ذلك استحق الخلود وأصبح مفخرة من مفاخر

الزمن لا في وطنه وبين أبناء أمته فحسب ، وإنما في كل مكان من ربوع الإسلام وشعوبه المتعددة.
المؤلف
هو الإمام العلامة الشهير محمد، بن إسماعيل ، بن صلاح ، بن محمد ، بن علي ، بن حفظ الدين ، بن الأمير الصنعاني ، ينتهي نسبه إلى الإمام يحيى بن حمزة الحسني ، الكُحُلاني المولد ، وذلك نسبة إلى كُحُلان عفار ، ويتصل نسبه بالإمام يحيى بن حمزة بن سليمان رضوان الله علهيم أجمعين ، ويتسلسل نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
مولده
ولد بكحلان ولد في النصف الأول من شهر جمادى الآخرة سنة (1099هـ‍.
نشأته
نشأ في مدينة كُحلان تحت رعاية والده العالم الجليل الورع ، والأديب اللامع ، إسماعيل بن صلاح الأمير ، حيث درج في بيت علم ترفرف في سمائه معالم الفضيلة بكل معانيها ، وتجري في رياضه ينابيع المعرفة ، وتفتحت عيناه على ضياء المعرفة ، فكان لذلك أطيب الأثر في نفسه ، إلى المزيد من العرفان والتمسك بأهداب الفضيلة.
ولقد توسم أبوه فيه مخايل الذكاء النادر ، فأولاه جُلّ اهتمامه ، وعكف على تدريسه العلوم الأولية ، التي يجب أن تعطى لمثله في سِن الصبا المبكر ، فأخذ عنه القرءان الكريم وحفظه عن ظهر قلب وهو في السنة الثامنة من عمره. ولما عرف والده أن طاقته الذهنية وقدرتها على الهضم والاستيعاب أكبر من سنه ، فكر في الانتقال به من مدينة كُحلان إلى مدينة صنعاء العاصمة اليمنية ، لكونها محط العلم

والعلماء الأجلاء في كل فن حين ذاك ، وبعد تفكير طويل استمر به عامين اثنين ، رأى أن لا مناص من مغادرة مدينة كُحلان والانتقال بابنه وأسرته إلى مدينة صنعاء ، وذلك لإعطاء وحيده الصغير فرصة أوسع في تلقي العلم والمعرفة .
وانتقل به إلى العاصمة اليمنية في عام (1110هـ) ألف ومائة وعشرة ، إلى صنعاء حيث أكمل بها تلاوة القرءان الكريم تجويداً وحفظا ، كما أخذ بها عن والده ورغم سنه المبكر قسطاً كبيرا من الفقه والنحو والبيان ، كما أخذ أيضا عن أبيه في أصول الدين كتاب الأساس للإمام القاسم ، ومجموع الإمام زيد بن علي في الحديث ، وغيره من الكتب المدروسة في عصره الحي المليء بمختلف المعارف. وبتوجيه أبيه أكب على استيعاب المختصرات في النحو والصرف والمعاني والبيان بإقبال منقطع النظير ، وقدرة على الاستيعاب فائقة ، مما لفت إليه أنظار مشائخه الأجلاء ، وأساتذته الذين لازم حلقات دروسهم العامة.
وكان شيخه العنسي يرى فيه الطالب المبرز ، المدرك للحقائق العلمية الناصعة بفكر وقاد ، فأولاه كل عنايته وكل تقديره وتشجيعه ، وكان الأمير الصنعاني يقيم أيام الطلب وفي أوقات التحصيل بجامع داود المعروف بصنعاء ، وينفرد بنفسه في منزلة من منازله للاستعادة والمذاكرة ، ومر شيخه القاضي العنسي بجامع داود فذكر تلميذه الأمير الصنعاني وإقامته بمنازل الجامع ، فعرج فلم يجده فكتب إليه نظماً:

وإذا مررت بسوح داود وقد ... تليت عليك رسائل ومسائل
عرج على تلك المنازل منشدا ... (لك يا مُنازل في القلوب مَنازل)
قد حلك البدر الأمير فلم أقل ... (أقفرت أنت وهن منك أواهل)

رحلة الإمام البدر الأمير إلى الحجاز
وبعد أن أخذ الأمير الصنعاني أوفر قسط من العلوم والمعارف بمدينة صنعاء ، وحتى أصبح من رجال الاجتهاد ، أزمع المسير إلى أرض الحجاز وهو في الثانية والعشرين من العمر ، لأداء فريضة الحج وللإستزادة من علم الحديث ، فتوجه في عام (1122هـ) إلى مكة المكرمة حيث أدى فريضة الحج ، وبعد فراغه من كل المناسك انتقل إلى المدينة المنورة فأخذ عن عالمها الجليل الشيخ عبد الرحمن الخطيب بن أبي الغيث خطيب الحرم النبوي الشريف أوائل الصحيحين وغيرهما ، وقد أجازه إجازة عامة ، كما أخذ عن الشيخ طاهر بن إبراهيم حسن الكردي المدني في فنون عدة.
وبعد أن أخذ عن علماء مكة والمدينة ما كان يطمح لأخذه في علم السنة المطهرة وغيرها ، عاد إلى صنعاء وقلبه مليء بالغبطة والإصرار على العكوف على التدريس ونشر السنة النبوية في ربوع وطنه ، واستمرت إقامته بصنعاء عشر سنوات كاملة ، وكل همه نشر العلم والمعرفة ، وملازمة حلقات الدرس مع تلاميذه حتى عام (1132هـ) حيث أزمع المسير إلى مكة المكرمة مرة ثانية وذلك للحج.
وقصد للمرة الثالثة مكة المكرمة وذلك للحج في عام (1134هـ) حيث اجتمع بأكابر العلماء.
وبعد عودته تصدر بمدينة صنعاء لتدريس السنة المطهرة وغيرها من فنون العلم والمعرفة ، وللتأليف والفتوى ، فنال احترام علماء عصره الأجلاء.

ترجمه الحوثي في نفحات العنبر، فقال: (( الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف )) ... (( برع في جميع العلوم وفاف الأقران، وتفرد برياسة العلم في صنعاء، وتظهَّر بالإجتهاد، وعمل بالأدلة، ونفر عن التقليد، وزيّف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية، وجرت ل‍ه مع أهل عصره خطوب ومحن، وبالجلمة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين )) (1).
وترجمه الحيمي في طيب السمر، والجرموزي في سلافة العصر، وأحمد قاطن في الدمية والتحفة، وعبدالله بن عيسى في الحدائق، وولده عبدالله بن محمد بن إسماعيل الأمير في سيرة جامعة.
وأورد السيد محمد بن محمد بن بارة الكثير من أخباره، والجيد من أشعاره، وأسماء المشهور من مؤلفاته في ترجمته ل‍ه بنشر العرف (2).
ثم جاء أستاذ الفلسفة الأسلامية بجامعتي الأسكندرية وصنعاء الدكتور المصري الجنسية أحمد محمود صبحي، فترجم ل‍ه في كتابه القيم (( الزيدية )) ترجمة مستفيضة (ص 626-676) ومما ورد فيها أن (( أبن الأمير )): تبحر في مختلف علوم الدين فكان في كل واحد منها كأنه متخصص فيه ، وأنه أخذ على علماء مختلف الفرق والمذاهب فأهّله هذا التكوين العلمي إلى أن يكون واسع الأفق، متسامح الرأي؛ غير متعصف لمذهبه الزيدي )).
(( وضل طوال حياته عاكفا على الوعظ والتدريس والتأليف، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مصلحا ذات البين بين المتخاصمين، لا يخشى في الله لومة لائم )).
__________
(1) البدر الطالع 2/ 133.
(2) نشر العرف 2/ 505- 552.

وفد فند الدكتور صبحي مزاعم (( الأساتذة )) قاسم غالب وزملائه في كتابهم:(( ابن الأمير وعصره )) وأبدى ملاحظاته الصادقة على ذلك النوع من الكتب التي تؤلف في فترات يحسب جهلة أبنائها أنهم لا يستطيعون التخلص من موبقات حاضرهم إلا بهدم ماضيهم، حتى (( يصبح أشلاء وأكواما من الحطام )) بل ويدفعهم (( شنئان قوم )) إلى مجانفة العدل والإنصاف، بل وإلى (( التزيدة والإفتراء )) ،ولقنهم درسا بليغا في كتابة التاريخ قائلا: (( ينبغي أن يكتب التاريخ بموضوعية وأمانة وأن لا يكون معول هدم لكل الماضي )).. استعرض حياة (( ابن الأمير )) كداعية للإصلاح، وإمام مفكر، ثم سرد أسماء ستة وأربعين كتابا من مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة.
وبعد أن ذكر آراءه الدينية مثل (( عدم جواز التقليد، ووجوب الإجتهاد، ومحاربة البدع، وموقفه من التصوف وكرامات الأولياء، وموقفه من الحركة الوهابية تعرض لذكر أرائه السياسية كالخروج على الظالم، ومخالطة الظلمة وقال معقبا:
(( هذا قدوة صالحة للعلماء في العلم والعمل، عمل بما علم، بلغ في العلم مبلغ الإجتهاد في زمن عقم فيه الفكر الاسلامي عن إنجاب المجتهدين، وفرض احترامه على الخصوم قبل الأتباع ، بعمله الصالح وإعراضه عن الدنيا ومطامع الملك، فكان مسموع الكلمة في الملمات والخصومات، وإبان فتن يضيع عادة فيها صوت الحق )).
(( وقد نهج ابن الأمير نهج ابن الوزير في الإهتمام بالفقه والحديث وترجيحهما على علم الكلام، فأثرى المذهب الزيدي بما كان يعوزه من حُفاظ على وجه الخصوص، وذلك بلا شك اتجاه محمود، وكان متفتح الفكر على السنة ومذهب أهل السلف فتصدى للبدع والخرافات )) ثم قال:(( ولكن الإعراض عن

المسائل الكلامية ليس محمود العاقبة في كل حال؛ إنه وإن لزم عنه آفات الجدل والمراء فهو حصانة للعقل، وحين أعرض فقهاء دولة المرابطين عن الكلام سقطوا في التشبيه والتجسيم؛ حقيقة إن المذهب الزيدي لا يسمح بمثل ذلك، ولكن لا غنى للفرع عن الأصل وعلوم الدين من فقه وحديث وغيرهما إنما هي فروع من أصل ثابت هي أصول الدين )) (1).

مجتمع الأمير الصنعاني وحياته
لمع نجم الأمير الصنعاني في سماء المعرفة ومجتمعه باهت الضِّلال ، تقوده سياسة معينة ، وتسيطر على أفكاره بنية المذهبية الضيقة ، فجمد فكره على مفاهيم مغلوطة ليست من الدين ولا من المذهب الزيدي في شيء. وكل ما يخالف تلك المفاهيم المغلوطة في مجتمع يعد في نظر العامة خروجاً على النهج الإسلامي ، كما يرمى كل خارج على ذلك النهج بالنصب والمروق ، ولقد جاء الأمير الصنعاني حرباً على تلك المفاهيم ، فهز أركان المتمصلحين من ذلك الجمود الفكري المشين
__________
(1) من العجب العاجب أن الدكتور شوقي ضيف -رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة حاليا - عد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير شعراء الدعوة الوهابية في كتابه تاريخ الأدب العربي ( انظر الجزء الخامس عشر الدولة والإمارات ص 180- 184 ) وهو يعلم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1115هـ وقد بلغ ابن الأمير السابعة عشر؛ ولم تنتشر دعوة ابن عبد الوهاب إلا حين وضع أمير الدرعية محمد بن سعود يده في يد محمد بن عبد الوهاب سنة 1158هـ وقد بلغ ابن الأمير الستين أو أشرف عليها واشتهر علمه وفضله وطار صيته في الآفاق، فلو استنتج الدكتور ضيف العكس لكان أقرب إلى الحق، ولو قرأ تراجم ابن الأمير بإمعان أو اطلع على ما كتبه عنه الدكتور صبحي في كتابه (( الزيدية )) لما وقع في مثل هذا الخطأ الجسيم الذي لا يقصده مؤرخ موفق.

، وتلك الخرافات السائدة ، فلم يدع بدعة إلا وسلط عليها الأضواء ، ولا مفهوماً مغلوطاً ليس من الدين في شيء إلا وركز هجومه النقدي عليه ، وإن كان قد شط في بعض الأمور!! ولقد كان ذلك باعثا على استعداء المتمصلحين ، فرموه بالنصب والخروج عن المذهب الزيدي ، كما أن تدريسه للحديث النبوي ، والتزامه في الصلاة بالرفع والضم والتأمين من أسباب وعوامل الإثارة أيضا ، فاتُخذ وسيلة لإثارة العامة على البدر الأمير ، ولكنه كان أقوى من عوامل الاستثارة والاستعداء ، وأصلب من أولئك المتمصلحين ، فلم تؤثر في الأمير الصنعاني تهديداتهم ولا تجمعاتهم ولا دسائهم للإيقاع به ، بل زادته إيمانا بنهجه ، وإصراراً على المضي في دربه ، ناشرا لسنن الرسول في وسط يجهل كثيرا منها ، ويعد أي مخالف للمألوف خروجه عن المذهب الزيدي وإن كان منه ، ولقد أشار إلى ذلك في قصيدته الدالية التي يقول فيها:

كان الحديث بأرضكم ... مستغرباً والله جدا
حتى نشرت فنونه ... وجلوت منه ما تصدى
ولدرسه ولأخذه ... من بعدنا كل تصدى
وتنافس العلماء في ... كتب الحديث هوى ووجدا
هذا بتنسيخ وذا ... بشرائها بالمال نقدا
ما قلت ذا فخراً ولا ... أرجو بنشر العلم جدا
بل قلته متحدثا ... بنعيم من أعطى وأجدى
بالله قل لي يا عذو ... ل علامَ تعذلني مجدا

تعرض البدر الأمير الصنعاني لمحن جمة ، منها: ثورة قبيلة برط واجتماع أعيانهم من ذي محمد ، وذي حسين ، وكانت قد سرت إليهم إشاعة المغرضين بأن محمد بن إسماعيل الأمير يهدم المذهب بتدريسه كتب الحديث للبخاري ومسلم.

1 / 17
ع
En
A+
A-