(ألا إنه لا يضركم تضييع شيء من دنياكم): إهمالها واطِّراحها غير ضار لأحدمنكم.
(بعد حفظكم قائمة دينكم): وهو الدين المستقيم، العمل بالواجبات، والانكفاف عن المحرمات، والمحافظة على الحدود كلها.
(ألا وإنه لا ينفعكم بعد تضييع دينكم): إهماله واطِّراحه.
(شيء حافظتم عليه): وإن غلا ونفس.
(من أمر دنياكم): لا نقطاعها منكم، وذهابها من أيديكم.
(أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق): صرفها إلى محبته والعمل بمقتضاه.
(وألهمنا وإياكم الصبر): على فعل الطاعة والقصد بها وجه الله تعالى، والانكفاف عن المعصية أيضاً.
(163) ومن خطبة له عليه السلام في معنى طلحة بن عبيد الله
(قد كنت وما أُهدَّد بالحرب): أراد أني على حالتي وعلو شأني فيما مضى، وقوله: (وما أهدد بالحرب) عطف على شيء محذوف تقديره: قد كنت على حالتي من قبل لا أبالي بما يمرُّ عليَّ من الحوادث، وما أهدَّد بالحرب أي ما أوعدته ، والتهدد: التوعد بالمكاره.
(ولا أُرهَّب بالضرب): ولا أخوَّف به.
(وأنا على ما وعدني ربي من النصر): حيث قال: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ }[الحج:60]، ولا بغي أعظم مما بليت به، من أخذ إمارتي الواجبة لي، وإنزالي من مرتبتي التي وضعني الله فيها، والبغي والفساد في الأرض.
(والله ما استعجل متجرداً للطلب بدم عثمان): يخاطب بهذا الكلام طلحة، يقول: إنه ما نزل البصرة، وجاء مستعجلاً للحرب، محفزاً لها، قاصداً لها، متجرداً عن سائر الأشغال، يزعم أنه ثائر بدم عثمان فما فعل ذلك، واستحب فيه إرادة لوجه الله تعالى، وانتقاماً لعثمان، وما فعله:
(إلا خوفاً من أن يطالب بدمه): خوفاً منصوب على المصدرية مفعولاً من أجله أي من أجل خوفه عن أن يطالب هو بدمه .
(لأنه مظنته): موضع التهمة من أجل عثمان، يقال: فلان مظنّة كذا بكسر الظاء وفتحها أي موضعه الذي يظنُّ فيه.
(ولم يكن في القوم): الذين أجلبوا على قتل عثمان.
(أحرص عليه منه): أكثر ملاحقة لقتل عثمان من طلحة، فلهذا كان مظنَّة للتهمة وموضعاً لها لأجل ذلك.
(فأراد أن يغالط): المغالطة: مفاعلة من الغلاط، وهو أن يُري الحق من ظاهره وباطنه بخلاف ذلك، فإظهاره للحرب والاستعجال إليه بزعمه من أجل عثمان ظاهره الانتصار لعثمان، وباطنه خلاف ذلك، يغالط:
(بما أجلب فيه): الضمير إما لعثمان أي أجلب في كفر عثمان، وإما للعسكر الذي أجلب فيه، والجيوش التي حشدها وجمعها.
(ليلتبس الأمر): فلا يقال: إنه معين على قتل عثمان ولا يتهم بذلك لمايبدومن ظهورحاله بالانتصارله.
(ويقع الشك): في ذلك فيكون لقائل أن يقول: كيف يتهم طلحة بدم عثمان، وهاهو ذا في غاية الا نتصارله، بجمع العساكر، وقود الجيوش أخذاً بثأره، وقياماً بدمه فهذا وجه الشك.
(ووالله ماصنع): طلحة.
(في أمر عثمان): في طلبه بدمه، وانتصاره له.
(واحدة من ثلاث): خصلة من خصال ثلاث كان ينبغي له أن يفعل واحدة منها.
(لئن كان ابن عفان ظالماً): بما أحدث من الأحداث التي نقمت عليه واستنكرها الخلق.
(كما كان يزعم): طلحة، فإنه كان في حياته يتهمه بالظلم ويرميه به ، واللام في قوله: لئن كان هي الموطئة للقسم، مثلها في قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ }[الحشر:12].
(لما كان ينبغي له أن يوازر قاتليه): لما هذه هي جواب القسم، والمعنى إن كان عثمان ظالماً عندك فقد استحق ما وقع به من ذلك، فمالك والموازرة لقاتليه أي المغالبة لهم وقتالهم، من قولهم: وزرت فلانا ً إذا غلبته، فهم بزعمك على الحق في قتاله .
(أو ينابذ ناصريه): وكان من حقك المنابذة والمشاجرة لمن نصره؛ لأنهم قد نصروه على الظلم وأعانوه عليه.
(ولئن كان مظلوما ً): كما أنت تزعم الآن وتدعي.
(لقد كان ينبغي): يتوجه على طلحة من جهة الدين والمروءة.
(أن يكون من المنهنهين عنه): الذَّابّين عن حوزته، والصادِّين عن قتله.
(والمعذِّرين فيه): المنتصرين له، يقال: فلان معذِّر في فلان إذا قام في حقه، وذبَّ عنه ونصره.
(ولئن كان في شك من الخصلتين): أن يكون ظالماً، وأن يكون مظلوماً، ولم يعلم واحدة منهما ولا درى بحاله:
(لقد كان ينبغي له أن يعتزله جانباً ): اعتزلت جانب فلان إذا تركته وأهملته.
(ويتركه): فلا ينصره، ولا يخذله.
(ويدع الناس معه): ويترك الناس الذين اجتمعوا عليه ورأيهم فيه.
(فما فعل واحدة من هذه الثلاث): التي ذكرتها وأشرت إليها.
(وجاء بأمر): وهو طلبه بدم عثمان، وهومن القائمين [عليه] فأمره في ذلك أمر:
(لم يعرف بابه): فيدخل إليه.
(ولم تسلم معاذيره): غير الخطأ والمغالطة، ومخالفة الحق، وكما ذكرناه من قبل ماأنعم الله على الزبير وعائشة في إلهامهما للتوبة، وتداركهما عن الهلاك بها.
فلنذكر توبة طلحة كما وعدنا من قبل:
وأقول: إنه كان من الهالكين بما كان منه على أمير المؤمنين من البغي والخروج، ولكن الله لم ينس صحبته لرسوله، وكان من العشرة المبشرين بالجنة: علي، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، والمقداد، وعبد الرحمن بن عوف .
فمن ذلك أنه [لما] أصابه السهم في المعركة أظهرالندامة والتوبة، والتأسف على ما فعله، ثم قال [بعد ذلك] :
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكسْعِيّ لَمَّا ... رَأت عَيْناه مَا صَنَعَت يَدَاه
ومن ذلك أنه قال: ما رأيت مصرع شيخ أضل من مصرعي هذا، بعدما أصيب.
ومن ذلك أن أميرالمؤمنين لما وقف عليه وهو مقتول، فقال:
(يرحم الله أبا محمد) وترحمه عليه يدل على توبته وإنابته لامحالة.
ومن ذلك ما روي عن أمير المؤمنين أنه قال:
(إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير، كما قال الله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } )[الحجر:47]، ولولا علمه بالتوبة منهما لما جاز أن يقول ذلك؛ لأن هذا لايكون فيمن مات وهو مصرٌّ على فسقه وبغيه، فتقرر بما ذكرناه صحة توبة طلحة، وأنه مقطوع على نجاته وسلامته بعد ذلك من غضب الله وسخطه.
(164) ومن كلام له عليه السلام قاله لذِعلب اليماني، وقد سأله: هل رأيت ربك؟
وهو [ذعلب] بالذال بنقطة من أعلاها وبالباء بنقطة من أسفلها، وبالعين المهملة، وخلاف ذلك تصحيف لايوجد في الكلام، والذعلب هو: السريع في الأمور، والذعلبة: الناقة السريعة قال جرير:
وَقَدْ أَكُوْنُ عَلى الْحَاجَاتِ ذَا لبَثٍ ... وَأَحْوَذياً إذا انْضَمَّ الذَّعَالِيْبُ
والأحوذي هو: المشمّر في الأمور القاهر لها، ومراده بالذعاليب: قطع الخرق، فقال له أمير المؤمنين:
(أفأعبد ما لا أرى): منكراً [لأن] يكون الأمر على خلاف ذلك؛ لأن العقول تحيل عبادة ما ليس معلوماً ولا مرئياً لحقائق العقول، فقال له ذعلب: وكيف تراه؟ قال:
(لا تراه العيون بمشاهدة العيان): نفى رؤيته بهذه الأحداق، وإدراكه بهذه الحواس لما قد تقررفي العقول من خلاف ذلك واستحالته، وتكذيباً لمن خالفنا في ذلك من طوائف الأشعرية وغيرهم من الفرق الذاهبين إلى جواز رؤيته، وصحتها، ويلزمهم على شناعة هذه المقالة وبشاعتها أن يكون الله تعالى في جهة المقابلة؛ لأنه يستحيل إدراك ما ليس مقابلاً لهذه الحاسة، وإذا كان خالصاً في جهة فلا بد إذا حصل من الجهة، إما أن يكون له حظ الاستقلال في الكون في الجهة فيكون متحيزاً حاصلاً فيها، فيكون جسماً وجوهراً، أو لا يكون حاصلاً في الجهة على جهة الاستقلال فيكون عرضاً من جملة المرئيات، ولا محيص لهم إذا قالوا بالجهة والرؤية فيها من أحد هاتين الشناعتين، وهم لا يقولون بذلك، فإذاً العيون لا تراه.
(ولكن تدركه القلوب): تعلمه وتثبته.
(بحقائق الإيمان): أراد أن القلوب تعلمه من حيث كانت مؤمنة له، ومصدقة به ويستحيل فيمن يكون مؤمناً بالشيء مصدقاً به أن يكون غير عالم به فلأجل هذا قال: إن القلوب تدركه بحقائق إيمانها، يشير إلى ما قلناه من ذلك.
(قريب من الأشياء): بالعلم والإحاطة والتدبير.
(غير ملامس): أراد أنه مع قربه منها فإنه غير ملاصق لها؛ لا ستحالة ذلك، فإن الملاصقة إنما هي في حق الأجسام لاغير.
(بعيد منها): في الحقيقة والمماثلة لها، أو بعيد عن تصورات الأوهام، أوبعيد عن الإحاطة للعقول به.
(غير مباين): يريد أنه وإن كان بعيدا ً، فإنه لايقال: بأنه مباين لها، لأن المباينة هي البعد بين الشيئين، وهذا إنما يكون في الأجسام، وهو تعالى غير جسم.
(متكلم): فاعل للكلام وموجد له، إما في الهواء، وإما في الشجر أوغير ذلك من المحالِّ التي يوجد فيها الكلام.
(بلا رويَّة): فكر ونظر يوجد به الكلام كما يفعل الواحد منَّا.
(مريد): فاعل للإرادة على من يرى أن الإرادة [هي] جنس برأسه مخالف للداعية، وهو قول طائفة من المتكلمين من الزيدية والمعتزلة، أو يكون مراده من ذلك مريداً على معنى أن له داعياً إلى الفعل، وهي المصلحة وتكون الإرادة عبارة عن العلم لاغير، وهو قول النظام من المتكلمين.
(بلا همة): أي بلا مشقة عليه فيما يريده من الأفعال.
(صانع): إما فاعل لهذه المكونات العظيمة، والمصنوعات الباهرة في العالم، وإما محكم لها لما فيها من النظامات والتأليفات البديعة، وما اشتملت عليه من مطابقة المنافع فكل هذا صنع من جهته:
(لا بجارحة): يحكم بها هذه الإحكامات الدقيقة.
(لطيف): بالخلق راحم لهم في جميع أحوالهم، ومع لطفه بهم فإنه مع ذلك:
(لا يوصف بالخفاء[كبير لايوصف بالجفاء] ): لأن الخافي مايصغر حجمه فلا يدرك، وهو تعالى ليس بذي حجم فلايوصف بذلك.
(بصير): يدرك المبصرات كلها.
(لا يوصف بحاسّة): أراد أنه مع إبصاره لكل مبصر فلايكون إبصاره بحاسّة من هذه الحواس أصلاً.
(رحيم): للخلق، وفي الحديث: ((إن الله تعالى خلق مائة رحمة فادَّخر منها تسعة وتسعين رحمة عنده ، ثم أنزل رحمة واحدة يتراحم بها الخلق فيما بينهم)) .
(لا يوصف بالرقة): يريد ومع كونه موصوفاً بالرحمة فإنه لا يوصف بالرِّقة؛ لأن ذلك إنما يكون ممن كان ذا قلب وجارحة، وهو يتعالى عن ذلك.
(تعنو الوجوه): تخضع وتذل، كما قال تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ }[طه:111].
(لعظمته): من أجل كونه عظيماً لا يمكن وصف عظمته.
(تجب القلوب): أي تضطرب وتشفق من قولهم: وجب قلبُه إذا اضطرب.
(من مخافته): خوفاً من سطوته، وإشفاقاً من عقوبته، وقد سرد هذه الصفات بغير نسق بحرف العطف، وهذا من علم البديع يسمى التعدية، كما قال تعالى: {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ }[غافر:3] وله وقع في النفوس لا يخفى بخلاف ما لوكان بحرف العطف.
(165) ومن كلام له عليه السلام في معنى الحكمين
(فأجمع رأي ملئكم): الأفاضل من جمعكم ورؤسائكم لما فعل معاوية وأصحابه من أهل الشام، من إلقاء المصاحف وتحكيمها غدراً بكم ومكراً.
(على أن اختاروا رجلين): في الحكومة علينا وعليهم وفصلاً لشجارنا وشجارهم، وقد تكررحديثهما غير مرة في عدة من كلامه، ومواضع كثيرة من خطابه، وإنما تكرر ذلك لما وقع بسببهما من الفتنة العظيمة والضلال الكبير.
(فأخذنا عليهما): أوثقنا وربطنا.
(أن يجتمعا عند القرآن): يتفقان على حكمه، وأن لايخالفاه في حكم من أحكامه.
وفي نسخة أخرى: (أن يجعجعا عند القرآن): أي يقفا عنده، من جعجع البعير إذا برك واستناخ.
(لايجاوزاه ): أي لايتعديا حكمه.
(وتكون ألسنتهما معه): مصاحبة له، أي لايقولان إلاماقال، ولا يحكمان إلا بما حكم.
(وقلوبهما معه): يميلان معه حيث مال.
(فتاها): ذهبا عن أحكامه.
(عنه): بالمجاوزة لحده، والمخالفة لأمره.
(وتركا الحق): خلَّفاه وراء ظهورهما.
(وهما يبصرانه): معاينة لاسترة فيها، وأراد أنهما خالفا القرآن بالقصد إلى غير ذلك من غير شبهة، وفعلا ذلك تمرداً وعناداً.
(وكان الجور هواهما): الميل عن الحق ما هوياه، وفعلاه بهواهما وجهلهما.
(والاعوجاج): عن طريق الحق واتباع الهدى.
(دأبهما): في جميع أحوالهما كلها.
(وقد سبق استثناؤناعليهما في الحكم): أراد أنه قد عهد إليهما قبل الشروع فيه الاستقامة على كتاب الله وعلى الوفاء بأحكامه.
(في الحكم بالعدل): ألاَّ يحكما إلا بما يكون رضاً لله تعالى.
(والعمل بالحق): وبما لاحيف فيه من أمر الباطل، فسبق استثناؤنا بما ذكرناه.
(سوء رأيهما): الذي فعلاه من عند أنفسهما.
(وجور حكمهما): ومخالفته للحق.
(والثقة): أي الوثاق إما الوثيقة ، يقال: فلان أخذ بالوثيقة في أمره، والغرض الاستيثاق في الأمر.
(في أيدينا لأنفسنا): أي الوثيقة باقية في أيدينا بعدما فعلا ما فعلا من الخديعة، لا يضر فعلهما في ذلك شيئاً.
(حين خالفا سبيل الحق): ونكصا على أعقابهما وتركا طريقه.
(وأتيا بما لا يُعْرَفُ): جاءا بما لا يعرفه أحد من المسلمين من مخالفة ما قلناه، ومن قتير الأمر.
(من معكوس الحكم): من الحكم الباطل ، والهداية إلى الخطأ والعماية والضلال.
اعلم: أن المتخلفين عن أمير المؤمنين التاركين لمبايعته فريقان:
الفريق الأول:
الذين لم يقتنعوا بترك المبايعة له، بل نصبوا له العداوة، وظاهروا عليه وقاموا في وجهه بالحروب والمشاجرة، ثم هؤلاء صنفان:
فالصنف الأول:
طغوا عليه وبغوا بالمخالفة، ونصب الحرب، ولكن الله تعالى لطف برحمته تداركهم عن الهلاك بالبغي عليه، وهؤلاء هم أصحاب الجمل، طلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم من أهل الشام، فإنه قد كان منهم ما كان من ذلك، لكن قد روينا توبتهم وندمهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين، واستقباح مافعلوه وقد توقف في حاله وحال طلحة والزبير وعائشة أقوام، وهو خطأ لأمرين:
أما أولاً: فلأنه قال فيه الرسول: ((تقاتل القاسطين والمارقين والناكثين )) .
وأما ثانياً: فلأنَّا لو وقفنا في حاله مع طلحة والزبير وعائشة، لوقفنا في حاله مع معاوية والخوارج؛ لأن أحوالهم كلها مستوية في البغي والخروج على إمام الحق، كيف وقد قال الرسول عليه السلام: ((ستكون بعدي هنات وهنات )) يريد أشياء قبيحة منكرة ((فمن أراد أن يفرِّق بين هذه الأمة ، وهم جميع فا ضربوه بالسيف كائناً من كان)) .
الصنف الثاني: