(126) ومن كلام له [عليه السلام] يخاطب به المغيرة بن الأخنس
وقد وقعت مشاجرة بينه وبين عثمان، فقال المغيرة: أنا أكفيكه، فقال له أمير المؤمنين :
(يا ابن اللعين الأبتر): المغيرة هذا هو ولد الأخنس بن شريق، وهو أحد المقتسمين الذين حكاهم الله تعالى في قوله: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ }[الحجر:90]، وهم اثنا عشر رجلاً من أسنان قريش ورؤسائها ، وهو أنهم اقتسموا مداخل مكة وطرقها، فقعد كل واحد منهم في طريق من طرقها، ينفرِّون الناس عن التصديق برسول الله، وبهتاً له بأنه ساحر، ويقول بعضهم: إنه كذاب، وآخرون إنه شاعر، إلى غير ذلك من التقولات الكاذبة ، فأما المستهزؤن فهم خمسة نفر: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن الطلاطلة .
وأراد بابن اللعين المطرود عن رحمة الله تعالى، وإنما وصفه بالبتر؛ لأن كل أحد انقطع من الخير أثره فهو أبتر، ولا انقطاع أبلغ من انقطاعه من ثواب الله تعالى وخيره.
(والشجرة الت‍ي لا أصل لها ولا فرع): شجرة الإنسان: قبيلته التي يعتزي إليها، وأراد أنه لاأصل لها فيعرف، ولا فرع لها فيثمر ويورق، كما قال تعالى: {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ }[إبراهيم:26].
(أنت تكفين‍ي؟): استفهام على جهة التوبيخ والتقريع وروده، وأراد أنه ليس كفواً له ولا مثله يقوم لمثله، وهيهات أين فتيت المسك عن الرغام!، وشتان ما بين أخمص القدم وذروة السنام!.
(فوالله ما أعز الله من أنت ناصره): أراد أنه ذليل فلا يعتز من كان ناصراً له.
(ولا قام): من عثاره وكبوته.

(من أنت ناهضه ): مقيم له عن عثاره، وهذا هو النهاية في ذله وهوانه.
([اخرج عنَّا] أبعد الله نواك): فيه روايتان:
أحدهما: أن يكون مهموزاً والنوء: المطر، وأراد أبعد الله نجم مطرك، وهو كناية عن إذهاب خيره وإعدامه.
وثانيهما: نواك من غير همز وهو سماعنا في الكتاب، وأراد بالنوى ما ينويه المسافر في سفره من قُرْبٍ وَبُعْدٍ.
(ثم ابلغ جُهدك): بضم الجيم وفتحها: الطاقة، وقيل: الجهد بالضم هو الاسم، وبالفتح المصدر من جَهَدَ يَجْهِدُ جَهْداً، وأراد أبلغ حيث يمكن طاقتك.
(فلا أبقى الله عليك): دعاء عليه، أي لا أبقى الله عليك شيئاً من الخير.
(إن أبقيت!): شيئاً مما تطيقه وتبلغ جهدك فيه.

(127) [ومن كلام له عليه السلام]
ثم خاطب أصحابه في حكم البيعة وأمرها، بقوله:
(لم تكن بيعتكم إياي فلتة): يشير بذلك إلى كلام لعمر قاله في خلافة أبي بكر قال: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة من عاد إلى مثلها فاقتلوه ، أراد أنها ما كانت هكذا، والفلتة: الفجأة، بل إنما صدرت عن تدبُّر وتفكُّر، ورضا المعتبرين من جُلّة الصحابة وأكابرهم.
(وليس أمري وأمركم واحداً): ليس الأهواء متفقة، ولا الخواطر ملتئمة.
(إني أريدكم لله): عوناً على ما أريد به وجه الله من الدعاء إلى الله وأمر بمعروف أو نهي عن منكر، وإقامة حدود الله.
(وأنتم تريدونن‍ي لأنفسكم): لأخذ الأموال والتنعم بها في الدنيا، وأكل الطيبات واستعمالها.
(أيها الناس، أعينوني على أنفسكم): بالانقياد لأمري، وترك المخالفة لي فيما أمرت به، ففي ذلك رضوان الله والفوز بالجنة.
(وايم الله): هي أيمن الله، لكن طرحت نونها تخفيفاً، وفيها لغات كثيرة، وخبرها محذوف تقديره قسمي.
(لأنُصفنَّ المظلوم ): بأخذ حقه له وإنصافه به.
(ولأ قُودنَّ الظالم بخزامته): الخزامة: هي حلقة من شعر تجعل في وترة أنف البعير يشدُّ بها الزمام، ومعها ينقاد سلساً متذللاً.
(حتى أورده منهل الحق): في المناصفة وأخذ الحق منه وإعطاؤه.
(وإن كان كارهاً): على رغم أنفه، وعنى بذلك التشدد في الإنصاف وأخذ الحق للمظلوم من الظالم، وهذا هو الدين المرتضى والحق الذي لا غبار على وجهه، ولقد كان لايقف لظالم على ظلامة، ولا تأخذه في الله من لائم ملامة {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }[الزمر:3].

(128) ومن كلام له عليه السلام في معنى طلحة والزبير
(والله ما أنكروا عليَّ منكراً): أراد أن الذي نقموه عليَّ، وأنكروه من جهتي ليس منكراً ينقمة الشرع ويكرهه، وإنما كان ذلك تجنياً عليَّ، وطلب أمور لا عذر لهم فيها عند الله تعالى.
(ولا جعلوا بين‍ي وبينهم نِصْفاً): بكسر النون، هو الاسم من الانتصاف، وأراد بيان ما حصل من جهتهم من الحيف عليه، والميل إلى غيره لغير وجه يكون مقتضياً لذلك.
(وإنهم ليطلبون حقاً هم تركوه): يشير إلى طلحة والزبير وعائشة بذلك، وأنهم هم الذين خذلوا عثمان، وتركوا حقه في القيام معه.
(ودماً هم سفكوه): أراقوه بأيديهم.
ويحكى أن أمير المؤمنين لما تصافا الفريقان يوم الجمل، خرج في إزار وعمامة متقلداً لسيف رسول الله، راكبا على بغلته دلدل، فنادى الزبير، فقالوا: تخرج إليه يا أمير المؤمنين حاسراً ، فقال: (ليس عليَّ منه بأس)، فخرج إليه الزبير، فقال:
(ما حملك على ما فعلت يا أبا عبد الله).
فقال: الطلب بدم عثمان.
فقال له : (أنت وأصحابك قتلتموه، أنشدك بالذي أنزل القرآن على محمد أليس رسول الله قال لك يوماً: ((أتحب علياً))، فقلت: وما يمنعني من ذلك وهو بالمكان الذي علمت؟ فقال لك: ((أما والله لتقاتلنه في فئة وأنت له ظالم ))).
فقال الزبير: اللَّهُمَّ، نعم، ثم قال له: (أمعك نساؤك)؟
قال: لا.
فقال له: (هذا قلة إنصاف أخرجتم حليلة رسول الله، وصنتم حلائلكم...) إلى كلام طويل.

قال: فبكى الزبير من ذلك، ثم أتى عائشة فقال لها: يا أمه، ماشهدت موطناً قط في جاهلية ولا إسلام إلا ولي فيه داعٍ غير هذا الموطن، مالي فيه بصيرة، وإني لعلى باطل، فقالت له: يا أبا عبدالله، حذرت سيوف بني المطلب وابن أبي طالب ، ثم قال له ابنه: لا والله ما ذاك زهداً منك، ولكن رأيت الموت الأحمر فلعن ابنه، وقال: ما أشأمك من ابن! .
وعن عمران بن الحصين ، أنه قال لعائشة لماقدمت البصرة: يا أم المؤمنين، أبعهد من الله خرجت من بيتك، فقالت: جئنا نطلب بدم عثمان، فقال لها: ليس في البصرة أحد من قتلة عثمان فلماذا جئتم إليها؟
فقالت: لكنهم مع علي فجئنا لنقاتلهم، فيمن يتبعنا من أهل البصرة؟
فقال لها: ما أنت وذاك! وقد أمرك الله أن تقرِّي في بيتك، وتلا عليها كتاب الله، وقال لها: اتقي الله يا أم المؤمنين ، واحفظي علياً وقرابته من رسول الله .
(فإن كنت شريكهم فيه): قاتلاً له معهم.
(فلهم نصيبهم منه): فأراهم يضيفونه إليَّ ويتهمونني به.
(وإن كانوا ولوه دوني): استبدوا به.
(فما الطلبة إلا قبلهم ): فهم الغرماء دوني.
وروي عن الزبير أنه قال عند نزول البصرة: والله ما كان أمرقط إلا عرفت أين أضع قدمي فيه، إلا هذا الأمر، فإني لاأدري أمقبل أنا فيه أم مدبر؟
فقال له ابنه: لا، ولكنك خشيت رايات ابن أبي طالب، ورأيت الموت الناقع تحتها، فقال له الزبير: مالك أخزاك الله! .
(وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم): أراد إن كانوايعدلون وينصفون من أنفسهم، فأول ذلك وأمارته الحكم على أنفسهم، والنظرفي القضية فإن الحجة عليهم قائمة.

وروي أن رجلاً من أهل البصرة قال لطلحة والزبير، فقال لهما: إن لكما فضلاً وصحبة فأخبراني عن مسيركما هذا وقتالكما، أشيء أمركما به الرسول عليه السلام، أم رأي رأيتماه؟ فأما طلحة فسكت، وجعل ينكت في الأرض، وأما الزبير فقال له: ويحك!، إن ها هنا دراهم كثيرة فجئنا لنأخذ منها .
وروي عن عمار بن ياسر أنه جاء إلى عائشة فقال: سبحان الله! ما أبعد هذا الأمر من الأمر الذي عهد إليك الله، أمرك أن تقري في بيتك.
فقالت: من هذا؟ أبو اليقظان ؟ فقال: نعم، فقالت: أما والله ما علمت إلا أنك لقوَّال بالحق.
فقال: الحمدلله الذي فضحك على لسانك .
(وإن بصيرتي لمعي): البصيرة هي: الاسم من الاستبصار؛ أراد أني عالم بما أنا فيه من ضلالهم واستصواب قتالهم.
(ما لبست): على أحد خدعته عن الدين واستزللته.
(ولا لُبِّسَ عليَّ): أمري ودخل في عقلي بالإضلال، وأراد أني ما خدعت أحداً ولا خدعني.
(وإنها للفئة الباغية): الضمير للقصة، وأراد من خالفه من أعدائه أي الجماعة التي خالفت أمرالله في حربي وقتالي، ويشير بكلامه هذا، إلى ما قاله الرسول لعمار: ((تقتلك ياعمار الفئة الباغية )) .
(فيها ال‍حمى ): الحرارة.
(وال‍حُمة): سم الأفاعي.
(والشبهة المغدفة ): والخطة المشتبهة على أهلها، والمحارة العظمى لهم فيما هم فيه من الأمر، والمغدفة بكسر الدال هي: المظلمة من أغدف الليل إذا كان مظلماً، وبفتحها المجعولة كثيراً، من قولهم: غدفت العين إذا كانت غزيرة ، وسماعنا بالكسر فيها.
ويحكى عن ابن عباس أنه قال لعائشة: ألست [إنما سميت] أم المؤمنين بنا؟
قالت: بلى، فقال: أولسنا أولياء زوجك؟
فقالت: بلى، فقال لها: فَلِمَ خرجت بغير إذن منَّا؟

فقالت له: أيها الرجل، كان فِصاداً من خديعة .
فهذه الروايات كلها دالة وموضحة أنهم فيما أتوا على غير بينة عادلة، ولا هم على حجة واضحة.
(وإن الأمر لواضح): في دعائي إلى الحق، ودعائهم إلى الضلالة.
(وقد زاح الباطل عن نصابه): بعد عن موضعه ومستقره .
(وانقطع لسانه عن شغبه): كثرة لجاجه بما لا يجدي، وأراد بذلك استظهاره عليه ، وغلبته إياهم بما أعطاه الله من النصر والظفر.
(وايم الله لأفرطن لهم حوضاً أنا ماتحه): فرط الحوض إذا ملأه، والمتح: النزع للماء، وجعل ذلك كله كناية عما أوقعه بهم من القتل، ونصب لهم من الحرب العظيمة، والقتالات الشديدة.
(لا يصدرون عنه بريّ): لا يروون بعده؛ والري هو: زوال الشهوة للماء.
(ولا يعبَّون بعده في حسيّ): العبُّ هو: شرب الماء من غير مص، والحسي: جمع حسوة، وهو فعول لكنها قلبت فيه الواوان يائين على جهة التخفيف، كما فعلوا في نحو دلي وأصله دلو، يروى بضم الحاء وكسرها، والحسوة: حفير في الرمل ينشف الماء فإذا وصل إلى تراب صلب أمسك الماء فيحفر فيؤخذ منه الماء، وعنى بذلك استئصال شأفتهم بالقتل.
(فأقبلتم إليَّ): أراد بعد قتل عثمان للبيعة والقيام بالأمر.
(إقبال العوذ المطافيل على أولادها): العوذ جمع عائذ وهي: الناقة القريبة العهد بالنتاج، والمطفل: الظبية التي لها ولد وهي قريبة العهد بالولادة أيضاً، وأراد بذلك سرعة إقبالهم إليه للبيعة كإسراع العوذ والمطافيل إلى أولادها.
(تقولون: البيعة البيعة!): أي خذ البيعة علينا، وإنما ثنّاه تأكيداً ومبالغة كما يقال: الدرهم الدرهم.

ويحكى أن أميرالمؤمنين أمر ابن عباس إلى الزبير يوم الجمل، فقال له: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: ألم تبايعني طائعاً غير مكره، فما الذي رأيت مني مما استحللت فيه قتالي .
(قبضت يدي): رغبة عن الأمر.
(فبسطتموها): لأخذ البيعة منكم.
(ونازعتكم يدي): مرة بعد مرة.
(فجاذبتموها): وأبيتم إلاالبيعة.
(اللَّهُمَّ، إنهما): يريد طلحة والزبير.
(قطعاني): إما قطعا رحمي بالمقاتلة، وإما قطعا الموالاة لي في الدين بالبغي عليَّ والمحاربة لي.
(وظلماني): أسقطا حقي.
(ونكثا بيعت‍ي): التي أعطياني من قبل هذا.
(وألبَّا عليَّ الناس): جمعاهم من كل صُقْعِ ، ولبسا على الناس أمرهم في استصواب قتالي، وخروجهما بعائشة من أجل ذلك.
ويحكى عن عائشة أنها لما خرجت للقتال، أرسلت إلى أبي بَكْرة رجلاً فقالت له: ما منعك من إتياني، أعهد عهده إليك رسول الله أم أحدثت بدعة ؟ فأرسل إليها: لا هذا ولا هذاك، ولكن تذكرين يوماً كان رسول الله عندك فبشّر بظفر أصحاب له فخر ساجداً، ثم قال للرسول: حدثني.
فقال: كان الذي يلي أمرهم امرأة.
فقال عليه السلام: ((هلكت الرجال حين أطاعت النساء )) ، فلما رجع الرسول إليها بكت حتى بلَّت خمارها .
(فاحلل ما عقداه): من أمر الحرب والمناصبة.
(ولا تحكم ما أبرماه): من ذلك، حبل مبروم إذا كان جيد الفتل محكماً.
(وأرهما المساءة فيما أمَّلا وعملا): المساءة مفعلة من السوء، كالمسعاة من السعي، وأراد خيب آمالهما، وأذهب ما يعملانه من المكر والخديعة.

(ولقد استتبتهما عن القتال): لما كان قتالهما شبهة في الدين وفتنة فيه، وكان عليه السلام عظيم التأني في حرب أهل القبلة، لا يعجل عليهم بالقتال إلا بعد الاستتابة وإبلاغ المعذرة، كما فعل مع غيرهم من الخوارج وأهل الشام معاوية وأصحابه.
(واستأنيت بهما أمام الوقاع): تربصت بهما قبل القتال رجاء أن يعودا عن غيهما، ويرجعا عن بغيهما.
(فغمطا النعمة): حقرا نعمة الله عليهما بمخالفة أمره.
(وردّا العافية): وهي السلامة عما أصابهما من القتل.

(129) ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها الملاحم
(يعطف الهوى على الهدى): أي يرد الهوى ويميل إلى الهدى ويدعو إليه.
(إذا عطفوا الهدى على الهوى): إذا عطفوا الحق على الباطل.
(ويعطف الرأي على القرآن): لا يجعل للرأي مع القرآن حكماً، ويعتمد في أمره على كتاب الله تعالى.
(إذا عطفوا القرآن على الرأي): اعتمدوا آراءهم، وتركوا القرآن، يشير بما ذكره إلى خروج المهدي ويذكر حاله في ذلك اليوم.
(حتى تقوم بكم الحرب على ساق): عبارة عن شدتها وصعوبتها ، كما قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ }[القلم:42].
(بادياً نواجذها): النواجذ هي: الأسنان.
(مملوءة أخلافها): ضروعها، واحدها خلف.
(حلواً رضاعها ): لمن ارتضعه.
(علقماً عاقبتها): العلقم: نبت فيه مرارة عظيمة، وعاقبتها مرفوعة على الابتداء وهو خبرها، وأراد أن عاقبتها وخيمة.
(ألا وفي غد): ألا للتنبيه، وأراد والعجب في غد.
(وسيأتي غد بما لا تعرفون): من العجائب العظيمة، وإنما أظهره في موضع الإضمار دلالة على إعظام الأمر فيه.
(يأخذ الوالي من غيرها عمَّالها): أي يكون المتولي للكوفة من غير أهلها، يأخذ خراجها من عمالها.
(على مساوئ أعمالها): أراد بما فعلوامن الأعمال السيئة، والأفعال القبيحة.
(وتخرج له من الأرض أفاليذ كبدها): الأفاليذ جمع أفلاذ، والواحد منها فلذ وهي: قطع الكبد، واستعار الأفلاذ عبارة عن نفائس الدنيا وممالكها العظيمة، لما كانت الكبد أعز أعضاء الحيوان وأعلاها حالاً في الاغتذاء.
(وتلقي إليه سِلْماً مقاليدها): وسلماً أي استسلاما وانقياداً، وانتصابه إما على الحال أي منقادة متسلمة، أو على التمييز بعد الفاعل أي تلقي إليه مفاتيحها وأمورها العظيمة.

72 / 194
ع
En
A+
A-