(121) ومن كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله عليه لما أخرج إلى الربذة
اعلم أن من جملة المطاعن التي طعن بها على عثمان في خلافته، وهو طرده لأبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة، وكانت له قدم سابقة في الدين، ومحبة من الرسول، وإيوائه للحكم بن العاص وقد طرده رسول الله قبل موته.
فأما أبو ذر فقد اُعْتِذَر له في ذلك بأن خروجه إليها كان برضاه، وفي كلام أمير المؤمنين ها هنا ما يدل على خلاف ذلك.
وأما ردُّ الحكم بن العاص فقد اعتذر عثمان عن ذلك، بأنه قد كان استأذن في ردِّه من رسول الله .
(يا أبا ذر): هذه كنيته، واسمه: جندب بن جنادة الغفاري، وغفار: قبيلة من كنانة.
(إنك غَضبت لله): أي من أجله، وكان شديد الشكيمة في ذات الله، والتصلب في دينه.
ويحكى أن معاوية كتب إلى عثمان يشكوه، فكتب إليه عثمان أن صر إلى الخدمة ، فلما وصل إليه قال له: من أخرجك إلى الشام؟ فاعتذر إليه، فقال له: أي البلاد أحب إليك بعد الشام؟ فقال: الربذة، فقال له: صر إليها ، فكان لا يأخذه في الله لومة لائم، وكان يقول: لم يبق أصحاب النبي على ما عهدتهم.
(فارجُ من غضبت له): بالفوز منه والرضوان من جهته.
(إن القوم): يشير بذلك إلى عثمان وأصحابه.
(خافوك علىدنياهم): لما كان يظهر منه من الخشونة، والغلظة في أحواله لهم.
(وخفتهم على دينك): لما يظهر له في طرائقهم مما ينكره ولا يكاد يقبله
(فاترك في أيديهم ما خافوك عليه): من الدنيا؛ لأنهم ربما كانوا يخشون تغييره في أمر الدولة لما يظهر في نفسه من الحيرة.
(واهرب منهم بما خفتهم عليه): من أمر الدين؛ لأنه كان إذا رأى ما لايعجبه من طريقة أحد من الصحابة أنكر عليه ذلك، واشتد إنكاره عليه، وأغلظ له في أمره ونهيه.
(فما أحوجهم إلى ما منعتهم): أراد أن الذي منعتهم منه هو من أمورالدين، والذي يجب اتباعه ولايجوزلهم المخالفة له.
(وأغناك عمَّا منعوك!): من الدنيا؛ لأنهم ما أرادوا إلا إبعاده؛ ليتسق لهم أمرهم من غير معارض ولا ممانع.
(وستعلم من الرابح غداً): الفائز بالثواب من عند الله غداً يعني يوم القيامة.
(والأكثر حسداً): الحسد لا يكون في مؤمن، وأراد بالحسد ها هنا الغبطة لأنها محمودة، والحسد مذموم، أي أنه يكثر من يغبطه على ما حاز من أمر الدين، وعلى علو مرتبته عند الله يوم القيامة بالديانة والصحبة للرسول.
(ولو أن السماوات والأرض كانتا رتقاً على عبد؛ ثم اتقى [الله ] لجعل الله له منهما مخرجاً): هذا بعينه حديث مرفوع إلى الرسول عليه السلام استعمله في كلامه ها هنا، ومصداق هذا الحديث قوله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }[الطلاق:2] الرتق: السد، وهو مصدر من رتق يرتق رتقاً، ولهذا تركت تثنيته لما كان مصدراً، وترك تأنيثه أيضاً لذلك.
(لا يؤنسك إلا الحق): أي لا تأنس إلا بالحق فتعمل به؛ لأن من أنس بالشيء خالطه ولم ينفر عنه طبعه.
(ولا يوحشك إلا الباطل): أي لا تستوحش إلا منه فتترك العمل به؛ لأن كل من استوحش من شيء نفر عنه ولم يخالطه.
(فلو قبلت دنياهم): أخذت ما أعطوك منها، وسهلت الأمر عليهم في أحوال الدين.
(لأحبوك): أرادوك وقرَّبوك، وأدنوك منهم.
(ولو قرضت منها شيئاً): أخذت على جهة القرض، والعزم على الرد من غير خيانة.
(لأمنوك): على إعطاء ما شئت من ذلك .
وحكي عنه أنه قال: اختلفت أنا ومعاوية في آية الكنز ، فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكتب معاوية إلى عثمان في ذلك، فكتب إليَّ عثمان: أن اقدم عليَّ فقدمت عليه ، فانثال الناس عليَّ كأنهم لم يعرفوني، فقال: انزل حيث شئت، فنزلت الربذة ، فكان متصلباً في الدين كما ترى، فمن أجل هذا نفرت طباعهم عنه، فأوحشوه من أجل ذلك.
(122) ومن كلام له عليه السلام عتاباً لأصحابه
(أيها النفوس المختلفة): في طباعها وطرائقها وأحوالها.
(والقلوب المتشتتة): في خواطرها وأنظارها وآرائها.
(الشاهدة أبدانهم): التي تشاهد الأشياء وتعلمها وتميز بينها.
(الغائبة عنهم قلوبهم ): لعدم انتفاعهم بها، ووعيها لما ينفعها من المواعظ والحكم، وقوله: (الشاهدة والغائبة) من الطباق المحمود في أنواع البديع من علوم البيان، وهو ذكر الضدين جميعاً.
ومن جيد ماقيل في المطابقة ما قاله بعض البلغاء: رب شبعان من النعم، غرثان من الكرم، فإن لم يرزق غنى ، لم يحرم تقوى، والمؤمن على خير من ربه، وفلاح من رشده، ترحِّب به الأرض، وتستبشر به السماء، ولن يساء إليه في بطنها، وقد أحسن على ظهرها.
فقوله: شبعان وغرثان، وذكر الإساءة والإحسان، من الطباق التي تحمد آثاره، ويعلو في فلك البلاغة مجده وفخاره.
(أظأركم على الحق): بظاء بنقطة من أعلاها، أعطفكم عليه من قولهم: ظأرت الناقة أي عطفتها على [غير] ولدها، وفي المثل: الطعن يظأره على الصلح أي يعطفه، وروايته بالطاء بنقطة من أسفلها لحن لا وجه له.
(وأنتم تنفرون عنه): تباعدون عنه، من نفر عن الشيء إذا كرهه، وَبَعُدَ عن فعله.
(نفور المعزى من وعوعة الأسد!): صوته، والوعوعة: صوت الذئب أيضاً، لأن المعزى أشد ما يكون نفارها عند سماعها لصوته.
(هيهات أن أطلع بكم سرار العدل): أي بَعُدَ ذلك، والسرار هو: اختفاء القمر ليلة أو ليلتين في آخره، واستعاره ها هنا، أي أنه يبعد أني أظهر بكم ما خفي من العدل.
(أو أقيم اعوجاج الحق): أي لستم أهلاً لذلك؛ بأن يكون الحق معوجاً فأقيمه بكم.
سؤال؛ الحق مستقيم، فكيف قال ها هنا: اعوجاج الحق، وهو لا يكون معوجاً؟
وجوابه؛ هو أن الأمر كما قلته من استحالة اعوجاج الحق، وإنما المقصود هو اتباع ما يخالف الحق من الباطل، فلهذا كان الحق معوجاً على معنى أنه لم يتبع وترك بالباطل واتباعه.
(اللَّهُمَّ، إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا): أراد الاستشهاد بعلم الله تعالى؛ لأنه أصدق ما يكون وأثبته، أي أنه لم يقع ما وقع منَّا من المحاربة، وطول المشاجرة بيننا وبين مخالفينا، وكثرة القتلى، وسائر الأحداث التي حدثت.
(منافسة في سلطان): رغبة في دولة أو اكتساب ولاية أوتقرير أُبَّهة.
(أوالتماس شيء من فضول الحطام): أو طلب شيء من فضلات الدنيا ولذاتها ونعيمها الزائل، وإنما سماها حطاماً؛ لزوالها ونفادها، أخذاً من الشيء الذاهب المنحطم.
(ولكن لنردَّ المعالم من دينك): إلى نصابها ، وتستقرفي قراراتها التي وضعتها لها، والمعالم: جمع معلم، وهي قواعد الدين المعلومة، وأركانه المتحققة.
(ونظهر الإصلاح في بلادك): بإحياء السنن، وإقامة الواجبات كلها، وإظهار المعروف، وكف المنكرات.
(فيأمن المظلوم من عبادك): عن أن يكون أحد ظالماً له، ويأمن في سِربه عن الأخذ والاستلاب ممن يكون قاهراً له.
(وتقام المعطَّلة من حدودك): تعطَّل الشيء إذا خلا وفرغ، قال الله تعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ }[الحج:45] لهلاك أهلها وانقطاعهم، ومعنى تعطيل الحدود خلوها عن أحكامها الواجبة عليها، يقال: تعطَّل الرجل إذا كان لا شغل له.
(اللَّهُمَّ، إني أول من أناب): إليك بالإنابة والخشوع.
(وسمع): داعيك إلى الحق.
(وأجاب): لم يلبث عن الإجابة ولا توقف عنها.
(لم يسبقني إلا رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم] بالصلاة): يشير بذلك إلى أنه عليه السلام أول من اعترف بالوحدانية، وصدَّق بالرسول؛ لأن الرسول عليه السلام بعث يوم الاثنين، وأسلم أمير المؤمنين يوم الثلاثاء ، فلهذا كان أول من شرح الله صدره للهداية، لم يشرك بالله طرفة عين، ولا وجَّه عبادته لغير الله.
(وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج): مستولياً على الفروج الحرائر والإماء، والعُدَد وسائر أحكامها.
(والدماء): في القتل بالحرب والقصاص والحدود.
(والمغانم): وهو ما كان بالقتال، وإيجاف الخيل والركاب، والفيء وهو: ما كان من غيرقتال، ولا إيجاف الخيل ولا ركاب.
(والأحكام): الشرعية كالقضاء والآداب، والتعزيرات، وفصل الخصومات.
(وإقامة المسلمين): القيام بأمورهم كلها من غزو الكفار، وتجييش الجيوش، وحفظ البيضة، فهذه الأمور كلها لا يتولاها:
(البخيل فتكون في أموالهم نهمته): لأنه إذا كان بخيلاً فلا تكون النهمة له إلا فيها؛ لأن أكثر نهمة البخيل إنما هو في الضِّنة بالأموال وادخارها.
(ولا الجاهل): أي ولا يتولاها الجاهل.
(فيضلهم بجهله): عن الطريق، ولأنه لا يأتي جاهل بخير، وما أحوج الإمام إلى البصيرة النافذة، والقدم الراسخة في العلوم.
(ولا الجافي): غليظ الطبع كثير الفظاظة.
(فيقطعهم بجفائه): لأن مع الجفاء تحصل المقاطعة لا محالة، وتكون الوحشة والانزواء.
(ولا الخايف للدول): ولا من تكون معه هيبة الملوك.
(فيتخذ قوماً): وهم الذين يخاف من جهتهم السطوة.
(دون قوم): وهم الذين لايخاف من جهتهم نكاية، وفي ذلك حصول الحيف والميل من جهته.
(ولا المرتشي بالحكم ): وهو الذي يأخذ الرشوة في الحكم، سواء كان حاكماً بالحق أو بالباطل.
(فيذهب بالحقوق ): يفسدها ويبطلها؛ لأنه إذا كان مرتشياً أذهب الحقوق وأبطلها.
(ويقف بها دون المقاطع): مقطع الشيء: غايته التي ينتهي إليها، وأراد أنه يكون منقطعاً دون الغاية التي هي له، ومن كمال أمره.
(ولا المعطِّل للسنة): إما الجاهل بها؛ لأنه عطل نفسه عن العلم بها، وإما التارك للعمل بها مع كونه عالماً بها، فكل ذلك يكون تعطيلاً.
(فيهلك الأمة): لأنه إذا كان جاهلاً بالسنة؛ فإنه يحمل الأمة على البدع والضلالات؛ فيكون ذلك سبباً للهلاك في أمر الدين؛ بإتيان البدع واستعمالها.
(123) ومن كلام له عليه السلام يذكر فيه الموت وحاله
(نحمده على ما أخذ وأعطى): فإعطاؤه ما كان من النعم العظيمة من العافية والأموال والأولاد وغير ذلك، وأخذه ما كان من إماتة الأولاد، ونقص الأموال والثمرات.
(وعلى ما أبلى): من عوارف الإحسان، يقال: أبليته معروفاً إذا أسديته إليه.
(وابتلى): امتحن بضروب من الامتحانات، يقال: ابتلاه بكذا إذا اختبره وامتحنه.
(الباطن لكل خفية): العالم لها والمحيط بأمرها، يقال: بطنت هذا الأمر إذا عرفت باطنه.
(الحاضر لكل سريرة): المشاهد لها، والرقيب عليها.
(العالم بما تكنّ الصدور): أي تستره من المعتقدات، والكنُّ: الستر، قال الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً }[النحل:81].
(وما تخون العيون): خيانة العين : مسارقتها بألحاظها، قال الله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ }[غافر:19].
(ونشهد أن لا إله غيره): أي لامستحق للعبادة والإلهية إلا هو.
(وأن محمداً نجيبه): النجابة: الكرم، والنجيب هو: الكريم في كل أحواله.
(وبعيثه [شهادة يوافق فيها السر الإعلان، والقلب اللسان] ): المبعوث من جهته بالأسرار الحكمية، واللطائف المصلحية.
(إنه والله): الضمير للشأن ها هنا؛ أي أن الشأن فيما نحن فيه:
(الجدُّ): والجدُّ مصدر من جدَّ في أمره يجدُّ جدّاً، ومنه قولهم: أجدُّك لا تفعل كذا.
(لا اللعب): عطف عليه.
(والحق): أراد إما نقيض الباطل، وإما الصدق.
(لا الكذب): عطف عليه.
(وما هو إلا الموت): الضمير للشأن أيضاً، وإنما كرر ضمير الشأن والقصة ها هنا إعظاماً للأمر وتهويلاً له ومبالغة في عظم شأنه، كما فعل الله تعالى في ذكرالقيامة، كقوله تعالى:{الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ }[الحاقة:1-2]، {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}[القارعة:1-3]، وغير ذلك من المواضع، وكقوله:
ما أرى الموت يسبقُ الموتَ شيءٌ
نغَّص الموتُ ذا الغنى والفقيرا
(أسمع داعيه): فيه وجهان:
أحدهما: أن يكون داعيه مرفوعاً على الفاعليه لأسمع، أي صار داعيه ذا إسماع لمن دعاه.
وثانيهما: أن يكون منصوباً على المفعولية، أي أسمع الموت من دعاه.
(وأعجل حاديه): الحادي هو: الذي يسوق الإبل ويحدو بها، ويكون إما مرفوعاً أي صار حاديه ذا عجل، وإما منصوباًعلى أنه مفعول، أي أن الموت أعجل حاديه، وأزعجه في السوق.
(فلا يغرنَّك سواد الناس من نفسك): أي لاتغتر بكثر تهم عليك، فيكون ذلك سبباًلجهلك بحال نفسك، وإما لاتغتر بسوادهم عليك فيشغلوك عن المقصود الأهم من دينك، وإما لاتشتغل بأمورهم وأحوالهم فيشغلوك عما يخص نفسك.
(وقدرأيت من كان قبلك): من الأمم الماضية، والقرون الخالية.
(ممن جمع المال): من حلِّه وغير حلِّه وكنزه .
(وحذر الإقلال): وكان من الإقلال على وَجَلٍ وخوف منه.
(كيف نزل به الموت): على حالة عظيمة لا يمكن وصفها.
(فأزعجه): الإزعاج هو: السوق بشدة.
(عن وطنه): الذي هو مستقره، وموضع راحته.
(وأخذه): على غفلة، كقوله تعالى: {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً }[الحاقة:10].
(من مأمنه): موضع أمانه الذي يستقر فيه خاطره، كما قال تعالى: {أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ }[التوبة:6].
(أَمِنَ العواقب):جمع عاقبة، وهي: التي تعقب من مكاره الدهر وفجائعه.
(طول أمل): أي أَمِنَهَا من أجل طول أمله، وانتصابه على المفعول من أجله.
(واستبعاد أجل): أي وأمنه لها من أجل ما يستبعد من أجله.
(كيف نزل به الموت محمولاً): حال من قوله: نزل به الموت.
(على أعواد المنايا): وهي الأسرَّة والنُّعوش.
(يتعاطى به الرجال الرجال ): أي يقومون به، من قوله: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ }[القمر:29] أي قام على أصابع رجليه ثم رفع يده فضربها.
(حملاً على المناكب): جمع مَنْكِب، وهو: مجمع الكتف بمنزلة المنسج من الفرس.
(وإمساكاً بالأنامل): أي يشدونه لئلا يذهب من فوقهم، وكنى بذلك عن زوال القوة والتصرف، فلا يستطيع شيئاً من ذلك.
(أما رأيتم الذين يأملون بعيداً): أي من كانت آمالهم طامحة بعيدة لا ينالونها لبعدها.
(ويبنون مشيداً): أي يزخرفون القصور المشيدة، والأبنية العالية الرفيعة.
(ويجمعون كثيراً): أي معايش الأموال وكثيرها.
(أصبحت بيوتهم قبوراً): أي صارت خراباً أجداثاً بمنزلة القبور.
(وما جمعوا بوراً): أي هالكاً ، والبور هو: الرجل الهالك الذي لا خير فيه، قال الله تعالى: {وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً }[الفتح:12] أي هلكى وهو جمع بائر مثل حائل وحُول.
وحكى الأخفش: أنه لغة وليس جمعاً لبائر، وهذا جيد لأن فاعل صفة لا يجمع على فعل، قال عبد الله بن الزبعرى :
يا رسولَ المليكِ إنَّ لساني
راتقٌ ما فتقت إذ أنا بور
(وصارت أموالهم للوارثين): أي للذين ورثوهم من بعد موتهم من أقاربهم.
(وأزواجهم لقوم آخرين): نكحت بعدهم، وخلفوا عليها.
(لا في حسنة يزيدون): لانقطاع ذلك بالموت، وفي الحديث: ((إذا مات ابن آدم انقطع عنه سائر عمله )).