(113) [ومن كلام له عليه السلام يذكر فضله ويعظ الناس]
(تالله لقد علِّمت تبليغ الرسالات): إخبار عن نفسه بالعلم، بكيفية إرسال الرسل، إما عاماً في جميعهم بإعلام الرسول له ذلك، وإما خاصاً في حق الرسول عليه السلام فإنه أعلمه ذلك بوحي من جهة الله تعالى.
(وتمام الكلمات): يشيربه إلى قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ }[البقرة:124] وفيها قراءتان:
القراءة الأولى: في السبعة، المشهور بنصب إبراهيم ورفع الرب على أنه فاعل، أي امتحنه واختبره بأوامر من عنده ونواهٍ فأتمهنَّ، وقام بذلك وأدَّاه كما أمر.
والقراءة الثانية: في الآحاد، وهي عن ابن عباس، وأبي حنيفة برفع إبراهيم ونصب الرب، على أن إبراهيم فاعل، أي دعاه بكلمات فعل من يختبر هل يجيبه أم لا؟ {فَأَتَمَّهُنَّ}، أي أعطاه ما طلبه من ذلك وأجابه إليه ، واختلف العلماء في الكلمات ماهي؟ فقيل: هي خمس في الرأس: الفرق، وقص الشارب، والسواك، والمضمضة، والاستنشاق، وخمس في الجسد: الختان، والاستحداد، والاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقيل: ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الإسلام والدين: عشرة في برآءة {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ... }[التوبة:112]إلى آخر هذه، وعشر في الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ...}إلى آخرها[الأحزاب:35]، وعشر في المؤمنين، وسورة سأل إلى قوله: {...وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }[المؤمنون:9]، وقيل: هي مناسك الحج: كالطواف، والسعي، والرمي، وغيرها، وقيل: ابتلاه بالكواكب، والقمر، والشمس، والختان، وذبح ابنه، والنار، والهجرة، وقيل: الكلمات هي كقوله: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا }[إبراهيم:35]، وقوله: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ }[البقرة:128]، وقوله: {وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً }[البقرة:129] فصرح من نفسه بأنه عالم بإتمامها، وحقيقتها ما هي .
(وإتمام العدات): ما وعد الله به على ألسنة الرسل، لأوليائه من أهل الإيمان وأهل الطاعات، من النعيم الدائم والخلد في الجنة، فأراد أنه عليه السلام محيط بعلم ذلك كله، منفرد به من بين كافة الخلق، بإعلام الرسول له ذلك.
ثم أجمل ما فصّله من ذلك، واستحضره، بقوله:
(وعندنا أهلَ البيت): يعني نفسه وأولاده؛ فإنهم هم أهل البيت ذلك اليوم مع زوجته، وانتصاب أهل البيت ليس على النداء، فإنه لا معنى للنداء ها هنا، وإنما هو منتصب على المدح، كما يقال: الملك لله أهل الملك.
(أبواب الحُكْم): فصل القضاء بين الخلق، وقطع شجارهم بالعلم النافذ، والبصيرة القاطعة، وفي الحديث: ((إنه لما بعثه قاضياً إلى اليمن دعا له بالتثبيت ))، فقال أمير المؤمنين: (فما زللت في قضية قط) .
فهذا فائدة هذه الرواية وهي سماعنا، وأما من رواه (أبواب الحِكَم)، فهي جمع حكمة، وأراد به الآداب و المواعظ.
(وضياء الأمر): في كل ما التبس على الخلق، فنحن نور ظلامه، وجلاء قتامه ، وهذا كله مجاز في تنوير بصائرهم، وتبحرهم في العلوم الدينية التي بها نجاة الخلق، ونفعهم في الآخرة.
(ألا وإن شرائع الدين واحدة): أراد ما كان متعلقاً بالمسائل الإلهية فإنها واحدة، لا تختلف أبداً في جميع الشرائع والأديان كلها، وهي أن الله تعالى واحد، وأنه حكيم في أفعاله، ومستحق للعبادة، وغير ذلك من الإلهيات.
(وسبله قاصدة): السبل هي: الطرق ، وهي جمع سبيل، والقاصد: العادل، أي أنها غيرمائلة عن الحق.
(من أخذ بها): سلك على جادها، ولم يعدل شمالاً ولا يميناً.
(لحق): ما يطلبه، وأدرك ما يريد.
(وغنم): بأخذ نصيبه الأوفر من حظّ الدين.
(ومن وقف عنها): بالتأخر عن سلوكها، والعدول إلى غيرها.
(ضل): مال عن الحق.
(وندم): تحسَّر، وعضَّ على أنامله على فواتها.
(اعملوا ليوم): وهو يوم القيامة، وإنما نكّره؛ ليدل بذلك على فخامته وعظم شأنه.
(تذخر له الذخائر): من الأعمال الصالحة، والمتاجر الرابحة.
(وتبلى فيه السرائر): تمتحن فيه أسرار القلوب وخباياها وتعرض على علاَّمها.
اللَّهُمَّ، إنا نعوذبك من الفضيحة، بالأسرار المكشوفة عندك.
(ومن لا ينفعه حاضر لبه فعازبه عنه أعجز): وهذا من كلام أمير المؤمنين، وحكمه التي جرت أمثالاً، واطَّردت على ألسنة الخلق، وفيه وجهان:
أحدهما: أن يريد أن من لا ينتفع بما يحضره من عقله في أمر دينه، وصلاح عاقبته، فالذي يعزب عنه أي يتعذرمن ذلك أقل نفعاً وأبعد.
وثانيهما: أن يكون مراده أن من لا ينتفع بمايشاهده من الأمور، وتكون موعظة له، فما غاب عنه من ذلك يكون انتفاعه به أبعد، وتقاعده عنه أكثر.
(وغائبه عنه أعوز): أي وما يغيب عنه من ذلك، يكون أشد إعوازاً، وأعظم تعذراً.
(واتقوا ناراً): من الوقاية لخوف الله تعالى، والبعد عن محرماته، والإيمان بطاعاته، وإنما نكرها تعظيماً لشأنها، كأنه قال: نار وأي نار.
(حَرُّها شديد): وقودها الناس والحجارة.
(وقعرُها بعيد): وفي الحديث: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه، فيهوي بها ما بين الثريا إلى الثرى في النار)) .
(وحليتُها حديد): من الأصفاد، وهي القيود، والأغلال، والسلاسل.
(وشرابُها صديد): وهو: القيح المختلط بالدم.
(ألا وإن اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس): وهذه أيضاً من الحكم البديعة التي اختص بها، وصار أباً لعذرتها، واللسان الصدق هو: الثناء الحسن، عبر عنه باللسان، لما كان مفعولاًبه، وأراد أن ما يجعله الله تعالى للإنسان بعد موته من الثناء الحسن على الأعمال الصالحة، والذكر الجميل في ألسنة الخلق، ليكون سبباً للرحمة ، والدعاء من الناس هو لا محالة:
(خير له من المال يورثه من لا يحمده): وفي قوله: يورثه من لا يحمده، تعريض بحال المال، وأنه لا خير في تخليفه؛ لأنه ربما أكله من لا يحمده، ووباله على من يجمعه ، فلهذا كان غيره أجدى نفعاً، وأحمد عاقبة.
واعلم: أن كلامه في هذه الخطبة قد اشتمل على نوع من أنواع البديع، هو إنسان مقلتها، ونور طلعتها، وهو حسن التصرف، و من أجله حصل التفاضل بين الخطباء، وأصحاب الرسائل والشعراء، وليس حصوله بكثرة علم، ولا بممارسة العلوم، وإنما يحصل بجودة القريحة، وحسن الطبع، فإنه أورد فيها فنوناً كثيرة، وأنواعاً مختلفة، تدل على حسن تصرف ومبالغة فيه، ومن ثَمَّ عظم موقع فصاحة القرآن؛ لاشتماله على البديع من ذلك، والعجيب من أحواله كالقصص والأخبار والمواعظ والأمثال، مما يدل على كونه إلهياً معجزاً للبشر، [و] سماوياً عز سلطان من أنشأه .
(114) ومن كلام له عليه السلام
وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال: نهيتنا عن الحكومة، ثم أمرتنا بها، فما ندري أي الأمرين أرشد، فصفق إحدى يديه على الأخرى ثم قال:
(هذا جزاء من ترك العُقدة!): العُقدة: موضع العقد، بضم الفاء كغُرفة وهو ماعقد عليه، يقال: جبرت يده على عُقدة، أي على عَثْم وهو: انجبارالعظم على غير استواء عند كسره، أورد ها هنا مثالاً له ولأصحابه، أي كنتم في مخالفة أمري، واستمراركم على مقتضى هواكم، واغتراركم بمكر أهل الشام، ورفعهم المصاحف على رؤس الرماح، والدعاء إلى حكم القرآن، بمنزلة العظم المكسور المنجبر على عثم ، فلو ترك على حاله لبطلت الأفعال المتعلقة بذلك العضو، وعلاج ذلك وإصلاحه إنما يكون بأن يكسره مرة ثانية ثم يجبر ، فمن لم يفعل ذلك فقد ترك العقدة على حالهاولم يصلحها، وقد قرر هذا في آخر كلامه.
(أما والله لو أني حين أمرتكم): بما أمرتكم به من الثبوت على الحرب، والإعراض عن هذه الخديعة في حملهم المصاحف.
(حملتكم على المكروه): على ما تكرهونه، ويكون مخالفاً لهواكم.
(الذي يجعل الله فيه خيراً): في الدنيا بالنصر على العدو، وقطع الدابر منه، وفي الآخرة بإحراز الأجر وإعظام الثواب بالجهاد.
(فإن استقمتم): عليه وامتثلتموه.
(هديتكم): دللتكم على مصالح دينكم.
(وإن اعوججتم): مِلْتُم عن الدين وطريق الآخرة.
(قوَّمتكم): بالبصيرة.
(وإن أبيتم): كرهتم ما أقول لكم ورددتموه.
(تداركتكم): بالنصيحة مرة بعد مرة، فلو فعلت هذه الأشياء كلها ولم أصغ إلى كلامكم.
(لكانت الوثقى): أوثق ما يكون من المتمسكات ، وأصوب ما يكون من الآراء.
(ولكن بمن): انتصر إذا خالفتموني، ونبذتم رأيي.
(وإلى من!؟): أستند إذا خذلتموني، ومن في المو ضعين جميعاً موصولة، وحذفت صلتها للعلم بها كما فسرناه.
وحكي عن الأشتر أنه لما وردت عليهم الشبهة في أمر التحكيم، وكان ذلك مخالفاً لرأي أمير المؤمنين، فقال لهم : حدثوني عن أماثلكم وقرائكم هل كنتم محقين حين كنتم تقاتلون، وخياركم مقتولون؟ فإن كنتم كذلك فأنتم الآن بالإمساك عن القتال مبطلون، وإن كنتم الآن محقين فقتلاكم وخياركم يكونون في النار.
فقالوا عند ذلك قول من يجهل : قاتلناهم في الله، وندع قتالهم لله، إنا لا نطيعك ولا صاحبك، فقال لهم: خدعة ما خدعتم يا أهل الجباه السود .
(أريد أن أدواي بكم): أقيم بكم الحق، وأعتضد بكم عمَّن خالفني، وتكونون عوناً لي على ذلك.
(وأنتم دائي): أي ومنكم الاعوجاج، ومن المحال أن يكون الداء سبباً للبرء، ومنه يقع الفساد، ومن أجله يكون التغير، فكان حالكم وحالي في ذلك مشبهاً فيما هو فيه.
(كناقش الشوكة بالشوكة): نقش الشوكة، إذا شقها بالمنقاش.
(وهو يعلم أن ضلعها لهو معها): الضلع هو: الاعوجاج والميل، قال الشاعر:
وقد يحملُ السيفَ المجرّبَ ربُّه
على ضَلَعِ في قَيْنِه وهو قاطعُ
وهذا مثل يضرب للرجل يخاصم آخر فيقول: اجعل بيني وبينك فلاناً، يعني به رجلاً يهوى هواه، ويعضده على أمره، فيقال له تمثيلاً بحاله: لاتنقش الشوكة بالشوكة، فإن ضلعها معها، وأراد كيف أستعين بكم، وهواكم معهم، وأنتم أعوان لهم بتأخركم عني ومخالفتكم لي.!
(اللَّهُمَّ، قد مللت أطباء هذا الداء الدوي): الملل هو: السآمة من كل شيء، والأطباء جمع طبيب، الداء هو: المرض، والدوِيّ بكسر الواو وفتحها مخففاً هو: مبالغة، كما يقال: شيطان ليطان وحسن يسن، ويقال: رجل دوي ودوَى بكسر الواو وفتحها، إذا كان فاسد الجوف، فإذا فتحت واوه، استوى فيه المذكر والمؤنث؛ لأنه مصدر في الأصل، فإذا كسرت الواو، أجريته على تصريفه في التذكير والتأنيث، فتقول: رجل دويّ وامرأة دويّة، ويقال: رجل دوَي بفتحها إذا كان أحمق، ومن رواه مشدد الياء؛ فهو تصحيف لا وجه له؛ لأنه إنما يستعمل في الأصوات، كدوي الريح والطير، وغير ذلك من الأصوات.
(وكلّت النزعة بأشطان الرَّكيِّ!): النزعة: جمع نازع، كالفسقة في جمع فاسق، والأشطان هي: الحبال، واحدها شطن، والركية: البير،وجمعها ركايا، وركى أيضاً يكون من باب تمرة وتمر، وأراد في كلامه هذا أنه لم يأل جهداً في النصيحة، ودلالتهم على الأمر الذي فيه صلاحهم من عدم التحكيم، فأبوا إلا الإصرار عليه، والمخالفة لي فيما قلته.
ثم خرج إلى الإطناب في وصف أصحابه، انتقاصاً لهؤلاء، وتعريضاً بأحوالهم حيث خالفوه، بقوله:
(أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوا ): بالانقياد لحكمه، والتزام أوامره ونواهيه.
(وقرءوا القرآن فأحكموه): فأقاموا شرائعه وأحكامه، وحللوا حلاله، وحرموا حرامه.
(وهيجوا للجهاد ): هاج يهيج الشيء هيجاناً، إذا ثار، ومنه هاجت الريح، وهاجت الحرب.
(فولهوا اللقاح أولادها ): التوليه : التفريق، واللقاح: جمع لقحة، وهي الحلوب من الإبل، ومن عادة العرب أن لا يركبوا اللقاح، ولا يفرقوا بينها وبين أولادها، والمراد ها هنا بيان حرصهم على الجهاد، وسرعة إجابتهم للداعي إليه، وإنهم لعظم حاله يخالفون العرب، ويولهون اللقاح بأولادها، ويفرقونها استعظاماً لأمره.
(وسلبوا السيوف أغمادها): شوقاً إلى الجهاد، فلم يراعوا سلَّها عند الحاجة إليها، والغمد هو: قراب السيف.
(وأخذوا بأطراف الأرض): قعدوا بها، وتمكنوا في مواضعها.
(زحفاً زحفاً): أي يزحفون زحفاً، والزحف: الإقبال إلى العدو بالقتال له.
(وصفاً صفاً): أي متلاصقين في قتالهم صفاً بعد صف، وتكرير المصدر على جهة التأكيد، كما قال تعالى: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ، وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}[الفجر:21-22] وانتصابه على الحال.
(بعض هلك): قتلاً جهاداً في سبيل الله، وإعزازاً لكلمته.
(وبعض نجا): تأخر أجله.
(لا يبشرون بالأحياء): أي لا تلحقهم بشارة، ولا يسترون بحياة من حيي منهم.
(ولا يعزّون عن الموتى): ولا يلحقهم غم بموت من مات منهم، وأراد أنهم جادون في رضاء الله تعالى، مقبلون علىشأنهم من ذلك، لا يعرجون على شيء سواه.
(مُره العيون من البكاء): مرهت عينه إذا تغيرت من ترك الاكتحال، وفي الحديث: ((إن الله يبغض المرأة المرهاء )) وهي التي لا تكتحل في عينها.
(خمص البطون من الصيام): أراد أن الصيام هو الذي أخمص بطونهم لكثرته، والإخماص: ضمور البطون ، وسمي باطن كف الرجل أخمص لرقته وضموره.
(ذبل الشفاه من الدعاء): أراد أنها دقت من كثرة الدعاء، ومنه الذُّبالة لدقتها وضمورها، وفرس ذبل إذا أضمر.
(صفر الألوان من السهر): من أجل قيام الليل، فلا ينامون فيه، فألوانهم صفر من السهر، يُرى:
(على وجوههم غَبَرة الخاشعين): أي أنهم ليسوا من الزينة في شيء لنسيانهم ذلك، وإقبالهم على الآخرة، كما ورد في الحديث: ((رب أشعث ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره )) .
(أولئك إخواني): الإشارة إلى من وصف حالهم من قبل، الذين هم إخوان في الله تعالى.
(الذاهبون): إلى الله تعالى بالموت، أو الذاهبون إلى الجنة.
(فحق لنا أن نظمأ إليهم): إلى رؤيتهم، والظمأ ها هنا استعارة كما يقال: أحياني اكتحالي بطلعتك.
(ونعضَّ الأيدي على فراقهم): عضُّ اليد كناية عن كثرة الأسف، يقال: فلان يعض على أنامله، كما قال تعالى: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ }[آل عمران:119].
(إن الشيطان يسنِّي طرقه): أي يسهل مسالكه لتكون موطأة لمن يسلكها .
(ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة): بالمكر والخديعة، حتى يأتي على قواعد الدين، واحدة واحدة.
(ويعطيكم): من أعطاه كذا إذا منحه إياه.
(بالجماعة الفرقة): أي لا يزال مجتهداً في تشتيت شملكم بعد اجتماعه.
(وبالفرقة الفتنة): وبعد حصول الفرقة، حصول الفتنة لا محالة.
(فاصدفوا): صدف عن كذا إذا كان منصرفاً عنه، قال الله تعالى: {سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا }[الأنعام:157].
(عن نزغاته): نزغ الشيطان ينزغ نزوغاً، إذا دخل بالفساد، وأراد انصرفوا عن مداخله، التي يدخل بها لإفساد أحوالكم.