(97) ومن خطبة له عليه السلام
(انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها): بالرفض لها واطراحها.
(الصادفين عنها): المعرضين عن لذاتها ونعيمها الزائل.
(فإنها والله عما قليل تزيل الثاوي): ثوى بالمكان إذا أقام فيه، فمن طبعها إزالة المقيم.
(الساكن): المستقرُّ فيها، المطمئنُّ إليها.
سؤال؛ كيف أجاب القسم بالفعل المضارع وهويزيل، وحذف منه اللام ونون التأكيد، وهو غير جائز؟
وجوابه؛ أن الجواب ها هنا ليس بالفعل المضارع، وإنما هو بإن المصدرة في أول الكلام، وجعل القسم حشواً كأنه قال: والله إنها تزيل.
(وتفجع المترف الآمن): فجعه الأمر إذا أوجعه، والمترف: الذي أطغته النعمة، والآمن نقيض الخوف والإشفاق.
(ولا يرجع ما تولى منها فأدبر ): ما انقضى فيها من خير وشر فيستحيل ردُّه وإعادته.
(ولا يُدْرَى ما هو آت منها فينتظر): أي أن الأمور المستقبلة مطوي عنَّا علمها، ولا ندري أهي خير فننتظر أو هي شر فنستعيذ منها.
(سرورها مشوب بالحزن): فلا مسرة من مسراتها إلا ويتبعها مضرة وألم، كما قال عليه السلام: ((ما من فرحة إلا وتتبعها ترحة )) .
(وجلد الرجال فيها إلى الضعف والوهن): وقوة من كان فيها من أهل الغضارة والشباب آيلة إلى الشيخوخة والهرم.
(فلا يغرَّنكم كثر ما يعجبكم فيها): فلا يزدهيكم العجب بتكاثرها وترادف لذاتها فهي في الحقيقة حقيرة.
(لقلة ما يصحبكم منها): وهوالحنوط والأكفان.
(رحم الله امرأ تفكر): الرحمة من الله هي: الإمداد بالألطاف الخفية، كقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[الأنبياء:107]، ومنَّا التعطف والرأفة والحنو، تفكر في عاقبة أمره.
(فاعتبر): اتعظ وانزجر .

(واعتبر فأبصر): إما من الإبصار وهو رؤية ما يصلحه، وإما من الاستبصار، وهو: تحقق أمر العاقبة.
(فكأن ما هو كائن من الدنيا): من زخارفها وحطامها وما جُمِعَ فيها.
(لم يكن): بالتغير والزوال والبطلان.
(وما هو كائن من الآخرة): من الجزاء على الأعمال بثوابها وعقابها.
(لم يزل): لدوامه واستمراره.
(وكل معدود منتقض ): بالموت والانقطاع.
(وكل متوقع آت): إما من أعمال الدنيا بطي الليل والنهار وتقريبهما له، وإما من أمور الآخرة بانقضائها وزوالها.
(وكل ما هو آت فهو قريب دان): يقرب دنوه وحصوله، من جميع ما ذكرناه من أعمال الدنيا والآخرة.
(العالم): في الحقيقة حتى لا عالم إلا هو.
(من عرف قدره): من أحاط بنفسه علماً ودراية، ومن حقيقة ذاك إحراز ما يصلحها والامتناع عما يفسدها.
(وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره): لأنه إذا جهل نفسه وهي أقرب ما يكون إليه وأقوى ما يكون إحاطة بها فجهله بغيرها أكثر وأعظم غباوة وأوفر.
(إن من أبغض العباد إلى الله تعالى ): البغض من الله تعالى إرادة إنزال العقوبة.
(لعبداً وَكَلَهُ الله إلى نفسه): جعل عمدته على نفسه، وسلبه ألطافه وإعانته.
(حائر عن قصد السبيل): فلا يمكنه السلوك لحيرته.
(سائر بغير دليل): فلا يأمن أن يضل عن الطريق لعدم من يدله عليها.
(إن دعي إلى حرث الدنيا): بالتجارات وأنواع التسلطات على جمع الأموال وادّخارها .
(عمل): أجاب إلى ذلك وأحبه وواظب على فعله.
(وإن دعي إلى حرث الآخرة): بالأعمال الصالحة وفعل المعروف واصطناعه.
(كسل): عن ذلك وتأخر عنه، فهو في صنعه هذا.
(كأنَّ ما عمل له): من أعمال الدنيا لكثرة اجتهاده في تحصيلها.
(واجب عليه): يستحق الذم إذا تركه.

(وكأن ما ونى فيه): من أعمال الآخرة لتساهله فيه.
(ساقط عنه): لا يستحق الذم بالإخلال به.
(وذلك زمان): إشارة إلى ماذكره من الإعراض عن الآخرة والإقبال على الدنيا.
(لا ينجو فيه): من الأخطار والتبعات.
(إلا كل مؤمن نومة): خامل الذكر.
(إن شهد لم يعرف): مكانه فيكون أهلاً للإنصاف ومستحقاً له.
(وإن غاب لم يفقد ): موضعه، فيقال: أين هو؟
(أولئك): الذين وصفنا حالهم.
(مصابيح الهدى): بمنزلة المصابيح لظلام الجهل.
(وأعلام السُّرى): السرى مصدر كا لهدى، وهذان الوزنان يقلان في المصادر؛ لأنهما من أوزان الجموع، ولهذا نوَّنهما بنو أسد كأنهم يتوهمون أنهما جمع هدية وسرية.
(ليسوا بالمساييح): جمع مسياح وهو: الذي يمشي بين الخلق بالفساد والنمائم، واشتقاقه من ساح الماء إذا فشا.
(ولا بالمذاييع): جمع مذياع وهو: الذي إذاسمع لغيره بفاحشة أذاعها ونوَّه بها .
(البُذُر): بالذال بنقطة من أعلاها جمع بَذُوْرٍ، وهو: الذي يكثر سفهه ويلغو منطقه.
(أولئك): إشارة إلى من ذكره من المؤمنين.
(يفتح الله لهم أبواب رحمته): إما ألطافه الخفية، وإما أبواب جنته جزاء على أعمالهم.
(ويكشف عنهم ضراء نقمته): إما بلاوي الدنيا وشدائدها، وإما عقوبات الآخرة وأهوالها.
(أيها الناس): خطاب عام.
(سيأتي عليكم زمان): يشير إلى خلافة بني أمية وبني العباس.
(يكفأ فيه الإسلام): تقلب فيه أحكامه وتغير [فيه] رسومه.
(كما يكفأ الإناء[بما فيه] ): يقلب على رأسه.
(أيها الناس، إن الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم): لما دل عليه برهان العقل من أنه لا يفعل ظلماً ولا جوراً، ولقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ }[غافر:31].

(ولم يعذكم من أن يبتليكم): يمتحنكم بضروب الامتحانات وأنواع البلاوي، ليكون ذلك زيادة في الآخرة ورفعاً في الدرجات.
(فقال تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }[المؤمنون:30]): ممتحنين لمن خلقنا؛ لأن المحن ألطاف ومصالح وهي جائزة من جهة الله تعالى، والجور ظلم وفساد والله يتعالى عنه.

(98) [ومن خطبة له عليه السلام]
(بعث الله م‍حمداً ): بالكرامة واصطفاه بالرسالة من بين سائر الخلق.
(وليس أحد من العرب يقرأ كتاباً، ولا يدعي نبوة): لانقطاع الأنبياء وبعد عهدهم بالكتب وأخبارالسماء.
(ولا وحياً): لأن الوحي إنما يكون على ألسنة الرسل لاغير، وأراد أن مبعثه عليه السلام كان على حين فترة وانقطاع من الأنبياء فبعثه الله رحمة للخلق.
(فقاتل بمن أطاعه من عصاه): فمن أطاعه واتبعه وكان موافقاً له على أمره استعان به على من خالفه وعصاه بمقاتلته ومحاربته.
(يسوقهم إلى منجاتهم): المنجاة هي: النجاة كالمسعاة للسعي، وهي مصدر.
(ويبادر بهم الساعة أن تنزل بهم): ويعاجل بهم قيام الساعة أن تحصل بهم وهم كفار ضلال عن الحق، شفقة بهم وتعطفاً ورقة.
(يحسرالحسير): حسرالبعير إذا أعيا وقعد عن السير، وأحسر غيره يحسره إذا قعد له وتأنى بحاله.
(ويقف الكسير): الكسير هو: المكسور، والوقوف هو: الإرواد وترك العجلة.
(فيقيم عليه الحجة حتى يبلغ غايته): وأراد أن من كان في حيرة من أمره والتباس من حاله فإنه يرفق به ويوضح له الأدلة حتى ينقطع عذره، ويكون بعد ذلك إما شاكراً منيباً وإما كافراً خارجاً عن الدين.
(إلا هالكاً لا خير فيه): استثناء موجب من قوله: يسوقهم إلى منجاتهم إلا من أعرض عن ذلك لهلاكه وانقطاع خيره فساقهم على هذه الكيفية.
(حتى أراهم منجاتهم): مسالك النجاة إدراكاً بأعيانهم.
(وبوَّأهم مَحَلَّتَهم): تبوأ بالمكان إذا اتخذه مبآءة ومستقراً، والمحلة: مكان الحلول.
(فاستدارت رحاهم): بعد وقوفها بما أراهم من البصائر.

(واستقامت قناتهم): عن الاعوجاج، والقناة: الرمح، وأراد بما ذكره تمكنهم من الأدلة وإبلاغ الحجة عليهم في ذلك.
(وايم الله): قسم قد مر تفسيره في غير موضع من كلامه.
(لقد كنت بين ساقتها): ساقة الجيش: مؤخره، وأراد أنه كان مجتهداً في ذلك كلفاً بقوة الإسلام وامتداده وعلوه بسيفه وسنانه وقلمه ولسانه.
(حتى تولت بحذافيرها): جمع حذفار وهو: طرف الشيء وناحيته، يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها أي بأسرها، والضمير للقناة أوالرحى.
(فاستوسقت في قيادها): استوسق الشيء إذا اجتمع وتكاملت أحواله، والقياد: زمام الناقة.
(ما ضعفت): عن الجهاد.
(ولا جبنت): عن منازلة الشجعان ومبارز ة الأقران.
(ولا وهنت ): عن القيام بأمر الله والذب عن دينه.
(وايم الله): قسم.
(لأبقرنَّ الباطل): بقره إذا شقه.
(حتى أخرج الحق من خاصرته): الخاصرة: من مقطع الفخذ إلى أسفل الأضلاع.

(99) ومن خطبة له عليه السلام
(بعث محمداً صلى الله عليه وآله شهيداً): على الخلق بإبلاغ الحجة وقطع المعذرة، كما قال تعالى: {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا }[النساء:41].
(وبشيراً): لأهل الأعمال الصالحة بالثواب والدرجات العالية، كما قال تعالى: {وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }[البقرة:97].
(ونذيراً): منذراً للعقاب، كما قال تعالى: {إِنّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ }[الحجر:89].
(خير البرية طفلاً): أفضلها وأشرفها، وانتصاب طفلاً على التمييز.
(وأنجبها كهلاً): النجابة: هي الكرم.
(أطهر المطهرين شيمة): طبيعة وسجية، أي أكرم أهل الطهارة طبيعة وخليقة.
(وأجود المستمطرين دِيمة): الدِّيمة: المطر الدائم، والمستمطرين يصلح أن يكون فاعلاً أي وأجود الماطرين، وأهل الكرم والإعطاء، ويصلح أن يكون مفعولاً أي وأكرم المأمولين المرجوين.
(فما احلولت لكم الدنيا في لذتها): احلولى الشيء مبالغة في حلاوته.
(ولا تمكنتم من رضاع أخلافها): الخلف وجمعه أخلاف: ضروع الناقة.
(إلا بعده): بعد موته وفراقكم له، وفي الحديث: ((متى لا تزال هذه الشدة؟ فقال: ما دمت فيكم ))وأراد بذلك ذكر ما شرفه الله تعالى به من إعراضه عنها وعيفته لها لنفادها وانقطاع لذتها كما قال تعالى: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى }[الضحى:4].
(صادفتموها): المصادفة: الملاقاة.
(جائلاً خطامها): جال الخطام إذا كان سلساً غيرمشدود.

(قلقاً وضينها): الوضين للهودج بمنزلة البطان للقتب وهو ما يكون في صدر البعير، وجعل ذلك كناية عن سهولة أخذها، وسموحة تناولهم لها، من غير تعب ولا مقاساة الشدائد، يشير بذلك إلى ما يسر الله لهم من الفتوحات وأنالهم منها بعده عليه السلام.
(قد صار حرامها عند أقوام): لقلة ورعهم وتهالكهم في جمعها وأخذها.
(بمنزلة السدرة المخضودة ): السدر: شجر النبق، والمخضود: المأكول بشدة، وخضده إذا أكله بسرعة وشدة في الأكل.
(وحلالها بعيداً غير موجود): لقلته وندوره وتعذر تحصيله.
(وصادفتموها والله ظلاً ممدوداً): نعيماً دائماً، لاكدورة فيه، ممهداً لأهله.
(إلى أجل معدود): مضبوط محصور، لا يمكن مجاوزته ولا تعديه، وهو ما يكون بالموت والإفناء.
(فالأرض لكم شاغرة): أي خالية عن المعارض، من قولهم: شغر البلد عن الناس إذا خلا عنهم.
(وأيديكم فيها مبسوطة): تتناولون ما شئتم من نفائسها ومنافعها لا تُمْنَعُوْنَ عن ذلك.
(وأيدي القادة عنكم مكفوفة): القادة جمع قائد، كالفسقة في جمع فاسق وهم: الرؤ ساء الذين يملكون الناس برئاستهم عليهم، والكف: المنع.
(وسيوفكم عليها مسلطة): الضمير للقادة، أي أنكم قاهرون لهم لا يستطيعون دفعكم.
(وسيوفهم عنكم مقبوضة): لا تنالكم بسوء، وغرضه من هذا هو أن المقدار مساعد لكم في ذلك فشركم عليهم واقع وشرهم مدفوع عنكم.
(ألا إن لكل دم ثائراً): طالباً يطلب به ويواثب على تحصيله.
(ولكل حق طالباً): ومن كان له حق فإنه لا محالة يطلبه ولا يسهَّل في تركه.
(وإن الثائر في دمائنا): الطالب لها والمنتصف من أجلها.

(كالحاكم في حق نفسه): لأن الله تعالى هو المتولي لتحريم سفكها، والموجب للا متناع من ذلك، وهو في الحقيقة حق له يطالب به ويحكم فيه بنفسه.
سؤال؛ أليس المعصية لها جهتان: أحدهما: ما يتعلق بالله تعالى وهو كونها معصية.
وثانيها : كونها إساءة وهو أمر يختص العبد، فالقتل ها هنا قد اشتمل على كونه معصية، وهو حق الله تعالى وعلى كونها إساءة إلى المقتول فكيف قال: كالحاكم في حق نفسه وفيه تعلق بالعبد كما ذكرناه؟
وجوابه؛ هو أن الأمر وإن كان كما قاله السائل، لكنه إنما ذكر الوجه الذي يكون في مقابله العقاب، وهو كون الفعل معصية، فأما كون الفعل إساءة فإنما يستحق في مقابلته الذم، والذم لا أثر له في الصرف عن المعصية، فلهذا قال: كالحاكم في حق نفسه لما كان يؤول إليه كما حققناه.
(وهو الله تعالى): من الوجه الذي لخصناه؛ وهو مبالغة في عدم الناصر، ومن يلحق بالثأر ويواثب عليه.
(الذي لا يعجزه من طلب): يفوته، ويمتنع عن الا نتقام منه.
(ولا يفوته من هرب): بالامتناع منه.
(فأقسم بالله يا بن‍ي أمية عما قليل): في المدة القريبة، والأيام القليلة.
(لتعرفنها): الضمير للدولة، والخلافة حاصلة متقررة.
(في أيدي غيركم): وهم بنو العباس، فإنهم أخذوها منهم قهراً، وقتلوهم عليها صبراً، فهي حاصلة لامحالة.
(وفي دار عدوكم): بالا ستيلاء والغلبة، والقهر لكم والطرد عنها، ولقد كان الأمركما قاله عليه السلام، فإن بني أمية أصبحوا كأنهم ما كانوا، وأصبح بنو العباس في دورهم ملوكاً.
(ألا وإن أبصر الأبصار): أنفذها في الإبصار، وأعظمها في الإدراك.

(ما نفذ في الخير طرفه!): الطرف: العين، ولا يجمع لأنه في الحقيقة مصدر، كما قال تعالى: {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ }[إبراهيم:43] وأراد أن خير العقول ما كان نافذاً في إحراز الأعمال الصالحة، والاستكثار فيها.
(ألا وإن أسمع الأسماع ما وعى التذكير قلبه!): القلب هو: الواعي، وأراد أن أفضل الأسماع ما كان واعياً إذا ذكر وحفظ القلب منه.
(أيها الناس): خطاب لمن كان حاضراً في وقته، ولمن اتعظ بكلامه من الخلق.
(استصبحوا من شعلة مصباح): خذوا الهدى من مهتدٍ ، واستعار النور فيما ذكره من الشعلة والمصباح بذلك كما قال تعالى في القرآن: {نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ }[الأنعام:91].
(واعظ): مذكر بهذه المواعظ الحسنة.
(متعظ): عامل بما يقوله.
(وامتاحوا ): المايح: هو الذي ينزل البئر يملئ الدلاء بالياء بنقطتين من أسفلها، والماتح بالتاء هو: المستقي.
(من صفو عين): من خلاصة نهر.
(قد روَّقت من الكدر): روَّق الشراب إذا حسَّنه، وهيَّأه للشرب، من قوله: راقني الشيء إذا أعجبك.
(عباد الله، لا تركنوا إلى جهالتكم): عام في كل ما يفعله الإنسان، من غير بصيرة، ويقدم على فعله من غير نظر.
(ولا تنقادوا لأهوائكم): لأن اتباع الهوى يجر إلى كل فساد في الدين والدنيا، حسبك باتباع الهوى فساداً في الدين؛ أن الله تعالى ما حكم بالضلال علماً وقطعاً باستحقاقه، إلا فيمن اتبع هواه، كما قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ }[الجاثية:23].
(فإن النازل بهذا المنزل): أراد اتباع الهوى، والركون إلى الجهالة.

55 / 194
ع
En
A+
A-