(ألا وإن أخوف الفتن عندي عليكم): أكبرها وأعظمها خوفاً في الدين.
(فتنة بني أمية): لما ظهر فيها من الجور والظلم، وهو أول بغي كان في الإسلام وظلم وجور.
(فإنها فتنة عمياء): لايهتدى فيها لمنار الحق وسبيله.
(مظلمة): ذات ظلام لما يظهر فيها من الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة على أهله.
(عمَّت خُطتها): الخُطة بالضم هو: الأمر الشديد، وأراد أن شدتها عمَّت الخلق بما كان منهم من ظلمهم وفسادهم.
(وخصَّت بليتها): أمير المؤمنين بما كان من معاوية وحزبه وخروجه عليه، وتأليب الناس على قتاله في صفين، ثم أولاده بعده ، أما الحسن بن علي فسمه معاوية على يد امرأة ، وأما الحسين بن علي فقتله يزيد على يد عبيد الله بن زياد، وغير ذلك مما كان من الأموية من الأفاعيل بالزيدية الزكية.
(وأصاب البلاء من أبصر فيها): من كانت له بصيرة مثل ما كان من الفاطمية من البصيرة في حربهم، فنالهم المكروه من أجل ذلك.
(وأخطأ البلاء من عمي عنها): من كان لا بصيرة له في الإنكار عليهم، فسلم من ضُرِّهم وقتلهم من أفناء الناس.
(وايم الله): كلمة تستعمل في القسم، وموضعها صدر الكلام، وهي مرفوعة على الابتداء، وخبرها محذوف، أي ايم الله قسمي، وهي جمع يمين كما مرَّ بيانه.
(لتجدُنَّ بني أمية لكم أرباب سوء بعدي): ولاة سوء بعد انقضاء مدتي، من أجل إبطالهم لقواعد الشرع ومحو رسومه وتعفية آثاره.
(كالناب): الناقة الْمُسِنَّة.
(الضروس): السيئة الخلق لما فيها من الشره والشَكَسِ.
(تعذم بِفِيْهَا): تعضُّ حالبها بِفِيْهَا.
(وتخبط بيدها ): والخبط: الضرب باليد.
(وتَزْبِنُ برجلها): الزَّبْنُ بالزاي: الدفع، وأراد أنها تركض برجلها.
(وتمنع درها): لهذه الأشياء فلايمكن الوصول إليه، ولاسبيل إلى الانتفاع بلبنها، وغرضه من هذا التنبيه على بني أمية بأن ضررهم على الخلق عظيم في جميع أحوالهم، وخيرهم مفقود لا ينال شيء منه أبداً.
(لا يزالون بكم): في أيامهم وزمان دولتهم .
(حتى لا يتركوا منكم أحداً إلا نافعاً لهم): معيناً لهم على ظلمهم وفجورهم.
(أو غير ضائر بهم ): أو معتزلاً عنهم، لا يضرهم في تغيير ما هم عليه.
(ولا يزال بلاؤهم عنكم ): محنتهم عليكم وضرهم بكم دائماً مستمراً فيكم.
(حتى لايكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربه): أراد أن غاية انتصاركم من ظلمهم ليس إلا بالاسترحام والاسترجاع، كما يكون ذلك من جهة السيد لعبده، فإن انتصاره منه ليس إلا بذلك.
(والصاحب من مستصحبه): وانتصار الصاحب من صاحبه ليس إلا بالعتاب والمكالمة اللينة، فأما ما سوى ذلك من منعهم عن المناكر وإكراههم على تركها بالسيف، وزمِّهِم عن الظلم والضرب على أيديهم، فهذا مما لا سبيل إليه في أيامهم.
(ترد عليكم فتنتهم شُوْهاً ): قبيحة لاشتمالها على المنكرات العظيمة والأفعال الشنيعة.
(مخشنة): الخشن: خلاف اللين، وأراد أنها جرزة لميلانها عن الحق السلس، وانحرافها عن الحنيفية السمحة والطريقة السهلة.
(وقطعاً جاهلية): القطع: جمع قطعة وهي ظلمة آخر الليل، على دأب الجاهلية وعادتها في إشادة الباطل وهدم منار الدين وأعلامه.
(ليس فيهم منار هدى): داعٍ يدعو إلى دين الله.
(ولا علم يرى): يُدرك بالبصر فيُهتدى به، والمنار والعلم: شيئان يوضعان للاهتداء بهما للسابلة ، وقد استعارهما ها هنا، وأبان أنهم ليسوا أهلاً لذلك، ولا هم منه في ورد ولا صدر.
(نحن أهل البيت): منصوب على الاختصاص.
(منها بنجاة ): أي إنَّا برآء عمَّا يرتكبونه من الفواحش وناجون من تبعاته ووخامة عواقبه.
(ولسنا فيها بدعاة): أراد أنَّا لا ندعو المسلمين إلى ذلك ولا نحضهم عليه، وأراد بأهل البيت هو وأولاده؛ إذ ليس أهل البيت في ذلك الزمن إلا من ذكرنا .
(ثم يفرِّج الله عنهم ذلك): فرَّج الأمر إذا كشفه، وأراد أن الله يكشف ما أصابهم من الضر ومسهم من البلوى، والإشارة إلى ما تقدم من ورود الفتنة.
(كتفريج الأديم): عمَّا سلخ منه، فإنه لا يرجع كما كان أبداً، وأراد أنهم لا يرجعون عند حصول الفرج إلى ما كانوا فيه من هذه الفتنة أبداً.
(بمن يسومهم خسفاً): يقال: سامه خسفاً وخسفاً بضم الخاء وفتحها أي أولاه ذلاً.
(ويسوقهم عنفاً): العنف: نقيض الرفق، وخسفاً وعنفاً صفتان لمصدرمحذوف أي سوماً خسفاً وسوقاً عنفاً.
(ويسقيهم بكأس مصبَّره): أي مُرَّة قد ديف فيها الصَّبِر.
(و لا يعطيهم إلا السيف): ولا يجعل عطيتهم ومنحتهم من جهته إلا القتل بالسيف.
(ولا يجلسهم إلا الخوف): ولا يكون لهم مستقر ولا موضع يشتركون فيه إلا الخوف والطرد، وقوله: لا يعطيهم إلا السيف، ولا يجلسهم إلا الخوف، من أنواع البديع يسمى الإسناد المجازي ونظيره قولهم: عتابك السيف، وقولهم:
تحية بينهم ضربٌ وجيعٌ
وتعليقها الإسراجُ والإلجامُ
ومنه قول المتنبي :
بدت قمراً ومالت خوطبان ... وفاحت عنبراً ورنت غزالا
وأراد بما ذكره بني العباس، فإن مروان بن محمد وهو آخر الأموية هلكاً لما قتل تفرقوا في البلاد هرباً بأنفسهم عن السيف من بني العباس، فإنهم فعلوا بهم هذه الأفعال التي ذكرها أمير المؤمنين ، وشردوهم في البلاد، وهرب عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى الأندلس وقتل هناك، ثم ولي السفاح بعد مروان بن محمد وهو أول العباسية ملكاً وخلافة فاستأصلهم قتلاً وتشريداً.
(فعند ذلك): الإشارة إلى ما ذكره من سوم الخسف وسوق العنف.
(تود قريش) : بني أمية ومن كان معهم من بطون قريش على رأيهم في البغي عليه.
(بالدنيا وما فيها): ببذل الدنيا وما فيها من النفائس.
(لو يرونني): عند لقائهم ما يلقون من ذلك.
(مقاماً واحداً): انتصابه على الظرفية أي في مقام واحد، وتعلقه بيرونني.
(ولو قدر جزر جَزُوْرٍ): ولو وقتاً واحداً تجزر فيه جزور.
(لأقبل منهم ما أطلب بعضه اليوم فلا يعطوننيه): واللام في قوله: لأقبل منهم هي لام كي وهي متعلقة بيرونني، وما موصولة، وجواب لو محذوف تقديره: لفعلوا، والمعنى في هذا أن بني أمية عند معاينتهم لما يفعله بنو العباس بهم، يودون لفرط تحسرهم وندامتهم أنهم يفعلون لي كل ما أطلبه منهم في ذلك اليوم، لو طلبت منهم الآن بعضه لامتنعوا عن فعله.
(91) ومن خطبة له عليه السلام
(فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم): البركة: هي النماء والزيادة، وتبارك الله له معنيان:
أحدهما: أن يريد كثرة خيره وتكاثر آلائه على خلقه.
وثانيهما: أن يريد تزايده على كل شيء في أفعاله وصفاته، والهمم: جمع همة، وأراد أنه لا تبلغ الهمم له غاية وإن بلغت أقصى جهدها.
(ولا يناله حدس الفطن): ولا يصل إليه ظنون الأفهام وتوهماتها.
(الأول فلا غاية له ): فلا بداية لهذه الأولية.
(فينتهي): أي لو كان له بداية لكان متناهياً.
(ولا آخر له): فلا انقطاع لهذه الآخرية.
(فينقضي): أي لو كان له آخر لكان مزايلاً منقضياً.
ثم شرع في وصف الأنبياء بقوله:
(فاستودعهم في أفضل مستودع): أراد أنهم أفضل الخلائق عنده وأعلاهم مكاناً.
(وأقرهم في خير مستقر): أراد أنه اختارهم من بين العالمين، ومستقر الشيء حيث يكون قراره، ومستودعه حيث يكون مخبوءاً فيه.
(تناسختهم كرائم الأصلاب): بيان لقوله: أقرهم واستودعهم، وأراد انتجاب الآباء.
(إلى مطهرات الأرحام): أي لم يزالوا ينتقلون في الكرم والتطهير من قِبَلِ آبائهم وأمهاتهم،لم يكونوا عن زنا، ولا كان في أحسابهم وِشْبٌ ، ولهذاقال عليه السلام: ((خلقت من نكاح لا من سفاح )) .
(كلما مضى منهم سلف): السلف هم: المتقدم.
(قام بدين الله منهم خلف): والخلف هو: الذي يتلوه بعده، وأراد أنهم دعاة إلى الله وإلى دينه من تقدم منهم ومن تأخر.
(حتى أفضت كرامة الله سبحانه إلىمحمد صلى الله عليه وآله): أفضى من قوله: أفضيت إليه بسري أي أو صلته إياه، وأراد حتى وصلت تلك الكرامة إلى نبينا وهي كرامة النبوة.
(فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً): المنبت: موضع النبات، كمضرب الناقة أي مكان ضربها.
(وأعز الأرومات مغرساً): الأرومة هي: الأصل، والمغرس: مكان الغرس أيضاً.
(من الشجرة التي صدع عنها أنبياءه): صدع الشيء إذا شقه، وأراد بالشجرة إبراهيم فإن أكثر الأنبياء بعد نوح من ولده.
(وانتجب منها أمناءه): على وحيه وعلى السيرة في خلقه.
(عترته خيرالعتر): عترة الرجل: أقاربه الأدنون منه.
(وأسرته خيرالأسر): الذين يعتضد بهم ويتقوى وهم الحفدة والأعوان.
(وشجرته خير الشجر): لأنها موضع النبوة ومكان الاصطفاء.
(نبتت في حرم): في مكة في الحرم المحرَّم.
(وبسقت في كرم): بسق الشيء إذا علا، وأراد أن كرمها عال على غيرها وشرفها.
(لها فروع طوال): ذرية طيبة ونسل طاهر.
(وثمر لا ينال): لعلوها واستطالتها وكرم أصلها.
(فهو إمام من اتقى): لاقتدائهم بآثاره.
(وبصيرة من اهتدى): لاهتدائهم بمناره.
(سراج لمع ضوؤه): فأنار وأضاء.
(وشهاب سطع نوره): فظهر واستعلى.
(وزَنْدٌ بَرَقَ لمعُهُ): فنفع وأورى .
(سيرته القصد): الوسط من الأمور كلها، كما قال عليه السلام: ((خير الأمور أوسطها )).
(وسنته الرشد): إلى مصالح الدين والدنيا، ومعالي الأمور كلها.
(وكلامه الفصل ): الجد لا الهزل، ولهذا قال عليه السلام: ((أوتيت جوامع الكلم )) ، وأراد بجوامع الكلم أنه يتكلم بالكلمات القصيرة وتحتها معان جمة ونكت غزيرة.
(وحكمه العدل): الذي لاجور فيه ولا حيف على صاحبه.
(أرسله على حين فترة من الرسل): تراخي من بعثة الرسل وإرسالهم.
(وهفوة من العمل): وذهاب من الأعمال والعبادات إذ لا داعي إليها.
(وغباوة من الأمم): جهل منهم لعدم من يرشدهم إلى الخير.
(اعملوا رَحمكم الله على أعلام بينة): أراد على بصيرة نافذة، وعن هذا قال عليه السلام: ((قليل في سنة خيرمن كثير في بدعة )) .
(فالطريق نهج): واضح بيَّن لمن سلكه.
(يدعو إلى دار السلام ): إلى الجنة، وهي موضع السلامة من النار.
(وأنتم في دار مستعتب): مسترضى من قولهم: استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني، ولهذا قال عليه السلام: ((فما بعد الموت من مستعتب )) .
(على مهل وفراغ): إرواد في العمر وفسحة فيه، وفراغ من الا شتغال قبل الموت، والاشتغال بأعمال الآخرة.
(والصحف منشورة): ممهدة للقراءة.
(والأقلام جارية): ممهدة للكتابة.
(والأبدان صحيحة): عن الأمراض والأسقام، قادرة علىالأعمال.
(والألسن مطلقة): عن الا عتقال فصيحة للنطق.
(والتوبة مسموعة): لمن نطق بها.
(والأعمال مقبولة): ممن فعلها.
(بعثه والناس ضلاَّل في حيرة): ضلاَّل عن الهدى، حائرون في ظلمات الجهل والعمى.
(خابطون في فتنة): عاملون في غير بصيرة، من قولهم: فلان يخبط في أمره أي يجري على غير هدى.
(قد استهوتهم الأهواء): استهواه الشيطان أي استهامه، والهيام: ضرب من الجنون، وأراد خالطهم أهواء النفوس فهم في حيرة وقلق.
(واستزلهم الكبرياء): أبعدهم الفخر والتكبر عمَّا يليق بالعقلاء فعله.
(واستخفتهم الجاهلية الجهلاء): استخفه أي أهانه، وأراد أن أعمال الجاهلية هي التي أهانتهم، وأسقطت منازلهم، والجهلاء مبالغة مثل قولهم: شيطان ليطان، وحسن يسن .
(حيارى): متحيرون في مذاهبهم، لا يدرون أين يوجهون.
(في زلزال من الأمر): وجل وإشفاق من أجل ما هم فيه من أمر الجاهلية.
(وبلاء من الجهل): وأعظم بلوى من أجل الجهل، ولعمري إنه من أعظم البلاوي.
(فبالغ صلى الله عليه وآله في النصيحة): لمن بعث إليهم بالهداية إلى ما يصلحهم وتعريفهم ما يفسدهم.
(ومضى على الطريقة): الدعاء إلى التوحيد وإقامة الحدود.
(ودعا إلى الحكمة والمواعظ الحسنة): كما أمره الله تعالى بقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }[النحل:125] وأراد بالحكمة الهداية إلى الدين، والتذكير البالغ النافع لمن سمعه.
(قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار ): أراد أن الله تعالى مكنَّ محبته من قلوب أهل ا لصلاح فتمكنت من سوائد قلوبهم، وفي الحديث: ((لا يكون المؤمن مؤمناً حتى أكون أحب إليه من والديه )) .
(وثنيت إليه أزمة الأبصار): ثنيت الحبل إذا عطفته، وأراد أن الأزمة مصروفة عنه دون غيره.
(دفن به الضغائن ): التي كانت بينهم في الجاهلية، وصاروا كثيري التراحم والحنو على بعضهم بعض ببركته، كما قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ }[الأنفال:63].
(وأطفأ به النوائر): النوائر جمع نائرة، والنائرة بالنون هي: العداوة والشحناء، وبالثاء بثلاث نقط هي هيجان الغضب، وكله ها هنا محتمل، وأراد أن الله أطفى ببركته ما كان بينهم من هذه الثوائر .
(ألف به إخواناً): جمع بالدين جماعات كانوا مفترقين .
(وفرق به أقراناً): وفرق به جماعات كانوا مجتمعين على الباطل من عبادة الأوثان والأصنام.
(أعز الله به بعد الذلة ): رفع به أقواماً بالإسلام بعد استصغارهم في الكفر.
(وأذل به بعد العزة ): وخفض أقواماً بالكفر بعد أن كانوا أعزة في الجاهلية، وهذا ظاهر من حاله عليه السلام، فانظر إلى ما رفع الله حال سلمان وصهيب وبلال، وغيرهم من الضعفاء بالدين والإسلام،، وإلى ما وضع الله أبا لهب وعتبة وشيبة بالكفر والضلال.
(كلامه بيان): لكل ما تضمنه من الشرائع والأحكام، والحكم والآداب في الدين والدنيا.
(وصمته لسان): فيه وجهان:
أحدهما: أن يريد أن صمته بمنزلة قوله في كونه شرعاً يقتدى به، وهو أحد الأدلة الشرعية أعني السكوت من جهته.
وثانيهما: أن يريد أن صمته حكمة وصواب، وليس غفلة وذهولاً وحصراً وعياً مثل سكوت غيره.
(92) ومن خطبة له عليه السلام
(الحمد لله الأول فلا شيء قبله): لأن كل ما كانت أوليته بلا نهاية، فلايعقل أن يكون شئ متقدماً عليه ولا سابقاً له.
(والآخر فلا شيء بعده): لأن كل ما كانت آخريته بلا نهاية، فلا يمكن أن يكون شيء متأخراً عنه كائناً بعده.
(والظاهر): بالأدلة.
(فلا شيء فوقه): في الظهور والجلاء.
(والباطن): عن إدراك الأبصار.
(فلا شيء دونه): في استحالة الإدراك عليه.
(ولئن أمهل الله الظالم): نفَّس له في المهلة، ومدَّ له في العمر.
(فلن يفوت أخذه): فيستحيل أن يتعذر عليه أخذه والانتقام منه.
(وهو له بالمرصاد): بالطريق الذي يرقبه فيها.
(على مجاز طريقه): ممره فيها.
(وبموضع الشجا): وهو ما يعترض بالحلق .
(من مساغ ريقه): من مبلع الريق.
(أما والذي نفسي بيده): قسم بما لايقدر عليه إلا الله من إمساك الأنفس وتوفيها.
(ليظهرنَّ): من الظهور والغلبة.
(هؤلاء القوم ): معاوية وأهل الشام.
(عليكم): بالقهر والإذلال، وظهورهم عليكم.
(ليس لأنهم أولى بالحق منكم): ما كان لهذه العلة، فالأمر على خلاف ذلك من كونكم على الحق وهم على الباطل.
(ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم): انقيادهم لحكم معاوية ومتابعتهم له وامتثالهم لأمره.
(وإبطا ئكم عن حقي): بمخالفتكم لأمري وتثاقلكم عن نصرتي.
(ولقد أصبحت الأمم): من قبلكم وبعدكم .
(تخاف ظلم راعيها ): أميرها والمتولي لأمرها، وهذا هو الحكم في العادة على مجاري الدهر.
(وأصبحت أخاف ظلم رعيتي): تنقصهم بحقي وتخاذلهم عن نصرتي.
(استنفرتكم للحرب ): طلبت خروجكم لمحاربة عدوكم.
(فلم تنفروا): ذلاً وتخاذلاً ونكوصاً عن الجهاد والموت.
(وأسمعتكم): المواعظ والزجر والتهديد.