(ولا تولهه رحمة): تحيره وتدهشه رحمة قوم.
(عن عقاب): عن إنزال عقوبة بقوم آخرين.
(ولا يجنُّه البطون عن الظهور): فيه وجهان:
أحدهما: أن يريد أنه لا تستره، والجنَّة: ما سترك من ثوب وغيره، يعني بالبطون والظهور أغوار الأرض وأنجادها، لأن ذلك إنما يكون في حق من كان جسماً.
وثانيهما: أن يكون غرضه من ذلك أن يكون البطون والظهورمصدرين، من قولهم: بطن بطوناً وظهر ظهوراً، وأراد أنه يكون باطناً وظاهراً لا يمنعه أحدهما عن الآخر، فالأول يكون بالتاء بنقطتين من أعلاه في قوله: ولا تجنه، والثاني بالياء بنقطتين من أسفلها؛ لأنهما مذكران.
(ولا يقطعه الظهور عن البطون): ما ذكرناه من الوجهين في الإجنان فهو حاصل ها هنا في القطع من غير تفرقة بينهما، ويقطعه بالياء والتاء أيضاً.
سؤال؛ أراه في الأول أضاف الإجنان إلى البطون، وفي الثاني أضاف القطع إلى الظهور؟
وجوابه؛ هو أن غرضه بالإجنان هو الستر، فأراد أن البطون من الأودية لا يجنُّ ظهورها عن إدراكه ورؤيته مع انخفاضها وشدة عمقها، وغرضه أن إدراكه للبطون غير مانع من إدراكه للظهور، وهكذا أيضاً أنه إذا أدرك ما على ظاهر الأرض ووجهها، فإن ظاهرها لايقطعه عن إدراك ما بطن في جوفها وتزيل رؤيته؛ بل هما سيان في ذلك، فلهذا أسند الاجتنان إلى البطون لما كانت مانعة من الإدراك بالإضافة إلينا، وأضاف القطع إلى الظهور لما كانت قاطعة للرؤية في حقنا، استعارة لذلك وتوسعاً، وهذا يؤيد أن يكون غرضه بالبطون والظهور هو المعنى الأول دون المعنى الثاني.
(قرب فنأى): يريد قرب بالعلم والإحاطة دون الجهة، فَبَعُدَ أن تناله الأوهام، أو تدركه الألحاظ.
(وعلا): بالقدرة والقهر.
(فدنا): بالرحمة والطَّوْل.
(وظهر): بالأدلة الباهرة على وجوده.
(فبطن): عن الرؤية وسائر الإدراكات كلها لاستحالتها عليه.
(وبطن): عن إدراك حقيقته للعقول ، وأن تكون واقعة على كُنْهِهَا.
(فعلن): للمستدلين على ثبوته بالمخلوقات الموجودة والإحكامات البديعة.
(ودان): أذل واستعبد جميع الخلق.
(ولم يُدَنْ): يفعل به ذلك لا ستحالته في حقه.
(لم يذرأ الخلق باحتيال): أراد لم يخلقهم بحيلة أعملها، ولا وُصْلَة توصل إليها.
(ولا استعان بهم لكلال): الكلال هو: السآمة والملل، وأراد أنه لم يستعن بهم في شيء من مخلوقاته لملالة أصابته، ولا فتور لحقه في خلق هذه المكونات على عِظَمِها واتساعها وكثرتها.
(أوصيكم عباد الله بتقوى الله): اتَّقاه وحفظ حدوده، ومراقبة ذلك كله.
(فإنها الزمام): المتمسك الذي يحفظ به الإنسان نفسه عن ارتكاب الفواحش واقتحام المعاصي، استعارة من زمام الفرس والناقة، فإن من ركب فرساً بغير زمام لم يملك رأسها، فيوشك أن توقعه في مهلكة شديدة، وهكذا من لم يتقِ الله يوشك أن يقع في النارلإهماله لها.
(والقِوام): يروى بكسر القاف وفتحها، فالكسر أخذاً من قولهم: هذا قِوام الأمر أي نظامه وعماده، وبالفتح، أخذاً من قولهم: مافعله فهو قَوام أي عدل وقسط لا حيف فيه، قال الله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }[الفرقان:67] أي عدلاً، وكلاهما لا غبار عليه ها هنا .
(فاستمسكوا بوثائقها): الوثيقة: الثقة، يقال: [فلان] أخذ بوثيقة أمره أي بالثقة منه.
(واعتصموا):من المعاصي وكل ما يكره إتيانه وتركه من الدين .
(بحقائقها): بما يحق أن يكون معتصماً فيها.
(تؤول بكم): ترجع بكم، من قولهم: آل إذا رجع .
(إلى أكنان الدّعة): جمع كِنّ وهو: ما يستر ويُغَطّى من الشمس وغيرها، والدَّعة: الراحة.
(وأوطان السعة): الوسع: خلاف الضيق، وأراد بذلك الجنة.
(ومعاقل الحرز): الأمكنة المنيعة المحرزة لصاحبها عن أن ينال بمكروه.
(ومنازل العز): حيث لا يضام صاحبها ولا يقهر.
(في يوم): متعلق بتؤول.
(تشخص فيه الأبصار): شخص الرجل بصره إذا فتح عينيه فلم يطبقهما، وهذا إنما يكون في الأمورالعظيمة كما يقع عند الموت، وعند رؤية أهوال القيامة، كما قال : {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }[إبراهيم:42].
(وتظلم له الأقطار): إذ لا شمس هناك ولا قمر ولا نجوم لذهابها وتغيرها عن حالتها؛ لتكوير الشمس وخسوف القمر، وانكدار النجوم، وغير ذلك من الأهوال.
(وتعطَّل فيه صُرُومُ العشار): الصروم جمع صرم، وهي: الجماعة من الإبل، والعشار من الإبل: جمع عشراء وهي: التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر، وأراد وتعطلت الجماعات من الإبل العشار، كما قال تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطّلَتْ }[التكوير:4].
(وينفخ في الصور): قال الكلبي: لا أدري ما الصور، وقيل: هوجمع صورة مثل: بُسرة وبُسر ، يريد أن الله ينفخ في صور الموتى أرواحهم فيقومون، وقيل: هو قرن ينفخ فيه إسرافيل ، وقيل: ميكائيل.
(فتزهق كل مهجة): تخرج من الجسم التي كانت فيه.
(وتَبْكَمُ كل لهجة): أي كل ذي لهجة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ }[يس:65]، واللهجة هي: اللسان، يقال: فلان فصيح اللهجة.
(وتذل الشم الشوامخ): الجبال العالية المرتفعة.
(والصم الرواسخ): الصخور الثابتة المستقرة من هول ذلك اليوم، وشدة فزعه.
(فيصير صلدها): الصلد: الحجر الأملس.
(سراباً رقرقاً ): السراب: الذي يُرَى بالنهار كأنه ماء، الرقرق: المضطرب الذي يجيء ويذهب وفيه لمعان.
(ومعهدها): مكانها الذي تعهد فيه أهلها.
(قاعاً سملقاً): المستوي من الأرض، وهو كالصفصف، كما قال تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً ، لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلاَ أَمْتاً}[طه:106-107].
(فلا شفيع يشفع): لمن كان مستحقاً للعذاب من الله تعالى.
(ولا حميم يدفع ): عنهم ذلك العقاب المستحق.
(ولا معذرة تنفع): فيخرجون من العذاب، كما قال تعالى : {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ }[غافر:52]، {وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ }[المرسلات:36].
(177) ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها الدنيا
(بعثه حين لا علم قائم): العلم: منار الطريق، وقيامه: نصبه.
(ولا منارساطع): أي ظاهر، ومنه سطع الفجر إذا ظهر نوره.
(ولا منهج واضح): طريق ظاهرة لمن يسلكها.
(أوصيكم عباد الله بتقوى الله): مراقبته في السر والعلانية، وخوفه في كل الأحوال.
(وأحذِّركم الدنيا): أبعدِّكم منها، والتحذير: التبعيد من الشيء.
(فإنها دار شُخُوص): شخص من المكان إذا فارقه، وأراد أنها دار مفارقة وزوال إلى غيرها.
(وَمَحلَّة تنغيص): تنغيص: تكدير، وتنغَّص نومه إذا تكدر، قال:
لا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوتَ شَيءٌ
نَغَّصَ الْموتُ ذَا الْغِنَى والْفَقِيْرا
(ساكنها): المستقر فيها.
(ظاعن): خارج، من قولهم: ظعن عن مكانه إذا كان خارجاً عنه.
(وقاطنها): المقيم فيها.
(بائن): إما ذا بينونة عنها، وإما مفارق، من قولهم: بان عن موضعه إذا فارقه.
(تميد بأهلها): تضطرب بهم، وعنى بذلك تقلبهم فيها من حال إلى حال، فبينا ترى الإنسان فيها غنياً قد صار فقيراً، وعزيزاً حتى صار ذليلاً، إلى غير ذلك من الحالات والتنقلات.
(مَيَدَانَ السفينة): شبَّه اضطرابهم وتباين أحوالهم على الدنيا باضطراب السفينة الواقعة على الماء.
(تصفقها العواصف): تضربها الريح الشديدة من موضع إلى موضع.
(في لجج البحار): معظمها وأعمقها.
(فمنهم الَغرِقُ الَوبِقُ): وعند ذلك أحوالهم منقسمة إلى من غرق في الماء وهلك فيه، والوباق: الهلاك.
(ومنهم الناجي): المتخلص.
(على متون الأمواج): متن الشيء: أشده وأصلبه، ومتنا الظهر: مُكْتَنِفَا الصلب من عن يمين وشمال.
(تحفزها الرياح): تسوقها، وحفزه إذا دفعه من خلفه.
(بأذيالها): ذيل الرياح: ما انسحب على الأرض منها.
(وتحمله على أهوالها): الضمير للناجي، والأهوال جمع هول وهو: ما يروع الإنسان ويخجله .
(فما غرق منها فليس بمستدرك): أي لا نجاة له بعد ذلك ولا يُرْجَى له فرج.
(وما نجا منها): سلم من أهوالها.
(فإلى مَهْلَكٍ): أي فلابد من هلاكه بغير ذلك، والْمَهْلَكُ: الهلاك كَالْمَضْرَب من الضرب، وهذا من التشبيه المركب، شبه حالهم في الدنيا، ونجاة من ينجو منهم بالأعمال الصالحة، وهلاك من يهلك بالأعمال السيئة، واختلاف أحوالهم فيها وتباين أمورهم، بحال قوم ركبوا سفينة، وضربتها الريح واشتدبهم الموج، فمنهم الغارق ومنهم الناجي، فمن غرق منهم فلا يُرْجَى له نجاة إلى البر، كما أن من هلك في النار فلا خلاص له عنها، ومن نجا منهم فإنما ينجو على شدة وصعوبة، وأهوال عظيمة وأخطار يلاقيها في معاناة الأمواج واضطرابها، كما أن من ينجو بالأعمال فإنما ينجو على مكابدة الشدائد ومقاساة العظائم.
اللَّهُمَّ، نجنا من هذه الأخطار، وسلّمنا من هذه الأهوال يا أكرم مسئول، وأعظم مرجو.
(عباد الله): إيقاظ وتنبيه عن هذه الغفلة، وتذكير بحال العبودية وما ينبغي لهم من ملاحظة شأنها، ومراقبة أحوالها.
(الآن): وهو عبارة عن الوقت الذي أنت فيه، وقد وقع في أول حاله، بالألف واللام، وعند النحاة أنه مبني على الفتح، والحق أنه معرب إلا لعارض يعرض في بنائه.
(فاعملوا): فاجتهدوا في تحصيل الأعمال الصالحة.
(والألسن مطلقة): عن الاعتقال وما يعرض لها من التغير عند الموت.
(والأبدان صحيحة): عن الأمراض والأوعاك.
(والأعضاء لَدْنةٌ): رمح لدن إذا كان رخواً يسهل عطفه، وأراد بذلك الإشارة إلى زمن الشباب فإن الأعضاء فيه لينة رخوة يسهل عطفها ومدَّها وبسطها، بخلاف الشيخوخة فإن ذلك متعذر فيها، وكما توصف الأعضاء باللدونة، توصف الخلائق أيضاً، يقال: فلان له خلق لدنٌ إذا كان سلساً سهلاً ، قال:
لَدنٌ إذَا لُويِنْتُ سَهَلٌ مِعْطَفِي
أَلْوِي إذَا خُوشِنْتُ مَرْهُوب الْشَدى
(والمنقلب فسيح): يريد إما المكان وهي الدنيا قبل ضيق القبر، وإما يريد الزمان قبل حضور الموت.
(والمجال عريض): التجاول هو: الاضطراب، ومنه تجاول الفرسان إذا جال بعضهم على بعض، وأراد موضع التجاول، وإنما وصفه بالعرض مبالغة في سعته؛ لأن الغالب في العادة أن العرض هو أقل من الطول، فإذا كان العرض فسيحاً فكيف حال الطول، وهذه الجمل الابتدائية واقعة في موضع الحال من الضمير في اعملوا.
(قبل إرهاق الفوت): متعلق بقوله: اعملوا، وأراد قبل أن يغشاكم الأمر الذي يفوت عنكم معه كل شيء، وأرهقه إذا أغشاه.
(وحلول الموت): نزوله واتصاله بكم.
(فحققوا عليكم نزوله): ليكن عندكم حقاً لا مرية فيه، فكأن قد وقع، وما هذا حاله فهو حق لا محالة فيه، وافعلوا الخيرات كلها.
(ولا تنتظروا قدومه): بفعلها فإن ذلك متعذر.
(178) [ومن خطبة له عليه السلام]
(ولقد علم المستحفظون): الذين سألهم الله حفظ علوم الشريعة، وطلب ذلك من جهتهم، كما قال تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ }[المائدة:44].
(من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أني لم أرد على الله ولا على رسوله): فيه وجهان:
أحدهما: أن يريد أني لم أَرَدَّ خبراً من جهة الله تعالى ولا من جهة رسوله، فيما أخبرني به عن نفسه أو عن الله من أمور الدين وأحوال القيامة، وغيرذلك من الأخبار.
وثانيهما: أن يكون غرضه أني لم أخالف شيئاً مما أمر الله به ورسوله بل صدَّقت الأخبار كلها، وامتثلت الأوامر جميعها.
(ساعة قط): في وقت من الأوقات، ولا وقع ذلك في ساعة من الساعات، وقط موضوعة لا ستغراق الأوقات الماضية، تروى بفتح القاف وتشديد الطاء، وفتح القاف وتخفيف الطاء.
(ولقد واسيته بنفسي): آسيت فلاناً بمالي أي جعلته أسوتي فيه.
(في المواطن التي تنكص فيها الأبطال): نكص على عقبيه إذا تأخر، قال تعالى: {فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ }[المؤمنون:66]، وأراد المواضع الصعبة في الحرب، فمن ذلك نومه على فراش رسول الله حين همَّ المشركون بقتله عند خروجه من مكة، ومسيره إلى الغار ، ومن ذلك انهزام الناس يوم أحد، وأنه لم يبق في المعركة سوى أمير المؤمنين والعباس ، ولهذا قال تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ }[آل عمران:165] عتاباً لهم على ذلك، ومن ذلك ما كان منه في حنين حين انهزم المسلمون وقتل أمير المؤمنين ذا الخمار صاحب راية المشركين ، ولهذا قال : {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ }[آل عمران:153]، ومن ذلك ما كان منه في فتح خيبر حين رُدَّ غيره وفتح الله على يديه بعد أن حزن رسول الله حزناً عظيماً لما لم يفتح على يد غيره ، ومن ذلك ما كان منه في قتل عمرو بن عبد ود.
ثم قال رسول الله: ((ضربة علي تعدل عبادة الثقلين )) يريد قتله لعمرو، وغير ذلك من المواساة في المضايق التي يصعب الخلاص منها.
(وتتأخر فيها الأقدام): جبناً وذلاً.
(نجدة): شجاعة وجرأة.
(أكرمني الله بها): جعلها كرامة لي وفضَّلني بها على غيري ممن ليس حاله مثل حالي، ونجدة يُروَى منصوباً على أنه مفعول له، ويُروَى مرفوعاً أي هذه نجدة.
(ولقد قبض رسول الله): يعني وقت موته.
(وإن رأسه لعلى صدري): يريد أنه كان مُتَّكئاً للرسول عليه السلام عند موته وقبض وهو على هذه الحالة.
(وسالت نفسه من كفي): فيه وجهان:
أحدهما: أن يريد بالنفس الدم، وقد كان ذلك يوم أحد، فإن الرسول عليه السلام لما جرح في وجهه جعل أمير المؤمنين يزيل الدم عن وجهه، وفي الحديث: ((كل ما ليست له نفس سائلة، فإنه لا ينجس الماء موته فيه )) .
وثانيهما: أن يكون غرضه أنه قبض روحه عليه السلام، وجعلت في سرقة من حرير الجنة عند نزعها، فيجوز أن يكون ملك الموت وضعها في كفه كرامة لأمير المؤمنين وتشريفاً لحاله، ومثل هذا غير ممتنع فإن الله تعالى قد أكرمه بأمور عظيمة، ولعل هذا من جملتها، وهذا هو المطابق لظاهر كلامه، ولهذا قال بعد ذلك:
(فأمررتها على وجهي): يريد أنه مسح وجهه بها تبركاً بذلك، وهذا هو المعمول عليه من غير حاجة إلى تعسف التأويلات.
(ولقد وليت غسله): يريد توليته.
(والملائكة أعواني): على غسله وتجهيزه بالإعطاء والمناولة لما يحتاجه في ذلك؛ لأنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترددوا فيمن يغسله فقيل: لا يغسله إلا رجل من أهل بيته ولا يجرَّد من ثيابه، فغسَّله أمير المؤمنين في قميصه لم ينزعه .
(فضجت الدار والأفنية): الضجيج: ارتفاع الأصوات وكثرتها، والغرض أهل الدار، والأفنية: جمع فناء وهو: جانب الدار.
(ملأ يهبط): الملأ من الناس هم: الأفاضل والأشراف، والهبوط: النزول.
(وملأ يعرج): يصعد إلى السماء، كل ذلك عناية بأمر الرسول وقدوم روحه إلى السماء، ومواراة جثته في الأرض، وفقده من الدنيا، وارتفاع أخبار السماء، وزوال أحد الأمنين ، فلهذا كان الضجيج من أجل ذلك.
(وما فارقت سمعي هينمة): الهينمة: الصوت الخفي.
(منهم ): من جهتهم.
(يصلون عليه):
سؤال؛ ما الفرق بين الصلاة من جهة الله تعالى ومن جهة الملائكة والثقلين، وما حكمها؟