على مثله لا قبح عندي في البكا .... دواماً بتذكار المحامد والثنا
وكيف إلام اليوم في ذاك والعلا .... يشاطرني وأسمع صداه مؤبنا
لجبريل أهل الأرض قطب زمانه .... ومصلت سيف الحق إبان وهننا
(علي) إمام العلم نجل (محمد) .... نماه بنو (العجري) سادات ربعنا
سأتبع هذا إن تمكنت غيره .... ولو لم يكن إلا نفاثه مثخناً
وأزكى صلاة الله تغشى محمداً .... وعترته في المنتهى غاية المنى
قال السيد العلامة نجل المؤلف يحيى بن علي العجري: وقد نسج على منوالها الأخ العلامة قاسم بن صلاح عامر هذه الترثية، وأرسلها إلينا بتوقيعه وتوقيعات الإخوان الساكنين بعويره، وعليها إمضاء والدنا العلامة بقية أهل الاستقامة، ضياء الإسلام الولي بن الولي: مجد الدين بن محمد المؤيدي حفظه الله، وأسعد أوقاته، ومتع الإسلام والمسلمين بطول حياته:
سنبكي معاً يا صاح والخطب قد دنا .... وهدّ قوى الإسلام فينا وأوهنا
وأبكي لما قد ناب دين محمد .... فقدنا به ما قد دهى وتمكنا
وأبكي على سادات آل محمد .... هداة البرايا بل وأقطاب ديننا
فقد رحلوا عنا وأبقوا حثالة .... بهم سار ركب الجهل في هذه الدنا
لمثل مصاب اليوم أبكي بعبرة .... بدمع غزير الودق سراً ومعلنا
على موت قطب الدين فينا وركنه .... وشمس الهدى في كل أنحاء قطرنا
إمام به من ظلمة الجهل يهتدى .... ويضحى به وجه الشريعة بينا
ألا أيها الناعي لشرعة أحمد .... ونهج عليّ في نظامك موزنا
فما كنت في نعي الشريعة منصفا .... وما كنت في نعي المعالم محسنا
نعيت علياً من ترى كان نهجه .... كنهج علي قيماً ما به انحنا
نعيت إمام العلم نجل محمد .... على نهج طه ما توانى ولا انثنا
له نسب ينمى إلى سادة الورى .... إلى أسرة (العجري) طابت معادنا
لقد عظم الخطب الذي عم قطرنا الـ .... ــيماني في صقع وسهل ومنحنا
فمن لكتاب الله بعدك موضحاً .... لغامض آيات الكتاب مبينا
وسنة طه مالها من مترجم .... يوضّح منها مجملاً ومبينا
فلا خير في عيش وقد غاب كوكب .... يضيء لنا بيتاً ووهداً وموطنا
ورحمة رب العرش تغشاك راحلاً .... إلى جنة طابت مقيلاً ومسكنا
ويا أسرة المفقود صبراً فإنه .... به ينعت الخلاق من كان مؤمنا
ولا تحسبوا أن المصاب يخصكم .... وقد مات من راض المفاخر والثنا
فموت علي في العوالم ثلمة .... لها أثر باق إلى يوم حشرنا
وما مات من حاز العلوم وراضها .... وأورثنا منها معيناً ومعدنا
عليك صلاة الله بعد محمد .... وعترته ما ماد غصن أو انثنا
مصادر ترجمته
بهجة الصدر في ترجمة علامة العصر (خ) تأليف ولده العلامة يحيى بن علي العجري، مؤلفات الزيدية: 2/96، 3/80،44، أعلام المؤلفين الزيدية: 720ـ722.
عملي في تحقيق الكتاب
مما لا شك فيه أن لهذا الكتاب صداه في أوساط الزيدية وغيرهم، ولكن نظراً لعدم طبعه فإنه لم ينتشر الإنتشار اللائق به، وها هو اليوم يخرج ولأول مرة في أبهى حلة وأزهى صورة، نقدمه خدمة للأمة الإسلامية جميعاً، وقد حاولنا في تحقيقنا له أن نسلك الطريق التي أراد المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ أن يكون كتابه هذا عليها، وهذه خطوات التحقيق:
*…دفعت الكتاب إلى الكمبيوتر للصف، بعد اختيار نسخة المؤلف بأجزائها الثلاثة عمدة في النقل.
*…تم مقابلة ما تم صفه بالكمبيوتر على النسخ المخطوطة، وهو لا زال في جهاز الكمبيوتر، لتقليل الأخطاء المطبعية.
*…سلّمت الملازم المصفوفة بعد إخراجها إلى أحفاد المؤلف للمقابلة الدقيقة، فقاموا مشكورين بالمقابلة والتصحيح.
*…قسّمت النص إلى فقرات، والفقرات إلى جمل، واستخدمت في ذلك علامات الترقيم المتعارف عليها.
*…قمت بمراجعة الآيات المذكورة في الكتاب على المصحف الشريف، وأشرت إلى مواضعها، بذكر اسم السورة ورقم الآية، وجعلت ذلك بعد الآية مباشرة بين معقوفين هكذا [ ].
*…حاولت أن أضع كل مقالة أو حديث في فقرة مستقلة، واستغنيت بذلك عن الأقواس.
*…حاولت وضع أسماء أصحاب المقالات والآراء في بداية كل سطر ـ قدر الإمكان.
*…وضعت الفصول والمسائل والفوائد والتنبيهات في سطور مستقلة، وجعلت لها عناوين تناسبها.
*…وضعت لكل مسألة رئيسية عنواناً يناسبها، وجعلتها في بداية كل صفحة.
* وضعت صفحة مستقلة قبل تفسير كل آية، وذكرت فيها الآية المفسرة، وموقعها في السورة، وأبرزت أهم المواضيع التي تناولها المؤلف أثناء تفسيره لها.
* بالنسبة للأحاديث تعمدت عدم تخريجها؛ لأن المؤلف رحمه الله تعالى قد خرجها من مصادرها، والتزم ذكر تصنيفها، والإشارة إلى صحتها من ضعفها.
* …وأما التراجم للرواة فإن المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ قد كفانا مؤنة الترجمة لهم، حيث ترجم لكل واحد منهم، وقد وضعت في الفهرس اسم المترجم له، وموقع وجود ترجمته.
* وضعت هذه المقدمة التي بين يديك.
وصف المخطوطة
ولقد حصلت ـ والحمد لله تعالى ـ على نسخة المؤلف التي خطها شقيقه السيد العلامة الحسن بن محمد العجري، حيث قام المؤلف بمراجعتها بعد النسخ، وتصحيحها، ووضع بعض الهوامش في جنباتها، وقد وقع الكتاب في ثلاثة مجلدات كبار، وكان عدد صفحات المجلد الأول (375) صفحة، والمجلد الثاني (779) صفحة، والمجلد الثالث (364) صفحة، جميعها من القطع الكبير.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الثلاثة المجلدات المخطوطة قد أصبحت بعد الطبع كما تراها ماثلة بين يديك، حفاظاً على تناسق صفحاتها، وتناسبها مع حجم المجلد، وقد أشرنا إلى نهاية كل مجلد مخطوط في الموضع الذي انتهى إليه في المجلد المطبوع.
وفي الأخير:
أسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بهذا الكتاب جميع المسلمين، وأن يوحد صفوفهم، وينصرهم على أعدائهم، ويرزقهم حب محمد وآل محمد، إنه على ما يشاء قدير.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
عبدالله بن حمود بن درهم العزي
اليمن ـ صعدة
14/ جماد الثاني/1424هـ ـ
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي تفضل علينا بالقرآن، وهدانا به إلى مناهج التقوى والإيمان، بما أودع فيه من التنبيه على دلائل العدل والتوحيد، وأبان فيه من قواطع الوعد والوعيد والزجر والتهديد، وما ضمنه من العلوم التي هي قوام جميع الأنام، وأساس قواعد الإسلام من معرفة الحلال والحرام، وسائر الآداب والأحكام، حتى صار لكل شيء بياناً وحجة، وإلى كل خير مسلكاً ومحجة.
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة ذي علم ويقين، بريء من الظن والتخمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي تشرف بشرفه أصوله وفصوله، صلى الله عليه وعلى آله الفرقة الناجية، والعصابة الهادية، صلاة وسلاماً دائمين متلازمين من يومنا هذا إلى يوم الدين. أما بعد:
فإني لما نظرت إلى ما وسعه الناس من الفنون والعلوم، وتشعب ما انطوت عليه من المنطوق والمفهوم، والاختلاف الطويل العريض بين أرباب النهى والحلوم، وتفكرت فإذا هذا العمر القصير لا يتسع لتعلم كل مستحسنها، فضلاً عن فضولها ومستهجنها، رأيت أن الاشتغال بالأهم منها هو الصواب، والمتعين فرضه في محكم السنة والكتاب، وذلك ما لا يعذر بجهله أحد من ذوي الألباب، وهو معرفة الله ومعرفة ما يرضيه وما يسخطه، واتباع ما يرضيه، واجتناب ما يسخطه، وهذه الوجوه شاملة لمسائل الاعتقاد والعبادات، والمعاملات، والمأمورات، والمنهيات، وغيرها من الآداب ومكارم الأخلاق، وكان كتاب الله هو الكفيل بتلك العلوم النافعة، والمطلع لأنوارها النيرة الساطعة، والنهر الجاري المروي لتلك الحدائق المتدلية قطوفها اليانعة، فصرفت همتي، ووجهت عزمي، وبذلت جهدي في تدبر آياته، والتأمل لدلالالته، والغوص في قعور بحوره، والاستبصار بضيائه ونوره، لاستخراج المهم من المسائل الاعتقادية وغيرها من ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، ولا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه، وجعلت الكتاب العزيز أصلاً ومرجحاً لما طابقه من مختلفات الأدلة، قاضياً على ما خالفه بأنه من تمويهات أهل البدع المضلة، مع الاستعانة بأنظار الأئمة وغيرهم من علماء الأمة، وجمعت ما تحصل من الفوائد، وما قيدته من الشوارد في هذا الكتاب حفظاً لها من الضياع، وتقريباً لمن يريد الانتفاع، لا سيما نفسي الموسومة بالملل عن معاودة النظر، وقلة الحفظ والتذكر لمتفرقات الأدلة على الوجه المعتبر، وسميته: (مفتاح السعادة في المهم من مسائل الاعتقاد والمعاملات والعبادة)، وأنا أسأل الله أن ينفعني به في الدين والدنيا والآخرة، وأن يجعله لي لديه عند لقائه ذخرة نافعة فاخرة، وأن ينفع به عباده حتى يكون لي عملاً صالحاً يتبعني إذا صارت عظامي رميماً ناخرة، إنه المتفضل علينا بصنوف النعم الباطنة والظاهرة.
[طريقة المؤلف في الاستدلال]
واعلم أني أضيف إلى الدلائل القرآنية ما يطابقها من الأدلة العقلية والسنة النبوية، والآثار العلوية، والإجماعات المروية، والأقيسة القوية، وأذكر من قال بمدلولها من العترة وغيرهم، وآتي من شبه المبطلين بما عليه عندهم المعول والاعتماد، ثم أبين بطلانها بما لا ينكره إلا من غلب عليه الجهل والعناد، وأنسب ما تظمنه من السنة والآثار العلوية إلى أصولها من كتب أئمتنا وغيرها، مع تبيين ما قيل فيها من تصحيح، أو تضعيف، وتوضيح ما فيها من المشكل والغريب تتميماً للفائدة، وخروجاً عن العهدة، ومعاونة على البر والتقوى، إلا أني أقتصر على ذكر هذه الأمور في أول موضع تقع فيه المسألة غالباً هرباً من التكرار.
هذا مع فوائد استطردتها، وفروع ألحقتها تستقر بها خواطر المتأملين، وتذعن لحسن موقعها وإيرادها عقول المنصفين، حتى جاء والحمد لله كتاباً تنشرح به قلوب أهل التقوى واليقين، ولا يحتاج الناظر فيه إلى غيره في كثير من معالم الدين، مع أني معترف أن الفضل فيه لغيري لعلمي بجمود قريحتي وقصوري وتقصيري، إلا أني أرجو الأجر الوافر على جمع الشتيت، وتقرير الدلالة على وجه يفضي إلى البيان والتثبيت.
اللهم اجعل عملي فيه خالصاً لوجهك الكريم، جارياً على سنن الصراط المستقيم، اللهم اشرح صدري لمعرفة الحق واتباعه، ونصرته وإيضاحه، ودمغ الباطل واجتنابه، وبيان بطلانه وافتضاحه، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري، وبلغني فيما أريده منه مما يرضيك عني أملي، وصل يا رب وسلم على محمد وآله، وحسبي ربي وكفى.