وأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها أبا بكر ثم أتبعه عليا عليه السلام فأخذها منه وقال : ( لا يؤديها إلا أنا أو رجل مني ) (1)فأمر عليه السلام في الحج مؤذنين يوم الحج الأكبر وهو يوم عرفة
[ صيغة أذان البراءة في الحج الأكبر ]
ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد فأجله أربعة أشهر فإذا مضت فإن الله بريء من المشركين ورسوله .
[ آيَةُ السَّيف ]
قوله تعالى : { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } (2)
قيل : هذه الآية نسخت من القرآن الكريم مائةً وأربعا وعشرين آيةً فلم تدع في القرآن شيئا من ذكر الإعراض والصفح إلا نسخته ، وقيل : هي منسوخة بقوله تعالى: { فإما منا بعد وإما فداء } (3)عن الضحاك والصحيح أنها ناسخة وليست بمنسوخة بإجماع العلماء من العترة [ عليهم السلام ]
قوله تعالى : { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } (4)
__________
(1) ـ أخرج أحمد في مسنده ج3 ص 283 عن أنس بن مالك قال : إن رسول الله (صلَى الله عليهِ وآلِه وسَلَّمَ ) بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة قال ثم دعاه فبعث بها عليا قال : لا يبلغها إلا رجل من أهلي ، وأخرج أحمد بن شعيب في سننه الكبرى ج5 ص 129 عن عبد الله بن أرقم عن سعد قال بعث رسول الله (صلَى الله عليهِ وآلِه وسَلَّمَ ) أبابكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال : قال رسول الله (صلَى الله عليهِ وآلِه وسَلَّمَ ) إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني ، وأخرج أحمد في مسنده ج4 ص 165 والترمذي في سننه ج5 ص636 وابن ماجة في سننه ج1 ص44 : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي
(2) ـ 5 التوبة
(3) ـ 4 محمد
(4) ـ 34 التوبة
الآ ية والتي تليها (1)
قيل : نسختا بآية الزكاة
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما أُدِّيَتْ زكاتُه فليس بكَنْزٍ ) (2)
__________
(1) ـ وهي : "يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"35 "
(2) ـ في صحيح البخاري : بَاب مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى اللهم عليه [وآله ] وسلم لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ * وفي سنن أبي داود 1337 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَتَّابٌ يَعْنِي ابْنَ بَشِيرٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحًا مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَنْزٌ هُوَ فَقَالَ مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَزُكِّيَ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ * وأخرجه الإمام أبوطالب بطريق أبي داود ص 199
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ( نسخت الزكاة كل صدقة ونسخ الأضحى كل ذبح ونسخ رمضان كل صوم فكل ما أديت زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا وكل ما غُلَّت زكاته فهو كَنْز )(1)
قال :شيخنا الحاكم وهو إجماع
قوله تعالى : { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم } (2)
__________
(1) ـ سنن البيهقي الكبرى \ 261/9 \ 18798أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الأصبهاني قدم علينا أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ببغداد أنبأ محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا علي بن سعيد يعني بن مسروق الكندي ثنا المسيب بن شريك عن عبيد المكتب ح وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن سليمان الخلال ثنا الهيثم بن سهل ثنا المسيب بن شريك ثنا عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخ الأضحى كل ذبح وصوم رمضان كل صوم والغسل من الجنابة كل غسل والزكاة كل صدقة قال علي خالفه المسيب بن واضح عن المسيب بن شريك وكلاهما ضعيف والمسيب بن شريك متروك
سنن البيهقي الكبرى \ 262/9 \ 18799أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك عن عتبة بن اليقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ غسل الجنابة كل غسل ونسخ صوم رمضان كل صوم ونسخ الأضحى كل ذبح
سنن الدارقطني \ 278/4 \ 37حدثنا أبي رحمه الله نا محمد بن حرب نا أبو كامل نا الحارث بن نبهان نا عتبة بن يقظان عن الشعبي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محى ذبح الأضاحي كل ذبح كان قبله وذكر صوم رمضان والزكاة والغسل من الجنابة بمثل ذلك
(2) ـ 41 التوبة
قيل :الآية فيها نسخ قال عبد الله بن الحسين عليه السلام : هذا قول مدخول فاسد وهي ناسخة غير منسوخة (1)
__________
(1) - وقال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية الجزء :2الصفحة :527"انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
ثم لما توعد من لم ينفر مع الرسول صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وضرب له من الأمثال ما ذكره عقبه بالأمر الجزم فقال: 41- "انفروا خفافاً وثقالاً" أي حال كونكم خفافاً وثقالاً، قيل المراد منفردين أو مجتمعين، وقيل نشاطاً وغير نشاط، وقيل فقراء وأغنياء، وقيل شباباً وشيوخاً، وقيل رجالاً وفرساناً، وقيل من لا عيال له ومن له عيال، وقيل من يسبق إلا الحرب كالطلائع، ومن يتأخر كالجيش، وقيل غير ذلك. ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه المعاني، لأن معنى الآية: انفروا خفت عليكم الحركة أو ثقلت. قيل: وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: "ليس على الضعفاء ولا على المرضى"، وقيل الناسخ لها قوله: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة" الآية، وقيل هي محكمة وليست بمنسوخة، ويكون إخراج الأعمى والأعرج بقوله: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج" وإخراج الضعيف والمريض بقوله: "ليس على الضعفاء ولا على المرضى" من باب التخصيص، لا من باب النسخ على فرض دخول هؤلاء تحت قوله: "خفافاً وثقالاً" والظاهر عدم دخولهم تحت العموم. قوله: "وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله" فيه الأمر بالجهاد بالأنفس والأموال وإيجابه على العباد، فالفقراء يجاهدون بأنفسهم، والأغنياء بأموالهم وأنفسهم. والجهاد من آكد الفرائض وأعظمها، وهو فرض كفاية مهما كان البعض يقوم بجهاد العدو وبدفعه، فإن كان لا يقوم بالعدو إلا جميع المسلمين في قطر من الأرض أو أقطار وجب عليهم ذلك وجوب عين، والإشارة بقوله: "ذلكم" إلى ما تقدم من الأمر بالنفير والأمر بالجهاد "خير لكم" أي خير عظيم في نفسه، وخير من السكون والدعة "إن كنتم تعلمون" ذلك وتعرفون الأشياء الفاضلة وتميزونها عن المفضولة.
والجهاد فرض واجب على الخفيف والثقيل ولما نزلت آية الجهاد قال الناس : إن فينا الضعيف والمحتاج والمشغول فأكد الله تعالى الفرض بقوله تعالى: { انفروا خفافا وثقالا }
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يرده جور جائر ولا عدل عادل ) (1)
قوله تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين } الآية
هذه الآية منسوخة بقوله { فانفروا ثبات أو انفروا جميعا } (2)ذكر ذلك عبد الله ابن الحسين عليه السلام(3) قال : والجهاد واجب إلا على من لم يقدر عليه لعلة مانعة والأقرب أنه إجماع أهل البيت عليهم السلام .
قوله تعالى : { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا } (4)
قال عبد الله بن الحسين رضي الله عنه : لما نزلت هذه الآية ضاق الأمر على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنسخها الله تعالى بقوله : { فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله } (5) فجاءت الرحمة بعد التغليظ وجعل الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالخيار فيهم قال الإمام المنصور بالله عليه السلام : فصار للإمام أن يأذن وذلك لا يسقط الفرض عن طالب الإذن إلا لعذر يعذره الله به .
قوله تعالى : { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار }
__________
(1) ـ أخرج أبوداود في سننه بإسناده إلى أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلَى الله عليهِ وآلِه وسَلَّمَ ) ثلا ث من أصل الإيمان الكف عمن قال لاإله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والأيمان بالقدر وأُخرج نحو هذا باختلاف بسيط في سنن البيهقي
(2) ـ 71 النساء
(3) ـ وذلك أن الآية الأولى حرمت أن ينفروا الجميع والثانية خيرت بين أن ينفر البعض أو الكل
(4) ـ 44 التوبة
(5) ـ 62 النور
قال الحسن والأصم: نزلت الآية قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة وهي منسوخة بقوله تعالى : { و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة } (1) قال شيخنا أبو علي هذا لا وجه له لأن تلك الآية بيان لوجوب القتال وهذه الآية بيان لكيفية القتال ولا تنافي بينهما فلا نسخ .
(سورة يونس) عليه السلام مكية بالإجماع
قوله تعالى : { إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } (2)
ذكر بعضهم أنها منسوخة بقوله تعالى : { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } (3) والله اعلم
قوله تعالى: { وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم } (4)
الآية كلها نسخت بآية السيف عن مجاهد والكلبي
__________
(1) ـ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(36)36 التوبة وفي الأصل بدون واو هكذا قاتلوا وأثبتها هنا بواو على الصحيح
(2) ـ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)15 يونس
(3) ـ 1 الفتح
(4) ـ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ(41)41 يونس
قوله تعالى: { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } (1)
وقوله تعالى : { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل } (2)
وقوله تعالى : { واصبر حتى يحكم الله } (3)
ذكر أبو القسم هبة الله المفسر أن هذه الآيات نسخت بآية السيف ولم يذكر ذلك شيخنا الحاكم
(سورة هود )عليه السلام نزل أكثرها بمكة
قوله تعالى { وقل للذين لا يؤمنون اعملوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إنَّا عاملون } (4)
قيل نسخت بآية السيف ولم يذكر ذلك شيخنا الحاكم رحمه الله تعالى (5)
(سورة يوسف )
عليه السلام مكية
ليس فيها ناسخ ولا منسوخ والله أعلم
(سورة الرعد ) مدنيه وقيل مكية
قوله تعالى : { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } (6)
قيل نسخت بآية السيف ولم يذكر ذلك شيخنا الحاكم رحمه الله تعالى
(سورة إبراهيم )
عليه السلام مكية
لا ناسخ فيها ولا منسوخ والله أعلم
( سورة الحجر )مكية
__________
(1) ـ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99)99 يونس
(2) ـ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(108)41 الزمر
(3) ـ 109وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ(109) يونس
(4) ـ 121وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ(121) هود
(5) ـ وقال المحققون : هذا تهديد ووعيد معناه : فستعلمون عاقبة أمركم وهذا لا ينافي قتالهم فلا وجه للنسخ
(6) ـ وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40)40 الرعد
قوله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل } (1)
قيل نسخت بآية القتال وقيل : هي تهديد وليس فيها نسخ
قوله تعالى : { فاصفح الصفح الجميل } (2)
قيل الآية منسوخة عن ابن عباس وقتاده ومجاهد والضحاك وقيل الآية ليست بمنسوخة والأمر بالصفح في موضعه وهو ممدوح في ساير الحالات وذلك لا ينسخ وقد يلزمنا الصفح مع التشديد في الجهاد
قوله تعالى : { واعرض عن المشركين } (3)
قيل أعرض عن قتالهم ثم نسخ بآية السيف عن ابن عباس والضحاك وقيل اعرض عن مجا وبتهم إذا آذوك عن أبي علي ولا نسخ فيه
( سورة النحل ) نزل بعضها بمكة وبعضها بالمدينة
وإذا لم يكن هناك نسخ لم يتشددوا في نقلها أمكية أم مدنيه ؟
قوله تعالى : { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } (4)
قيل نسخت بالآية التي في سورة المائدة وهي قوله : { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } (5)خلافا لبعضهم
قوله تعالى : { وجادلهم بالتي هي أحسن } (6)
__________
(1) ـ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(3) 3 الحجر
(2) ـ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ(85)85 الحجر
(3) ـ 94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ(94) الحجر
(4) ـوَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(67) 67 النحل
(5) ـ 90 المائدة
(6) ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)ـ 125 النحل
قيل الآية منسوخة بآية القتال وقيل غير منسوخة والمراد بالجدال الحسن الرفق واللطف وإقامة الحجة الواضحة
(سورة بني إسرائيل ) مكية
قوله تعالى : { وما أرسلناك عليهم وكيلا } (1)
قيل وكيلا تمنعهم من الكفر قهرا وقيل حفيظا وقيل هي منسوخة بآية القتال وكذلك ما جانس هذه الآية في جميع القرآن
( سورة الكهف ) مكية
ليس فيها ناسخ ولا منسوخ
( سورة مريم ) عليها السلام مكية
قوله تعالى : { فلا تعجل عليهم } (2)
قيل نسخت بآية السيف وقيل ليس فيها نسخ والمراد لا تعجل بالدعاء عليهم فتهلكهم وهو الوجه
( سورة طه ) مكية
قوله تعالى : { فاصبر علي ما يقولون } (3)
قيل نسخت بآية القتال وقيل لا نسخ فيها والمراد بالصبر الصبر على الأذى
(سورة الأنبياء ) عليهم السلام مكية
ليس فيها ناسخ ولا منسوخ
( سورة الحج )
وهي من أعاجيب سور القرآن لان فيها ليليا ونهاريا ومكيا ومدنيا وسفريا وحضريا وحربيا وسلميا وناسخا ومنسوخا ومحكما ومتشابها وقال القاضي المنقول أنها مدنيه
قوله تعالى : { وجاهدوا في الله حق جهاده } (4)
__________
(1) ـ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا(54) 54 الإسراء
(2) ـ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا(84) مريم
(3) ـ130 طه
(4) ـ 78 الحج
قيل نسخت بقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } (1)والله اعلم (2) والآية التي قبلها { فإن جادلوك فقل الله اعلم بما تعلمون } (3)قيل نسختها آية السيف (4) والله اعلم
(سورة المؤمنون )(5)
__________
(1) ـ 16 التغابن
(2) ـ وقيل : هي محكمة والمراد منها بذل الإمكان كما في قوله تعالى : { اتقوا الله حق تقاته }
(3) ـ 68 الحج
(4) ـ هذا على القول بأن المعني بالآية المشركون وأما على القول [ان المعني بها المنافقون لأنها كانت تظهر عنهم فلتات ويجادلون عنها فأمر أن يكل أمرهم إلى الله تعالى فالآية محكمة
(5) ـ في النسخ الخطية التي بأيدينا المؤمنين لهلها على الإضافة وقد أثنت ما في المصاحف
قال البغوي قي تفسيره الجزء :1الصفحة :407"قد أفلح المؤمنون"مكية، أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، أخبرنا محمد بن حماد ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا يونس بن سليمان ، أملى علي يونس صاحب أيلة، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: " كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل، فمكثنا ساعة- وفي رواية: فنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة- فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا، ثم قال: لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ " قد أفلح المؤمنون " إلى عشر آيات". ورواه أحمد بن حنبل ، و علي بن المديني ، وجماعة عن عبد الرزاق ، وقالوا: ((وأعطنا ولا تحرمنا وأرضنا وارض عنا)).
1. قوله تعالى: " قد أفلح المؤمنون "، ((قد)) حرف تأكيد، وقال المحققون: ((قد)) تقرب الماضي من الحال، يدل على أن الفلاح قد حصل لهم، وأنهم عليه في الحال، وهو أبلغ من تجريد ذكر الفعل، ((والفلاح)): النجاة والبقاء، قال ابن عباس: قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة.