الكتاب : الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم
المؤلف : الإمام المجتهد عبدالله بن الحسين بن القاسم الرسي

تقديم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
لقد عرض علي الأخ/ عبد الله عبد الله أحمد الحوثي، جهده في مجال العلم والمعرفة، وما قدمه من عمل يشكر عليه، إسهاماً منه في إثراء المكتبة اليمنية والإسلامية، والعلم والمعرفة، وإحياء التراث العربي والإسلامي اليمني، وما قام به من دراسة وتحقيق كتاب جليل لإمام فاضل من أشهر أئمة العلم والزهد والورع والتقوى باليمن، ممن كان له السابقة الأولى، واليد الطولى في الكتابة في علم الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وهو السيد الأجل العلامة عبد الله بن الحسين بن القاسم، أخو الإمام الهادي، مؤسس المذهب الهادوي في اليمن، وأول من قام بمحاربة أهل البدع (القرامطة باليمن) وأقام دولة الإسلام على أسس التقوى، وعلى منهاج آبائه الخلفاء من أهل البيت، فجزاهم الله خيراً، ورضي عنهم، وأرضاهم أجمعين.

ولقد وجدت الأخ / عبد الله عبد الله أحمد الحوثي، من الباحثين الطالبين للعلم والمعرفة من أصولها، فهو في بحثه يوثق النصوص، ويرجع إلى المراجع والمصادر العلمية، وقد قام بإخراج الكتاب المذكور على أكمل وجه، واستوفى أصول تحقيق المخطوطات، وقام بدراسة حياة المؤلف، ودراسة عصره ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، كما قام بدراسة موسعة عن علم الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وأبرز أهمية هذا الفن، واهتمام العلماء به، ومن شارك في الكتابة في هذا الفن من العلماء على مدار التاريخ الإسلامي حتى اليوم، وهو بهذا الجهد يستحق المدح والثناء، وجزاه الله خيراً على ما قدم من جهد وعمل لإخراج هذا الكتاب العظيم، وبيان مكانته بين كتب العلماء في هذا الفن، ومنزلة مؤلفه العظيم، ولقد أضاف –فعلاً- إلى المكتبة الإسلامية والتراث الإسلامي اليمني، شيئاً يستحق الثناء، ومن خلال قراءتي لما قام به، رأيته باحثاً قديراً دؤوباً على تحصيل ما يهدف إليه، وتوثيقه وتأصيله، مثبتاً ذلك وموثقاً له من المصادر والمراجع العلمية.
فزاده الله خيراً وعلماً ومعرفة، وجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم، وإنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
كتبه:
د. حسن محمد مقبولي الأهدل
نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي

مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ومولانا محمد بن عبدالله، وعلى آله قرناء السنة والكتاب، وعلى صحابته الراشدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا كتاب الناسخ والمنسوخ من القرآن العظيم، تأليف الإمام أبي محمد وأبي الحسين: عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ينشر للمرة الأولى بعد تحقيقه والتعليق عليه.
لقد كانت البدايات الأولى للاهتمام بالمخطوطة منذ فترة، وذلك بعد أن تم لي نسخها وضمها إلى مكتبتي المتواضعة، وتبين لي في حينها أن المؤلف رحمه الله تعالى اتبع منهجية وطريقة جديدة في تأليفه لمصنفه هذا؛ إذ المعلوم أن العلماء في تأليفهم، وتطرقهم لموضوع النسخ يتبعون منهجية سرد تلك الآيات على حسب ترتيب السور القرآنية، والمؤلف اتبع سرد تلك الآيات مرتباً إياها ترتيب مسائل الفقه، مما رغبني بتحقيق الكتاب، فبدأت بالبحث عن نسخ أخرى للمخطوطة، وتم لي الحصول على نسختين منها:
الأولى: من مكتبة دار المخطوطات. صنعاء.
الثانية: من مكتبة الأوقاف. صنعاء.

عملي في التحقيق
وبدأت بالعمل على التحقيق متبعاً الخطوات التالية.
1. التثبت من صحة عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه.
2. ترجمة المؤلف ترجمة وافية من خلال ما تيسر من المصادر.
3. تخريج الآيات القرآنية الشريفة.
4. تخريج الأحاديث والآثار النبوية الشريفة.
5. مقابلة النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، وتوضيح أهم الفوارق بينهن في الهامش، مع ضبط اللفظ الأصح في المتن، وطبقاً للقواعد المتبعة في مثل ذلك.
6. إدخال بعض الألفاظ التي لا يستقيم المعنى بدونها، ولم يرد في النسخ الثلاث أي تنويه - سواءً في الحاشية أو بين السطور - أو تصحيح مع الإشارة إلى ذلك، أو وضع اللفظ بين حاصرتين هكذا: [ ] .
7. تقسيم النص ووضع علامات الترقيم المتعارف عليها.
8. تفسير وتوضيح بعض الألفاظ اللغوية.
9. ترجمة الأعلام الذين وردت أسمائهم في الكتاب من رواة وغيرهم بحسب الإمكان.
10. التعريف بالأماكن والبلدان التي تحتاج إلى تعريف.
11. وضع عناوين خاصة لمواضيع الكتاب بين قوسين مركنين هكذا: [ ] .
12. توضيح الآراء المختلفة حول بعض الآيات القرآنية من حيث صحة النسخ من عدمه، فإذا لم نقم بتوضيح تلك الآراء أحلنا المطلع على المراجع والمصادر التي تناولت تلك الاختلافات.
13. الإشارة إلى نهاية كل صفحة من صفحات النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، فإن كانت النسخة (أ) مثلاً وضعنا [1أ-ب] ، فالعدد (1) يشير إلى رقم الورقة، والحرف(أ) يشير إلى رقم الصفحة، باعتبار أن الورقة في المخطوطات ترقم ترقيماً مزدوجاً، والحرف الواقع بعد الإشارة (-) يشير إلى النسخة (أ) أو (ب)، أو (ج)، وهكذا.
14. ترقيم الأحاديث والآثار النبوية الشريفة.

15. توثيق ما نقله أو رواه المؤلف عن أيٍ من الأعلام، كابن عباس، وأمير المؤمنين علي عليه السلام والإمام الهادي، وجده الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام وغيرهم، وذلك من خلال المراجع والمصادر المتوفرة.
16. وضع فهارس عامة للكتاب ( آيات، أحاديث، آثار، أعلام،...إلخ).

أماكن وجود المخطوطة( النسخ المعتمدة)
لقد اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسخ ثلاث، يمكن توضيح أماكن وجودهن على النحو التالي:
- النسخة الأولى: وهي ضمن إحدى المكتبات الخاصة، وقد رمزت لها بالحرف (أ)، وتاريخ نسخها سنة (1059هـ).
- النسخة الثانية: وهي ضمن مقتنيات مكتبة دار المخطوطات بصنعاء، تحت رقم (161) مجاميع رقم جديد، وكانت تحمل رقم (120) مجاميع رقم قديم، وتاريخ نسخها سنة (1268هـ)، وقد رمزت لها بالحرف (ب)، وفيها أخطاء كثيرة.
- النسخة الثالثة: وهي ضمن مقتنيات مكتبة الأوقاف بصنعاء، وتحت رقم (175)، وقد رمزت لها بالحرف (ج) وهي نسخة بمنزلة النسخة الأولى (أ)، ولم يذكر فيها تأريخ النسخ.

عنوان المخطوطة
ورد عنوان المخطوطة في النسخة (أ) و(ب) هكذا: (الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم)، وفي النسخة (ج): (الناسخ والمنسوخ) وفي طبقات الزيدية: (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم).
وكثير من كتب التراجم اكتفت بذكر جزء من العنوان وهو الناسخ والمنسوخ.

نسبة المخطوطة لمؤلفها
أجمعت المصادر على نسبة الكتال إلى مؤلفه ولا خلاف في نسبته كما رواه الخلف عن السلف بالأسانيد الصحيحة إلى مؤلفه.

ترجمة المؤلف
مؤلف كتاب (مطلع البدور) قال: عبدالله بن الحسين المسمى صاحب الزعفرانه؛ لرواية بعض الصالحين أنه عاتبه في ترك زيارته، مع أنه لم ينبت الزعفران في قبر أحد غيره.
كان عالماً مستجمعاً لخصال الفضل، وجعلها العلماء أحد فضائل يحيى بن الحسين، وقالوا: حسبه مطاوعة عبد الله له على جلالة قدره، فإنه من أعلم أهل زمانه وأفضلهم، وله كتاب (الناسخ والمنسوخ).
وتوفي باليمن في تاريخ: [بشر] وقبره بصعدة، وعمر عليه قبة الأمير الأعظم [بشر] بن الحسين الحمزي، وهو من عقِبِه؛ لأن جميع الحمزات من نسله.
مؤلف الطبقات: ترجم له بقوله: عبدا لله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني، أبو الحسين، مؤلف (الناسخ والمنسوخ في القرآن)، روى عن أبيه عن جده، ومن طريقهما أخذ علم ( العدل والتوحيد)، كما حققه المنصور بالله، وروى عنه ولده الحسين بن عبدا لله، وروى عنه أيضا عبدالله بن محمد بن القاسم عليهم السلام ، قال محمد بن سليمان: هو عبدالله بن الحسين، البارع في العلم، الناظر في جميع اللغة، القائم بمعاني الأئمة، وهو من عدول أهل البيت عليهم السلام يعرف بالورع والفضل، قال عنه ابن عنبة: ( أما الحسين بن القاسم) فأعقب من رجلين: يحيى الهادي، وأبو محمد، عبدالله السيد العالم، وأمهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام .

1 / 16
ع
En
A+
A-