قيل: ارتقب النصر(1) وقيل: نسخت بآية السيف، <<والصحيح أنها غير منسوخة [75-أ] إذ لا تنافي بين ارتقاب عذابهم وبين قتالهم>>(2).
[(45) سورة الجاثية]
سورة الجاثية مكية(3).
[1] قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [الجاثية: 14](4)
__________
(1) اختلف العلماء حول معنى (ارتقب) إلى:
الأول: أي انتظر ما وعدتك من النصر عليهم إنهم منتظرون لك الموت حكاه النقاش.
الثاني: انتظر الفتح من ربك إنهم منتظرون بزعمهم فهرك.
الثالث: انتظر أن يحكم الله بينك وبينهم فإنهم ينتظرون بلا ريب الحدثان.
الرابع: ارتقب ما وعدتك من الثواب فإنهم كالممنتظرون لما وعدتهم من العقاب.
الخامس: ارتقب يوم القيامة فإنه يوم الفصل.
انظر: تفسير القرطبي ص (16/155 ـ 156).
(2) ما بين [] ساقط من (ب).
(3) سورة الجاثية: وتسمى أيضاً سورة الشريعة، روى العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عباس أنها مكية وهو قول الحسن وعكرمة ومجاهد، وقتاده والجمهور، وقال مقاتل: هي مكية كلها، وحكى عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا هي مكية إلا أنه واحدة وهي قوله {قل للذين آمنوا يغفروا} آية (14)، تفسير القرطبي (16/156)، زاد المسير (7/354).
(4) ذهب هبة الله بن سلامة إلى أنها صارت منسوخة بآية السيف ونحوه عند ابن حزم، الناسخ والمنسوخ ص (168 ـ 169)، ابن حزم ص (56).
وقال العتائقي: نسخ معناها لا لفظها بآية السيف ص (91)، الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص (219)، الناسخ والمنسوخ لابن خزيمة ص (272).
والذي عليه جمهور المفسرين أنها منسوخة لأنها تضمنت الأمر بالإعراض عن المشركين لكنهم اختلفوا في ناسخها على ثلاثة أقوال وقيل أربعة:
الأول: أنه آية السيف (التوبة آية 5) رواه معمر عن قتاده.
الثاني: أنه في الأنفال (57) {فأما تثقفنهم في الحرب} وقوله {وقاتلوا المشركين كافة} التوبة (36)، رواه سعيد عن قتاده.
الثالث: أنه قوله تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الحج (39) قاله أبو صالح.
الرابع: آية القتال {قاتلوا الذين لا يؤمنون} التوبة (29)، عن قتاده قال ابن الجوزي (يمكن أن يقال: إنها محكمة لأنها نزلت على سبب) واختلف في سبب نزولها على أربعة أقوال:
انظر: زاد المسير (7/357 ـ 359)، نواسخ القرآن ص (224 ـ 225)، عقود العقيان (2/خ) الناسخ والمنسوخ لقتاده المورد ص (497).

قيل: نسخت بآية القتال(1) عن القرضي، والسدي(2)، وغيرهما.
[(46) سورة الأحقاف]
سورة الأحقاف مكية(3).
[1] قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9](4).
__________
(1) آية القتال هي قوله تعالى {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} التوبة (29).
(2) القرظي والسدي: سبقت ترجمة السدي، أما القرظي فهو: محمد بن كعب بن سليم بن عمرو، أبو حمزة، ويقال عبدالله، القرظي: تابعي من كبار العلماء ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ونزل الكوفة سنة (40هـ) قال عون بن عبدالله (ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي) توفى بالمدينة سنة (108) أو (117هـ) أو (120هـ).
لمزيد حول ترجمته انظر:
تهذيب التهذيب (9/420 ت 6546) حلية الأولياء (3/212) غاية النهاية (2/233) معجم المفسرين لعادل نويهض (2/608 ـ 609).
(3) سورة الأحقاف: قال القرظي مكية في قول جميعهم في الجامع لأحكام القرآن (16/178) وروى العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عباس أنها أيضاً مكية وبه قاله الحسن ومجاهد، وعكرمة، وقتاده، والجمهور، وروى عن ابن عباس وقتاده أنهما قالا: فيها آية مدنية آية (10) وقال مقاتل: نزلت بمكة غير آيتين الآية (10، 35).
زاد المسير (7/368).
(4) ذهب هبة الله إلى أنها منسوخة بقوله تعالى {إن فتحنا لك فتحاً مبيناً} إلى قوله {وكان الله عليماً حكيماً}.
الناسخ والمنسوخ ص (169 ـ 170).
ونحوه عند ابن حزم ص (56) وذهب العتائقي الحلي إلى أنها نسخت بآية الفتح (1) وبقوله {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً} الأحزاب (47)، وبقوله {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري} الفتح (48) الناسخ والمنسوخ ص (92) وذهب ابن العربي إلى أن آيات القتال نسخ هذا كله الناسخ والمنسوخ (2/361). عقود العقيان (2/خ) وفيه أنها محكمة.

قيل: نسخت بآية الفتح(1)، وقيل: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في أمر التعبد، والناسخ والمنسوخ [17ب-ب] والتنقل في البلاد، فأمَّا في أمر الآخرة فهو عالم بحاله وحال من تبعه وعصاه -صلى الله عليه وآله وسلم-(2).
[(47) سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم]
سورة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مدنية(3) الأقرب أنه لاَّ منسوخ فيها(4) وقد قيل: أن المن والفداء(5)
__________
(1) هي قوله تعالى {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } إلى قوله {وكان الله عليماً حكيماً}
(2) لمزيد حول الموضوع انظر: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص (219 ـ 220) الناسخ والمنسوخ لهبة الله ص (169 ـ 172) نواسخ القرآن ص (226 ـ 227) زاد المسسير (7/371ـ 374) تفسير القرطبي ( 185 ـ 188) تفسير الخازن (4/128).
(3) سورة محمد: وتسمى أيضاً سورة القتال اختلف في تنزيلها على قولان:
الأول: أنها مدنية، قاله الأكثرون، ومنهم: مجاهد، ومقاتل، وروى عن ابن عباس وقتاده أنها مدنية إلا آية منها نزلت بعد حجه، وهي الآية آية (13).
الثاني: أنها مكية قاله الضحاك والسدي، وقال هبة الله إلى تنزيلها المدينة أشبه.
انظر: الناسخ والمنسوخ ص (172) زاد المسير (7/395) تفسير القرطبي (16/223) وفيه وقال الثعلبي إنها مكية، وحكاه ابن هبة الله عن الضحاك وسعيد بن جبير.
(4) ذهب أبو جعفر النحاس إلى أن فيها موضعين الآية (4) والآية (35) ونحوه عن هبة الله بن سلامة الآية (4، 36) والعتائقي الحلي ص (92 ـ 93) وقال ابن حزم: وجميعها محكم غير آية واحدة وهي قوله تعالى {فإما مناً بعد وإما فداء} نسخ المن والفداء بآية السيف.
الناسخ والمنسوخ ص (56) وانظر: نواسخ القرآن (228 ـ 229).
(5) الآية هي قوله تعالى {فأما مناً بعد وإما فداء}.
وللعلماء في هذه الآية قولان:
الأول: أنها محكمة، وأن حكم المن والفداء باق لم ينسخ وهو مذهب ابن عمر والحسن وابن سيرين ومجاهد، وأحمد والشافعي.
الثاني: أن المن والفداء نسخ بآية السيف (التوبة 5) وهو مذهب ابن جريج السدي وابن حنيفة.
انظر: نواسخ القرآن ص (228 ـ 229) زاد المسير (7/397) هبة الله بن سلامة ص (173).

نسخ بآية السيف.
[(48) سورة الفتح]
سورة الفتح مدنية(1): لا ناسخ فيها، ولا منسوخ(2)، وقيل: فيها ناسخ لقوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9].
[1] قوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} [الفتح: 25] [76-أ]. الآية منسوخة بآية السيف](3).
[(49) سورة الحجرات]
سورة الحجرات مدنية. لا ناسخ فيها ولا منسوخ(4).
[(50) سورة ق~]
سورة ق~ مكية(5).
[1] قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45](6).
قيل: نسخ ذلك بآية السيف، والجبارالمتسلط.
__________
(1) سورة الفتح: مدنية بالإجماع.
(2) وهو ما ذهب إليه العتائقي الحلي في كتابه الناسخ والمنسوخ ص (93) والإمام محمد بن المطهر (2/خ).
وقال هبة الله: وفيها ناسخ وليس فيها منسوخ وهي إحدى السور الست، لأن فيها سبع آيات نسخت لسبع كلمات.
الناسخ والمنسوخ ص (173).
(3) ما بين [] ساقط من (ب).
(4) وهو ما ذهب إليه هبة الله بن سلامة وغيره.
انظر: الناسخ والمنسوخ ص (173).
(5) سورة ق~: وتسمى سورة الباسقات.
روى العوفي وغيره عن ابن عباس أنها مكية وكذلك قال الحسن ومجاهد وعكرمة، وقتاده والجمهور، وحكى عنه ابن عباس وقتاده أن فيها آية واحدة مدنية وهي الآية (38).
انظر: عقود العقيان (1/خ) زاد المسير (8/3) تفسير القرطبي (17/1).
(6) ذهب ابن سلامة إلى أنها نسخت بآية السيف ص (174) ونحوه عند ابن حزم ص (57) العتائقي الحلي ص (94) نواسخ القرآن ص (230) ابن العربي (2/374) عقود العقيان (2/خ).

[(51) سورة الذاريات]
سورة الذاريات مكية. [إجماعاً].
[1] قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} [الذاريات: 54] (1).
ومن قال بالنسخ اختلفوا، فمنهم من جعل الناسخ قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين} [الذاريات: 55].
ومنهم من جعل [الناسخ] آية السيف، وقيل: تول ساعة، وتذكر أخرى، لأنَّ كثرة التذكير والإستدعاء قد يكون مفسدة على بعض الوجوه، والأقرب أنه لا نسخ في شيء منها.
[(52) سورة الطور]
سورة الطور مكية. قيل نسخ فيها:
[1] قوله تعالى: {قُلْ تَرَبَّصُوا} [الطور: 31].
وآية: [2] الصبر وهي: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48].
و[3] قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} [الطور: 45] بآية السيف(2) [77-أ].
والأقرب أنه لا نسخ في ذلك، إذ لا تعارض بين الآيات.
__________
(1) اختلف العلماء في ناسخها فقال بعضهم آية السيف، وقال بعضهم: إن ناسخها قوله تعالى: {وذكره فإن الذكرى تنفع المؤمنين} الآية (55) من نفس السورة، وهو ما ذهب إليه هبة الله بن سلامة، والعتائقي الحلي وابن حزم، وذهب أبو جعفر النحاس إلى أنها منسوخة بالآية (67) من سورة المائدة، وذهب ابن الجوزي في المصفى إلى أنها منسوخة بآية السيف.
الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص (228) بن حزم ص (58) هبة الله بن سلامة ص (175) العتائقي الحلي ص (94) المصفى ص (54) نواسخ القرآن ص (231) عقود العقيان (2/خ) النسخ في القرآن (2/770 ـ 771).
(2) لمزيد حول أوجه الإختلاف في ذلك انظر:
نواسخ القرآن ص (232) الناسخ والمنسوخ لهبة الله ص (175) المصفى ص (54 ـ 55) ابن العربي (2/376 ـ 377) ابن حزم ص (58) العتائقي الحلي ص (94 ـ 95).
عقود العقيان (2/خ).

[(53) سورة النجم]
سورة النجم مكية(1).
[1] قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا} [النجم: 29](2).
قيل: أعرض عن مكافأتهم بالسب، وقيل: نسخت بآية السيف.
[(54) سورة القمر]
سورة القمر نزلت بمكة. ليس فيها ناسخ ولا منسوخ(3).
[(55) سورة الرحمن]
سورة الرحمن سبحانه وتعالى ليس فيها ناسخ ولا منسوخ، <<واختلف في تنزيلها، فقالت طائفة: نزلت بمكة، وقالت طائفة: نزلت بالمدينة>>(4)
__________
(1) سورة النجم مكية بالإجماع إلا أنه حكى عن ابن عباس وقتاده أنها قالا: إلا آية فيها وهي الآية (32)، وكذا قال مقاتل قال: وهذه أول سورة أعلنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بمكة.
انظر: عقود العقيان (1/خ) زاد المسير (8/62) تفسير القرطبي (17/81).
(2) ذهب هبة الله إلى أن الإعراض نسخ بآية السيف، وهو ما ذهب إليه العتائقي الحلي ص (94) ابن خزيمة ص (272) وقال ابن حزم: منسوخة بآية السيف، الناسخ والمنسوخ ص (58).
وانظر: نواسخ القرآن ص (233) عقود العقيان (2/خ) والمصفى ص (55).
(3) سورة القمر مكية بالإجماع، وقال مقاتل: مكية غير آية {سيهزم الجمع} آية (45) وحكى عنه أنه قال: إلا ثلاث آيات الآيات (44 ـ 46).
انظر: عقود العقيان (1/خ) زاد المسير (8/87) تفسير القرطبي (17/125) وذهب هبة الله بن سلامة إلى أن فيها من المنسوخ آية واحدة وهي قوله تعالى {فتول عنهم} نسخ التولي بآية السيف.
الناسخ والمنسوخ ص (176).
انظر: نواسخ القرآن ص (234) العتائقي الحلي ص (95) عقود العقيان (2/خ).
(4) ما بين [] ساقط من (ب).
وفي نزولها قولان:
الأول: أنها مكية، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الحسن وعطاء، ومقاتل والجمهور إلا أن ابن عباس قال: سوى آية وهي قوله تعالى {يسأله من في السماوات والأرض } الآية (29).
الثاني: أنها مدنية رواه عطية عن ابن عباس وبه قال ابن مسعود.
انظر: تفسير القرطبي (17/151) زاد المسير (8/105)، هبة الله بن سلامة ص (177) عقود العقيان (1/خ)، (2/خ).

[(56) سورة الواقعة]
سورة الواقعة مكية. ليس فيها ناسخ ولا منسوخ(1).
[(57) سورة الحديد]
سورة الحديد ليس فيها ناسخ ولا منسوخ، واختلف في تنزيلها، قيل مكية، وقيل مدنية(2).
[(58) سورة المجادلة]
سورة المجادلة مدنية(3).
[1] قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ [78-أ] صَدَقَةً} [المجادلة: 12](4)
__________
(1) سورة الواقعة: نزلت بمكة، قال هبة الله (وقد أجمع المفسرون كلهم أن لا ناسخ فيها ولا منسوخ إلا ما قاله مقاتل بن سليمان فإنه قال: فيها منسوخ وهو قوله تعالى {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} الآيتان (13، 14) نسخها قوله تعالى: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} الآيتان (39، 40).
انظر: الناسخ والمنسوخ ص (77 ـ178).
النسخ في القرآن لمصطفى زيد (1/474).
(2) اختلف في تنزيلها على قولين:
الأول: أنها مدنية، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن ومجاهد، وعكرمة، وجابر بن زيد وقتاده، ومقاتل.
الثاني: أنها مكية، قال بن السائب.
وذهب القرطبي إلى أنها مدنية في قول الجميع، تفسير القرطبي (17/235) زاد المسير (8/160)، عقود العقيان (1/خ) الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة ص (178) وفيه: وليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
(3) سورة المجادلة: مدنية في قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، والجمهور، وروى عن عطاء أنه قال: العشر الأول منها مدني والباقي مكي، وعن ابن السائب: أنها مدنية سوى آية وهي {ما يكون من نجوى ثلاثة} نزلت بمكة.
وقال القرطبي: مدنية في قول الجميع.
تفسير القرطبي (17/269) زاد المسير (8/180). عقود العقيان (1/خ).
(4) أجمع المفسرون أن الآية نسخت بقوله تعالى {ءأسفتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة} المجادلة آية (13).
كما أجمع العلماء أنه لم يعمل بها سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- لمزيد حول الموضوع انظر:
زاد المسير (8/195) نواسخ القرآن ص (235 ـ 236) هبة الله ص (179) أسباب النزول للواحدي (ص (308) تفسير الطبري (9/252)، الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (233) عقود العقيان (2/خ) بالإضافة إلى المصادر الأخرى التي اعتمدتها في نفس الموضوع.

نسخت بقوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} [المجادلة: 13](1) ولما فرضت الصدقة امتنع الناس من كلام الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- إلاَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(2) فهي آية ما عمل بها أحد سواه سلام الله عليه ورضوانه.
[(59) سورة الحشر]
[سورة الحشر مدنية. لا ناسخ فيها ولا منسوخ](3).
__________
(1) انظر الناسخ والمنسوخ لقتاده المورد ص (499) تفسير القرطبي (17/302 ـ 16).
(2) سبقت ترجمته.
(3) ما بين [] ساقط من (ب).
وهي مدنية كلها بالإجماع ذكر المفسرون أنها أنزلت في بني النضير، وهم طائفة من اليهود أجلاهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من المدينة، بعد ما نقضوا العهد الذي بينه وبينهم بعد وقعة بدر بسته أشهر، وقبل وقعة أحد، كما ذكره عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن عروة.
وقال هبة الله: نزلت بالمدينة وفيها ناسخ وليس فيها منسوخ وهو قوله تعالى {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} الحشر (7).
انظر: تفسير القرطبي (18/1) زاد المسير (8/201) عقود العقيان (1/خ) الناسخ والمنسوخ لهبة الله ص(180) نواسخ القرآن ص (237 ـ 238) ابن حزم ص (59) العتائقي الحلي ص (97)، والمصفى (56).
ولعلم المؤلف يقصد من كلامه: لا ناسخ فيها ولا منسوخ بالإتفاق إذا اختلف العلماء حول ذلك فمنهم من ذهب إلى أن فيها ناسخ وبعضهم ذهب إلى ما ذهب إليه المؤلف، راجع المصادر السابقة.

[(60) سورة الإمتحان "الممتحنة"]
سورة الإمتحان مدنية(1).
قيل: إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلح الحديبية(2)
__________
(1) سورة الممتحنة: هي مدنية بالإجماع، والممتحنة بكسر الحاء تعني المختبرة، أضيف الفعل إليها مجازاً، وتسمى أيضاً سورة الإمتحان، وسورة المودة، ومن قال إنها الممتحنة بفتح الحاء فإنه أضافها إلى المرأة التي نزلت فيها، قال القرطبي: وهي أم كلثوم بنت عقبه بن أبي معيط، انظر ترجمتها في تهذيب التهذيب (12/477 ـ 478) ت (9111) واختلف في عدد الآيات اللواتي أدعي عليهن النسخ فذهب ابن الجوزي في نواسخ القرآن إلى أنهن أربع آيات، وذهب هبة الله إلى أن فيها ثلاث آيات منسوخات، وذهب أبو جعفر النحاس إلى أنهن أربع آيات، وذهب الإمام محمد بن المطهر، ابن حزم، العتائقي الحلي إلى ما ذهب إليه هبة الله بن سلامة.
(2) صلح الحديبية: تم الصلح في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وقد خرج الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من المدينة يوم الإثنين غرة ذي القعدة سنة (6هـ) ومعة زوجته أم سلمة رضي الله عنها في ألف وأربعمائه، ويقال (1500) قاصداً العمرة، وجرى ما جرى بينه وبين كفار قريش، وبعد تفاوض عرفت قريش حرج الموقف فأسرعت إلى بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح وقواعد الصلح:
(1)- يرجع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- هذا العام فلا يدخل مكة على أن يرجع في العام القادم وأن يقيم بها ـ أي مكة ثلاثة أيام هو وأصحابه.
(2)- وضع الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
(3)- من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعهدهم دخل فيه.
(4)- من أتى محمداً من قريش من غير إذا وليه ـ أي فاراً منهم رده عليهم ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يرد عليه.
وقد دعى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- علياً ليكتب الكتاب.
راجع: الرحقيق المختوم، للمباركفوري، طبعة دار القلم ص (324 ـ 334).

كان شرط أن من جاءه من عند قريش [18أ-ب] رده إليهم، ومن جاءهم من عنده لم يردوه إليه، فلما فعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد بيعة الرضوان إذ بامرأة من قريش يقال لها سُبيعة بنت الحارث(1)
__________
(1) اختلف حول تلك المرأة على ثلاثة أقوال:
الأول: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية، أخت عثمان بن عفان لأمه، قال ابن الجوزي: وقد ذكرناه عن جماعة من أهل العلم، وهو المشهور.
انظر تهذيب التهذيب (12/477 ـ 478)، ت (9111).
الثاني: أنها سُبيعة بنت الحارث الأسلمية، زوجة سعد بن خولة وصاحبة قصة أبي السنابل بن بعكك، انظر ترجمتها في تهذيب التهذيب (12/424) ت (8960) وهو ما روي عن ابن عباس.
الثالث: أنها أميمة بنت بشر من بني عمرو بن عوف كانت تحت حسان بن الدحداحة، فنفرت منه وهو كافر يومئذ فزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سهل بن حنيف، قال ابن حجر في الإصابة (وفيهما نزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات} الآية. الإصابة (4/239) ت (89) وهذا القول ذكره أبو نعيم الأصبهاني، وذهب هبة الله بن سلامة إلى أنها سُبيعة بنت الحارث وهو ما ذهب إليه الواحدي في أسباب النزول ص (318) والطبرسي في تفسيره المجلد (6)، الجزء (28) ص (50) وكذا ابن الجوزي في زاد المسير (8/238) وفي تفسير القرطبي (18/61)، سعيدة بنت الحارث الأسلمية، وقال المحقق له: أحمد البردوني: في الأصل المطبوع (سُبيعة) وهو تحريف، راجع أسد الغاية (5/745).

16 / 18
ع
En
A+
A-