وقيل: هي محكمة، والمراد بقوله: {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} يعني أهل الكتاب [44-أ].
وقيل معناه: ولا يضركم ضلال غيركم إذا كنتم مهتدين.
[[26]] روى السيد محمد بن ابراهيم بن اسماعيل(1) -عليهم السلام- أن المسلمين بمكة(2) لمَّا ذاقوا حلاوة الإسلام قالوا: يا رسول الله ألا نأخذ المعاول فنضرب بها هام المشركين، فأنزل الله تعالى رحمة لهم، ليكثروا، وإبقاءً عليهم حتى يستوسق أمرهم {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ثم نسخ ذلك بالهجرة والجهاد، قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ [11-أ-ب] بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 110].
يقول: كنتم خير أمة أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، فإن لم تفعلوا فأنتم شر أمة(3).
[7] قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}. الآية [المائدة: 106](4)
__________
(1) محمد: هو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ابن طباطبا (173ـ199هـ/789 ـ 815)، إمام ثائر من أئمة الزيدية كان مقيماً بالمدينة لمزيد حول ترجمته انظر: مصابيح أبي العباس بتحقيقنا. تحت الطبع.
الأعلام (5/293).
(2) مكة: سبق التعريف بهذا الموضع.
(3) لمزيد حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انظر: منتخب كنز العمال (1/176وما بعدها)، (2/485)، (5/238)، ومسند أحمد (1/2، 17، 52)، الهيثمي ((مجمع الزوائد)) (7/19)، تفسير ابن كثير (2/109)، زاد المسير (2/105 وما بعدها).
(4) ذهب ابن عباس وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير، وابن سيرين وقتادة والشعبي والثوري وابن حنبل والطبري والنحاس وابن الجوزي وابن كثير الى أن الآية محكمة.
كما ذهب إبراهيم النخعي وجماعة إلى أنها منسوخة بقوله تعالى: {واشهدوا ذوي عدل منكم} [الطلاق: 2]، وممن قال أيضاً بهذا القول زيد بن أسلم العدوي، وإليه يميل أبو حنيفة، ومالك والشافعي قالوا: وأهل الكفر ليسوا بعدول، قال بن الجوزي: والأول أصح لأن هذا موضوع ضرورة في زمن بعض الأماكن شهادة النساء لا رجل معهن بالحيض والنفاس والإستهلال.
انظر: تفسير الطبري (5/100 وما بعدها).
عقود العقيان (2/خ)، نواسخ القرآن (151 ـ 152)، النسخ في القرآن (2/719)، تفسير الخازن (2/87 ـ 88)، أبو جعفر النحاس (125 ـ 130)، الناسخ والمنسوخ للعتائقي الحلي ص (61 ـ 62)، هبة الله بن سلامة (118)، بن حزم ص (36)، تفسير القرطبي (6/346وما بعدها).

قيل: نزلت في ثلاثة نفر خرجوا إلى الحبشة(1) وهم: عدي بن يزيد، وتميم بن أوس(2) وهما نصرانيان، وبديل مولى العاص السهمي(3) وكان مسلماً [45-أ] فلما ركبوا البحر مرض بديل، وكتب صحيفة فيها جميع ما معه، وطرحها في وعائه، ورفع متاعه إلى صاحبيه ليدفعاه إلى أهله إذا رجعوا إليهم، ومات بديل في البحر، فأخذا إناء من فضة منقوش بالذهب، فيه ثلاث مائة مثقال، ولم يعلما بشأن الصحيفة، فلما انصرفوا إلى المدينة، ودفعا المتاع إلى أهله، فرأوا الصحيفة وفقدوا الإناء، قالوا: ما لنا بإلإناء من علم، فرفعوا إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الكتاب فأنزل الله هذه الآية(4).
__________
(1) الحبشة: هي الآن اثيوبيا، وهي دولة في الشرق الشمالي من افريقيا وهي بلاد جبلية عزيرة الأمطار ينبع فيها النيل الأزرق.
انظر: المنجد قسم الأعلام ص (23).
(2) عدي، وتميم، عدي قيل هو عدي بن بداء، كان نصرانياً ويذكر انه أسلم، انظر الإصابة (2/467ت5473).
أما تميم فهو: تميم بن أوس بن حارثة وقيل: خارجة بن سود بن جذيم، كان نصرانياً وقدم المدينة فأسلم.
انظر الإصابة (1/183ت837).
وانظر: تفسير القرطبي (6/346وما بعدها)، الواحدي، أسباب النزل (158 ـ 159)،زاد المسير (2/444وما بعدها).
(3) هو بديل عمرو بن العاص، إسمه بديل بن أبي مريم، وقيل: ابن أبي مارية السهمي.
انظر: الإصابة (1/140 ـ 141)، ت (612).
(4) انظر تفسير القرطبي (6/346ـ وما بعدها)، والخبر أخرجه الواحدي في أسباب النزول (158ـ 159)، والسيوطي في لباب التقوى، في أسباب النزول (114)، تفسير الخازن (2/86).
زاد المسير (2/444وما بعدها).

قال أبو علي:(1) كانت شهادة أهل الكتاب جائزة في ابتداء الإسلام، ثم نسخ بقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: 2] وقال شريح والأوزاعي:(2) شهادتهم في السفر على الوصية جائزة على المسلمين(3).
وقال عبدالله بن الحسين: "والقول عندنا في الآية أنها محكمة وليست بمنسوخة، وهي في أهل الإسلام خاصة دون أهل الذمة"(4).
ومعنى الآية [46-أ] {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} يعني من القبيلة، أو من غيرهم من المسلمين، إذا لم يكن فيهم حضرٌ من قبيلتكم عدلان يوثق بهما على أداء الشهادة، في غيرهما من قبائل المسلمين(5).
__________
(1) سبقت ترجمته.
(2) شريح والأوزاعي: شريح هو: شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو قيس من أشهر القضاه الفقهاء، في صدر الإسلام، أصله من اليمن ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي -عليه السلام-، وكان ثقة في الحديث مأموناً في القضاء له باع في الأدب، والشعر.
انظر: الأعلام (3/161)، الناسخ والمنسوخ لعبدالله بن الحسين انظر فهرسته. تحت الطبع.
أما الأوزاعي فهو: عبدالرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي أبو عمر له كتاب ((السنن )) في الفقه، والمسائل، ولد سنة (88هـ ـ 707م)، وتوفي سنة (157هـ/774م).
انظر: الأعلام (3/220).
(3) ما استشهد به المؤلف عن شريح أورده الإمام محمد بن المطهر في عقود العقيان (2/خ).
(4) سبقت ترجمة الإمام عبدالله بن الحسين وما ذكره المؤلف عن عبدالله بن الحسين أورده في كتابه الناسخ والمنسوخ ((تحت الطبع)) وانظر الناسخ والمنسوخ للعتائقي ص (62).
(5) للعلماء في قوله تعالى: {ذوا عدل منكم} قولان:
الأول: أي من أهل الإسلام وهو قول ابن مسعود وشريح وسعيد بن المسيب، وابن جبير، ومجاهد، وابن سيرين والشعبي، والنخعي، وقتاده، وأبي مخلد، ويحيى بن يعمر، والثوري.
الثاني: أن معنى قوله { منكم} أي من عشيرتكم، وقبيلتكم وهم مسلمون.

[8] قوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 107](1).
__________
(1) قال في عقود العقيان: اختلف في هذه الآية فمنهم من يقول إنها محكمة، وافترقوا فقال بعضهم: يحلف الشهود الأولون فإذا ظهرت الجناية منهم بشهادة آخرين يحلف الشاهد الثاني وترد على... إلى أن قال: ومنهم من قال: أن تحليف الشهود منسوخ وهو قول أبي القاسم وجماعة.
عقود العقيان (2/خ).
وانظر تفسير القرطبي (6/346وما بعدها)، بالإضافة إلى المصادر السابقة في الآية السابقة.

قال عبدالله بن الحسين(1)-رضي الله عنه-: "الآية محكمة عندنا وليست بمنسوخة، وعلى الأمة العمل بها إلى يوم القيامة"، وهو رأي الهادي(2) -عليه السلام- [11ب-ب] ومروي عن الحسن(3) وقيل أنها منسوخة في "استحلاف"(4) الشهود، وقبول شهادة الذمي، وهو قول ابن عباس(5) وابراهيم(6) وأبي علي(7) وقاضي القضاة(8) رحمهم الله تعالى.
__________
(1) سبقت ترجمته وسبق التوضيح بما استدل به المؤلف من قوله.
(2) سبقت ترجمته.
(3) الحسن: سبقت ترجمته.
(4) في (ب) استحقاق.
(5) سبقت ترجمته.
(6) إبراهيم: هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران النخعي، من مذحج، فقيه العراق من أكابر التابعين، صلاحاً وصدوق رواية وحفظاً للحديث، ومن مشاهد مفسري مدرسة الكوفة ولد سنة (46هـ/666)، وتوفي سنة (96/715)، انظر: معجم المفسرين (1/24)، تهذيب التهذيب (1/177)، تذكرة الحفاظ (73).
(7) أبو علي: سبقت ترجمته.
(8) قاضي القضاة: هو عبدالجبار بن أحمد بن عبدالجبار بن أحمد بن خليل الهمذاني الإستراباذي، أبو الحسن، قاضي أصولي، مفسر كان إمام أهل الإعتزال في زمانه، وهم يلقبونه قاضي القضاه، ولا يطلقون هذا اللقب على غيره، ولا يعنون به عند الإطلاق غيره كان الصاحب يقول فيه: هو أعلم أهل الأرض.
من آثاره: تنزيه القرآن عن المطاعن (ط)، ومتشابة القرآن (ط)، وذكر له بعض مترجميه كتاب (تفسير القرآن).
انظر: الأعلام (4/47)، معجم المؤلفين (5/78)، معجم المفسرين (1/255).

[(6) سورة الأنعام]
سورة الأنعام مكية. "تحتوي على خمسة عشر آية"(1)
[1] قوله تعالى: {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ [47-أ] بِوَكِيل} [الأنعام: 66](2).
__________
(1) ما بين " " من (ب). ، ولم يذكر المؤلف سوى عشر آيات فقط، وقد اختلف في هذه السورة هل هي مدنية أم مكية، والذي عليه الأكثر أنها مكية قال ابن عباس وقتادة هي مكية إلا آيتين منها نزلتا بالمدينة. قوله تعالى {وما قدروا الله حق قدره}، نزلت في مالك بن الصيف وكعب بن الأشرف اليهوديين، والأخرى قوله (وهو الذي أنشأ جنات معروشات نزلت في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وقال ابن جريج: نزلت في معاذ بن جبل، وفي الخبر أنها نزلت جملة واحدة غير الست الآيات.
انظر: تفسير القرطبي (6/382)، تفسير الشوكاني (2/96 ـ 97).
واختلف في عدد الآيات اللواتي ادعى عليهن النسخ في هذه السورة فذهب ابن الجوزي إلى أنهن ثمان عشرة آية، وذهب الحلي العتائقي إلى أنهن خمس عشرة آية، وذهب هبة الله بن سلامة إلى أنهن خمس عشرة آية، وذهب أبو جعفر النحاس إلى أنهن خمس آيات، وذهب ابن حزم الأندلسي إلى أنهن أربع عشرة آية منسوخة.
وذهب ابن العربي الى أن فيها من الناسخ والمنسوخ أثنتا عشرة آية، وذهب الإمام محمد بن المطهر إلى أن فيها أربع عشرة آياية.
(2) للعلماء في هذه الآية قولان:
الأول: أنه اقتضى الإقتصار في حقهم على الأنذار من غير زيادة ثم نسخ بآية السيف، وهذا المعنى في رواية الضحاك عن ابن عباس.
الثاني: أن معناه لست حفيظاً عليكم إنما أطلبكم بالظواهر من الإقرار والعمل لا بالإسرار، فعلى هذا هو محكم، وهذا هو الصحيح، يؤكد أنه خبر والأخبار لا تنسخ، وهو اختيار جماعة منهم أبو جعفر النحاس.
انظر: هبة الله بن سلامة ص (119)، العتائقي الحلي ص (63)، نواسخ القرآن ص (153ـ154)، عقود العقيان (2/خ)، أبو جعفر النحاس ص (131).

قيل: الآية منسوخة بآية السيف، وقيل غير منسوخة، والمراد بقوله تعالى: {لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيل} أي بحافظ لأعمالكم، وهو الوجه.
[2] قوله تعالى: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} [لأنعام: 69](1).
قيل: الآية منسوخة بقوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} [النساء: 140]. عن ابن جريج، والسدي، وأبي القاسم هبة الله المفسر(2) وقيل: ليست بمنسوخة، وهذا الوجه(3).
__________
(1) ذهب قوم منهم: هبة الله بن سلامة والعتائقي الحلي وابن حزم، وسعيد بن جبير إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفرو بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم} [النساء:140]
وذهب ابن الجوزي إلى أنها محكمة، كما ذهب الإمام محمد بن المطهر إلى أنها محكمة.
انظر: عقود العقيان (2/خ)، نواسخ القرآن (154). ابن حزم ص (37)، هبة الله بن سلامة ص (119 ـ 120)، العتائقي الحلي (63).
(2) ابن جريج والسدي وهبة الله: ابن جريج هو عبدالملك بن جريج الأموي بالولاء أبو الوليد وأبو خالد فقيه الحرم المكي وإمام أهل الحجاز في عصره كان من أوعية العلم له ((تفسير القرآن))، من مواليد (80هـ/699م)، وتوفي سنة (150هـ/767م) انظر: معجم المفسرين (1/333)، تهذيب التهذيب (6/402).
أما السدي فقد سبقت ترجمته.
أما هبة الله بن سلامة فهو: هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي أبو القاسم مقريء، مفسر، نحوي ضرير، من أهل بغداد، وبها وفاته، من كتبه: الناسخ والمنسوخ (ط)، وتفسير القرآن توفي سنة(410هـ/1019م)، انظر: معجم المفسرين (2/710)، غاية النهاية (2/351)، الأعلام (9/59)، معجم المؤلفين (12/138)، النسخ في القرآن (1/328) وقد سبقت ترجمته.
(3) وهو ما ذهب إليه الإمام محمد بن المطهر وابن الجوزي.

[3] قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا} [الأنعام:70](1) الآية
قيل: الآية منسوخة بآية السيف، عن قتادة وأبي القاسم(2).
وقيل: ليس فيها نسخ، وإنما هو تهديد عن مجاهد(3) وغيره.
[4] (قوله تعالى: {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}) [الأنعام: 104](4).
قيل: نسخت بآية السيف، وقيل: ليست منسوخة، والمراد بها تأكيد ما بيَّنَّا(5).
[5] قوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 106].
__________
(1) روى عن معمر عن قتادة أنه قال نستخها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ، وذهب ابن حزم وهبة الله بن سلامة إلى أنه نسخها قوله تعالى {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} التوبة (29).
قال أبو القاسم هذه الآية منسوخة بآية السيف، ونحو ذلك قال جماعة، وقال آخرون هي محكمة، وهو الوجه عند الإمام محمد بن المطهر.
انظر: عقود العقيان ص (132)، ابن حزم (36)، العتائقي الحلي (63).
(2) قتاده، أبو القاسم: سبقت ترجمتهما، وانظر ما ذهبا إليه في نواسخ القرآن (155)، الناسخ والمنسوخ لهبة الله ص (120)، الناسخ والمنسوخ لقتاده، المورد ص (495).
(3) مجاهد: سبقت ترجمته، وانظر ما ذهب إليه في نواسخ القرآن ص )(155).
(4) ما بين [] ساقط من (ب).
والآية من الأنعام، وأول الآية {قد جائكم بصائر من ربكم} قال ابن حزم نسخت بآية السيف، الناسخ والمنسوخ ص (37)، ونحوه قال العتائقي الحلي ص (64)، وهبة الله بن سلامة ص (120)، وقيل أن المعنى لست رقيباً عليكم أحصي أعمالكم فهي على هذه محكمة انظر نواسخ القرآن ص (156).
قال في عقود العقيان: قال أبو القاسم هذه الآية منسوخة بآية السيف، وهو قول الزجاج، في جماعة، وقال أكثرهم أنها محكمة، وهو الوجه عندي، عقود العقيان: (2/خ).
(5) أي في الآية رقم (1) وهي الآية الأولى في سورة الأنعام هنا.

قيل: الآية منسوخة بآية السيف عن ابن عباس(1)، وقيل: ليست بمنسوخة، والمراد بالإعراض: الهجران وترك الموعظة.
[6] قوله تعالى: [{وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [48-أ] وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيل}][الأنعام: 107](2).
قيل: الآية منسوخة بآية السيف، وقيل: ليست منسوخة، والمراد: وما أنت بحافظ لأعمالهم.
[7] قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112].
قيل: الآية منسوخة بآية السيف، وقيل: هذا تهديد، والآية محكمة، وهو الوجه.
[8] قوله تعالى: {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ} [الأنعام: 135].
قيل: نسخت بآية السيف، وقيل: هي تهديد، وهي محكمة](3).
[9] قوله تعالى: {قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} [الأنعام: 158].
قيل: نسخت بآية السيف، <<وقيل: هي تهديد فتكون محكمة>>(4).
[10] قوله تعالى: {ِإنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ} [الأنعام: 159](5).
__________
(1) سبقت ترجمته وكذا التوضيح ما ذهب إليه بن عباس.
(2) قال ابن عباس نسخ بآية السيف.
انظر: هبة الله بن سلامة ص (121)، العتائقي الحلي ص (64)، نواسخ القرآن (156)، ابن حزم ص (38)، عقود العقيان (2/خ).
وما بين [] ساقط من (ب).
(3) ما بين [ ] ساقط من (ب).
(4) ما بين [] ورد في (ب)، بعد الآية رقم (10).
(5) للمفسرين في معناه ثلاثة أقوال:
الأول: لست من قتالهم في شيء ثم نسخ بآية السيف قاله السدي.
الثاني: ليس إليك شيء من أمرهم قاله ابن قتيبه.
الثالث: أنت بريء منهم وهم منك براء، أيما أمرهم إلى الله سبحانه في الجزاء فعل هذين القولين الآية محكمة.
انظر: نواسخ القرآن ص (161)، العتائقي ص (65)، المصفى ص (35)، الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص (140)، هبة الله بن سلامة ص (122).

قيل: منسوخة بآية السيف، وقد نسخت آية السيف مائة وأربعاً وعشرين آية(1) والأقرب أن الآية غير منسوخة.
[(7) سورة الأعراف]
سورة الأعراف مكية عن الأصم(2) وذكر فيه إجماعاً(3).
وقيل: مكية إلاَّ قوله: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اسْكُنُوا [49-أ] هَذِهِ الْقَرْيَةَ [12أ -ب]} [الأعراف: 161] إلى قوله: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165](4) فإنها نزلت بالمدينة عن قتادة(5).
[1] قوله تعالى: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعراف: 199].
قيل العفو هاهنا ما فضل عن المال(6) ومثله قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] ثم نسخ ذلك بآية الزكاة(7)
__________
(1) وهو ما ذهب إليه هبة الله بن سلامة في كتابه الناسخ والمنسوخ ص (123).
(2) الأصم: هو أبو بكر الأصم شيخ المعتزلة، كان ديّناً وقوراً، صبوراً على الفقر، منقبضاً عن الدولة، توفى سنة إحدى وستين ومائتين، وله تفسير وكتاب خلق القرآن وكتاب الحجة والرسل، وكتاب الحركات، والرد على الملحدة.
انظر: سير أعلام النبلاء (9/402)، (15/452).
(3) قيل مكية إلا ثمان آيات {واسألهم عن القرية}، الى قوله {وإذ نتقنا الجبل فوقهم}، وأخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، من طرق عن ابن عباس قال: سورة الأعراف نزلت بمكة.
انظر: فتح الغدير (2/187).
(4) في الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة أن الأعراف نزلت بمكة، إلا آية واحدة وهي قوله {وسألهم عن القرية التي} إلى قوله {وإنه لغفور رحيم} أي من الآية (163)، وحتى (167).
انظر هبة الله. ص (123).
(5) قتادة: سبقت ترجمته.
(6) وهو ما ذهب إليه القاسم وسالم قالا: هو فضل المال ماكان عن ظهر عني.
أبو جعفر النحاس ص (141)، نواسخ القرآن ص (162 ـ 163).
(7) في (ب) وردت هكذا: الإكراه، ولعله تصحيف.
وهو المروي عن ابن عباس انظر نواسخ القرآن (163)، الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس ص (141 ـ 142).

11 / 18
ع
En
A+
A-