الكتاب : التبيان في الناسخ والمنسوخ في القرآن المجيد المؤلف : عبدالله بن محمد بن عبدالله بن حمزة بن أبي النجم الصعدي(... - 647هـ) المحقق: عبدالله عبدالله بن أحمد الحوثي الناشر : |
بسم الله الرحمن الرحيم
[مقدمة الدراسة والتحقيق]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله حاملين لواء السنه والكتاب، وعلى صحابته الراشدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذه مخطوطة للقاضي العلامة المحدث الفاضل الفقيه: عبدالله بن محمد بن عبدالله بن حمزه بن أبي النجم الصعدي قاضي صعدة في وقته، تنشر للمرة الأولى بعد دراستها وتحقيقها والتعليق عليها، وهذه المخطوطة ليست الوحيدة للمؤلف، فله مؤلفات أخرى سيتم توضيحها في ترجمة المؤلف، هذه المؤلفات وغيرها من المؤلف المفيدة والهامة لم يقدر لها أن ترى النور، إذ ما تزال حبيسة المكتبات الخاصة والعامة لسبب أو لآخر، رغم الحاجة الماسة للإستفادة من ذلك التراث الذي يعتبر العدسة التي يُنظر من خلالها إلى أي أمة كانت.
وفي سبيل دراسة وتحقيق هذه المخطوطة وإخراجها إلى حيز النور واجهت المحقق عقبات، بعضها متعلق بالمخطوطة والحصول عليها والنسخ اللازمة للدراسة والتحقيق، والبعض الآخر متعلق بالمخطوطة نفسها وسنتطرق إلى ذلك في القسم الخاص بالدراسة (ما قبل النص).
وكانت البداية الأولى للإهتمام بهذه المخطوطة منذ فترة، وتحديداً /15/7/1996م إذ وقفت عليها لدى بعض المهتمين بكتب التراث، وأثناء مطالعتي لها وجدت أن موضوع المخطوطة هام، خصوصاً أن المؤلف تناول الآيات التي وقع الإختلاف في نسخها وما أكثر تلك الآيات، إلا أن المؤلف -رحمه الله- أورد ما وصل إليه اجتهاده واجتهاد غيره من أئمة أهل البيت -عليهم السلام- حول تلك الآيات.
وبعد هذه المرحلة بدأت أبحث عن نسخة أخرى بغرض تحقيقها، فتم لي الحصول على نسخة أخرى من مكتبة العلامة محمد بن عبدالعظيم الهادي، فقمت بنسخها، ثم بحثت عن نسخة أخرى فلم أجد سوى نسخة دار المخطوطات، فقمت بمقابلة النسخة الأولى على نسخة الدار المذكور، ومن ثم إكمال بقية مراحل الدراسة والتحقيق والتعليق، فبدأت بنسخها وتحقيقها، وذلك بتاريخ 17/3/1997م، أما الدراسة والتعليق فمرحلة أخرى تالية، أما عن الأسباب التي دعتني لدراسة وتحقيق هذه المخطوطة فيمكن إيجازها في النقاط التالية:
أهمية موضوع المخطوطة (الناسخ والمنسوخ في القرآن العظيم) إذ أن المؤلف -رحمه الله- اتبع منهجاً جديداً من الناحية الموضوعية عنه (أصول فقه + علوم قرآن) إذ وضح في المقدمة مسائل حول الناسخ والمنسوخ (أصولياً) تعريفه وحكم النسخ في الشرائع السابقة للإسلام...إلخ، وحسبما أوضحناه في القسم الأول: الدارسة، (ثالثاً: موضوع المخطوطة) ثم أورد بعد ذلك الآيات اللواتي وقع الإختلاف في نسخهن وطبقاً لنسق المصحف الشريف (علوم القرآن).
أن المؤلف -رحمه الله- عين أو تطرف إلى مذهب... أئمة أهل البيت -عليهم السلام- ومن قال بقولهم، كالإمام الناصر، والمؤيد، والهادي، -عليهم السلام- وعبدالله بن الحسين أخو الإمام الهادي --عليه السلام-- والإمام القاسم بن إبراهيم، والإمام محمد بن علي بن الحسين --عليه السلام-- وهو بذلك يسرد أقوال الينبوع الأول والممتثل في أئمة أهل البيت -عليهم السلام- مما أعطى أهمية خاصة للكتاب.
أن المؤلف بما وصل إليه من الإجتهاد و... إلخ، مما نعت به يعكس البيئة العلمية التي نشأ فيها، والتي أثرت تأثيراً إيجابياً على المؤلف أهلته لأن يكون محدثاً وفقيهاً، ومتولياً للقضاء للإمام عبدالله بن حمزة بمدينة صعدة.
أن هناك العديد من المؤلفات في هذا الموضوع وفي غيره لم ينشر منها إلا النتف البسيط، وإيماناً منا بأهمية تلك الموضوعات، ومساهمة في نشر كتب التراث الإسلامي بشكل عام قمت بتحقيق ودراسة هذه المخطوطة.
أما عن الدراسة والتحقيق فقد إعتمدت على نسختين، واتبعت في ذلك المنهج العلمي المتعارف عليه في التحقيق، وقسمت الدراسة والتحقيق والتعليق إلى قسمين هما:
القسم الأول: الدراسة ((ما قبل النص)) وتم تقسيمها إلى:
أولاً: المنهج
ثانياً: وصف المخطوطة.
ثالثاً: موضوع الكتاب.
رابعاً: نماذج من المخطوطة.
القسم الثاني: التحقيق والتعليق، (النص محققاً ومعلقاً عليه) وهذا القسم هو الخاص بالتحقيق وضبط مادة الكتاب، وطبقاً لما أوضحناه في (منهج تحقيق النص).
وفي آخر الكتاب قمت بوضع فهارس عامة للكتاب (آيات، أحاديث، آثار، أعلام، شعر،...إلخ) ليسهل على الباحث والمطلع الرجوع إلى مبتغاه بيسر وسهولة، وبعد الفهارس العامة للكتاب وضعنا قائمة المراجع أو المصادر، التي استعنت بها أو إختلفت منها في سبيل الدراسة، والتحقيق والتعليق لهذا الكتاب.
وأخيراً أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل والإعتراف بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى كل من مدَّ يد العون والمساعدة في سبيل دراسة وتحقيق المخطوطة وهم كثير.
كما أتوجه بالشكر والعرفان إلى زوجتي وأولادي والذين لولاهم وما وفروا لي من أجواء صالحة للبحث والدراسة لم تتوفر لحالت بيني وبين إنجاز هذا العمل المتواضع وغيره.
وأخيراً وتنفيذاً لأوامر الشرع الحنيف فإن تناولنا بالتعليق لأي موضوع أو مسألة إنما هو مبني على الأمانة والموضوعية، لأن مثل هذا العمل إنما هو في نظرنا دين يحاسب عليه المرء يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أرجو من الله عز وجل التوفيق والهداية، فإن أصبت فالفضل والمنه من الله سبحانه وتعالى، وإن أخطأت فذلك راجع إلى نفسي، وتقصير في تحصيلي، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم.
…… عبد الله أحمد الحوثي
الثلاثاء 20 ذي الحجة الحرام 1419هـ الموافق 6/4/1999م.
القسم الأول: الدراسة ((ما قبل النص))
أولاً: المنهج.
خطة البحث.
صعوبات واجهت المحقق.
منهج تحقيق النص.
المصادر التي اعتمدنا عليها.
ثانياً: وصف المخطوطة ((المخطوطة في حد ذاتها))
أ ـ إسم الكتاب، تاريخ تأليفه، عدد النسخ المعتمدة في التحقيق.
ب ـ ترجمة المؤلف ونسبة الكتاب لمؤلفه.
ج ـ وصف المخطوطة (( النسخ المعتمدة في التحقيق)).
1 ـ النسحة (ا)
2ـ النسخة (ب)
د ـ منهج المؤلف ومصادرة.
ثالثاً: موضوع الكتاب.
رابعاً نماذج من المخطوطة:
1 ـ النسخة (أ)
2 ـ النسخة (ب)
أولاً: خطة ومنهج البحث
خطة البحث:
الهدف الأساسي لدراسة وتحقيق المخطوطة يدور على زوايا ثلاث:
1- إحكام وضبط مادة الكتاب ـ موضوع التحقيق، والدراسة والتعليق ـ حتى الإطمئنان بإخراج الكتاب مطابقاً أو مقارباً لما صدر من مصنفة(1) كي يستطيع المتخصص من الرجوع إليه والإستفادة منه بصورة أكثر، وهذه العملية هي عملية تحقيق النص.
2- التعرف على مكان وجود المخطوطة، ووصفها في حد ذاتها، وهذه النقطة سيتم توضيحها أو التحدث عنها على مرحلتين:
الأولى: وهي المتعلقة بمنهج تحقيق النص، والمتمثلة في التعرف على مكان وجود المخطوطة.
المرحلة الثانية: وتتمثل في وصف المخطوطة في حد ذاتها، وسيتم توضيح هذه النقطة في البند، (ثانياً) من هذه الدراسة.
3- دراسة وتحليل موضوع المخطوطة وتوضيح أهمية الكتاب من خلال ذلك، إضافة إلى منهج المؤلف والمصادر أو المراجع التي اعتمدها في سبيل تأليف هذا الكتاب.
هذه الزوايا الثلاث تعبر عن الكيفية الواجب اتباعها في التعامل مع كتب التراث، إذ أن التراث بما يحمل من أهمية على الصعيد الفكري يجب أن يخرج إلى حيز الوجود وفقاً لطرق ومناهج علمية خصوصاً إذا ما عرفنا أن هذا التراث هو المرآة التي ترى الأمة من خلاله ذاتها وحضارتها، مجدها تاريخها، ومخزون تجاربها عبر القرون(2).
ولا تقتصر مسؤلية الحفاظ على هذا التراث على فئة دون أخرى، أو جهة بعينها إذ أن المسؤلية مشتركة ولا مناص منها، وفي نظري فإن الحفاظ على التراث يأتي من خلال طرق ووسائل عديدة لعل من أهم ذلك:
__________
(1) - انظر: مبادئ في مناهج البحث العلمي. فؤاد الصادق. مركز الدراسات والبحوث العلمية. بيروت. ص (17).
(2) - نفس المصدر السابق ص (17).
1- القيام بإخراج هذا التراث وفقاً لمنهجية علمية متطورة إذ لا طريقه للمحافظة عليه واكتشافه على حقيقته، وجعله هادياً وفاعلاً ورائداً، ومستفاداً منه بين الأمم إلا إذا اتبع الجيل المعاصر منهجية البحث العلمي (التحقيق) سواء أكان ذلك من خلال عرض ونشر كتب التراث، أو من خلال القيام بوضع فهارس عامة لذلك التراث ؛ لترشد الباحثين والمهتمين.
2- سن قوانين ولوائح تنظيمية تنظم العلاقة بين الجهات الرسمية ذات العلاقة، وبين الباحثين والمهتمين بشئون التراث إذ من الملاحظ وجود فجوة بين الطرفين، نتيجة للتعقيدات الإدارية التي لا تخدم التراث خصوصاً في بلادنا؛ بل على العكس تساهم في جعله حبيس الجدران، وبالتالي إلى إلحاق الضرر كالإنطماس والتآكل، وتأثيرات كثيرة.
إن التحقيق في الوقت الراهن ضرورة ملحة، إذ لا سبيل للإستفادة من التراث الفكري، بصفته العدسة التي ينظر العالم من خلالها وغيرها إلى أية أمة، لا سبيل إلى الإستفادة منه ما لم توجد أياد أمينة، وعقول متفتحة، هدفها الأول والأخير دراسة وعرض ونشر ذلك التراث، بعيداً عن التعصبات المذهبية، والنظر من مناظير ضيقة قد يضر بموضوع المخطوطة، نتيجة للأهواء النظرات تلك.
3- وضع فهارس عامة للكتاب ليستفيد منها الباحثون سواء في بلادنا أو في غيرها، فالتراث ليس حكراً على أمة دون أخرى، طالما والهدف الأول والأخير المحافظة عليه.
4- إصدار مجلة متخصصة تُعنى بشئون تراثنا بصفة خاصة، والإسلامي بصفة عامة.
5- ولا تقتصر مسؤلية الحفاظ على التراث في النقاط السابقة فحسب(1) بل يجب على الجيل الصاعد مواصلة المسيرة التي أرسى أسسها الآباء والأجداد في ظروف صعبة عاشوها آنذاك، ولو بشكل بسيط في البداية، أداءً للدور التاريخي والحضاري المطلوب منا، وتحقيق القول: بأن الحضارة الإسلامية حضارة لا توصف بالعقم، أو لا تعرف له في حياتها طريق، وبذلك نكون قد حققنا هذا القول على الواقع العملي، لا بالفخر ومجاهلة أنفسنا أننا أصحاب حضارة وتراث... إلخ.
صعوبات واجهت المحقق
هناك صعوبات واجهتنا أثناء تحقيق ودراسة الكتاب لعل من أهمها:
1- عدم وجود نسخة من المخطوطة قريبة من عصر المؤلف، أو على الأقل بعده بفترة وجيزة، إذ لم نحصل إلا على نسختين، الأولى خطت السنة (1130هـ) مكتبة خاصة، والثانية سنة (1350هـ)، وهي نسخة دار المخطوطات.
2- كثرة السقط في النسخة (ب)، وهي نسخة دار المخطوطات، يلحظها المطلع على الكتاب هذا من خلال الحواشي ـ التحقيق.
3- عدم توضيح المؤلف صراحة المراجع أو المصادر التي اعتمدها، فيما عدا كتاب الناسخ والمنسوخ لعبد الله بن الحسين (تحت الطبع بتحقيقنا) وكتاب الأحكام للإمام الهادي، إذ أوضح صراحة رجوعه إليهما، أما ما عداهما فلم يذكره صراحة.
مكان وجود المخطوطة
لم أقف على نسخة خطت في زمن المؤلف، أو حتى بعد المؤلف بفترة وجيزة، ومن النسخ التي أوضح الأخ الأستاذ / عبد السلام الوجيه ـ إمكانها، نسخة خطت سنة (986هـ)، ضمن مجموع رقم (65) بمكتبة الأوقاف بصنعاء، وثانية، وثالثة رقم (14) أصول فقه (254) مجاميع المكتبة الغربية بصنعاء، وبمكتبة آل الضوء، خطت سنة (1340هـ) بصعدة، أخرى ضمن مجموع بمكتبة الهاشمي بصعده.
أخرى بمكتبة السيد/ محمد حسن العجري، خطت سنة (1034هـ)، وأخرى بمكتبة السيد/سراج الدين علان.
__________
(1) - تطرقنا لمثل تلك النقاط في الدراسة الخاصة بكتاب الناسخ والمنسوخ لعبدالله بن الحسين.
انظر: أعلام المؤلفين الزيدية/ عبد السلام عباس الوجيه، في ترجمة المؤلف رقم الترجمة (632) تحت الطبع.
منهج تحقيق النص:
يمكن إجمال المنهج الذي اتبعته في سبيل دراسة وتحقيق المخطوطة في النقاط الآتية:
1- تخريج الآيات القرآنية الشريفة الواردة في المخطوطة، وذلك بذكر السورة ورقم الآية فإن كانت الآية كاملة قلنا: سورة (...) الآية (..) كان استشهاد المؤلف بجزء منها، فإن كان من وسط الآية، أو آخرها قلنا: سورة (....) آية (....) واتبعنا ذلك بقولنا: والآية كاملة هكذا (...) وإن كان من أول الآية قلنا: وتمامها (... ) وهكذا إضافة إلى تصحيح بعض الآيات التي وقع فيها تصحيف النساخ.
2- وضع السورة بين [ ] وترقيمها حسب ترتيبها في المصحف، فسورة البقرة مثلاً وضعناها هكذا [(2) سورة البقرة] وهكذا إلى آخر الكتاب.
3- ترقيم الآيات في كل سورة على حده.
4- أوضحنا أوجه الإختلافات والآراء الواردة في كل آية على حده، سواء أوضح المؤلف أوجه الإختلافات أم لم يوضح، معتمدين في ذلك على الكتب المتخصصه في نفس الموضوع (كتب الناسخ والمنسوخ).
5- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة التي استشهد المؤلف بها، معتمدين في ذلك على كتب الحديث.
6- قمنا بترقيم الأحاديث النبوية الشريفة، وكذا الآثار المروية عن أحد الصحابة، كالإمام علي، وابن عباس، وغيرهما من أول المخطوط إلى آخرها، وكذا الأبيات الشعرية، وذلك بوضع قوسين مركنين قبل الحديث، ووضع الرقم بينهما هكذا [1،2،...] وهكذا، وقد استشهد المؤلف بـ(41) حديثاً وأثراً.
7- ضبط وتصحيح الأخطاء التي وقع النساخ فيها، سواء أكان ذلك من الناحية الإملائية، أو غيرها وبالطريقة المتعارف عليها.
8- إدخال بعض الألفاظ التي لا يستقيم المعنى بدونها، مع وضع ما تم إدخاله بين قوسين مركنيين[ ] والإشارة إلى مثل ذلك بالحاشية، حسب القواعد المتبعة.