قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابو هلال عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(سباب المسلم فسق وقتاله كفر) .
قال: وحدثنا بشر ، قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي عن
القاسم بن محمد والحسن بن أبي سعيد قالا: قيل لعبدالله:إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن : ?الذين هم في صلاتهم خاشعون? ?والذين هم على صلاتهم يحافظون? فقال عبدالله : ذلك على مواقيتها ، قالوا : ياأبا عبدالرحمن ماكنا نرى ذلك إلا على تركها ، فقال : عبدالله : تركها الكفر) .
قال : وحدثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى بن زيد عن حسين بن علوان عن ابي خالد عن زيد عن آبايه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(سيأتي على الناس ائمة بعدي يميتون الصلاة كميتة الأبدان فإذا أدركتم ذلك فصلوا الصلاة لوقتها ولتكن صلاتكم مع القوم نافلة فإن ترك الصلاة عن وقتها كفر) .
قال: وحدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا حرب بن الحسن قال: حدثنا حنان بن سدير قال: حدثنا سديف المكي قال: حدثنا محمد بن علي ـ ومارأيت محمديا يعدله ـ قال: حدثنا جابر بن عبدالله الأنصارى قال : (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ياأيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا قال: قلت يارسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ؟ قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ) .
قال: وحدثنا بشر عن عطية الكاهلي عن علي عليه السلام قال:(المكر غدر والغدر كفر) .
قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن زبيد عن ابي وائل عن عبدالله قال: قال عبدالله :(سباب المسلم فسق وقتاله كفر) قال سفيان : قال زبيد: قلت لأبي وائل : أنت سمعته ؟ قال: نعم.
قال [الناصر] الحسن بن علي بن الحسن عليه السلام : إنما أتبع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(1/36)
قال: وحدثنا وكيع ، قال: حدثنا عبدالله بن موسى ، قال: أخبرنا هاشم بن البريد ومحمد بن اسماعيل الزبيدي عن سعيد بن حنظله عن مازن العبدي قال: قال علي عليه السلام :(ماوجدت إلا القتال أوالكفر) .
قال: وحدثني محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى عن الحسين عن ابي خالد عن زيد عن آبايه عن علي عليه السلام قال: قال له رجل: ياأمير المؤمنين أرأيت قومنا أمشركون هم ؟ يعني أهل القبلة ـ قال: لاوالله ماهم بمشركين ، ولو كانوا مشركين ماحلت لنا مناكحتهم ولاذبائحهم ولامواريثهم ولاالمقام بين أظهرهم ، ولاجرت الحدود عليهم ، ولكنهم كفروا بالنعم والأعمال غير كفر الشرك ) .
قال [الناصر] الحسن بن علي عليه السلام : يعني شرك العدل بالله لاشرك الطاعة للشيطان مع الله
قال: وحدثنا محمد بن منصور عن أبي هاشم ، عن محمد بن اسماعيل ، عن معقل الخثعمي قال: جاء رجل الى علي عليه السلام فسأله عن امرأة لاتصلي ؟ فقال: (من لم يصل فهو كافر).قال: وحدثنا محمد بن منصور ، قال: حدثنا ابوكريب
عن حفص قال: حدثنا أشعث عن كردوس قال: سمعت على هذا المنبر رجلا من أهل بدر يعني عليا قال:(رب غاد قد غدا فما يؤوب الى أهله حتى يعمل عملا يدخل به النار) ثم قرأ ?يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم? يقول: كفروا بعد ايمانهم ورب الكعبة ، كفروا بعد ايمانهم ورب الكعبة) .
قال: وأخبرني محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار عن أبي بكر بن عياش قال: حدثني الضبي قال: بلغ عليا عن لبيد بن عطارد التميمي شيء فأخذه فَمُرَّ به على مسجد سماك وفيه نعيم بن دجاجة التميمي فقام اليه فانتزعه من رسل علي عليه السلام وخلى سبيله فبلغ ذلك عليا فأرسل إليه فأخذه فضربه أسواطا فقال له نعيم : إن المقام معك لذل وإن فرقتك لكفر قال : أوكذلك هو ؟ قال: نعم قال: خلوا سبيله) .(1/37)
قال: وحدثنا بشر بن عبدالوهاب قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون? قال : هو به كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله) .
قال: حدثنا ابوجنان عن الضحاك عن ابن عباس قال: (من كان له مال تجب فيه الزكاة فلم يزكه ، أومال يبلغه حج بيت الله فلم يحج سأل عند الموت الرجعة ـ قال : فقال رجل : اتق الله ياابن عباس إنما سألت الكفار الرجعة ؟ فقال ابن عباس : أنا أقرأ بها عليك القرآن ?ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولاأولادكم عن ذكر الله? الى قوله:?فأصدق وأكن من الصالحين? قال : فقال رجل : ياابن عباس فما يوجب الزكاة ؟ قال: مآتان فصاعدا. قال: فما يوجب الحج ؟ قال:الزاد والبعير) .
وروي لنا عن عبيدالله بن رافع عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(مابعث الله نبيا إلا وله حواري يمكث النبي بين ظهرانيهم ماشاء الله يعمل بينهم بكتاب الله حتى إذا قبض الله نبيه مكث الحواريون يعملون بكتاب الله وبامره وسنة نبيهم فإذا انقرضوا كان من بعدهم أمراء يركبون رؤوس المنابر ، يقولون مالايعرفون ويعملون بما تنكرون فإذا رأيتم ذلك فحق على كل مسلم أن يجاهدهم بيده ، فإن لم يستطع فبقلبه ليس وراء ذلك اسلام) .
قال: وأخبرني محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثني بكر بن عيسى الأحول أبوزيد قال: حدثني عبدالله بن الحسن قال: حدثني ثابت أبو المقدام قال: أدركت أصحاب علي عليه السلام متوافرين قال: فسمى منهم رجالا كثيرا قال: قلت لهم : أي شئ كنتم تسمون من خالفكم ؟ قالوا: كنا نسميهم بالفسق والظلال والنفاق, وبالكفر غير كفر الشرك .
وفي هذا مايكثر وإنما نكتب منه مانذكر.(1/38)
باب في وصف النفاق والدليل على أن كل عاص منافق
إعلم هداك الله أن كل من عصى الله بكبائر معاصيه ، وأصر على ذلك فليس فعله ذلك إلا عن قلة يقين بوعيد الله واستخفاف بحرماته, وإنهم في شك من الجنة والنار ومما يدعوهم اليه مريب ، وذلك أن القلوب والأبدان والعقول مطبوعة على الحذر من قليل الآلام والأوجاع ، حتى إن الإنسان إذا صدع أوحم يوما فقيل له : احتم ودع الطعام والشراب أو الجماع ، وذلك فلذة الدنيا يجوع ويعطش جهده ، وترك لذاته جميعا حذرا من أن يزيد وجعه أويدوم ورجاء العافية, وهذه فلذات الدنيا التي بها يفتتن المفتتنون ، ولها تباع الآخرة، وتقطع الأرحام ويكتسب سوء الأحدوثة ويعبد أحدهم سلطانه الظالم بالطاعة له إذا خاف منه حبس يومين أوضرب عشر درر ، أوإرهاقا في خراج أو ازورار وجه عنه ، أوشدة حجاب ، اوكان منه رغبة في غرض من الأغراض فخاف فوات مارغب فيه ، ويدع عبادة ربه ، فلو كان هؤلاء الناس موقنين بالجنة والنار وماوعدالله وأوعد الأبرار والفجار, وصدقوا بقول الله سبحانه :?كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما? عزيزا في أخذه وتعذيبه أعداءه ، حكيما في تدبيره وتحقيق وعده ووعيده ـ لكانوا لايعصونه متعمدين ، ولايصرون على مايكره منها ، مستخفين بحرماته والله المستعان.
واعلم أنه لاإيمان لمن لاإيقان له ، ولاإيقان لمن يصر على معاصي خالقه قال الله سبحانه :?ألم ذلك الكتاب لاريب فيه? الى قوله :?وأولئك هم المفلحون? وماالغالب على الناس في اصرارهم على معاصي الله إلا قلة اليقين ، وماالذي يظهر منهم من الإقرار بالشهادتين والصوم والصلاة إلا شيء قد تعودوه ، وحقنوا به دماءهم ، وماأتوا به من ذلك أيضا ، فليس يأتي على حقيقة إلا القليل ممن عصم الله وخافه.(1/39)
معنى النفاق لغة
واعلم هداك الله : أن كل (مساتر بمعاصي الله أومعلن لها) فهو منافق في لغة العرب ؛ لأن اسم النفاق إنما أخذ واشتق من جحرة اليربوع فإن لليربوع جحرين يقال لأحدهما :القاصعاء وهو الذي يسكنه ويكون فيه, وفوق ذلك جحر آخر رقيق السمك في السماء والهواء يقال له : النافقاء ، فإذا أتاه في قاصعائه شئ يخافه من حية تريد أكله أوغيرها هرب من القاصعاء إلى النافقاء ، فإن صعد مايخافه اليه الى النافقاء نفق برأسه أي : خرق برأسه ذلك السقف الرقيق وظهر على الأرض وهرب مما يخاف.
فنفس النفاق في اللغة فهو : أن يُظَنَّ بالإنسان أنه ممن يعمل بطاعة الله فيعمل بمعاصي الله مخالفا لما ظن به كما ظن باليربوع أنه في القاصعاء فنفق برأسه وخرج من النافقاء مخالفا ماظن به ، فكان النفاق من جنس الكذب فيما سوتر به أوأظهر من قول أوفعل ، فمن زعم أنه مسلم أومؤمن ثم أظهر أوساتر بفعل غير أفعال المسلمين والمؤمنين فقد نافق ولزمه اسم النفاق ؛ لأنه أتى من الجهة التي زعم أنها دينه ، وجاء بخلاف ماوعد أن يأتي به كاليربوع لما أتى من الناحية التي ظُنَّ أنه بها خرج منافقا من غيرها.(1/40)