قال : وحدثنا بشر ، قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا اسرائيل عن جابر عن أبى جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(لا تجد المؤمن جبانا ولا بخيلا).
قال : وحدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثني عباد بن يعقوب عن سعيد يعني ـ ابن عمرو العنزي ـ عن مسعدة يعني ـ ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (أن عليا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو أن عبدا قام ليله وصام نهاره وأنفق ماله في سبيل الله علقا علقا وعبد الله بين الركن والمقام ثم يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوما لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرة حتى يظهر المحبة لأولياء الله والعداوة لأعداء الله).
قال الحسن بن علي [الناصر] رضي الله عنه : معنى يظهر: أي يعتقد ذلك ويظهره في من يمكن إظهاره فيه.
قال : وحدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا عبد الله بن داهر عن سالم قال: سمعت جعفرا يقول: سمعت أبي يقول : (التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له) .
قال: وحدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي عن صالح بن موسى الطلحي عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(إن الصدق من البر وإن البر من الإيمان ، وإن الإيمان في الجنة وما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب من الفجور وإن الفجور من الكفر وإن الكفر في النار وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا).(1/21)


قال: وحدثنا وكيع ، قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى أبى ذر رحمه الله تعالى فسأله عن الإيمان فقرأ عليه أبو ذر :?ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب? الآية فقال الرجل : ليس عن البر سألتك ، فقال أبو ذر : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عما سألت فقرأ عليه كما قرأت عليك فأبى أن يرضى كما أبيت أن ترضى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(المؤمن الذي إذا عمل حسنة سرته ورجا ثوابها وإذا عمل سيئة سآته وخاف عقابها).
قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا حماد بن نجيح عن أبى عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن فازددنا إيمانا) قال الحسن بن علي [الناصر] : أراد تعلمنا شرائع الإيمان من الصلاة والصيام وغيرهما ، التي بها يؤمن الإنسان نفسه عند الله من سخطه وعذابه.
فأما الإقرار فإنه لا يحتاج أن يطول تعلمه.
قال : وحدثني أخي الحسين بن علي ومحمد بن منصور المرادي قالا : حدثنا علي بن الحسن يعنيان أبي عليه السلام ، عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وآتى زكاة ماله وخزن لسانه وكف غضبه وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقد استكمل حقائق الإيمان وأبواب الجنة مفتحة له).
قال الناصر للحق عليه السلام : خبرت عن الحسن بن عبد الرحمن [بن محمد] عن محمد [بن عمران بن محمد] بن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: حدثنا سعيد [بن عمرو بن أبى] نصر السكوني عن محمد <بن عبد الرحمن> بن أبي ليلى عن الحكم(1/22)


بن [عتيبة] عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته) قال: فقال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمن ما تزال تجيء بالحديث يحيي الله به القلوب
قال: وحدثني محمد بن منصور عن أبى هشام عن أبى خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :(الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان) .
قال : وحدثنا بشر بن عبد الوهاب قال: حدثنا وكيع بن الجراح ، قال: حدثنا إسماعيل قال: قال قيس :قال أبو بكر: (إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان) .
قال : وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبى ثابت ، عن ميمون بن أبى شبيب قال: قال عمر بن الخطاب : (لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يدع الكذب في المزاح ،ويدع المراء ولو شاء غلب) .
قال الناصر للحق عليه السلام : أخبرني أحمد بن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن أبى عمير عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال:(الإيمان إقرار وعمل ،والإسلام إقرار ولا عمل) .
قال: حدثني محمد بن علي بن خلف العطار ببغداد العدل الثقة قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار قال: حدثنا سعد بن طريف عن أبى جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه سئل عن رجل له حظ من صلاة وصيام وهو كثير الذنوب ؟ فقال: إنما مثل ذلك ما قال القائل : أبو زيد أبو زيد يعمل عمل النار ويرجو [أن] يدخل الجنة).
قال: وحدثني محمد بن منصور ، عن الحسين بن نصر عن خالد عن حصين عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام قال:(السؤال شطر الإيمان).
قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن إبراهيم عن مجاهد عن ابن عباس قال: (إذا زنى العبد نزع منه الإيمان) .(1/23)


قال: وحدثنا بشر قال: حدثنا وكيع ، قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن شمر بن عطية عن رجل من التيم ، عن أبى ذر قال: قلت يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات ؟ قال: هي أحسن الحسنات) .
قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :?الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة? هو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ؟ فقال: (لا يا ابنة أبي بكر ولكن هو الرجل يصوم ويصلي ويتصدق وهو يخاف أن لا يقبل منه).
قال [الناصر] الحسن بن علي عليه السلام : لو كان ما توهمته عائشة كان يأتون ما آتوا بألف لا بواو ، وفي هذا ما يكثر وإنما نذكر ما يحضر والحمد لله رب العالمين.(1/24)


باب في وصف الكفر بالله والكفر بنعمته
قال الحسن بن علي [الناصر] عليه السلام : إعلم هداك الله أن الكفر والجحد والستر بعضه قريب من بعض في لغة العرب ، ويقوم بعضه مقام بعض كما يقوم الشكر للمعروف والإيمان والإقرار والتصديق مقام بعض ، وهذه الأسماء الأخيرة اضداد للأسماء الأولى ، ولها معان وأوصاف تتفرع منها ، أنا ذاكرها فيما بعد إن شاء الله.
تقول العرب : شكرت معروف فلان ، وأقررت وصدقت بمعنى واحد وتقول : سترت معروف فلان, وجحدته وكفرت به بمعنى واحد ، قال لبيد بن ربيعة يصف دخول الشمس في الليل ومغيبها في الظلام إذا غابت بغروبها :
وقال في بيت آخر:
يريد أن الليل ستر الشمس وكفرها ، وأن النجوم يسترها الغمام فكفرها.
وتقول العرب : جاءنا فلان متكفرا بالسلاح أي مستترا ، والكفر : هو الجحد لنعم الله والستر لها ، التي غمرت جميع خلقه قال الله سبحانه وتعالى في بيان ذلك :?الله الذي خلق السموات والأرض وانزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك? الى قوله :?إن الإنسان لظلوم كفار? أي كفار لنعمه عليه بمعصيته إياه ، ظلوم لنفسه بذلك ، وقال جل ذكره من أول سورة النحل يذكر نعمه على عباده ، ويذكرهم بها ليطاع ولايعصى الى قوله : ?وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم? ثم ذكَّرَهم نعمه الى آخر السورة.
وفي الفرقان من هذا مايكثر مما فيه هدى وشفاء والحمد لله ، فكل من عصى الله متعمدا وأصر على معصيته ، كانت من الكبائر التي اوعد الله عليها سخطه وعذابه فقد كفر نعمه وجحدها وسترها ولم يشكرها ، فالكفر ضد الشكر ، قال عنترة :
أنبئت عمرا غير شاكر نعمتي والكفر مخبثة لنفس المنعم
قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة وهم يكسرون الأصنام :
كفرا بك اليوم ولاشكرا لك والحمد لله الذي أهانك(1/25)

5 / 20
ع
En
A+
A-