12- نسخة (ي): هذه النسخة قطع متوسط، الخط فيها جيد، وسليمة من النقص والأخطاء، إلا أن في أولها نقص ثمان ورق أو نحوها، وليس فيها تأريخ نساختها، ولا اسم كاتبها، إلا أن في آخر ورقة منها: (تم لنا قراءة هذا الكتاب النفيس، على سيدنا العلامة محمد بن أحسن المتميز -حفظه الله وأبقاه- وحرر شهر محرم، سنة 1360ه‍، الفقير إلى ربه، طالب العلم الشريف، محمد بن عبد الله بن سالم شيبان -وفقه الله-).
انتهى ما كتبه في تعريف النسخ التي اعتمدها في التصحيح والمقابلة، وهذه ترجمة للإمام أحمد بن سليمان عليه السَّلام كتبتها وحاولت أن أختصرها قدر الإمكان، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين.

وكتب
عبد الله بن حمود العزي
اليمن ـ صعدة
2/2/1424ه‍ الموافق 4/4/2003م(1/21)


المؤلف
نسبه
هو الإمام المتوكل على الله، أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام أجمعين.
قوم بهم وبجدهم .... نرجوا النجاة مع الفلاح
وصلوا السيوف بخطوهم .... فإذا الممنع كالمباح
جبريل خادم جدهم .... أولاد (حي على الفلاح)(1/22)


مولده ونشأته
ولد عليه السَّلام سنة 500ه‍، ونشأ في ظل أسرة علوية هاشمية كريمة، تحب العلم، وتشغف مكارم الأخلاق، يقول المؤرخ الشهيد حميد المحلي، المتوفى سنة 652هـ: (وآباؤه عليه السَّلام من الصفوة الأكارم، والخيرة من الأعارب والأعاجم، مناقبهم شهيرة، وفضائلهم كثيرة، ورياض فضلهم مفترة الأزهار، وفوائد علمهم حلوة الثمار، وما عسى أن يقول فيهم المادح وإن أكثر، وقد أثنى عليهم المليك الأكبر، ورسوله المصطفى الأطهر، غير أن لذكرهم في اللسان حلاوة، وعلى الكلام بمدحهم طلاوة، ولله القائل:
قوم إذا املولح الرجال على .... أفواه من ذاق طعمهم عذبوا

أنوار الهداية إذا اعتكست دياجير ظلم الإشكال، وشموس الهدى الكاشفة لحنادس الضلال، وما أجدرهم بقول من قال:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم .... هم بيننا فَهم رضى وهم عدل
هم جدّدوا أحكام كلِّ مضلَّة .... من الحكم لا يلقى لأحكامهم فصل

وأمه عليه السَّلام: الشريفة الفاضلة مليكة بنت عبدالله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات، واسمه إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب".
وكان أبوه سليمان بن محمد من عباد الله الصالحين، بل كان يصلح للإمامة، ويرجى منه القيام بنصرة الدين الحنيف، فرأى في حال حمل امرأته بولده الإمام عليه السَّلام أن قائلاً يقول:
بشراك يا ابن الطهر من هاشم .... بماجدٍ دولته تحمد
بأحمد المنصور من مثله .... بورك فيمن إسمه أحمد(1/23)


وأما جده المطهر بن علي بن الناصر عليهم السلام، فإنه كان عالماً مصنفاً، له التصانيف في الشريعة على مذهب جده الهادي إلى الحق عليه السَّلام، وخرَّج على مذهب الهادي أشياء كثيرة، من جملتها: أن الترتيب بين اليدين والرجلين في الوضوء لا يجب.
وكان شاعراً فصيحاً مما يروىَ له عليه السَّلام:
لحاني في الهوى لاح نصوح .... فغالب مقودي رأس جموح
فقلت له وفي الخدين مني .... خدود خدها الدمع السفوح
أتطمع أن تريع إلى سلو .... وأن ينسى النوى قلب جريح
بروحي من برى روحي فأعجب .... بروح كيف منه ذاب روح
سأركب كل هول أو أراني .... أميح ولا أراني أستميح
ولا ألوي على وطن فتضحى .... مذلته على خدي تلوح
فسح في الأرض واطَّلب المعالي .... فكم من سيد فيها يسيح
فلولا أن فيمن ساح خيراً .... يفوز به لما ساح المسيح
وتوفي عليه السَّلام بذي جبلة سنة خمسة عشر وأربعمائة.(1/24)


مشائخه وإجازاته
أما مشائخه فمنهم الإمام الحسن بن محمد من ولد المرتضى، والعلامة الفاضل العباس بن علي بن محمد، والحافظ إسحاق بن أحمد بن عبدالباعث، والقاضي عبدالله بن علي العنسي الواصل بكتب آل محمد سنة 501ه‍، وقد قال عليه السَّلام عندما سأله جماعة من العلماء أن يصحح لهم نقل الأخبار التي جمعها في (أصول الأحكام): (فأنا أذكر ما حضرني من ذلك، فأما كتاب (الأحكام) فأخذته من الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد بن عبدالباعث مناولة وهو بخطه، وأما كتاب (المنتخب) فهو عندي لما كان بخزانة الإمام الناصر أحمد بن يحيى، وفيه خطوط المتقدمين من بني الهادي إلى الحق عليه السَّلام، وأخذت الشرحين (شرح التجريد) ـ خ ـ للإمام المؤيد بالله عليه السَّلام، و(تعليق القاضي زيد) من طريق الشريف الفاضل أبي محمد الحسن بن محمد من ولد المرتضى وكتبه وخطه بيده، ومن طريق القاضي العباس بن علي بن محمد بن العباس، قال: حدثه به والده علي بن محمد، قال: حدثه به عبدالله بن علي العنسي، ولقيت عبد الله بن علي العنسي، فسألته عن ذلك، فقال: سمعه علي بن محمد، وأجاز لي أيضاً، أما روايته عنه إجازة من غير سماع ولا مناولة ولكن إجازة، وكان وصل بكتب الشروح من الديلم، وذكر أنها له سماع ممن يثق به، وأحسب أن رواية الشريف الحسن بن محمد من طريق إبراهيم بن إسماعيل البصري، وأطللت على كتب من كتب العامة وهي كانت للناصر بن الهادي عليه السَّلام، مكتوب في كل كتاب بخزانة الناصر أحمد بن يحيى، منها كتاب أبي جعفر الطحاوي، وهو من أجل الكتب).(1/25)

5 / 115
ع
En
A+
A-