6- اتباع نهج آل محمد عليهم السلام
وخصوصاً ما أجمعوا عليه، باعتبارهم أحد الثقلين، الذين تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمته، وأوصاهم بالتمسك بهم، فقال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)) وهذا الحديث من الأحاديث المجمع على صحتها، رواه الموالف والمخالف بالاتفاق في الصحاح والمعاجم والمسانيد والأماليات.
وقد يقول القائل: أليس اتباع نهجهم من التقليد المنهي عنه؟ أقول: لا والذي بسط الأرض ورفع السماء، بل هو من التقليد المأمور به؛ لأن التقليد المنهي عنه في العقيدة هو اتباع قول الغير من غير حجة ولا بينة، أما أهل البيت" فهم حجة، ألم يقرنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن؟ وهم لا يذكرون مسألة إلا ويذكرون حجتها كتاباً وسنة، وإجماعهم حجة الإجماع، ولهم مؤلفات عديدة، ومقالات فريدة في جميع أبواب العقيدة، ألجموا فيها كبح كل مشبِّه متخيّل، أو مجبري متحيّل، وشرحوا فيها الصفات اللائقة بذي الجلال والإكرام.(1/16)
هذا الكتاب
ومن مؤلفاتهم العظيمة في أبواب العقيدة هذا الكتاب الذي بين يديك، ألّفه الإمام الصوام القوام، المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان عليه السَّلام، وهو أحد أئمة الزيدية الدعاة، وكتابه هذا من المناهج المعتمدة في مدارس الزيدية وفي حوزاتها العلمية المختلفة، وقد سلك فيه مسلكاً رائعاً، جامعاً في الاستدلال على مسائله بين العقل والنقل، داحضاً شبهات المجسّمة والمشبّهة والمجبرة والقدرية، موضحاً الحق في كل مسألة من خلال الكتاب العظيم والسنة النبوية المطهرة -على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم- وقد قام السيد العلامة حسن اليوسفي بمقابلته وتصحيحه على أمهات النسخ المعتمدة، ودفعه إليَّ للتقديم له والترجمة لمؤلفه، فنزلت عند طلبه رغبة في الثواب، وحرصاً على نشر هذا الكتاب؛ ليستفيد منه العلماء وطلاب العلم والباحثون عن الحق.
وقد طلبت منه أن يوصف النسخ التي اعتمدها في التصحيح والمقابلة، فكتب ما يلي:(1/17)
تعريف بالمخطوطات التي اعتمدنا عليها عند المراجعة
1- نسخة (أ): وهي التي ابتدأنا النقل عليها، وهي قطع متوسط، والخط فيها متوسط وإلى الضعف أقرب، حتى أن بعض الكلمات لا تتحقق إلا بالرجوع إلى نسخة أخرى، وفيها أخطاء ونقص، باعتبار غيرها من النسخ، وأخطاء إملائية، قال في آخر ورقة منها: (كان الفراغ من نساخته ليلة الإثنين بعد العشاء ثامن شهر القعدة سنة 1377ه، بقلم مالكه الحقير علي بن حسين الجذينة وفقه الله تعالى).
2- نسخة (ب): وهي أصح النسخ، وخطها جيد، ومراعى فيها القواعد الإملائية، وسطورها منظمة، وهي قطع صغير، وهي سليمة من الأخطاء والنقص، قال في آخرها ما لفظه: (وافق الفراغ من نساخة هذا الكتاب الجليل يوم الأحد: 28/شهر رجب سنة/1070ه بمحروس شهارة، بقلم حسن بن محمد المهلاّ وفقه الله تعالى).
3- نسخة (ت): هذه النسخة قطع صغير، والخط فيها متوسط، وفيها بعض النقص، وأخطاء، وفيها إصلاحات لبعض النقص والأخطاء، قال في آخرها: (تم نقل هذا الكتاب المبارك في شهر محرم سنة966ه، بقلم الفقير إلى ربه محمد بن عبد الله بن إبراهيم -غفر الله له ولوالديه.. آمين، وذلك بهجرة شهارة المحميّة بالله تعالى والصالحين من عباده).
4- نسخة (ج): هذه النسخة من القطع الكبير، وهي في (220) صفحة، خطها مستقيم، وفيها أخطاء، إلا أنها سليمة من النقص، مجهولة التأريخ والناسخ.(1/18)
5- نسخة (د): هذه النسخة من القطع المتوسط، والخط فيها مقري، غير مراعى فيه القواعد الإملائية، فيها بعض أخطاء، قال في آخرها ما لفظه: (تمت نساخة هذا السفر المبارك في شهر ربيع سنة 1357ه، وذلك حال هجرتنا بمسجد التوت بمدينة صعدة، بقلم أفقر الورى محمد حسن الخولاني وفقه الله).
6- نسخة (ع): هذه النسخة قطع متوسط، عدد صفحاتها (350) صفحة، خطها مقارب، وفيها أخطاء كثيرة، قال في آخر صفحة منها: (وكان تمام نساخة هذا الكتاب يوم الخميس وقت العصر، آخر يوم من شهر القعدة، سنة1315ه، بقلم أفقر عباد الله وأحوجهم إليه، الراجي عفو ربه ومغفرته السيد حامد بن صلاح الداعي اليحيوي، وذلك بهجرة ضحيان، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم).
7- نسخة (ل): النسخة في القطع الصغير، وقد أثرت الأرضة في قدر عشر ورق من آخرها، إلا أن في أول ورقة منها ما لفظه: (شرعنا في قراءة هذا الكتاب عند سيدنا القاضي العلامة عبد الله بن محمد العيزري حفظه الله وأبقاه).
8- نسخة (م): هذه النسخة الخط فيها جيد ومنظم، ولكن فيها نقص وأخطاء، قال في آخرها ما نصه: (كان تمام نساخة هذا الكتاب في آخر شهر شعبان، أحد شهور سنة 1300ه، وذلك بمدينة صعدة بمسجد الذويد، بقلم الفقير إلى عفو ربه عبد الله بن محمد المساوى الزيدي والعدلي مذهباً واعتقاداً -وفقه الله لصالح الأعمال- بحق محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم).(1/19)
9- نسخة (ص): هذه النسخة من القطع الكبير، عدد صفحاتها(230)صفحة، والخط فيها ضعيف جداً، وفيها أخطاء ونقص، وقد جرى عليها بعض إصلاح لبعض الأخطاء، وفي آخرها ما لفظه: (كان الفراغ من نقل هذا الكتاب المبارك الجليل وقت الضحى في يوم الأحد، الثالث من شهر شوال، سنة 1340ه، بقلم مالكه علي بن قاسم النقيل، وذلك بهجرة ضحيان).
10- نسخة (س): هذه النسخة من القطع الصغير عدد صفحاتها (400)، والخط فيها متوسط، وفيها بعض نقص، وسليمة من كثرة الأخطاء، وقد جرى بعض إصلاح لبعض النقص، قال في آخرها: (كان الفراغ من زبر هذا الكتاب في آخر شهر الحجة من سنة 1345ه، وذلك في المشهد بجوار الإمام أحمد بن سليمان عليه السَّلام، وذلك حال قراءتنا وهجرتنا، بقلم مالكه، أسير الذنوب، الراجي رحمة علام الغيوب، علي بن أحمد دهمش وفقه الله تعالى).
11- نسخة (ش): هذه النسخة قطع ثلث، الخط فيها مقري، وسليمة من النقص، وفيها بعض أخطاء، قال في آخرها ما لفظه: (تم الكتاب بعون العزيز الوهاب، فله الحمد لا حصر، ثناءً عليه كما هو أثنى على نفسه، وذلك التمام بقدرة من له المنُّ والإنعام، قُبيل الظهر، يوم السبت، 13 شهر شوال، سنة 1342ه، بالمسجد الأعلى بهجرة فللة -حرسها الله بالصالحين- بقلم الحقير إلى مولاه العلي، عبد الله بن علي بن أحمد الشاذلي -ثبته الله وعفا عنه، ووفقه وحشره في زمرة النبي وآله مع الناجين يوم الدين-).(1/20)