الذين أخذ عنهم وسمع عليهم الحاكم رحمه الله تعالى
قال صاحب طبقات :
"سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن اسحاق النجار، وأبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد قاضي الحرمين، وأبا يعلى الحسين بن محمد الترمذي، وأبا محمد قاضي القضاة عبدالله بن الحسن سمع عليه في شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وأبا علي الحسن بن علي الوحشي الحافظ، وأبا الفضل الأمير عبدالله بن أحمد الميكالي، وأبا عبدالرحمن محمد بن عبدالعزيز النبلي، وأبا الحسن عبدالغفار بن محمد بن عبدالغفار الفارسي بنيسابور، وأبا الحسن إسماعيل بن صاعد، وأبا عبدالله محمد بن عميرة، وأبا أحمد بن عبدالله بن حامد الأصفهاني، وأبا القاسم محمد بن أحمد بن مهدي الحسني، قال: أخبرنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني، وأبا حامد أحمد بن سهل الأنصاري .
وحدَّث عن الأستاذ أبي يوسف يعقوب بن أحمد، وقال أخبرنا الفقيه أبو سعد المفضل بن محمد الإسترباذي، وروى عن شيخه أبو علي محمد بن عبدالوهاب الجبائي، وروى عن السيد أبي طالب يحيى بن الحسين الحسني بالإجازة من غير واسطة، وغيرهم"، انتهى.
قلت: وقد صرّح بأكثرهم، وأنه أخذ عنهم؛ الحاكمُ رحمه الله تعالى في كتابه جلاء الأبصار في تأويل الأخبار وغيره.
وذكر القاضي في مطلع البدور في ترجمة أبي حامد النجار، قال: "ولما توفّاه الله قرأ الحاكم على الشيخ أبي الحسن علي بن عبدالله" .
قلت: هو النيسابوري، وروى عنه الحاكم في جلاء الأبصار.
تلامذة الحاكم رحمه الله
قال السيد الإمام في الطبقات:
"وتلامذته كثيرون، منهم: أحمد بن محمد بن اسحاق الخوارزمي، ومن العجيب إتفاق شيخ ابن كرامة، وتلميذه؛ في اسمه واسم أبيه وجده .(1/21)
ومن تلامذته : علي بن زيد البروقني، وروى عنه ولده محمد، وكان سماعه عليه سنة اثنين وخمسين وأربعمائة، انتهى
مؤلفات الحاكم رحمه الله
أمَّا مؤلفاته رحمه الله فكثيرة وغزيرة، بلغت إلى نيف وأربعين كتاباً، وسنذكرها حسب ما ذكرها صاحب المستطاب، وصاحب مطلع البدور، وصاحب طبقات الزيدية.
1- التهذيب في تفسير القرآن في عدة مجلدات قال في المستطاب: تسعة مجلدات، وقد وفى فيه بجميع علوم التفسير من اللغة والإعراب والمقارئ والمعاني والنزول والأحكام.
قال في الطبقات: "اعتمده أئمة الزيدية المتأخرين، قلت: قيل : إن الكشاف مأخوذ منه بزيادة تعقيد"، انتهى.
2- السفينة الجامعة لأنواع العلوم.
قال في المستطاب : "جمعت بين الزهد والفقه والتاريخ للأئمة السابقين إلى عصره، وللأنبياء منذ آدم إلى نبينا محمد صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم، لكنه في التاريخ بإختصار، وهو من أجلّ الكتب وهو أربعة مجلدات.
3- العيون، قال في المستطاب: "وهو الذي اخْتصرَ منه الإمام المهدي كتاب القلائد".
4- شرح عيوان المسائل، (علم الكلام)، المستطاب – مطلع البدور- الطبقات.
5- كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة، المستطاب – مطلع البدور- الطبقات.
6- كتاب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين، وهو الذي بين يديك.
7- كتاب التأثير والمؤثر (أصول الدين)، المستطاب – مطلع البدور- الطبقات.
8- الإمامة على مذهب الزيدية، المستطاب – مطلع البدور- الطبقات.
9- الرسالة الغراء .
10- كتاب المنتخب في فقه الهدوية، المستطاب – الطبقات – والمطلع.
11- الأسماء والصفات، المستطاب – مطلع البدور- الطبقات.
12- الرسالة الباهرة في الفرقة الخاسرة - يعني الباطنية - المستطاب.
13- الحقائق والدقائق، المستطاب – المطلع-الطبقات.(1/22)
14- الإنتصار لسادات المهاجرين والأنصار، المستطاب- المطلع-الطبقات.
15- كتاب ترغيب المبتدي.
16- كتاب تذكرة المنتهي.
17- جلاء الأبصار في تأويل الأخبار، لوامع الأنوار- المستطاب.
18- الشروط والمحاضرة، المستطاب- المطلع-الطبقات.
19- نصيحة العامة، المستطاب- المطلع-الطبقات.
20- رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس، وتسمى (رسالة أبي مرة إلى إخوانه المجبرة) مطبوع.
21- التفسير المبسوط بالفارسية ، المستطاب- المطلع-الطبقات.
22- التفسير الموجز بالفارسية، المستطاب- المطلع-الطبقات.
23- كتاب العقل، المستطاب- المطلع-الطبقات.
24- كتاب تحكيم العقول في الأصول، المستطاب- المطلع-الطبقات.
توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف
لا يتطرق الشك في نسبة كتاب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين إلى مؤلّفه الحاكم الجشمي رحمة الله عليه، ولكن للتأكيد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؛ وللتبرّك بذكر الأئمة الأعلام والشيعة الكرام نذكرُ السند إلى كتاب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين، فأقول:(1/23)
يروي المفتقر إلى الله عز وجل إبراهيم بن يحيى الدرسي الحمزي جميع مؤلفات الحاكم الجشمي التي منها تنبيه الغافلين عن الإمام الحجة الحافظ/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله تعالى، بالإجازة العامة، وهو حفظه الله تعالى يرويها بأسانيده المذكورة في الجامعة المهمة ولوامع الأنوار، ونذكر منها على طريقة الإختصار للتأكيد طريقةً واحدة، عن والده عالم آل محمد وعابدهم العلامة الولي محمد بن منصور المؤيدي رحمة الله عليه، عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي عليه السلام، عن السيد الإمام محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي، عن السيد العلامة محمد بن عبدالرب بن محمد بن زيد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد، عن عمه إسماعيل بن محمد، عن أبيه محمد بن زيد، عن أبيه زيد، عن أبيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل، عن أبيه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليهم السلام، عن مشائخه العلماء الأعلام: أمير الدين بن عبدالله المطهري الهدوي، وإبراهيم بن المهدي القاسمي الجحافي، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، وثلاثتُهم يروون عن شيخهم السيد العلامة أحمد بن عبدالله بن أحمد بن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن الإمام المتوكل على الله شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن السيد الإمام عالم العترة أبي العطايا عبدالله بن يحيى بن المهدي الزيدي نسباً ومذهباً، عن الفقيه العلامة نجم الدين يوسف بن أحمد بن عثمان صاحب الثمرات، عن القاضي العلامة شرف الدين الحسن بن محمد النحوي، عن الفقيه العلامة عماد الدين يحيى بن الحسن(1/24)
البُحيبح، عن الفقيه العلامة محمد بن سليمان بن أبي الرجال، عن القاضي العلامة عبدالله بن علي الأكوع، عن أبيه الشيخ العلامة بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع رضي الله عنهم، عن الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن شيخه عمرو بن جميل النهدي، عن شيخه السيد الإمام علم الأعلام يحيى بن إسماعيل، عن عمه السيد الإمام الحسن بن علي الجويني، عن المؤلف الإمام الحاكم الجُشمي المحسن بن محمد بن كرامة، رحمة الله عليهم.
وهناك طُرق غير هذه الطريق، استكملها الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى في الجامعة المهمة ولوامع الأنوار.
عقيدته ومذهبه
عاش الحاكم رحمة الله عليه ذابّاً ومدافعاً بلسانه وقلمه عن مذهب العدل والتوحيد، فهو يعتبر من أئمة العدل والتوحيد، وكتبه شاهدة وناطقة بذلك، حتى قُتل شهيداً رحمة الله عليه.
وكان من المعتزلة حتى آخر عمره، وألّف كتاب العيون وشرحه وهو معتزلي كما قال الإمام الحجة الحافظ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله في لوامع الأنوار ج2ص12:
"ألّفه حال اعتزاله، وجعل فيه أئمة آل محمد عليهم السلام أئمة للمعتزلة أولهم الوصي وآخرهم الإمامان المؤيد بالله وأبو طالب، وهو كتاب عظيم النفع في بابه، أخذ منه الإمام الحجة المنصور بالله في الشافي كثيراً في ذكر الأئمة عليهم السلام وتعداد الفرق"، انتهى.
ثم رجع إلى مذهب الزيدية أصولاً وفروعاً، وكان في الفروع حنفي المذهب.
قال في الطبقات : "كان حنفياً وانتقل إلى مذهب الزيدية".(1/25)