عن ابن عباس، وعن ابن مسعود رضي الله عنهما: إذا صليتم على الرسول فأحسنوا الصلاة فلعل ذلك يعرض عليه، قلنا: علمنا ذلك، فقال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وروى الناصر للحق بإسناده عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لقد صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين لأنه لم يصل معي رجل غيره)).
[الآية السابعة والستون]: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا}...الآية [الأحزاب:58].
قيل: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام كان ناس من المنافقين يؤذونه، عن مقاتل.(1/178)
وروى عمرو بن خالد(1)، قال: حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعرة، قال: حدثني علي بن الحسين وهو آخذ بشعرة، قال: حدثني الحسين بن علي وهو آخذ بشعرة، قال: حدثني علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعرة، قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بشعرة: ((من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله سبحانه لعنه الله وملائكته ملىء السماوات وملىء الأرض)).
__________
(1) عمرو بن خالد، أبو خالد الواسطي، أصله كوفي، انتقل إلى واسط، من أكابر علماء الشيعة وفضلائهم وأعيانهم، ومن أخيار أصحاب الإمام زيد بن علي عليه السلام، وممن أكثر الرواية عنه، بل هو المشهور من الراوين عنه، حضر معه المعركة وجاهد بين يديه، وهو من الثقات المأمونين العدول، أجمع أهل البيت عليهم السلام على عدالته وصحة روايته وضبطه وتشيعه، ولا التفات إلى قدح أهل الحديث فيه، فتارة تراهم يوثقونه تارة ويضعفونه أخرى إذا روى شيئاً يخالف أهوائهم وبدعهم، وقد استوفى البحث في أبي خالد الواسطي وعدالته الأئمة الأعلام وعلماء الإسلام من أهل البيت الكرام وشيعتهم رضي الله عنهم كالإمام المؤيد بالله في شرح التجريد، والإمام القاسم بن محمد في الإعتصام، والسيد صارم الدين في الفلك الدوار، والإمام عز الدين بن الحسن، وصاحب طبقات الزيدية الكبرى إبراهيم بن القاسم، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال في مطلع البدور وغيرهم كثير وكثير، فمن أراد فليراجع. وتوفي أبو خالد الواسطي بعد الأربعين ومائة رحمة الله عليه.(1/179)
وعن جابر(1)، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهودياً، فقلت: يارسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟ قال: ((وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من آذى علياً فقد آذاني، ومن سب علياً فقد سبني)).
ــــــــــــــــــ
سورة سبأ
[الآية الثامنة والستون]: قوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ:47]، قيل: لما نزل قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، قالوا: هل رأيتم أعجب من هذا سفه أحلامنا وشتم آلهتنا ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه، فنزل: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} أي ليس لي في ذلك أجر لأن منفعة المودة تعود إليكم، وهو ثواب الله ورضاه.
ـــــــــــــــــ
سورة الملائكة
[الآية التاسعة والستون]: قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}...الآية [فاطر:32].
قيل: القسمة ترجع إلى العباد.
وقيل: إلى الذين أورثهم وعلي ممن ورث وهو سابق بالخيرات.
وعن عبد الرحمن بن خالد قلت لقثم بن العباس بأي شيء ورث علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: إنه كان أولنا به لحوقاً، وأشدنا به لصوقاً ـ يعني: يعلم مالا نعلم بمدوامة الصحبة ـ.
__________
(1) البساط للناصر الأطروش 98، ورواه أيضاً الشيخ الصدوق في أماليه 273، ورواه في مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبراني في الأوسط.(1/180)
وعن ميسرة العبدي، قال: سأل رجل علياً، فقال: يا أمير المؤمنين ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب فقدم إليهم الطعام فأكلوا، ثم قال: يابني عبد المطلب إنما بعثت إليكم خاصة وإلى جميع الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي ووصيي ووارثي، قالها ثلاثاً والقوم سكوت، ويقول له علي: أنا، فيأمره أن يجلس، فلما كان آخر ذلك ضرب يده على يد علي، قال: فبذلك ورثته.
وعن جابر في حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لعلي: ((أنت مني وأنا منك، ترثني وأرثك، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)) وهذا الميراث لايحتمل إلا العلم والإمامة.
ـــــــــــــــــ
سورة يس
[الآية السبعون]: قوله تعالى: {يس(1)وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ(2)إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(3)} [يس:1،2].
اختلفوا في معنى يس:
فقيل: اسم للسورة عن أبي علي.
وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف ليعلم أنه معجز عن أبي مسلم.
وقيل: ليعلم أنه محدث عن أبي بكر الزبيري.
وقيل: بل له معنى.
ثم اختلفوا:
فقيل: معناه يارجل، عن أبي العالية.
وقيل: معناه يامحمد، عن سعيد بن جبير دليله: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، ولذلك يقال لآل محمد آل ياسين، قال السيد الحميري:
يانفس لاتمحضي بالنصح مجتهداً
... ... على المودة إلا آل ياسينا
وقال الصاحب:
إذا تراخا مديحي آل ياسينا
... ... وجدت في القلب أحزاناً أفانينا
وقيل معناه: ياسيد المرسلين.(1/181)
سورة الصافات
[الآية الحادية والسبعون]: قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات:24].
قيل: عن سائر أعمالهم.
وقيل: عن خطاياهم، عن الضحاك.
وقيل: عن ولاية علي عليه السلام.
وروى أبو الأحوص(1) عن أبي إسحاق في قوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} يعني عن ولاية علي.
[الآية الثانية والسبعون]: قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات:130].
قيل: آل محمد، وياسين اسم من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه قال: سلام على آل محمد.
ـــــــــــــــــ
سورة تنزيل الزمر
[الآية الثالثة والسبعون]: قوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَآئِمَا}...الآية [الزمر:9].
وروى السيد أبو طالب بإسناده عن جندب بن عبدالله الأزدي، قال: شهدت أبا ذر وهو آخذ بحلقة باب الكعبة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لسلمان حين سأله من وصيك، فقال: ((وصيي وأعلم من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب)).
__________
(1) أبو الأحوص: اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الأحوص الكوفي، وثقه ابن معين، قتلته الخوارج في أيام الحجاج.(1/182)