روى السيد(1) بإسناده عن أبي ذر قال: وهو آخذ بحلقة باب الكعبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لسلمان حين سأله من وصيك؟ قال: ((وصيي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب)) وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد وأسكن علياً: ((إن علي مني بمنزلة هارون من موسى، ألا أن رجالاً وجدوا من إسكاني علياً وإخراجهم بل الله أسكنه وأخرجهم)).
ــــــــــــــــــ
سورة الشعراء
[الآية الرابعة والخمسون]: قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء:100، 101].
روى الناصر للحق بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ}، وذلك أن الله تعالى يفضلنا ويفضل شيعتنا حتى أنا نشفع ويشفعون، فإذا رأى ذلك من ليس منهم، قالوا: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء:100، 101].
وعن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لعلي: ((إن في السماء لحرساً وهم الملائكة وإن في الأرض لحرساً وهم شيعتك ياعلي)).
وروى الناصر بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب)) قال علي: (من يارسول الله) قال: ((هم شيعتك وأنت إمامهم)).
وروى بإسناده عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة)) وسئل الحسين: من شيعتكم؟ قال: هم الذين يمشون على الأرض هوناً بالآيات.
__________
(1) الأمالي: 68، عن جندب بن عبداله الأزدي، قال شهدت أبا ذر وهو آخذ بحلقة باب الكعبة يقول:......إلخ.(1/159)


ويروى عن علي عليه السلام: (ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتت به قدم حتى ينجيه الله يوم القيامة).
[الآية الخامسة والخمسون]: قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214].
عن البراء بن عازب، قال: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب، وهم يومئذ أربعون رجلاً الرجل منهم يأكل المسنة، ويشرب العس، فأمر علياً يأتي برجل شاة، ثم قال: ادنوا باسم الله فدنا القوم عشرة عشرة، فأكلوا وشبعوا، ثم دعا بقعب من لبن، فشرب منه، ثم قال: اشربوا على اسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبولهب، وقال: هذا مايسحركم به الرجل فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب، ثم أنذرهم ودعاهم إلى الإيمان، فقال: من يوازرني ويواخيني، ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي فسكت القوم، فقال علي أنا فأعاد ثلثاً، والقوم سكوت وعلي يقول كل مرة أنا، فقال في المرة الثالثة: أنت فقاموا يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمره عليك.
وقوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:219].
قيل: تقلبك من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة عن ابن عباس.
وقيل: أراد صلواته.
وقيل: يعرفه بين أصحابه.
وعن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((أخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم لم يصبني سفاح الجاهلية، ولم أخرج إلا من طهر)).(1/160)


وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((إن الله خلق روحي وروح علي قبل أن يخلق آدم بما شاء الله، فلما خلق آدم أودع أرواحنا صلبه، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر لم يصبها دنس الشرك ولا عهر الجاهلية حتى أقرها في صلب عبد المطلب، ثم أخرجها من صلبه فقسمها قسمين، فجعل روحي في صلب عبدالله وروح علي في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، علي نفسه كنفسي، وطاعته كطاعتي، لايحبني من يبغضه ولا يبغضني من يحبه)) روى ابن بابويه بإسناده وروى نحوه عن أبي ذر وجابر.
ــــــــــــــــــ
سورة النمل
[الآية السادسة والخمسون]: قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل:59].
قيل: هم الأنبياء، عن مقاتل.
وقيل: أصحاب محمد، عن ابن عباس، والحسن، وسفيان(1).
وقيل: هم الأنبياء والمؤمنون، عن الحسن.
__________
(1) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبدالله، أحد الأعلام، عالم عصره وزاهده، الإمام الثبت الحجة، شيعياً محباً زيدي المذهب على محكاه الإمام أبو طالب عن الواقدي، ورواه أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل، وكان من أتباع زيد بن علي عليه السلام وممن أيد الإمام النفس الزكية وأخيه إبراهيم بن عبدالله والإمام عيسى بن زيد، قال لما قتل ابراهيم بن عبدالله: ما أظن أن الصلاة تُقبل إلاَّ أن فعلها خير من تركها، وكان متشدداً على أئمة الجور، بل عاش متخفياً خائفاً على نفسه ودينه منهم، ذكره السيد صارم الدين من ثقات محدثي الشيعة، توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة، وعمره أربع وستون سنة.(1/161)


سورة القصص
[الآية السابعة والخمسون]: قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص:56].
قال بعض الناصبة: إن الآية نزلت في أبي طالب، وكان رسول الله يحب أن يؤمن، ولم يؤمن، ورووه عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن من المفسرين، وقد بينا قبل أن إسلام أبي طالب صحيح، وأجمعت العترة على ذلك، وليس في ظاهر الآية مايدل على أنه نزل فيه.
ومن عجيب رواياتهم قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكره إسلام وحشي، ويحب إيمان أبي طالب، فنزل جبريل، وقال عن الله تعالى لرسوله: من تحب إيمانه لايؤمن، ومن تكره إيمانه يؤمن، ونزل قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} في أبي طالب، ونزل قوله: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر:53]، في وحشي قاتل حمزة.
وهذا فاسد من وجوه لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحب إيمان الخلق فأي إختصاص لأبي طالب في ذلك، ولايجوز أن يكره إيمان أحد، ولايرضى بكفره لأن الرضى بالكفر كفر وكراهة الإيمان كفر، ولايعلم في المجبرة أحد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد الكفر ولايريد الإيمان من أحد إلا ماحكي عن بعضهم شاذاً، وكيف يعاقب في إرادة الإيمان وهو بعث للدعاء إليه؟ وكيف يظن بربه مع فضله ورأفته أن يفعل مايغيظ رسول الله في إيمان عدوه وكفر عمه؟ وهذا كله تخليط من القوم وبعد فلن تصح روايته عن ابن عباس وغيره، ولعله من دسيس الملحدة.
فمتى قيل: فما معنى الآية، وفيمن نزلت؟
قلنا: نزل في جميع المكلفين لأنه داعي ومبين، فأما الإهتداء وغيره فليس إليه.
فأما معنى الآية فقيل: ليس إليك هدايتهم بأن تجبرهم على الإهتداء.(1/162)


وقيل: هو الهداية إلى الجنة والثواب.
وقيل: الحكم بالهداية.
وقيل: هو اللطف الذي به يهتدي المكلف وذلك مقدور له تعالى.
فأما قوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.
قيل: بالأدلة وهم المكلفون.
وقيل: إلى الثواب والجنة وهم المؤمنون.
وأما قوله: {مَنْ أَحْبَبْتَ}.
قيل: من أحببت هدايته.
وقيل: من أحببته لقرابته.
ــــــــــــــ
سورة العنكبوت
[الآية الثامنة والخمسون]: قوله تعالى: {الم(1)أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)}.
روى ابن أبي ليلى عن أمير المؤمنين، قال: (يا أيها الناس والله لقد نزلت هذه الآية فيَّ وفي شيعتي وعدوي وفي أشياعهم قوله تعالى: {الم(1)أَحَسِبَ النَّاسُ...الآية}، فهذه في عدوي وفي أشياعهم).
وأخبر عمن مضى من الأمم السالفة كيف فتنوا وقال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا} فأنا وشيعتي من الصادقين في إيمانهم وأعمالهم وعلمهم، {وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(3)} هم أعدائي الكاذبون في إيمانهم وأعمالهم وعلمهم، ثم قال: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ(6)} فأنا وشيعتي المجاهدون لأنفسنا والله غني عن عدوي، رواه الناصر للحق بإسناده.(1/163)

34 / 44
ع
En
A+
A-