وقيل: يهب فيه من الخصال ما يحبونه لأجلها، وللصاحب(1) شعر:
وما حبي علياً باكتساب .... ولكن من فوائد فضل ربي
ولو لم أحو من حبيه شيئاً .... كفى منه حلاوته بقلبي
ولغيره:
أحب خمساً ولا أبغي بهم بدلاً .... حتى يعود غراب البين في البين
محمدٌ ثم سبطاه وابنته .... وخامس القوم مولانا أبو الحسن
وللصاحب أيضاً:
حب علي بن أبي طالب .... هو الذي يهدي إلى الجنة
والنار تصلى لذوي بغضه .... ومالهم من دونها جُنَّة
إن كان تفضيلي له بدعة .... فلعنة الله على السنة
__________
(1) الصاحب بن عباد ، هو : إسماعيل بن عباد أبو القاسم الصاحب الكافي ، كافي الكفاة ، كان نادرة دهره وأعجوبة عصره ، عالماً فاضلاً متكلماً ، أديباً شاعراً ، له فضائل ومناقب ، وهو صاحب الإمامين الأخوين السيدين الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين ، والإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهارونيين ، له مؤلفات ، منها : كتاب الإمامة في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وتثبيت إمامة من تقدمه ، وله قصائد ورسائل في العدل والتوحيد في أصول الدين وغيره ، وهو من القائلين بالعدل والتوحيد كما ذكره الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في الشافي . توفي رحمة الله عليه سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.(1/151)
روى زيد ين علي، عن آبائه، عن علي، قال: لقيني رجل، فقال: يا أبا الحسن أما والله إني لأحبك في الله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته بقول الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعلك يا علي، أصطنعت إليه معروفاً)) قلت: والله ما اصطنعت إليه معروفاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة)) قال: فنزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي: ((طوبى لمن حبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك)).
وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: ((من زعم أنه يحبني ويبغضك فقد كذب)).
ـــــــــــــــــ(1/152)
سورة طه
[الآية السابعة والأربعون]: قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.
روى أبو سعيد الخدري لما نزل قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي باب علي وفاطمة(1) سبعة أشهر كل صلاة فيقول: ((الصلاة رحمكم الله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33])).
وروى أبو الحمراء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقف على باب علي وفاطمة عليهم السلام، ويقول: ((السلام عليكم أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الآية)) قال أبو الحمراء: أشهد أنه أربعين صباحاً كان يفعل ذلك.
__________
(1) في (ب): يأتي باب فاطمة وعلي عليهم الصلاة والسلام سبعة أشهر فيقول في وقت كل صلاته...إلخ.(1/153)
سورة الأنبياء
[الآية الثامنة والأربعون]: قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ} [الأنبياء:111].
روى الربيع بن أنس قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى بعض بني أمية على منبره فشق عليه ذلك، فنزل: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}.
روى جماعة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه))، قال الحسن: فلم يفعلوا فأذلهم الله، وعن الحسن: لعن الله معاوية نازع الأمر أهله علي بن أبي طالب عليه السلام.
وروى محمود بن لبيد(1) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: إن هذا وأشار إلى معاوية سيريد الأمر من بعدي، فمن أدركه منكم وهو يريده فليبقر بطنه.
ــــــــــــــــ(/)
سورة الحج
[الآية التاسعة والأربعون]: قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:19]، الآيات.
قيل: نزلت في ستة نفر برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة، عن أبي ذر، وعطاء: وكان أبو ذر يقسم بالله أنها نزلت فيهم.
وقيل: الكفار والمؤمنون، عن مجاهد.
وقيل: أهل الجنة وأهل النار.
وروي أن أول من برز يوم بدر عتبة وشيبة والوليد فخرج إليهم ثلاثة نفر من الأنصار، فقالوا: من أنتم؟ فانتسبوا، فقالوا: قوم كرام، لكنا نريد أكفاءنا من قريش، فخرج إليهم حمزة وعلي وعبيدة فقتلوهم.
[الآية الخمسون]: قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} الآية [الحج:39].
المروي عن زيد بن علي، قال: فينا نزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} الآية.
وقيل: نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجروا، وأذن لهم في القتال.
وعن زيد بن علي عليه السلام: من ينصرني، ويقاتل معي يأتي يوم القيامة أنا وهو وجدي كهاتين وأشار بأصبعيه.
__________
(1) محمود بن لبيد بن عقبة الأنصاري الأشهلي، من بني عبد الأشهل، أبو نعيم. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اختلف في صحبته فأثبتها البخاري ونفاها مسلم، وكان من الفقهاء الثقات، توفي سنة ست وتسعين.(1/154)