سورة يوسف
[الآية السادسة والثلاثون]: قوله تعالى: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}.
قيل: ومن اتبعني أصحاب محمد.
وقيل: علي وأهل بيته.
وقيل: دعاة الحق.
ـــــــــــــــــ
سورة الرعد
[الآية السابعة والثلاثون]: قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}.
اختلف المفسرون في هذه الآية:
فقيل: المنذر والهادي هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن وقتادة، وأبي علي.
وقيل: الهادي هو الله، والمنذر هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن عباس، وسعيد بن جبير(1)، ومجاهد، والضحاك.
وقيل: لكل أمة نبي يهديهم عن الزجاج.
وقيل: المنذر النبي صلوات الله عليه، والهادي علي عن ابن عباس، وروى ابن عباس، قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على منكب علي، ثم قال: ((أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي)).
وعن أبي برزة الأسلمي(2)
__________
(1) سعيد بن جُبير ، بضم الجيم وفتح الموحدة ، بن هشام الأسدي ، أحد أعلام التابعين ، وممن بايع الإمام الحسن بن الحسن الرضا بن علي بن أبي طالب ، وخرج معه على الحجاج ، فلما سئل عن ذلك ، قال : خرجت لبيعة في عنقي .
وهو من ثقات محدثي الشيعة ومن المجمع على عدالتهم عند الموالف والمخالف ، قتله الحجاج صبراً سنة خمس وتسعين وعمره خمس وأربعون سنة ، وسمع رأسه بعد أن قطع يقول : لا إله إلا الله ، ثلاثاً.
(2) أبي بَرْزَة الأسلمي ـ بموحدة مفتوحة ، ثم مهملة ساكنة ، ثم معجمة مفتوحة ، وآخرها هاء ـ نضرة بن عبيد بن الحارث ، وقيل : عبدالله بن نضرة ، هكذا في الطبقات ، وفي الإصابة والإستيعاب : نضلة بن عبيد باللام ، وفيهما أنه أصح ما جاء في اسمه ذكره الإمام الحافظ مجد الدين المؤيدي في اللوامع الجزء الثالث ص174.
أسلم قديماً ، وشهد خيبر وما بعدها ، سكن المدينة ثم البصرة ، وشهد مع علي عليه السلام قتال أهل النهروان ثم شهد قتال الأزارقة مع المهلب بن أبي صفرة ، ثم غزا خراسان ومات بها سنة خمس وستين على الصحيح .(1/138)


، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} فأشار بيده إلى صدره ثم ردها إلى صدر علي عليه الصلاة والسلام {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} يعني علياً عليه السلام، قالها ثلاث مرات.
وعن محمد بن علي الباقر عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني علياً، فإنه الصديق الأكبر، والهادي لمن اتبعه، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله، ومن تركه مرق من دين الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومن أخذ ولايته هداه الله)).
الحجزة: الذيل، والأنزع: الأصلع، أضلَّه الله: أي حكم بضلالته.
[الآية الثامنة والثلاثون]: قوله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28](1).
ذلك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله فتحابوا.
[الآية التاسعة والثلاثون]: قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد38].
قالوا: إن اليهود عيروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنكاح، فنزلت هذه الآية، فيدل أن الحسن والحسين وأولادهما ذريته، ويدل عليه قوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ}، ثم ذكر عيسى صلى الله عليه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى الحسن والحسين يمشيان فحملهم، ثم التفت إلى أصحابه، وقال: ((أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض)).
__________
(1) في (ب) : زيادة وهي : روى السيد أبو طالب رضي الله عنه بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لما نزلت هذه الآية : {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ثم ساق الحديث إلى آخره .(1/139)


وروى علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما، وعصبتهما)).
وروى سلمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه)) (1).
[الآية الأربعون]: قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد:43].
واختلف المفسرون بالمعني بقوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}:
قيل: هو الله تعالى، عن الحسن، وسعيد بن جبير.
وقيل: (2) من آمن من أهل الكتاب، عن ابن عباس، وأبي القاسم، وأبي مسلم.
وقيل: علي.
ويؤيد ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي، ومحمد بن الحنفية، قالا: ((من عنده علم الكتاب)) علي بن أبي طالب عليه السلام.
وعن أبي الدرداء قال: العلماء ثلاثة: رجل بالشام ـ يعني نفسه ـ، ورجل بالكوفة ـ يعني عبدالله بن مسعود ـ، ورجل بالمدينة ـ يعني علي بن أبي طالب ـ، فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لايسأل أحداً.
__________
(1) في (ب) : زيادة بعد هذا الخبر وهي : وقد بيناه في قوله تعالى في قصة المباهلة : {ندع أبناءنا وأبناءكم} فأخرج الحسن والحسين عليهما السلام ، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ((إن ابني هذا لسيد)) .
(2) في (ب) : زيادة وهي : وقيل : من آمن من أهل الكتاب ، عن قتادة وأبي علي . وقيل : علماء أهل الكتاب، عن ابن عباس وأبي القاسم وأبي مسلم . وقيل : ممن عنده علم الكتاب علي بن أبي طالب عليه السلام .(1/140)


وروى عاصم(1)، عن أبي عبد الرحمن السلمي(2)، قال: ما رأيت أحداً أقرأ من علي بن أبي طالب للقرآن.
وعن ابن مسعود: لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني لأتيته، فقيل: يا أبا عبد الرحمن فعلي؟ قال: أولم آته.
وعن الشعبي: ما أجد أعلم بكتاب الله بعد نبي الله من علي بن أبي طالب عليه السلام.
وعن عائشة، قالت: أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسنة علي بن أبي طالب وفي الحديث المشهور: أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لفاطمة: ((زوجتك أقدم الناس سلماً، وأفضلهم حلماً، وأكثرهم علماً)).
__________
(1) عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي ، تابعي مشهور من أصحاب الإمام زيد بن علي عليه السلام ، قال ابن المديني : ثقة ، وقال النسائي : ليس به بأس ، قال أحمد : هو أعلى من الحارث الأعور وهو عندي حجة . عده السيد صارم الدين الوزير ، وابن حميد ، وابن حابس من ثقات محدثي الشيعة . توفي سنة أربع وسبعين .
(2) أبو عبدالرحمن السلمي هو: عبدالله بن حبيب بن رُبَيّعة - بضم الراء وفتح الباء وكسر المثناة التحتانية - المقري الكوفي، مقرئ الكوفة وعالمها، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأبيه صحبة، قرأ القرآن وجوّده وبرع في حفظه، قال أبو اسحاق: أقرأ القرآن أربعين سنة، وثقه النسائي، وقال الذهبي: كان ثقة رفيع المحل، توفي سنة ثلاث وسبعين، وقيل سنة أربع وسبعين، وله من العمر خمس وثمانون عاماً، خرج له الجماعة وأئمتنا الخمسة.(1/141)


سورة النحل
[الآية الحادية والأربعون]: قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43].
اختلفوا في المعني بأيهم أهل الذكر:
قيل: أهل العلم بأخبار الأمم.
وقيل: أهل الكتاب عن مجاهد والأصم.
وقيل: من آمن من أهل الكتاب.
وقيل: هم أهل البيت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل قوله تعالى: {ذكراً رسولاً} [...]، وقوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [القلم52، والزمر:87].
[الآية الثانية والأربعون]: قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم} [النحل:89].
اختلفوا:
قيل: هم الرسل.
وقيل: عدول كل أمة.
وقيل: الأئمة في كل عصر، فعلي عليه السلام لاشك داخل فيها، ويبين صحتها قوله: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود:17].
ــــــــــــــــــ(/)

29 / 44
ع
En
A+
A-