[ 257 ]
وعترتك المستودعي سر علمك المصون عن الاغيار عرب واعجم واصحابك المروين في نصرة الهدى * صدى 2 كل مشحوذ 3 الغرار 4 ولهذم صلاة كما احببت مشفوعة الادا * بنشر سلام بالعبير مختم (خاتمة اخرى) يقول جامع هذه الرسالة غفر الله ذنوبه وستر عيوبه قد انتهى ما يسر الله جمعه من هذه الرسالة وجف القلم عن زيادة الاسترسال فيه خوف الاطالة واشهد الله على نفسي اني ما كتبته الا غيرة على الدين ولا جمعته الا قياما ببعض اوامر سيد المرسلين اظهارا للحق المكتوم وتمييز للظالم من المظلوم واني اعرف انها ستسر رجالا نفوسهم بالانقياد إلى الحق مطمئنة وقلوبهم مذعنة لما جاء به الكتاب والسنة واكاد اجزم انها ستغضب اقواما آخرين وتحل بمنزلة السخط لدى كثيرين بل ربما حمل بعضهم الغيض على بغضي وعدل به التعصب الذميم عن تقريظي إلى قرضي. يشيرون بالايدي الي وقولهم * الاخاب هذا والمشيرون خيب على انني ما جئتم الا بالحق الصراح ولا ناديت في نواديهم الا بحي على الفلاح ولو انهم نظروا إلى ما كتبت بعين الانصاف وبنذوا عن كواهلهم اردية التعصب والاعتساف لعاد غضبهم مما ذكرت طمأنينة وانقلب سبهم لي حمدا واستحال بغضهم لي حبا ومع هذا فلا ابرئ نفسي من خطأ منشوءه
---
(2) الصدى العطش. (3) المشحوذ المسنون. (4) الغرار بكسر الغين حد السيف. (5) اللهذم القاطع من الاسنة. (*)
---(1/257)


[ 258 ]
قصور فهمي أو وجود معارض لم يبلغ إليه علمي فأستغفر الله تعالى من كل ما زل به القلم عن المنهج القويم واضرع إليه ان يهديني واياهم الصراط المستقيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه المجاهدين المتقين وعلى التابعين لهم بأحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين وكان الفراغ من التحرير ليلة السبت لاحدى عشرة ليلة خلت من شهر صفر عام 1326 بمدينة سنغافور بقلم العبد الضعيف محمد بن عقيل بن عبدالله بن يحيى عفا الله عنهم بمنه آمين. هذا نص الكتاب الذي كتبه المعتضد بالله الخليفة العباسي في أمر الامة بلعن معاوية وارشادهم إلى ما يجب عليهم من رفضه وبغضه منقولا بالحرف من تاريخ العلامة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الحليم الحكيم العزيز الرحيم المنفرد بالوحدانية الباهرة بقدرته الخالق بمشيته وحكمته الذي يعلم سوابق الصدور وضمائر القلوب لا يخفى عليه خافية ولا يغرب عنه مثقال ذرة في السموات العلي ولا في الارضين السفلى قد احاط بكل شئ علما واحصى كل شئ عددا وضرب لكل شئ امدا وهو العليم الخبير والحمد لله الذي برأ خلقه لعبادته وخلق عباده لمعرفته على سابق علمه في طاعة مطيعهم وماضي امره في عصيان عاصيهم فبين لهم ما يأتون وما يتقون ونهج لهم سبل النجاة وحذرهم مسالك الهلكة وظاهر عليهم الحجة وقدم إليهم المعذرة واختار لهم دينه الذي ارتضى لهم واكرمهم به وجعل المعتصمين بحبله والمتمسكين بعروته اولياءه واهل طاعته والعاندين عنه والمخالفين له اعداءه واهل معصيته ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله لسميع عليم والحمد لله الذي اصطفى محمدا رسوله من جميع بريته واختاره لرسالته وابتعثه
---(1/258)


[ 259 ]
بالهدى والدين المرتضى إلى عباده اجمعين وانزل عليه الكتاب المبين المستبين وتأذن له بالنصر والتمكين وايده بالعز وبالبرهان المتبين فاهتدى به من اهتدى واستنقذ به من استجاب له من العمى واضل من ادبر وتولى حتى اظهر الله امره واعز نصره وقهر من خالفه وانجز له وعده وختم به رسله وقبضه مؤديا لا مره مبلغا لرسالته ناصحا لامته مرضيا مهتديا إلى اكرم مآب المنقلبين واعلى منازل انبيائه المرسلين وعباده الفائزين فصلى الله عليه افضل صلاة واتمها واجلها واعظمها وازكاها واطهرها وعلى آله الطيبين والحمد لله الذي جعل امير المؤمنين وسلفه الراشدين المهتدين ورثة خاتم النبيين وسيد المرسلين والقائمين بالدين والمقومين لعباده المؤمنين والمستحفظين ودائع الحكمة ومواريث النبوة والمستخلفين في الامة والمنصورين بالعز والمنعة والتأييد والغلبة حتى يظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون وقد انتهى إلى امير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهة قد دخلتهم في اديانهم وفساد قد لحقهم في معتقدهم وعصبية قد غلبت عليها اهواؤهم ونطقت بها السنتهم على غير معرفة ولا روية وقلدوا فيها قادة الضلالة بلا بينة ولا بصيرة وخالفوا السنن المتبعة إلى الاهواء المبتدعة قال الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين خروجا عن الجماعة ومسارعة إلى الفتنة وايثارا للفرقة وتشتيتا للكلمة واظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة وبتر منه العصمة واخرجه من الملة واوجب عليه اللعنة وتعظيما لمن صغر الله حقه واوهن امره واضعف ركنه من بني امية الشجرة الملعونة ومخالفة لمن استنقدهم الله الهلكة واسبغ عليهم به النعمة من اهل بيت البركة والرحمة قال: الله عزوجل يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فأعظم امير المؤمنين ما انتهى إليه من ذلك ورأى ترك انكاره حرجا عليه في الدين وفسادا لمن قلده الله امره من المسلمين واهمالا لما اوجبه الله عليه من
---(1/259)


[ 260 ]
تقويم المخالفين وتبصير الجاهلين واقامة الحجة على الشاكين وبسط اليد على العاندين وامير المؤمنين يرجع اليكم معشر الناس بأن الله عزوجل لما ابتعث محمدا بدينه وامره ان يصدع بأمره بدأ بأهله وعشيرته فدعاهم إلى ربه وانذرهم وبشرهم ونصح لهم وارشدهم فكان من استجاب له وصدق قوله واتبع امره نفر يسير من بني ابيه من بين مؤمن بما اتى به من ربه وبين ناصر له وان لم يتبع دينه اعزازا له واشفاقا عليه لماضي علم الله فيمن اختار منهم ونفذت مشيته فيما استودعه اياه من خلافته وارث نبيه فمؤمنهم مجاهد بنصرته وحميته يدفعون من نابذه وينهرون من عارضه وعانده ويتوثقون له ممن كاتفه وعاضده ويبايعون له من سمح بنصرته ويتجسون له اخبار اعدائه ويكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له براي العين حتى بلغ المدى وحان وقت الاهتداء فدخلوا في دين الله وطاعته وتصديق رسوله والايمان به بأثبت بصيرة واحسن هدى ورغبة فجعلهم الله اهل بيت الرحمة واهل بيت الدين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ومعدن الحكمة ورثة النبوة وموضع الخلافة واوجب لهم الفضيلة والزم العباد لهم الطاعة وكان ممن عانده ونابذه وكذبه وحاربه من عشيرته العدد الاكثر والسواد الاعظم يتلقونه با التكذيب والتثريب ويقصدونه بالاذية والتخويف ويبادونه بالعداوة وينصبون له المحاربة ويصدون عنه من قصده وينالون بالتعذيب من اتبعه واشدهم في ذلك عداوة واعظمهم له مخالفة واولهم في كل حرب ومناصبة لا يرفع على الاسلام راية الا كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كل مواطن الحرب من بدر واحد والخندق والفتح أبو سفيان بن حرب واشياعه من بني امية الملعونين في كتاب الله ثم الملعونين على لسان رسول الله في عدة مواطن وعدة مواضع لماضي علم الله فيهم وفي امرهم ونفاقهم وكفرا حلامهم فحارب مجاهدا ودافع مكابدا واقام منابذا حتى قهره السيف وعلا امر الله وهم كارهون فتقول بالاسلام
---(1/260)


[ 261 ]
غير منطو عليه واسر الكفر غير مقلع عنه فعرفه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون وميز له المؤلفة قلوبهم فقبله وولده على علم منه فما لعنهم الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وانزل به كتابا قوله والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما نزيدهم الا طغيانا كثيرا ولا اختلاف بين احد انه اراد بها بني امية ومنه قول الرسول عليه السلام وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق ومنه ما يرويه الرواة من قوله يا بني عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية احد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده ههنا ذببنا محمدا واصحابه ومنه الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وآله فوجم لها فما رؤى ضاحكا بعدها فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس فذكروا انه رأى نفرا من بني امية ينزون على منبره ومنه طرد رسول الله صلى الله عليه وآله الحكم بن ابى العاص لحكايته اياه والحقه الله بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج فقال له كن كما انت فبقي على ذلك سائر عمره إلى ما كان من مروان في افتتاحه اول فتنة كانت في الاسلام واحتقابه لكل دم حرام سفك فيها أو اريق بعدها ومنه ما أنزل الله على نبيه في سورة القدر ليلة القدر خير من الف شهر من ملك بني امية ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا بمعاوية ليكتب بأمره بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال النبي لا اشبع الله بطنه فبقى لا يشبع ويقول والله ما اترك الطعام شبعا ولكن اعيا ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يطلع من هذا الفج رجل من امتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال إذا رأيتم معاوية على منبري فأقتلوه ومنه الحديث المرفوع المشهور انه قال ان معاوية في تابوت من نار
---(1/261)

52 / 54
ع
En
A+
A-