[ 247 ]
وانما الانصاف ما قد قرره * ائمة الذكر واهل التذكرة ان نعبد الله بما انزله * وسنة الهادي الذي ارسله وان اهل البيت والقرآن لن * يفترقا إلى ورود الحوض من ولن نضل في الذي سلكنا * إذا بكل منهما استمسكنا على العموم لم يخص مذهبا * عن مذهب أو اهل قطر اجتبى ولم تكن طائفة منهم احق * من غيرهم على الصحيح المتفق ولم يقل فلانا أو فلانا * الا الذي قد قارن القرآنا وان من نعمة ربي الكبرى * على جميع العالمين طرا انهم تفرقوا وانتشروا * في كل اقليم وقطر فطروا وملاوا الانجاد والاغوارا * وصيتهم بين العباد طارا وكل من في بلد فمذهبه * اصلا وفرعا معهم ومشربه ائمة الدليل والمدلول * وسادة الفروع والاصول وفي الترقي طبقا عن طبق * شهادة بالاجتهاد المطلق ان فسروا أو للحديث شرحوا * قالوا لمن قد قلدوا تفسحوا لم يجمعوا و الا على ما علما * من ديننا ضرورة فسلما أو يتواصوا كلهم بمذهب * معين الا الكتاب والنبي لا في مهمات الاصول فأعلم * ولا الفروع النادرات فأفهم والكل منهم قائل بانه * متبع في كل ما قد ظنه ومقتف آثار قوم قوما * من اهله سفن النجاة العظما اعني عليا والحسين والحسن * والشيخ زين العابدين المؤتمن وباقرا والحسن المثنى * والمحض والصادق من يكنى ولم يكن لهؤلاء الكبرا * مذاهبا كما ترى وما جرى ما ذهبوا الا على تنزيله * وظاهر الحديث لا تأويله
---(1/247)
[ 248 ]
وهكذا إلى الاخير فأحسب * الراسخون في مقامات النبي هم الذين اورثوا الكتابا * والتحقت ابناؤهم بالآبا اللهم انه بلغنا ما ورد عن حبيبك ورسولك الذي بعثته بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا انه قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين احدهما اعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وها نحن ولك الحمد والمنة قد صدقناه بقلوبنا واجبنا داعية فيما استطعنا ونتوسل اليك ان تمنحنا توفيقا تثبتنا به فيما بقي من اعمارنا على الانقياد لكتابك المبين والتمسك بأهل بيت نبيك الطاهرين تمسكا تعصمنا به من الضلالة وتحفظنا به من ورطات الزيغ والجهالة ونكون به ما عشنا حربا لمن حاربهم سلما لمن سالمهم حتى تجمعنا واياهم في مستقر رحمتك ومحل اوليائك مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. خاتمة نذكر فيها قصيدتين من نظم الاستاذ العلامة شيخنا السيد ابن شهاب مد الله مدته يرثي في اولهما مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ويرثي في الثانية مولانا ابا عبدالله الحسين الشهيد بن علي عليهما السلام وانما خصصتهما بالنقل لما فيهما من التصريح بالحق والانحاء على المداهنين المتملقين. القصيدة الاولى في رثاء الامام علي عليه السلام قفا وانثرا دمعا على التراب احمرا * وشقا لعظم الخطب اقبية الكرى
---(1/248)
[ 249 ]
ولا تجعلا غير السواد ولبسه * شعارا لتذكار المصاب الذي جرى ولا تألوا جهدا عن النوح والطما * صدورا بها الايمان اثرى واثمرا وما النوح مجد في الخطوب وانما * يخفف من نيرانها ما تسعرا وما كل خطب يخلق الدهر حزنه * وينسخه كر الجديدين مذعرى الم تريا ما في قلوب اولي التقي * لفقد وصي المصطفى سيد الورى إذا مضت العشرون من رمضانه * تصدع فيها كل قلب تذكرا مصاب الايمان اضحى مكبلا * وامسي به الاسلام منهدم الذرى بضربة اشقى الآخرين ابن ملجم * دم الرأس فوق العارضين تحدرا دم لو مزجت البحر منه بقطرة * لاصبح مسكا ذلك البحر اذفرا فياضربة اهوت بضاربها ومن * يواليه في الكفر الصريح إلى الثرى ويا ضربة عنها الامين ابن عمه * يصادق وحي الله نبا وخبرا فجاء لها ليث الكتائب موقنا * بها لم يشب ايقانه دونها امترا ولم تثنه عنها نوائح اوز * ليمضي امرا في الكتاب مقدرا هو الحين لكن حكمة الله اشقت المرادي وخصت بالشهادة حيدرا والا فما قدر الخبيث اللعين ان * يساور بازا أو يصاول قسورا بسبق القضا نالت يد الكلب هامة * تهاب شبا اسيافها اسد الشرى نآه على صنو النبي وصهره * وثانيه ايام التحنث في حرا واعلم اهل الارض بعد ابن عمه * واعظمهم جودا ومجدا ومفخرا واولهم من حوض الايمان مشربا * وارفعهم في محفل الزهد منبرا واضربهم للهام في حومة الوغى * إذا أز قدر الحرب كر وكبرا إذا قارع الابطال ظلت نفوسهم * تردد بين الاسر والقتل مهدرا الايا امير المؤمنين وسيد المنيبين ان * جن الدجى وتعكرا عليك سلام الله يامن بهديه * تبلجت الانوار والحق اسفرا
---(1/249)
[ 250 ]
وتبا لقوم خالفوك وزخرفوا * لاشياعهم زورا من القول منكرا وتبا لمن والاهم وارتضاهم * ائمته في الدين يا بئسما اشترى لئن ظفروا من هذه الدار بالذي * ارادوا فان المرء يحصد ماذرا وبعدك جاءت ذات ودقين يا ابا * تراب وجاءت بعد ام حبوكرى دماء بنيك الغر طلت وبدلت * حفيظة قرباهم عقوقا مكفرا لقد عم كرب الدين في كربلاء إذ * بتربتها امسى الحسين معفرا على حين قرب العهد بالوحي اصبحت * مواثيق طه فيه محلولة العرى ومن دونه العباس خر مجندلا * فيا لاخ والى فأودى فأعذرا ولابدع ان نالوا الشهادة بل لهم * بيحيى وعيسى اسوة في الذي جرى لتذكار ذاك اليوم فليبك كل ذي * فؤاد به خط السعادة سطرا فكم ماجد من آل بيت محمد * تحكم فيهم نابذو الدين بالعرا ومن ليس الاقينة أو حظية * قصاراه أو عودا وخمرا وميسرا ضغائن في سود الكلاب امية * اكنت بها من بدر ذا الغدر مضمرا مواليد سوء حاربوا الله عنوة * وفي الارض عاثوا مفسدين تجبرا على ظالمي اهل الرسول وهم هم * شآبيب لعن كلما بارق شرى وصب عليهم ربهم سوط نقمة * وجرعهم طين الخبال وثيرا الا يا ذوي المختار انا عصابة * نمت اليكم بالولادة والقرا نوالي مواليكم ونقلي عدوكم * ونجتث عرق النصب ممن به اجترى ويا ليتنا في يوم صفين والذي * يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا ونشرب بالكأس الذي تشربونه * فأما واما ناو نموت فنعذرا بني المصطفى طبتم وطاب ثناءكم * رثاء ومدحا بالبديع محبرا فلا زلت مهما عشت ابكي عليكم * وانظم درا من ثناكم وجوهرا ودونكم عذراء نظم بكم زهت * يحق لها والله ان تتبخترا
---(1/250)
[ 251 ]
القصيدة الثانية في رثاء الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام برآة بر في براء (1) المحرم * عن اللهو والسلوان من كل مسلم فهل خامر الايمان قلب امرئ يرى * لتلك الليالي لاهيا ضاحك الفم ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتى * به افق الجرباء (1) صبغة عندم (2) ليال بها ايدي اللئام تلاعبت * بها م بدور للمعالي وانجم ليال بها في الارض قامت وفي السما * مآتم اعلى الناس قدرا واعظم ليال بها نتني الخنازير أو لغوا * مدى (3) غيهم والبغي في طاهر الدم ليال بها ذبح ابن بنت محمد * وعترته رمز الكمال المترجم فأي جنان بين جنبي موحد * بنار الاسى والحزن لم يتضرم واي فؤاد دينه حب احمد * وقرباه لم يغضب ولم يتألم على دينه فليبك من لم يكن بكى * الرزء الحسين السيد الفارس الكمي همام رأى رايات ملة جده * منكسة والشرع غير محكم وسنة خير المرسلين تجذمت (4) عراها ودين الله بالجحد قد رمي
---
(1) البراء اول ليلة أو يوم في الشهر. (1) الجرباء السماء. (2) العندم نبت احمر معروف ويسمى دم الاخوين. (3) المدى بتثليث الميم جمع مديه وهي الشفرة وهي هنا بمعنى جانب النصل وحد السيف. (4) تجدمت اي تقطعت. (*)
---(1/251)