[ 102 ]
قبل الصلاة حين كان الناس * بعد الصلاة ينفر الجلاس لانه كما حكاه المنذري * يذكر فيها لمرتضى ويجتري سحقا له من وزغ ملعون * وكل من في صلبه يكون (قلت) الا الصالحين منهم وقليل ماهم. (ومر) ابن عباس رضي الله عنهما بقوم ينالون من علي ويسبونه فقال لقائده ادنني منهم فأدناه فقال ايكم الساب لله قالوا نعوذ بالله ان نسب الله فقال ايكم الساب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا نعوذ بالله ان نسب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ايكم الساب علي بن أبي طالب قالوا اما هذه فنعم قال: اشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من سبني فقد سب الله ومن سب علي بن أبي طالب فقد سبني فأطرقوا فلما ولى قال: لقائده كيف رأيتهم فقال: نظروا اليك باعين محمرة * نظر التيوس إلى شفار الجازر قال زدني فداك ابي وامي فقال: خزر العيون منكسي اذقانهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر فقال زدني فداك ابي وامي قال ما عندي مزيد. قال ولكن عندي. احياؤهم عار على امواتهم * والميتون فضيحة للغابر (انتهي من مروج الذهب). (وولي) معاوية بسر بن ارطاة البصرة فكان يشتم عليا عليه السلام على المنبر قال أبو جعفر الطبري في تاريخه حدثنا عمر قال: حدثنا علي بن محمد قال خطب بسر على منبر البصرة فشتم عليا عليه السلام ثم قال: ناشدت الله رجلا علم أني صادق الا صدقني أو كاذب الا كذبني قال: فقال ابو بكرة اللهم انا لانعلمك الا كاذبا قال: فأمر به فخنق قال: فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه (انتهى). (واستعمل) معاوية زيادا فكان من أشد العمال حرصا ودعوة إلى
---(1/102)


[ 103 ]
لعن علي عليه السلام وسبه (قال) ابن الاثير بعث زياد ابن أبيه في طلب صيفي بن فسيل الشيباني فأتي به فقال له يا عدو الله ما تقول في ابي تراب فقال لا أعرفه فقال ما أعرفك به اتعرف علي بن أبي طالب قال: نعم قال: فذاك ابو تراب قال: كلا ذاك ابو الحسن والحسين فقال له صاحب الشرطة يقول الامير هو ابو تراب وتقول لاقال فان كذب الامير اكذب انا وأشهد على باطل كما شهد ؟ فقال له زياد وهذا أيضا علي بالعصا فأتي بها فقال ما تقول في علي قال: احسن قول قال اضربوه فضربوه حتى لصق بالارض ثم قال: اقلعوا عنه ما قولك في علي قال والله لو شرحتني بالمواسي ما قلت فيه الا ما سمعت مني قال: لتلعننه أو لاضربن عنقك قال لا أفعل فأوثقوه حديدا وحبسوه (قال) الحافظ الذهبي في التذكرة قتل زياد رشيدا الهجري لتشيعه فقطع لسانه وصلبه (انتهى). (قلت) وكان من قصته ما رواه اهل الاخبار قالوا روي عن الشعبي عن زياد ابن نصر الحارثي قال: كنت عند زياد وقد اتي برشيد الهجري وكان من خواص اصحاب علي عليه السلام فقال له زياد ما قال: خليلك لك أنا فأعلون بك قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني فقال زياد اما والله لاكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد ان يخرج قال: ردوه لانجد شيئا اصلح مما قال لك صاحبك انك لن تزال تبغى لنا سوءا ان بقيت اقطعوا يديه ورجليه فقطعوها وهو يتكلم فقال اصلبوه خنقا في عنقه فقال رشيد قد بقي لي عندكم شئ ما أراكم فعلتموه فقال زياد اقطعوا لسانه فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال: نفسوا عني اتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه فقال هذه والله تصديق خبر امير المؤمنين اخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه وصلبوه. (وقال) المسعودي في المروج والبيهقي في المحاسن والمساوي قد كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي عليه السلام
---(1/103)


[ 104 ]
فمن ابى ذلك عرضه على السيف فذكر عبدالرحمن بن السائب قال: احضرت فصرت إلى الرحبة ومعى جماعة من الانصار فرأيت شيئا في منامي وأنا جالس في الجماعة وقد خفقت وهواني رأيت شيئا طويلا قد أقبل فقلت ما هذا فقال انا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فأنتبهت فزعا فما كان الا مقدار ساعة حتى خرج خارج من القصر فقال انصرفوا فان الامير عنكم مشغول وإذا به قد اصابه ما ذكرنا من البلاء يعني انها خرجت في كفه بثرة ثم حكها ثم سرت واسودت فصار اكلة سوداء فهلك بذلك وفي ذلك يقول عبدالله بن السائب من أبيات. ما كان منتهيا عما أراد بنا * حتى تأتي له النقاد ذو الرقبه فأسقط الشق منه ضربة ثبتت * لما تناول ظلما صاحب الرحبة يعني بصاحب الرحبة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. (قلت) انما ذكرنا هنا طرفا من بعض افعال عمال معاوية واكثر عماله من هذا القبيل والتواريخ والسير مشحونة بذكر ما يرتكبه اولئك الطغاة من سب علي عليه السلام ولعنه على المنابر وفي المحافل (تمادي) معاوية في نشر تلك البدعة الشنيعة القبيحة التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله انها علامة النفاق وسب لله ولرسوله وحمل الناس عليها بالسيف والزم شرار العمال النداء بها على المنبر في سائر اقطار الاسلام حتى في المدينة النبوية تجاه القبر الشريف على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله غير مراع في ذلك خوف الله تعالى ولا حرمة رسوله عليه وآله الصلاة والسلام ثم جعلها سنة باقية لاتباعه وخلفائه ملوك الضلالة وأئمة الجور والظلم فهنج اولئك الجبابرة منهجه واقتفوا سبيله واعلنوا سب علي عليه السلام ولعنه نحوا من ستين سنة (ذكر) الحافظ السيوطي رحمه الله انه كان في أيام بني امية اكثر من سبعين الف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب عليه السلام بما سنه لهم معاوية من ذلك وفي ذلك
---(1/104)


[ 105 ]
يقول العلامة احمد الحفظي الشافعي في أرجوزته. وقد حكى الشيخ السيوطي انه * قد كان فيما جعلوه سنه سبعون الف منبر وعشره * من فوقهن يلعنون حيدره وهذه في جنبها العظائم * تصغر بل توجه اللوائم فهل ترى من سنها يعادي * ام لاوهل يستر ام يهادي أو عالم يقول عنه نسكت * اجب فأني للجواب منصت وليت شعري هل يقال اجتهدا * كقولهم في بغيه ام الحدا اليس ذا يؤذيه ام لا فأسمعن * ان الذي يؤذيه يؤذي من ومن بل جاء في حديث ام سلمة * هل فيكم الله يسب مه لمه عاون اخا العرفان بالجواب * وعاد من عادى ابا تراب (ومن) عجيب ما يحكى من ذلك ان الوليد بن عبدالملك كان لحانا وانه خطب في خلفته وذكر عليا فقال انه كان لص ابن لص (بالجر) فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه احد ومن نسبته عليا إلى اللصوصية وقالوا ما ندري ايهما اعجب. (واعجب) من هذا ما ذكره المبرد في الكامل قال: ان خالد بن عبدالله القسري لما كان امير العراق كان يلعن عليا عليه السلام على المنبر فيقول اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم صهر رسول الله صلى الله عليه وآله على ابنته وأبا الحسن والحسين ثم يقبل على الناس ويقول هل كنيت. (واغرب) من الكل ما ذكره ابن الكلبي في غرائبه عن عبدالرحمن بن السائب قال: قال الحجاج يوما لعبد الله بن هانئ وهو رجل من بني اود (حي من قحطان) وكان شريفا في قومه قد شهد مع الحجاج مشاهده كلها وكان من أنصاره وشيعته والله ما كافأتك بعد ثم ارسل إلى الاسماء بن خارجه سيد بني فزتوة ان زوج عبدالله بن هاني بأبنتك فقال لا والله ولا
---(1/105)


[ 106 ]
كرامة فدعا له بالسياط فلما رأى الشر قال: نعم زوجه ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليمانية ان زوج ابنتك من عبدالله بن هاني الاودي قال: ومن اود لا والله لا ازوجه ولا كرامة فقال علي بالسيف فقال دعني حتى اشاور اهلي فشاورهم فقالوا زوجه ولا تعرض نفسك لهذا الفاسق فزوجه فقال الحجاج لعبدالله قدزوجتك بنت سيد فزارة وبنت سيد همدان وعظيم كهلان وما اود هناك فقال لا تقل ذاك اصلح الله الامير فان لنا مناقب ليست لاحد من العرب قال: وما هي قال: ماسب امير المؤمنين عبدالملك في ناد لنا قط قال: منقبة والله قال: وشهد منا صفين مع امير المؤمنين معاوية سبعون رجلا وما شهد منا مع ابي تراب الا رجل واحد وكان والله ما علمته امرأ سوء قال: منقبة والله قال ومنا نسوة نذرن ان قتل الحسين بن علي ان تنحركل واحدة عشر قلائص ففعلن قال: منقبة والله قال: وما منا رجل عرض عليه شتم ابي تراب ولعنه الافعل وزاد ابنيه حسنا وحسينا وامهما فاطمة قال: منقبة والله قال: وما احد من العرب له من الصباحة والملاحة مالنا فضحك الحجاج وقال اما هذه يا ابا هاني فدعها وكان عبدالله دميما شديد الادمة مجدورا في رأسه عجر مائل الشدق احول قبيح الوجه شديد الحول (انتهى) وقال: ابو عثمان الجاحظ خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة فقال تبا لهم انما يطوفون بأعواد ورمة بالية هلا طافوا بقصر امير المؤمنين عبدالملك الا يعلمون ان خليفة المرء خير من رسوله ؟ ! (انتهى) تأمل ايها المؤمن الصادق افعال هذه الفئة الضالة المضلة كيف ينافح عنهم كثير من اصحابنا اهل السنة ويتورعون عن الانتقاد عليهم ويحتالون لبراءتهم مما ارتكبوه بأي تأويل وجدوه وهم في الحقيقة اشر فعالا واسوء حالا من الخوارج الذين هم شر الامة. (ذكر العلامة) ياقوت الحموي في معجم البلدان في ذكر سجستان بعد
---(1/106)

21 / 54
ع
En
A+
A-