[ 92 ]
حادك وعاداك وعادى نبيك واهل بيت نبيك وتب عليهم انك انت التواب الرحيم ومن بوائقه الشنيعة المهلكة عداوته وبغضه وسبه لاخي المصطفى وابن عمه ووصيه وباب مدينة علمه واول أصحابه اسلاما واولهم ورودا عليه الحوض واشجعهم واعلمهم وازهدهم واحبهم إلى الله ورسوله امير المؤمنين علي كرم الله وجهه ورزقنا حبه وأتباعه غير مكترث ذلك الطاغية ولا مبال بما ورد عن الصادق المصدوق في خطارة بغضه وعداوته وسبه. تواترت عن معاوية تلك المهلكات ونقلها عنه ثقات الرواة وامتلات بما كتب منها بطون الاسفار ولزمت معاوية لزوم السواد للغراب ولم يكتف ذلك الطاغية بافعال نفسه وحده بل جمح به بغضه المتأصل في فؤاده وحقده الدفين في سويداء قلبه على ان دعا الناس إلى تلك الموبقات وحملهم عليها بالسيف والترغيب بالمال ليضم أوزارهم إلى اوزاره وذنوبهم إلى ذنوبه عاش مباشرا بنفسه تلك الفظائح إلى ان هلك واوصى بها من بعده من خلفائه واشياعه لم تنجح فيه عظات اكابر الصحابة ولم يؤثر فيه تخويفهم اياه ما ورد من الوعيد الشديد عن الله وعلى لسان رسول الله ران على قلبه ما ران فاستمر في غوايته وجرى على غلوائه حتى يبلغ إلى غايته. يا ناطح الجبل العالي ليكلمه * اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل ودونك اولا نموذجا مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله في حق من سب أمير المؤمنين عليا عليه السلام أو عاداه ليعرف العاقل والغافل أي شناعة ارتكبها ذلك الطاغية وأي طريق اجتازها إلى امه الهاوية قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم مرجعه من حجة الوداع بعد ان جمع الصحابة وكرر عليهم الست اولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبون بالتصديق والاعتراف ثم رفع يد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من احبه وابغض من ابغضه وانصر من
---(1/92)


[ 93 ]
نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار (اخرج) هذا الحديث جماعة منهم الترمذي والنسائي واحمد وصححوه قال احمد شهد به لعلي ثلاثون صحابيا (قلت) وعده الحافظ السيوطي في الاحاديث المتواترة (وأخرج) مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الامي الي انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق (واخرج) الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (واخرج) احمد والحاكم وصححه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من سب عليا فقد سبني (واخرج) ابن خالويه في كتاب الآل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي حبك ايمان وبغضك نفاق وأول من يدخل الجنة محبك واول من يدخل النار مبغضك (وفيه) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن ابغضك وكذب فيك (وفيه) عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى علي ابن أبي طالب فقال انت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من احبك فقد احبني ومن ابغضك فقد ابغضني وبغيضك بغيض الله فالويل كل الويل لمن ابغضك (واخرج) احمد في مسنده من عدة طرق ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا، أو نصرانيا (واخرج) أبو يعلي والبزار عن سعد بن ابي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من آذى عليا فقد آذاني (واخرج) الطبراني بسند حسن عن ام سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال من احب عليا فقد احبني ومن احبني فقد احب الله ومن ابغض عليا فقد ابغضني ومن ابغضني فقد ابغض الله (واخرج) الخطيب عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله
---(1/93)


[ 94 ]
عليه وآله وسلم قال عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن ابي طالب (واخرج) البزار وابو يعلي والحاكم عن علي كرم الله وجهه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ان فيك مثلا من عيسى ابغضته اليهود حتى بهتوا امه واحبته النصارى حتى انزلوه بالمنزل الذي ليس به. الا وانه يهلك في اثنان محب مفرط يقرظني بما ليس في ومبغض يحمله شنآني على ان يبهتني (وقال) ابن عبد البرفي الاستيعاب روي طائفة من الصحابة رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لعلي رضي الله عنه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق واخرجه مسلم في صحيحه (واخرج) الذهبي في التذكرة عن ابي الزبير سئل جابر عن علي فقال ما كنا نعرف منافقينا الا ببغض علي بن ابي طالب (واخرجه) ابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع وهو على ناقة فضرب على منكب علي وهو يقول اللهم اشهد اللهم قد بلغت هذا اخي وابن عمي وصهري وابو ولدي اللهم كب من عاداه في النار (واخرج) ابن عساكر في الفردوس بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة وحب علي حسنة لا تضر معها سيئة (واخرج) الحاكم في المستدرك عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله عهد معهود ان الامة ستغدر بك وانت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي من احبك احبني ومن ابغضك ابغضني وان هذه ستخضب من هذه يعني لحيته من رأسه (واخرج) البخاري في صحيحه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة (انتهى) وعلي سيد الاولياء واعظم فيكون معاوية اكبر المحاربين لله واعظم وزرا (واخرج) الطبراني ان عليا اتى يوما بالبصرة بذهب وفضة فقال ابيضاء وصفراء غري غيري غري اهل الشام غدا إذا ظهروا عليك فشق قوله ذلك على الناس فذكروا
---(1/94)


[ 95 ]
ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال ان خليلي صلى الله عليه واله وسلم قال يا علي انك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه اعداؤك غضابا مقمحين ثم جمع يده على عنقه يريهم الاقماح (واخرج) ابن عساكر عن جابر و حسنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي امام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله (واخرج) الدار قطني في الافراد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال علي باب حطة من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا (وفي نهج البلاغة قال علي عليه السلام: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على ان يبغضني ما ابغضني ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على ان يحبني ما احبني وذلك انه قضي فانقضى على لسان النبي الامي انه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق. (هذا بعض) ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله في شأن من عادى عليا كرم الله وجهه أو ابغضه أو سبه، فقد ثبت وحق على مبغض علي ومعاويه بدلالة هذه الاحاديث عداوة الله وعداوة رسوله والبغض لهما والنفاق والاذى لله ولرسوله والسب لهما وخذلان الله له والاكباب في النار وان لا تنفعه حسناته وان يرد على الله غاضبا مقمحا وقد لعن الله ورسوله في مواضع متعددة من قام به واحد من هذه الاوصاف فكيف لا يجوز لعن من قامت به كلها ان من يقول بعدم الجواز يكاد يكون مكذبا بهذه الاحاديث أو جاهلا بها أو مشاغبا لا يبالي بما يقول فيدعي باطلا ان لا عداوة ولا بغضاء بين علي عليه السلام وبين معاوية وانه لم يقع من معاوية لعن ولا سب لعلي كرم الله وجهه ويدع التواتر والنقل الصحيح وراء ظهره انتصارا بذلك لمن وحب خذلانه وحبا لمن وجب بغضه وانقيادا للتعصب المذموم وارضاء للشيطان المرجوم اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم، فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم
---(1/95)


[ 96 ]
في أنفسهم قولا بليغا. (ولنذكر) هنا طرفا مما صح ونقل عن معاوية واتباعه من هذا القبيل قدمر بك ان رسل معاوية إلى حجر بن عدي واصحابه قالوا لهم قبل القتل أنا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له فان فعلتم تركناكم وان أبيتم قتلناكم فقالوا لسنا فاعلي ذلك فقتلوهم (اخرج) مسلم في صحيحه والترمذي والنسائي في الخصائص عن عامر بن سعد بن ابي وقاص قال أمر معاوية ابن ابي سفيان سعدا فقال ما يمنعك ان تسب أبا تراب فقال لا ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن احب الي من حمر النعم وذكر قول النبي صلى الله عليه وآله انت مني بمنزلة هارون من موسى الحديث المشهور وزاد أبو يعلى عن سعد من وجه آخر قال لو وضع المنشار على مفرقي على ان اسب عليا ما سببته أبدا (ونقل ابن الاثير) ان معاوية كان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والاشتر (قال) ابن عبد ربه في العقد لما مات الحسن ابن علي حج معاوية فدخل المدينة واراد يلعن عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقيل له ان هاهنا سعد بن ابي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه فارسل إليه وذكر له ذلك فقال ان فعلت ذلك لاخرجن من المسجد ثم لااعود إليه فامسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد فلما مات لعنه على المنبر وكتب إلى عماله ان يلعنوه على المنابر ففعلوا فكتبت ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله إلى معاوية انكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك انكم تلعنون علي بن ابي طالب ومن احبه وانا اشهد ان الله احبه ورسوله فلم يلتفت احد إلى كلامها مع علمهم بصحة روايتها وشرف مقامها. صم بكم عمي مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا. (ونقل أبو عثمان الجاحظ) في كتاب الرد على الامامية ان معاوية كان
---(1/96)

19 / 54
ع
En
A+
A-