[ 77 ]
ان تكون قتلت أحدا بريئا قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت أو كما قاله وحدثني عمر قال: حدثني موسى بن اسمعيل قال: حدثنا نوح بن قيس عن اشعث الحلاني عن أبي سواد العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة واربعين رجل كلهم قد جمع القرآن وحدثني عمر قال: حدثني علي بن محمد عن جعفر الصدفي عن عون قال: اقبل سمرة من المدينة فلما كان عند دور بني أسد خرج رجل من بعض ازقتهم ففجأ اوائل الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة قال: ثم مضت الخيل فاتى عليه سمرة ابن جندب وهو متشحط في دمه فقال ما هذا قيل اصابته اوائل خيل الامير قال: إذا سمعتم بنا قد ركبنا فأتقوا اسنتنا وقال في موضع آخر قال: عمر وبلغني عن جعفر بن سليمان الضبعي قال: اقر معاوية سمرة بعد زياد ستة اشهر ثم عزله فقال سمرة لعن الله معاوية والله لو اطعت الله كما اطعت معاوية ما عد بني أبدا وحدثني عمر قال: حدثني موسى بن اسمعيل قال حدثني سلمان بن مسلم العجلي قال: سمعت ابي يقول مررت بالمسجد فجاء رجل إلى سمرة فأدى زكاة ماله ثم دخل فجعل يصلي في المسجد فجاء رجل فضرب عنقه فإذا رأسه في المسجد وبدنه ناحية فمر أبو بكرة فقال: يقول الله سبحانه قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قال: أبي فشهدت ذلك فما مات سمرة حتى اخذه الزمهرير فمات شر ميته قال: وشهدته واتى بناس كثير وأناس بين يديه فيقول للرجل ما دينك فيقول اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله واني برئ من الحرورية فيقدم فيضرب عنقه حتى مر بضعة وعشرون. (وولى) كذلك بسر بن ارطاة وهو الحالف على منبر النبي صلى الله عليه وآله لولا انه منع لما ترك بالمدينة محتلما الا قتله وهو قاتل الصبيين عبدالرحمن وقتم ابني عبيد الله بن العباس في حجر امهما فجنت ووسوست وهو السابي
---(1/77)


[ 78 ]
النساء المسلمات من اليمن وبائعهن في السوق والفاعل الافعال القبيحة قال: ابو جعفر الطبري في تاريخه قال: عطاء بن أبي مروان اخبرني حنظلة بن علي الاسلم‍قال وجد بسر قوما من بني كعب وغلمانهم على بئرهم فالقاهم في البئر وقال: اقام بسر بن ارطاة بالمدينة شهرا يستعرض الناس ليس أحد ممن يقال هذا اعان على عثمان الا قتله. (وولى كذلك) شرحبيل بن السمط الكندي على حمص واعمالها وهو ناشر دعوة الطلب بدم عثمان تحت امرة معاوية (قال) ابن عبد البر لما قدم جرير على معاوية رسولا من عند علي رضي الله عنه حبسه شهرا يتحير ويتردد في أمره فقيل لمعاوية ان جرير قد ردد بصائر أهل الشام في ان عليا قتل عثمان ولابد لك من رجل يناقضه في ذلك ممن له صحبة ومنزلة ولا نعلمه الا شرحبيل بن السمط فأستقدمه معاوية فقدم عليه فهيأ له رجالا يشهدون عنده ان عليا قتل عثمان ومنهم بسر بن ارطاة ويزيد بن أسيد وابو الاعور السلمي وحابس بن سعد الطائي ومخارق بن الحرث الزبيدي وحمزة بن مالك الهمداني قد واطأهم معاوية على ذلك (أي على شهادة الزور) شهدوا عنده ان عليا قتل عثمان فلقى جريرا فناظره فابى ان يرجع وقال قد صح عندي ان عليا قتل عثمان ثم خرج إلى مدائن الشام يخبر بذلك ويندب إلى الطلب بدم عثمان قال: أبو عمر وهو معدود في طبقة بسر بن ارطاة وابي الاعور السلمي. (وولى) أيضا زياد بن سمية بعد ان السنغواه واستلحقة وهو الظالم الناكص على عقيبه كما قال تعالى: " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فأنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " عمل زياد لمعاوية وارتكب القبائح والآثام العظيمة بعد ان عمل لعمر ولعلي رضى الله عنها ثم رجع القهقرى واسترسل في اقتحام الجرائم حتى انه كتب إلى الحسن بن علي
---(1/78)


[ 79 ]
عليهما السلام وقد شفع إليه في رجل من شيعته من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة اما بعد فقد اتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وانت طالب حاجة وانا سلطان وانت سوقة كتبت الي في فاسق آويته اقامة منك على سوء الرأي ورضي منك بذلك وايم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك فان أحب لحم الي ان آكل منه للحم الذي انت منه فسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فان عفوت عنه لم آكن شفعتك فيه وان قتلته لم أقتله الا لحبه اباك الفاسق والسلام ولما بلغ موته ابن عمر قال: يا ابن سمية لا الآخرة ادركت ولا الدنيا بقبيت عليك. (وولى) كذلك عبيدالله بن زياد بن سمية وظلمه وبغيه وفجوره مشهور وسيرته معلومة ولم يزل يرتع في المظالم حتى كلل اعماله القبيحة بقتل الحسين بن علي عليهما السلام. وقد ذكر ابن جرير في تاريخه والزمخشري في الفائق وغيرهما انه دخل عليه زيد بن ارقم وبين يديه رأس الحسين عليه السلام وهو ينكثه بقضيب معه فغشي عليه فلما افاق قال له مالك يا شيخ قال رأيتك تنكث شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلهما فقال ابن زياد لعنه الله أخرجوه فلما قام ليخرج قال: ان محمديكم هذا الدحداح وفيه يقول عدو الله يزيد بن معاوية لعنة الله عليهما: اسقني شربة تروي مشاشي * ثم قم واسق مثلها ابن زياد صاحب الود والامانة والتسديد مني ومغنمي وجهادي (وإذا) تتبعت سيرة معاوية وتأريخه وجدت كثيرا من عماله من هذا القبيل وكما قيل ان عمر رضي الله عنه وحسناته جميعها حسنة واحدة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه فكذلك ان يزيد وقبائحه وسيئاته كلها سيئة واحدة من سيئات معاوية وكل ما فعله عماله بسلطانه وتوليته من الظلم
---(1/79)


[ 80 ]
والجور فهو في عنقه كما جاءت به الاحاديث (فهؤلاء) هم الوزراء والاتباع ومعاوية هو الامام الذي دهورهم في ذلك الشقاء وسيعلم متبعوه ذل مقامهم يوم يدعى كل انسان بأمامهم ومن هذا حاله وهذه افعاله كيف لا يستحق اللعن وتستحقه الواثمة والمستوشمة وكيف لا يجوز لعن من نهب قناطير الذهب والفضة من أموال المسلمين ويجوز لعن السارق درهما واحدا لا والله بل الحق احق ان يتبع. (ومن موبقاته الشنيعة) استلحاقه زياد بن عبيد وجعله زياد بن أبي سفيان وهو اول استلحاق جاهلي عمل بن في الاسلام علنا واستنكره الصحابة وأهل الدين (اخرج) البخاري في صحيحه عن سعد بن ابي وقاص رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من ادعى إلى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام فذكرته لابي بكرة فقال وانا سمعته اذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وآله (واخرج) فيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن ابيه فهو كفر (وفيه) من اثناء حديث طويل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: ثم انا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ان لا ترغبوا عن ابائكم فانه كفر بربكم ان ترغبوا عن آبائكم (وفيه) أيضا حديث واثلة ان من اعظم الفراء ان يدعى الرجل إلى غير ابيه. (وفي الصحيح) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من انتسب إلى غير ابيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلى يوم القيامة (واخرج) أبو داود وصححه عن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ادعى إلى غير ابيه أو انتهى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة فأنظر إلى هذا الوعيد الشديد الذي لم يبال به معاوية ولم يكترث بما يترتب على ذلك الاستلحاق من اختلاط الانساب وهتك الحرم سعيا وراء اغراض دنيوية
---(1/80)


[ 81 ]
سياسية وقد ذكر المحدثون والمؤرخون اسباب هذا الاستلحاق. (ولنذكر) ملخص ما ذكره العلامة ابن الاثير رحمه الله قال: لما ولي علي الخلافة استعمل زيادا على فارس فضبطها وحمى قلاعها واتصل الخبر بمعاوية فساءه ذلك وكتب إلى زياد يتهدده ويعرض له بولادة ابي سفيان اياه فلما قرأ زياد كتابه قام في الناس وقال: العجب كل العجب من ابن اكلة الاكباد وراس النفاق يخوفني بقصده اياي وبيني وبينه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في المهاجرين والانصار اما والله لو اذن لي في لقائه لوجدني احمر مخشا ضرابا بالسيف وبلغ ذلك عليا فكتب إليه اني وليتك ما وليتك واني أراك له اهلا وقد كانت من ابي سفيان فلتة من اماني الباطل وكذب النفس لا توجب له ميراثا ولا تحل له نسبا وان معاوية يأتي الانسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فأحذر ثم احذر والسلام فلما قتل علي عليه السلام وكان من امر زياد ومصالحة معاوية ما كان رأى معاوية ان يستميل زيادا ويستصفي مودته باستلحاقه فاتفقا على ذلك واحضر الناس وحضر من شهد لزياد وكان فيمن حضر خمار يقال له أبو مريم السلولي فقال له معاوية بم تشهد يا أبا مريم فقال أنا اشهد ان أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغيا فقلت له ليس عندي الاسمية فقال ائتني بها على قذرها ووضرها فأتيته بها فخلا معها ثم خرجت من عنده وان اسكتيها ليقطر ان منيا فقال له زياد مهلا أبا مريم انما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما فأستلحقه معاوية. (وكان) استلحاقه اول ما ردت به احكام الشريعة علانية فان رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بالولد للفراش وللعاهر الحجر وقضى معاوية بعكس ذلك طبقا لما كان العمل عليه قبل الاسلام يقول الله تعالى افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. (وكتب) زياد إلى عائشة رضي الله عنها من زياد بن أبي سفيان وهو
---(1/81)

16 / 54
ع
En
A+
A-