الكتاب : النصائح الكافية
المؤلف : محمد بن عقيل با علوي

النصائح الكافية
محمد بن عقيل
---(1/1)


[ 1 ]
النصائح الكافية لمن يتولى معاوية تأليف العلامة المحقق الجليل الشريف النبيل السيد محمد بن عقيل بن عبدالله بن عمر بن يحى العلوي المتوفى سنة 1350 ه‍دار الثقافة للطباعة والنشر ايران - قم تلفن: 37790. النصائح الكافية لمن يتولى معاويه المؤلف: السيد محمد بن عقيل بن عبدالله بن عمر بن يحيى العلوى الطبعة الاولى: 1412 ه‍الكمية: 2000 نسخه بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة المؤلف نسبه الشريف هو محمد بن عقيل بن عبدالله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن طه بن محمد ابن شيخ بن أحمد بن يحيى بن حسن بن علي بن علوي بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن محمد بن علي بن محمد صاحب مربط بن علي بن علوي بن محمد علوي بن عبيدالله بن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء عليهم السلام. مولده ووفاته ولد ضحى يوم الاربعاء ليومين بقيا من شعبان سنة 1279 ه‍ببلدة مسيلة آل شيخ قرب تريم (1) من بلاد حضرموت، وتوفي صباح الثلاثاء 13 ربيع الاول سنة 1350 ه‍في الحديدة من أرض اليمن، وشيع نعشه رجال الدولة والاهلون عن بكرة
---
(1) تريم: اسم إحدى مدينتي حضرموت، لان حضرموت اسم للناحية بجملتها، ومدينتاها: شبام وتريم، وهما قبيلتان سميت المدينتان بهما. مراصد الاطلاع 1: 261 (*)
---(1/1)


[ 2 ]
أبيهم، والجيش اليماني منكسا سلاحه، وجاءت برقيات التعزية لنجله السيد علي من الامام يحيى وولي العهد سيف الاسلام أحمد بن يحيى وأخيه سيف الاسلام محمد، وأقفلت المحاكم في اليمن ثلاثة أيام حدادا عليه. أحواله اعتنى والده بتعليمه، وأحضر إلى المسيلة من يعلمه من علماء حضرموت، فقرأ القرآن في بضعة شهور، وتعلم الخط، وقرأ النحو وبعض متون الفقه وبعض دواوين الشعر، وجل مقامات الحريري، وكانت قراءته على والده وعمه محمد بن عبدالله، وعلى السيد أبي بكر بن شهاب وغيرهم، وكانت مخايل النجابة وجودة الفهم بادية عليه من صغره، وبما أن والده كان يحرضه على الاستقلال في الفهم وعدم اتباع كل ما هو محرر إلا بعد فهمه وفحصه تربت فيه ملكة الاستقلال من صغره، وكانت لاسلافه مكتبة عظيمة تحوي نفائس الكتب المطبوعة والمخطوطة ولها فهرس عمله هو، فطالع أكثر ما حوته بإمعان. توفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره، فقام مقام والده في رئاسة عائلته على صغر سنه، وقام بمهام تلك الرئاسة أحسن قيام. ثم رحل من بلاد حضرموت إلى سنغافورة وجاوة (1) وعمره 17 سنة لافادة أهلها، فنجحت مساعيه وتكللت أعماله بالفوز حتى أصبح مضرب الامثال، فكثر حساده وتضافرت على مقاومته أضداده، فأظفره الله عليهم وعادوا بالخيبة والخذلان، ووصل إلى سنغافورة سنة 1296 ه‍واشتغل بالتجارة ليكون مستغنيا عن الناس، فنجح في تجارته وحافظ على أوقاته، فعمل جدولا قسم فيه أوقاته على أعماله وراحته، وجعل حصته للمطالعة لا تقل عن ثلاث ساعات على الدوام، وكلما وجد سعة في الوقت جعلها للمطالعة وكان يقول: " مواقيتك يواقيتك، فحافظ عليها " وكان يقول:
---
(1) جاوة: من الجزر الاندنوسية (*)
---(1/2)


[ 3 ]
" أعظم عون لي في نجاح مقاصدي توزيع أوقاتي ". ولم يكن يقبل مناصب الدول، وأراده الملك حسين بن علي أن يكون ناظرا للمعارف بمكة المكرمة سنة 1340 ه‍ فأبى، سوى أنه رغب إلى حكومة سنغافورة إبان الحرب العظمى الاولى في تأسيس مجلس باسم مجلس الاستشارة الاسلامي فأجابته لذلك، وترأس هذا المجلس، وغايته إجراء أحكام المسلمين كالمواريث وغيرها على وفق مذهبهم. وأسس في سنغافورة جمعية إسلامية ومجلة وجريدة عربيتين ومدرسة عربية دينية، وحج البيت الحرام ثلاث مرات، أقام في إحداها بالحجاز مع عائلته أكثر من ستة أشهر. وسافر إلى الهند مرارا، وسافر إلى اليابان والصين وإلى آخر بلاد روسيا، ومنها إلى برلين ففرنسا، وحضر بها المعرض العلمي والتجاري، وتعرف بعلية المستشرقين فيها، ورأى في جهة من المعرض العلمي علما لدولة إسلامية وتحته منبر للخطابة لم يصعد عليه أحد، فصعد عليه واجتمع حوله علماء المستشرقين، فالقى خطابا نفيسا ذكر فيه السيرة النبوية ومحاسن الاسلام، ولما نزل عن المنبر صافحوه ودعوه إلى حفلة أقاموها له في منزل كبير والتفوا حوله رجالا ونساء، وسافر أيضا إلى العراق وسورية ومصر مرارا. وكان قوي الحجة، ثاقب الفكر، حاد الذهن، شديد الفهم، باحثا محققا نقادا مطلعا. مؤلفاته (1) النصائح الكافية لمن يتولى معاوية، وعنونه في الذريعة ب‍(النصائح الكافية في مثالب معاوية). فرغ منه في سنغافورة ليلة السبت 11 صفر سنة 1326، وطبع في بومباي - الهند، في نفس السنة، وطبع بعدها عدة مرات في بيروت وبغداد والنجف (1).
---
(1) الذريعة 24: 170. (*)
---(1/3)


[ 4 ]
ورد عليه رجل بكتاب سماه (الرقيه الشافية من مضار النصائح الكافية) فرد السيد أبو بكر بن شهاب على الرد بكتاب أسماه (الحمية من مضار الرقية). (2) تقوية الايمان برد تزكية آل أبي سفيان، كتبه في الذب عن اعتراضات أوردت على كتابه (النصائح الكافية) وأثبت فيه صحة ما ذكره في نصائحه. وقد طبعه في سنة 1343 ه‍(1). (3) الفصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم، وهو تلخيص لكتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم) للمقريزي المتوفى سنة 845 ه‍. ألفه في سنغافورة سنة 1332، وطبع في سنة 1343 مع (تقوية الايمان) (2). (4) العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل، وهو عتاب على من يروي عن كل خارجي وكذاب، ويترك الرواية عن أهل البيت، بلسان طيب جميل، فهو اسم طبق المسمى، طبع بعد تأليفه في سنغافورة في سنة 1342 ه‍، وهو مرتب على ستة أبواب وخاتمة، وفيه استقراء تام لاسباب الجرح والتعديل فلم ير في المجروحين ذنب غير محبة آل البيت (ع)، ولم ير في المعدلين سوى التحامل عليهم والميل والانحراف عنهم (3). (5) ثمرات المطالعة، أشار إليه في (العتب الجميل) بلغ عدد صفحاته أربعة آلاف صفحه، وقيل: ثمانية آلاف بقطع النصف، وذلك أنه كان كثير المطالعة، وله ولع عظيم بها، بقي عدة أعوام يطالع في كل ليلة مائة وخمسين صفحة، فكان إذا أراد مطالعة كتاب وضع مذكرته وقلمه ودواته بجانبه وشرع في المطالعة، وعند الانتهاء من مطالعة ذلك اليوم يكتب على المحل الذي وقف عليه تاريخ اليوم والشهر والسنة، فإذا رأى في الكتاب غلطا كتب على هامشه: الظاهر كذا. وإذا مرت به فائدة أو اعتراض على
---
(1) الذريعة 4: 394. (2) الذريعة 16: 227. (3) الذريعة 15: 216. (*)
---(1/4)

1 / 54
ع
En
A+
A-