تم بخط الفقير إلى اللّه تعالى أحمد بن قاسم بن أحمد المهدي وفقه اللّه لصالح الأعمال والأقوال بتاريخ 27 شهر صفر سنة 1396هـ، انتهى النقل من خط الولد أحمد أصلحه اللّه تعالى في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1412هـ من هجرة سيدنا رسول (ص) وسبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم وكتبه الفقير إلى اللّه تعالى قاسم بن أحمد بن المهدي الحوثي الحسيني غفر اللّه تعالى له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات آمين آمين آمين.(10/6)


دعوته عليه السلام:
وكانت دعوة الإمام الأعظم المهدي لدين اللّه رب العالمين محمد بن القاسم الحسيني الحوثي صلوات اللّه عليه سنة 1298هـ عقيب وفاة المتوكل على اللّه المحسن بن أحمد رحمه اللّه ورضي عنه، ووفاته في شهر رجب سنة 1319هـ، ومشهده بجبل برط مشهور مزور، وكان انتقاله من السر من نواحي صنعاء اليمن، فهاجر إلى اللّه مجاهداً في سبيل اللّه داعياً إلى كتاب اللّه وسنة رسول اللّه، وبعد استقراره بجبل برط أهرع إليه العلماء الأعلام من علماء ضحيان وصعدة وصنعاء وحوث وغيرها من الأقطار، ولم يزل داعياً للأمة إلى سبيل نجاتها مبيناً للخلق ما افترض اللّه عليهم من أعلام هداتها حتى قبضه اللّه إليه، وقد كان حبس هو وأعلام اليمن بعد وفاة المتوكل على اللّه، وممن حبس معه السيد العلامة أحمد بن محمد الكبسي، والإمام المنصور باللّه محمد بن يحيى حميد الدين، غدرهم الترك بصنعاء وبقوا في الحبس سنتين ثم خارجهم اللّه تعالى في خبر طويل لا يسع الحال ذكره تمت والله أعلم نقلاً من خط مولانا شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده اللّه وحفظه أمين.كتبه الفقير إلى عفو اللّه صلاح فليتة.(11/1)


ترجمة أخرى
وبعد فهذه نبذة نلمح فيها إلى يسير من ترجمة المؤلف عليه السلام، فهو الإمام المجدد للدين أمير المؤمنين المهدي لدين اللّه رب العالمين، محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل الحسيني الحوثي، ينتهي نسبه إلى الإمام المؤيد باللّه يحي بن حمزة عليهم السلام، وسيأتي في ديباجة الكتاب، أخذ العلم عن والده، وعن الإمام المنصور باللّه أحمد بن هاشم، وعن الإمام المنصور باللّه محمد بن عبداللّه الوزير ، وعن السيد العلامة عالم اليمن محمد بن محمد الكبسي، وعن السيد العلامة الولي محمد بن إسماعيل الحوثي الملقب بعشيش، وعن القاضي العلامة أحمد بن عبد الرحمن المجاهد، وعن القاضي العلامة أحمد بن إسماعيل القرشي العلفي، وغيرهم كثير، كانت دعوته عليه السلام عام 1298هـ عقيب وفاة الإمام المتوكل على اللّه المحسن بن أحمد رضي اللّه عنه، ووفاته يوم الجمعة، في شهر رجب سنة1319هـ، ومشهده بجبل برط، وكان انتقاله من السر من مخاليف صنعاء، وقد كان غدر به الاتراك ومعه علماء اليمن فسجنوهم، ومنهم السيد العلامة مفتي اليمن أحمد بن محمد الكبسي، والإمام المنصور باللّه محمد بن يحي حميد الدين، ولبثوا في السجن سنتين، ثم يسر اللّه خروجهم وفرج اللّه على الإسلام والمسلمين بإطلاقهم، وبعد ذلك انتقل الإمام من صنعاء حال جهاده للأتراك إلى جبل برط وبعد استقراره، اجتمع العلماء الأعلام، وذوو الحل والإبرام، وبايعوه بالإمامة العظمى، منهم إمام الأعلام ، وفخر سادات الأنام عبداللّه بن أحمد المؤيدي العنثري البصير الملقب بمشكاع، وشيخ الإسلام القاضي العلامة محمد بن عبداللّه الغالبي، والسيد العلامة الرباني الحسين بن محمد الحوثي، والسيد العلامة الزاهد الحسين بن عبداللّه الشهاري، وأعيان علماء اليمن، وهاجر إليه الجم الغفير، منهم السيد العلامة نجم العترة الحسين بن محمد الحوثي، والسيد العلامة المجتهد علي بن يحي المؤيدي العجري، ووالدنا العلامة الولي(12/1)


محمد بن منصور المؤيدي وغيرهم كثير من نواحي صنعاء وحوث وصعدة وضحيان، ثم ذكر الآخذين عنه وقد تقدموا.
قال السيد العلامة المطهر بن القاسم بن الإمام المهدي رضي اللّه عنهم مالفظه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم، الحمدلله الذي جعل أهل البيت المطهرين قرناء الكتاب، وجعلهم ورثة الأنبياء وحجة على الخلق، يهتدى بهم عن طرق الشك والارتياب، وبعد..
فإني لما اطلعت على تاريخ الآباء الكرام، وسيرهم المنبئة على السمو والانتظام، وعلى علو همتهم في نشر العلوم، وملازمة رضاء اللّه الحي القيوم، علمت أن ذلك المنهج والوصف مما يحمل المرء على الاقتداء بهم، والاهتداء بهديهم، والتشبه ببعض أفعالهم وسيرهم، وإلى الرغوب إلى معالي هممهم، ونيل بعض علمهم، فسنح لي من ذلك أن أحرر تاريخ آبائي على ماسمعت وروي لي من سيرهم المبرورة، وعلو هممهم المشهورة، في نشر العلوم والسير المرضية القائمة الرسوم.(12/2)


أما تاريخ والدنا الإمام المهدي رضي اللّه عنه فأشهر من نار على علم، أقر له الموالف والمخالف بالقدم الراسخة بالعلم والاجتهاد، ولم يبلغ درجته واجتهاده أحد من علماء زمانه، أروي عن الوالد العلامة المشهور أحمد بن يحيى العجري أنه كان الإمام يملي شرح الأزهار غيباً قلباً وحاشية، وأنه ممن أملاه عليه وقرأه لديه، وعن القاضي العلامة محمد بن عبد اللّه الغالبي، وغيرهم ممن لازمه من العلماء المبرزين وجالسه: أنه عند الاختبار له في القيام بالخلافة أفحم كل عالم حبر، وأنه ماسئل عن شيء من العلوم حتى التي هي من مسائل المعاياة والمسائل الغامضة المشكلة على العلماء من كل فن إلا أجاب فيها، وأنهم ماشبهوا علمه إلا بالإمام الهادي عليه السلام وبركته، وقد كانت هجرته من مدينة صنعاء لما اعتورتها الأتراك والدول الذين ليسوا على الحق ولامن أهل البيت، وقد كان حبس الإمام المهدي مع جملة من العلماء والفضلاء لئلا يدعو بعد الإمام المتوكل المحْسِن بن أحمد منهم أحد وعزموا بهم إلى الحديدة، وبعد سنتين فرج اللّه عنهم بالإطلاق، فهاجر إلى برط ووردت إليه المكاتبة والمراسلة من العلماء بالقيام بالخلافة فأبى، ولم يتركوا له عذراً وألزموه الحجة، فسار بسيرة الأئمة الأبرار ، ونشرت دعوته في جميع الأقطار، وأجابه العلماء والرؤساء والأخيار ، ولابرح داعياً، للأنام مرشداً لجميع أهل الإسلام حتى توفاه اللّه تعالى، لم يسفك دماً ولم يهتك حراماً، ولم يتول لنفسه من الحطام ولابيت المال إلا حلالاً من سعي نفسه ورزقه وصرف الواجبات في أهلها لم يقبض شيئاً منها، وسيرته وبركاته مدونة عند علماء وقته في الدفاتر وسؤالاتهم وجواباته، وله التصانيف والجوابات والأسئلة المشكاة النورانية والسؤالات الضحيانية ورسائل غيرها، وبركات علمه واشتهار سيرته أظهر من نار على علم، ولما واذنه الإمام المنصور باللّه بالولاية ووصل إليه أهل الشورى لذلك من العلماء وأهل الرأي أذن(12/3)

4 / 29
ع
En
A+
A-