المسألة السادسة:
أن اللّه لا يريد شيئاً من معاصي عباده ولا يرضاه ولا يحبه، لأن الرضى والمحبة يرجعان إلى الإرادة وإرادة القبيح قبيحة واللّه تعالى لا يفعل القبيح كما مر ولو أراد اللّه تعالى شيئًا منها لما حسن تعذيبهم على فعلها وقد قال تعالى ?ولا يرضى لعباده الكفر?(الزمر: 7)، و?وما اللّه يريد ظلما للعباد?(غافر: 31)، و?واللّه لا يحب الفساد?(البقرة: 205).(71/1)
المسألة السابعة:
أن جميع الآلام التي لا تقع من فعل المخلوقين فهي من فعل اللّه تعالى لحكمةٍ وصواب. والدليل على أنها من فعل اللّه تعالى: أنها من جملة الأعراض المحدَثة ولم تكن من فعل المخلوقين، فوجب أن تكون من فعل اللّه تعالى.
وأما كونها لحكمة وصواب : فقد ثبت أنه تعالى عدل حكيم لا يفعل الظلم والعبث فوجب الحكم بأن جميع أفعاله تعالى حكمة وصواب وإن لم يعرف وجه الحكمة، كالاعتبار، والتعريض على الخير بالصبر على البلاء، وللعوض منه تعالى، وقد يكون تعجيل عقوبة لمن يستحقها قال اللّه تعالى ?وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير?(الشورى: 30) الآية وغيرها.(72/1)
المسألة الثامنة:
أن هذا القرآن الذي بيننا كلام اللّه تعالى، وقد عُلِم ضرورة أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يخبر أنه كلام اللّه تعالى لا كلامه، وقد قال تعالى ?وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام اللّه?(التوبة: 6)، ولا شك أنه القرآن.(73/1)
المسألة التاسعة:
أن القرآن مُحدَث، لأنه مرتب منظوم، وما هذا شأنه يجب أن يكون مُحدَثاً، وقد قال تعالى ? ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم مُحدَثٍ ?(الأنبياء: 2)، وغير ذلك.(74/1)
المسألة العاشرة:
أن محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلم نبي صادق. والدليل على ذلك: أن المعجز الذي هو القرآن قد ظهر على يديه عقيب دعوة النبوة وذلك معلومٌ من الدين ضرورة، وقد تحدَّى اللّه فصحاءَ العربِ فلم يأتوا بسورةٍ من مثله فثبت أنه معجزٌ، وأنه مصدِّق لدعوى الرسالة من عند اللّه تعالى واللّه تعالى لا يصدق إلا صادقاً، فثبت بذلك أنه صلى اللّه عليه وآله نبي مرسل صادق الدعوى وأن ما جاء به حق لا شك فيه، وقد قال تعالى ?وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وَقودُها الناس والحجارةُ أعدت للكافرين?(البقرة: 23-24)، وقد أيده اللّه تعالى بالمعجزات الواسعة صلى اللّه عليه وآله وسلم.(75/1)