المسألة الثامنة:
أن اللّه تعالى غني لا تجوز عليه الحاجة، لأن الحاجة من صفات الأجسام، واللّه تعالى ليس بجسم ولا يشبه الجسم، وقد قال تعالى ?واللّه الغني وأنتم الفقراء?(محمد: 38) .(56/1)


المسألة التاسعة:
أن اللّه تعالى لا يُرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة. والدليل على ذلك: أنا وجدنا المرئيات أجساماً وأعراضاً لا غير وكلها مُحدثة واللّه تعالى ليس بجسم ولا عَرَض ولا مُحدث فوجب أن لا يُرى.
وقد قال تعالى ?لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ?(الأنعام: 103)، وقد قال تعالى ? لن تراني?(الأعراف: 143)، فنفى الرؤية على جهة الاستغراق، وهذه المسألة في الحقيقة فرع على السابعة كما لمحنا إلى ذلك.(57/1)


المسألة العاشرة:
أن اللّه تعالى واحد لا إله غيره، أي لا مشارك له في الإلهية. والدليل على ذلك: أنه لو كان لله تعالى ثانٍ لأظهر صنعته وقدرته، ودل على نفسه، وأتتنا رسله، ولكان يلزم الفساد في السموات والأرض وما بينهما لاختلاف مراديهما إذا أراد أحدهما فعلاً والآخر ضده ونحو ذلك، فلما انتفى ذلك كله عَلِمنا أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له.
وقد قال تعالى: ? قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن كفؤًا أحد?، وقال تعالى ? لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا?(الأنبياء: 22) تناقض مراداتهم و?لذهب كل إله بما خلق?(المؤمنون: 91) فتتميز صنعة كل أحد منهم ? ولعلا بعضهم على بعض?(المؤمنون: 91) بالقهر والغلبة فيعجز المغلوب، والعاجز ليس بإله قادر، والغالب هو اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم القاهر.(58/1)


[الفصل الثاني في العدل]
وفيه عشر مسائل:
ومعناه ما قاله الوصي عليه السلام: (العدل أن لا تتهمه )،وصدق عليه السلام فإنه من اتهم ربه لم ينَزهه ولم يصفه بعدل، وفيه عشر مسائل:(59/1)


المسألة الأولى:
أن اللّه تعالى عدل حكيم لا يفعل القبيح كالظلم والعبث. والدليل على ذلك: أنه قد ثبت أنه تعالى عالم غني، فمما يعلمه قبح القبيح وهو غني عنه فلا يفعله، ولأنه صفة نقص وهي من صفات المحدثات واللّه تعالى لا يشبهها فلا يتصف بها بل أفعاله كلها حسنة جارية على طبق الحكمة،وقد قال تعالى ? ولا يظلم ربك أحداً ?(الكهف: 49)، وقوله تعالى: ? ما يفعل اللّه بعذابكم إن شكرتم وآمنتم?(النساء: 147) وغيرها.(60/1)

17 / 29
ع
En
A+
A-